حتى لا تكون نهايتنا كنهاية الموريسكيين [*]


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 تتوالى على المسلمين نكبات وضربات متنوعة في مناطق مختلفة من العالم، وعلى الرغم من عنف هذه الضربات ودمويتها إلا أن العالم لا يعيرها الاهتمام الذي يعيره لفرد غير مسلم يعتدي عليه، بل الاهتمام الذي يعيره لبعض أصناف الحيوانات التي تشتغل أجهزة الإعلام بإثارة الخوف عليها من الانقراض كما هو حاصل بالنسبة للفيلة والحيتان والحيوانات الأخرى..

 بل إن هذه المذابح التي تنفذ ضد المسلمين هنا وهناك إن ذكرت تذكر مخففة مشوهة في زاوية منسية من مجلة أو صحيفة، ثم سرعان ما ينساها ليس المعنيون بحقوق الإنسان فقطº بل المسلمون أنفسهم.

 ولاشك أن مما يميت ما يحدث للمسلمين من ويلات وما يُخفي ما ينزل بهم من قهر وإرهاب هو فقدان جو الحرية الذي تنتقل فيه المعلومات، وتتجاوب أصداؤها في جنبات العالم محدثة أثراً.

 وأمام هذا الواقع فإن المطلوب من كل مسلم يشهد تعدياً لا مسوغ له على حرمة مسلم أو مسلمةº أو ظلماً يقع على هذه الفئة المسلمة أو تلكº أن يسجل ذلك بأي وسيلة تمكنه: كتابةً أو تصويراً أو تسجيلاً صوتياً، ولا يستهين في شيء من ذلك ولا يستثقله، ولا يقل في نفسه: ما الفائدة؟ لا يمكنني أن أنشر أو أذيع ما أعلم، فرب يوم يأتي سيتاح له أن ينقل شهادته للناس، وإذا كان قد سارع بكتابتها حين وقعت، فلن يضير مضي الزمن ما كتب، حيث ستنتقل هذه الحادثة بحرارتها إلى الأذهان وكأنها حدثت الساعة، ولا يستصغر شأنه وليكتب بأي أسلوب يحسنه، فالصدق صدق بأي لغة نقل وبأي أسلوب قيل.

 وكم من مصائب وقعت على المسلمين من قبل أعدائهم ذهب أثرها أدراج الرياح بسبب استهانة المسلمين بالتسجيل والحفظ، وما خبر الموريسكيين عنا ببعيد.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply