يا رب المسلمين .. يا الله


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

ألا فاحمل إلى الأنبار أبياتي ** وحييّ بها من الفلوجة الآتي

أسيفكم حديد أم به عجـــــب ** من الإله تنزل في السمـوات

ورمحكُمُ سلاح أم هو الصَعَــــــق ** يزلزل جيش المجرم العاتـي

 

لا ريب أن ما جرى في الفلوجة الأيام الماضية، مع أنه ألبس أمة الإسلام لبوس البائس الحزين، وحملها من الأسى ما لن تنساه الأعوام والسنين ، وعاشت أياما عصيبة، مثل أو أشد من أيام جنين، غير أنه ينطوي مع ذلك على خير عظيم لو تدبرناه حقـــا:

1ـ فإنه أيقظ في الأمة روح التحدي وأشعلها.

2ـ وضرب مثلا للصبر والاستبسال مهما كانت قوة العدو.

3ـ وكشف حقيقة شعارات العدو الزائفة عن هبات الحرية وحقوق الإنسان التي يوزعها في العراق.

4ـ ووحد العراقيين ضد المحتل.

5ـ وأظهر أن المقاومة إنما هي انتفاضة شعب ليست مجموعات صغيرة كما كان يدعي المحتل.

6ـ وأدخل مقاومة الاحتلال في نفق اللاعودة فإن الدماء التي سالت على أرض الفلوجة، قد توزعت في العراق كلها فالأنبار والفلوجة قلب العراق النابض الذي تأوي إليه عشائر العراق، كما تأوي الشرايين إلى القلب، فهي دماء تستدعي الثأر.

7ـ أعاد إلى الأذهان ذكريات الاحتلال الماضي بكل ما حمله من مآس على المسلمين، وروح الجهاد التي ملأت العالم الإسلامي القرن الماضي.

8ـ كشف أن الاحتلال لا يحمل مشروعا حضاريا ـ وما ينبغي له وما يستطيع ـ، وأنه يتخبط على غير هدى، وذلك أنه قد جاء يعتلي صهوة البطر والكبر، قائلا: سنقاتل بكل كبرياءنا وعظمتنا.

9ـ بين أن الورطة التي تورطها في العراق كبيرة جدا، ومقعدة جدا.

10ـ بين أن الوحش الكاسر العظيم القوة يمكن أن يتضعضع بسهولة، إذا أدخل أنفه في عش الزنابير، فيجبر على الانسحاب، والفلوجة هي عش الزنابير.

هذا وليست معركة الفلوجة سوى محطة في تاريخ صراع أمة الجهاد التي لا تنكسر، وما شهداؤها إلا كوكبة في سلسلة وضّاءه،، من كواكب الشهداء الذين سطروا تاريخ الأمة بأحرف من نور.

فهنيئا لهم والله، ونقول لأهل الفلوجة: (ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين).

ولا بأس أن نذكر ـ لنعتبر بالتاريخ ـ مصابا أصاب المسلمين في تاريخهم الماضي من ملك صليبي عظم شره على أهل الإسلام في زمن كانت الأمة فيه في حال من الضعف والخلاف، وذلك لنستذكر العبرة من تاريخنا الزاخر.

 

قال ابن كثير - رحمه الله - في حوادث عام 352هـ:

عن نقفور أحد ملوك الروم: كان هذا الملعون من أغلظ الملوك قلباً، وأشدهم كفراً، وأقواهم بأساً، وأحدهم شوكة، وأكثرهم قتلاً وقتالاً للمسلمين في زمانه، استحوذ في أيامه لعنه الله على كثير من السواحل، وأكثرها انتزعها من أيدي المسلمين قسراً، واستمرت في يديه قهراً، وأضيفت إلى مملكة الروم قدراً.

 

وذلك لتقصير أهل ذلك الزمان، وظهور البدع الشنيعة فيهم وكثرة العصيان من الخاص والعام منهم، وفشو البدع فيهم، وكثرة الرفض والتشيع منهم، وقهر أهل السنة بينهم، فلهذا أديل عليهم أعداء الإسلام، فانتزعوا ما بأيديهم من البلاد مع الخوف الشديد ونكد العيش والفرار من بلاد إلى بلاد، فلا يبيتون ليلة إلا في خوف من قوارع الأعداء وطوارق الشرور المترادفة، فالله المستعان.

وقد ورد حلب في مائتي ألف مقاتل بغتة في سنة إحدى وخمسين، وجال فيها جولة، ففر من بين يديه صاحبها سيف الدولة ففتحها اللعين عنوة، وقتل من أهلها الرجال والنساء ما لا يعلمه إلا الله، وخرب دار سيف الدولة التي كانت ظاهر حلب، وأخذ أموالها وحواصلها وعددها وبدد شملها، وفرق عددها، واستفحل أمر الملعون بها فإنا لله وإنا إليه راجعون.

وبالغ في الاجتهاد في قتال الإسلام وأهله، وجدّ في التشمير، فالحكم لله العلي الكبير.

وقد كان لعنه الله لا يدخل في بلد إلا قتل المقاتلة وبقية الرجال، وسبى النساء والأطفال، وجعل جامعها اصطبلاً لخيوله، وكسر منابرها، واستنكث مأذنتها بخيله ورجله وطبوله.

ولم يزل ذلك دأبه وديدنه حتى سلط الله عليه زوجته فقتلته بجواريها في وسط مسكنه.

وأراح الله منه الإسلام وأهله، وأزاح عنهم قيام ذلك الغمام ومزق شمله، فلله النعمة والأفضال، وله الحمد على كل حال.

واتفق في سنة وفاته موت صاحب القسطنطينية.

فتكاملت المسرات وخلصت الأمنية، فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وتذهب السيئات، وبرحمته تغفر الزلات.

والمقصود أن هذا اللعين - أعني النقفور الملقب بالدمستق ملك الأرمن - كان قد أرسل قصيدة إلى الخليفة المطيع لله، نظمها له بعض كتّابه ممن كان قد خذله الله وأذله، وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة، وصرفه عن الإسلام وأصله، يفتخر فيها بهذا اللعين ويتعرض لسب الإسلام والمسلمين، ويتوعد فيها أهل حوزة الإسلام بأنه سيملكها كلها حتى الحرمين الشريفين، عما قريب من الأعوام، وهو أقل وأذل وأخس وأضل من الأنعام، ويزعم أنه ينتصر لدين المسيح - عليه السلام - ابن البتول

 

وقد جاء في القصيدة الملعونة:

أخذنا النسا ثم البنات نسوقهم * وصبيانهم مثل المماليك خادم

وقد فر عنها سيف دولة دينكم * وناصركم منا على رغم راغم

وملنا على طرسوس ميلة حازم * أذقنا لمن فيها لحزّ الحلاقم

فكــم ذات عز حرة علوية * منعمة الأطراف ريا المعاصم

سبينا فسقنا خاضعات حواسراً * بغير مهور، لا ولا حكم حاكم

 

ودعا المسلمين إلى الهرب وأن الصليبين سيملكون أرضهم قائلا:

 

فإن تهربوا تنجوا كراماً وتسلموا * من الملك الصادي بقتل المسالم

كذاك نصيبين وموصلها إلـــــى * جزيرة آبائـي وملك الأقادم

سأفتح سامرا وكوثا وعكبـــــــرا * وتكريتهـــا مع ماردين العواصم

وأقتل أهليها الرجال بأسرهــــــا * وأغنــــم أموالاً بها وحرائم

 

ثم أخذ يشمت بأهل بغداد:

ألا شمروا يا أهل بغداد ويلكـــــم * فكلكــــــم مستضعف غير رائم

رضيتم بحكم الديلمي ورفضــــه * فصرتـم عبيداً للعبيد الديالم

ويا قاطني الرملات ويلكم ارجعوا * إلى أرض صنعا راعيين البهائم

وعودوا إلى أرض الحجاز أذلــــة * وخلوا بلاد الروم أهل المكـــارم

سألقي جيوشاً نحو بغداد سائــــراً * إلى باب طاق حيث دار القماقـــــم

وأحرق أعلاها وأهدم سورهــــــا * وأسبي ذراريهــا على رغم راغم

وأحرز أموالاً بها وأســـــرّة * وأقتـل من فيها بسيف النقائم

وأسري بجيشي نحو الأهواز مسرعاً * لإحراز ديباج وخزّ السواســــم

وأشعلها نهباً وأهدم قصورهـا * وأسبــــــي ذراريها كفعل الأقادم

أسير بجندي نحو بصرتها التـــــــي * لها بحـر عجاج رائع متلازم

إلى واسط وسط العراق وكوفـــــــة * كما كان يوماً جندنـــــا ذو العزائم

 

ثم توعد بالسير إلى مكة ليملكها:

 

وأخرج منها نحو مكـــــــة مسرعاً * أجر جيوشاً كالليالي السواجم

فأملكها دهراً عزيـــــزاً مسلمــــــاً * أقيم بها للحق كرسي عالــــم

وأحوي نجداً كلها وتهامهـــا * وسراً واتهام مذحج وقحاطـــم

أعود إلى القدس التي شرفت بنــا * بعـــــز مكين ثابت الأصل قائم

وأعلو سريري للسجود معظماً * وتبقى ملوك الأرض مثل الخوادم

هنالك تخلو الأرض من كل مسلم * لكل نقي الدين أغلف زاعــــــم

 

ثم ذكر أن نصر الصليب على المسلمين بسبب جور الولاة:

 

نصرنا عليكم حين جارت ولاتكم * وأعلنتمو بالمنكرات العظائم

قضاتكم باعوا القضاء بدينهم * كبيع ابن يعقوب ببخس الدراهم

عدو لكم بالزور يشهد ظاهراً * وبالإفك والبرطيل مع كل قائم

سأفتح أرض الله شرقاً ومغرباً * وأنشر ديناً للصليب بصارمي

فعيسى علا فوق السموات عرشه * يفوز الذي والاه يوم التخاصم

وصاحبكم بالتراب أودى به الثرى * فصار رفاتاً بين تلك الرمائم

تناولتم أصحابه بعد موتــــه * بسبّ وقذف وانتهاك المحارم

هذه كانت قصيدته الخبيثة التي تكشف ما يحلم به الصليبيون:

 

فرد عليه الإمام ابن حزم - رحمه الله - قائلا:

 

ما أصاب المسلمين من نكبة هو قدر مضى لم يكن منه بد:

 

دهته الدواهي في خلافته كمــــا * دهت قبله الأملاك دهم الدواهـــــــم

ولا عجب من نكبة أو ملمـــــة * تصيب الكريـــم الجدود الأكــــــارم

ولو أنه في حال ماضي جدوده * لجرعتم منـــــــه سموم الأراقـــــــم

عسى عطفة لله في أهل دينــه * تجدد منــه دارسات المعالـــــم

سلبناكم كراً ففزتم بغـرة * من الكر أفعال الضعاف العزائــــــم

فطرتم سروراً عند ذاك ونسوة *كفعل المهين الناقص المتعالم

وما ذاك إلا في تضاعيف عقله * عريقاً وصرف الدهر جم الملاحم

 

سبب تسلط الصليبين على المسلمين:

 

ولما تنازعنا الأمور تخاذلاً * ودانت لأهل الجهل دولة ظالم

وقد شعلت فينا الخلائف فتنة * لعبدانهم مع تركهم والدلائم

بكفر أياديهم وجحد حقوقهم * بمن رفعوه من حضيض البهائم

وثبتم على أطرافنا عند ذاكم * وثوب لصوص عند غفلة نائم

 

ثم ذكر بأمجاد المسلمين:

 

ألم تنتزع منكم بأعظم قـــوة * جميــع بلاد الشام ضربة لازم

ومصراً وأرض القيروان بأسرها * وأندلساً قسراً بضرب الجماجم

ألم ننتزع منكم على ضعف حالنا * صقليــــــة في بحرها المتلاطم

مشاهد تقديساتكم وبيوتهـــا * لنا وبأيدينا على رغم راغم

أما بيت لحم والقمامة بعدها * بأيدي رجال المسلمين الأعاظم

وسركيسكم قسراً برغم أنوفكـــم * وكرسيكم في القدس في أدرثاكم

ضممناكم قسراً برغم أنوفكــــم * وكرسي قسطنطينية فـــي المعادم

 

وبشر المسلمين بأنه لابد أن تعود البلاد إليهم وتابع ذكر الأمجاد:

 

ولا بد من عود الجميع بأسره * إلينا بعز قاهــــــر متعاظم

أليس يزيد حل وسط دياركم * على باب قسطنطينية بالصورام

ومسلمة قد داسها بعد ذاكم * بجيش تهام قد دوى بالضراغم

وأخدمكم بالذل مسجدنا الذي * بنى فيكم في عصره المتقادم

إلى جنب قصر الملك من دار ملككم * ألا هذه حق صرامة صارم

وأدى لهارون الرشيد مليككـــــــم * رفادة مغلوب وجزيــــة غارم

سلبناكم مصراً شهود بقــــــوة * حبانا بها الرحمن أرحم راحم

إلى بيت يعقوب وأرباب دومة * إلى لجة البحر المحيط المحاوم

فهل سرتم في أرضنا قط جمعة * أبى لله ذا كم يا بقايا الهزائم

فما لكم إلا الأماني وحدهـــــــا * بضائع نوكي تلك أحلام نائم

 

ثم قال: ـ

ولكن سلوا عنا هرقلاً ومن خلى * لكم من ملوك مكرمين قماقم

يخبركم عنا التنوخ وقيصر * وكم قد سبينا من نســــــاء كرائم

وعما فتحنا من منيع بلادكم * وعما أقمنا فيكـــم من مآتم

ودع كل نذل مفتر لا تعـــده * إماماً ولا الدعوى لــــــه بالتقادم

 

ثم قطع أمانيهم الكاذبة باحتلال بلاد المسلمين:

فهيهات سامراً وتكريت منكــــــم * إلى جبل تلكم أماني هائم

منى يتمناها الضعيف ودونهــــــا * نظائرها. . . وحز الغلاصم

تريدون بغداد سوقاً جديــــدة * مسيرة شهر للفنيق القواصم

محلة أهل الزهد والعلم والتقــــــى * ومنزلة يختارها كل عالم

دعوا الرملة الصهباء عنكم فدونها * من المسلمين الغر كل مقاوم

ودون دمشق جمع جيش كأنـه * سحائب طير ينتحي بالقوادم

وضرب يلقي الكفر كل مذلة * كما ضرب السكي بيض الدراهم

ومن دون أكناف الحجاز جحافل * كقطر الغيوم الهائلات السواحم

بها من بني عدنان كل سميــــــدع * ومن حي قحطان كرام العمائم

ولو قد لقيتم من قضاعة كبــة * لقيتم ضراماً في يبيس الهشائم

ثم قال:

ولو طرقتكم من خراسان عصبة * وشيراز والري الملاح القوائم

لما كان منكم عند ذلك غير مــــا * عهدنا لكم ذل وعض الأباهم

فقد طالما زاروكم في دياركـــــــم * مسيرة عام بالخيول الصوادم

فأما سجستان وكرمــان بالـ * ـأولى وكابل حلوان بلاد المراهم

وفي فارس والسوس جمع عرمرم * وفي أصبهان كل أروع عارم

فلوا قد أتاكم جمعهم لغدوتــم * فرائس كالآســــــاد فوق البهائم

وبالبصرة الغراء والكوفة التـــــي * سمت وبآدي واسط بالعظائم

جموع تسامى الرمل عداً وكثـــــرة * فمــــــا أحد عادوه منه بسالم

ومن دون بيت الله في مكة التــــــي * حباها بمجد للبرايا مراحــــم

محل جميع الأرض منها تيقناً * محلة سفل الخف من فص خاتم

دفاع من الرحمن عنهــا بحقها * فما هو عنها رد طرف برائم

بها وقع الأحبوش هلكى وفيلهم * بحصباء طير في ذرى الجو حائم

وجمع كجمع البحر ماض عرمرم * حمى بنية البطحاء ذات المحارم

ومن دون قبر المصطفى وسط طيبة * جموع كمسود من الليل فاحم

يقودهم جيش الملائكة العلـــى * دفاعاً ودفعاً عن مصل وصائم

فلو قد لقيناكم لعدتم رمائمــــــاً * كما فرق الإعصار عظم البهائم

وباليمن الممنوع فتيان غــــارة * إذا ما لقوكم كنتـــــــم كالمطاعم

وفي جانبي أرض اليمامة عصبـــــــة * معاذر أمجاد طوال البراجــــم

 

ثم ذكر أن الله وعد هذه الأمة بالنصر:

 

مواعيد للرحمن فينا صحيحة * وليســـــت كآمال العقول السواقم

ونملك أقصى أرضكم وبلادكم * ونلزمكم ذل الحرّ أو الغارم

إلى أن ترى الإسلام قد عم حكمه * جميع الأراضي بالجيوش الصوارم

أتقرن يا مخذول ديناً مثلثــــاً * بعيداً عن المعقــــــول بادي المآتم

تدين لمخلوق يدين لغيـــــــره * فيا لك سحقاً ليس بخفـــــــي لعالم

أنا جيلكم مصنوعة قد تشابهــــــت * كلام الأولى فيها أتوا بالعظائـــــــم

وعود صليب ما تزالون سجداً * له يا عقول الهامـــــــلات السوائم

تدينون تضلالاً بصلب إلهكـــم * بأيدي يهـود أرذلين لائــــم

إلى ملة الإسلام توحيد ربنــــــا * فما دين ذي دين لهـــــا بمقاوم

وصدق رسالات الذي جاء بالهدى * محمد الآتي برفع المظالـم

وأذعنت الأملاك طوعاً لدينه * ببرهان صدق طاهر في المواسم

كما دان في صنعاء مالك دولة * وأهل عمان حيث رهط الجهاضــــم

وسائر أملاك اليمانين أسلمــــوا * ومن بلد البحريــــــن قوم اللهازم

 

ثم تمدح سلف هذه الأمة ونبيها الكريم - صلى الله عليه وسلم -:

أجابوا لدين الله لا من مخافة * ولا رغبة يحظى بها كف عادم

فحلوا عرى التيجان طوعاً ورغبة * بحق يقين بالبراهين فاحم

وحاباه بالنصر المكين إلهـــــه * وصير من عاداه تحت المناسم

فقير وحيد لم تعنه عشيـــــرة * ولا دفعوا عنه شتيمة شاتم

ولا عنده مال عتيد لناصــــر * ولا دفع مرهوب ولا لمسالم

ولا وعد الأنصار مالاً يخصم * بلى كان معصوماً لأقدر عاصم

ولم تنهنهه قط قوة آســـر * ولا مكنت من جسمه يد ظالم

كما يفتري إفكاً وزوراً وضلة * على وجهه عيسى منكم كل لاطم

على أنكم قد قلتموا هو ربكــــم * فيـــــــا لضلال في القيامــــة عائم

أبى لله أن يدعى له ابن و صاحب * ستلقى دعاة الكفـــــر حالة نادم

ولكنه عبد نبي رسول مكرم * من الناس مخلوق ولا قول زاعم

أيلطم وجه الرب تباً لدينكـم * لقـــد فقتم في قولكم كل ظالم

وكم آية أبدى النبي محمـــد * وكم علــــم أبداه للشرك حاطم

تساوى جميع الناس في نصر حقه * بل لكل في إعطائـــــــه حال خادم

 

اللهم يا رب المسلمين الذين أورثتهم الكتاب واصطفيتهم على العالمين

اللهم يا رب المسلمين الذين اخترت لهم نبيا خير الخلق أجمعيــن

اللهم يا رب المسلمين الذين سماهم خليلك إبراهيم من قبـــــــل

اللهم يا رب المسلمين الذين يصلون على نبيك محمد - صلى الله عليه وسلم - وعلى آله وصحبه،

على أنبياءك، ويعظمون كتبك، ويقاتلون أعداءك

اللهم يا رب المسلمين الذين يوحدونك في الأرض كما يوحدك ملائكتك السماء، ويعبدونك في الأرض كما يعبدك ملائكتك في السماء.

اللهم يا رب المسلمين الذين يصلون إلى بيتك المعظم ويطوفون ببيتك المعظم.

اللهم يا رب المسلمين الذين سالت دماؤهم دفاعا عن دينك الذي ارتضيت للعالمين.

اللهم يا رب المسلمين الذين تمزقت أشلاؤهم فداء لرسالة نبيك الذي اصطفيت للعالمين.

اللهم يا رب المسلمين الذين يحمون المسجد الأقصى بيتك الذي هاجر إليه أنبياؤك وأسريت إليه خاتمهم.

اللهم يا رب المسلمين الذين يحبونك أعظم مما يحبون أنفسهم وأموالهم وأولادهم.

اللهم يا رب المسلمين الذين يتضرعون إليك بأكف العبيد، يتوسلون إليك بأسماءك الحسنى، وصفاتك العلا، بأنك أنت الله لا إله إلا أنت المنان بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم.

اللهم يا رب المسلمين، يا من أنت مولانا، والكافرين لا مولى لهم.

اللهم انصرنا، اللهم أنصرنا، اللهم انصرنا، اللهم أفرغ علينا صبرا، وثبت أقدامنا، وانصرنا على القوم الكافرين، اللهم افتح لنا فتحا مبينا، اللهم امنحنا أكتاف أعداءنا، اللهم ردهم عن بلادنا خائبين، اللهم اجعل تدبيرهم تدميرهم، ورد كيدهم في نحورهم.

اللهم عجل بنصرك واجعلنا في جندك وارزقنا الشهادة في سبيلك.

يا رب المسـلمـــــين.. يا اللـــــه.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply