بسم الله الرحمن الرحيم
لم يعد شارون وجهاً واحداًº بل تعددت الوجوه، وشاهت، وتنمرت القطط، واستنسر البغاث، وسقط الجمل فكثرت السكاكين الصدئة، فإلى كل الجبناء، الذين لا تظهر شجاعتهم أمام الأقوياء إلا وهم محاصرون، ولا يكشفون وجوههم إلا أمام الأسرى، ولا تتضخم عضلاتهم إلا عند أكياس الرمل المعلقة، ولا يقاتلون إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر، أو تحت غطاء قنابل النابالم والعنقودية والكيماوية.. !
أيها الجبناء..
سوف نفرح بالعيد لنفقأ بابتسامات أطفالنا أعينكم المتطلعة لدمعاتهم، سوف نلبس الجديد لنعلن أننا أمة شعائر لا شعارات.. علّ وهج البياض في ثيابنا يصهر سواد قلوبكم، سوف نرفع التكبير لنصدع به أفئدتكم في كل مكان تظنون أنكم سيطرتم على أرضه، وإن كنتم تعلمون بأنكم لن تستطيعوا -بإذن الله - أن تسيطروا على قلوب أهله..
عليكم بالعملاء.. ليدلوكم على كل أحمد ياسين، ولينتصبوا فوق كل كرسي صنعتموه من قش مزابل التاريخ، وليكونوا أتراساً ملحية لصدوركم المتقيحة بصديد الحقد.
أيها التعساء..
إن كل عيد يمر بنا يثير فينا من المشاعر ما يكفي ليكون وقوداً لاستمرار مسيرة الحرية، مهما كانت حمراء الأوداج.
إن القتل الذي تعودته أيديكم المجرمة في الشعوب المستضعفة، لن يؤرث غير الثأر، وإن الجبروت الذي تفرضون عنفوانه على أعناق البشر الذين يعتنقون دين السلام، لن يسقي في قيعان نفوسهم غير بذرة المقاومة التي تخافون شررها كخيفتكم مرض الإيدز الذي أفرزته أرجاس أخلاقكم (النبيلة) التي يضرب بها المخدوعون الأمثال.
سجلوا انتصاراتكم على أمة كبلتم أكتافها، وألهيتم كثيراً من شبابها، وتفضلتم أنتم بمنحها أسلحتها، وحاصرتم اقتصادها، وأقصيتم حكم الله عن أكثر أراضيها، وقستم مدى خطواتها، حتى لا تمتد إلى أكثر مما قدرتم لها...
لا.. أنتم لم تستفيدوا من التاريخ كما ينبغي..
هذه الأمة خلقت لتبقى..
هذه الأمة بعثت لتسود..
وهذا الدين جاء ليظهر على الدين كله ولو كره الكافرون والمنافقون..
فأنفقوا ما شئتم من الأموال والعتاد.. (فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيهِم حَسرَةً ثُمَّ يُغلَبُونَ) [الأنفال: 36].
فمستقبل أمتنا الذي تحاولون قص أجنحته.. سوف يطير إلى المجد الذي قدره الله له، وما تفعلونه اليوم في كل بلدة مزقتم جلدها بشفرات الحقد المعتق.. ليس إلا محاولة لتأخير ذلك القدر القادم بإذن الله..
لقد حاول أجدادكم ذلك مراراً ففشلوا، وخرجوا من ديارنا يجللهم عار الفضيحة قبل الهزيمة.
وأنتم كذلك.. فالتاريخ يعيد نفسه.. والوعد أجل من أن ينقض.. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
معايدتان..
أيها الصامدون على روابي فلسطين، وبين الرافدين، وفي كل مكان..
(وَلاَ تَهِنُوا فِي ابتِغَاءِ القَومِ إِن تَكُونُوا تَألَمُونَ فَإِنَّهُم يَألَمُونَ كَمَا تَألَمونَ وَتَرجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ يَرجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً).
(وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعلَونَ إِن كُنتُم مٌّؤمِنِينَ).
ويا وطني..
أحلى الأعياد بعد أن تعافيت من كدر الإجرام، وتساميت عن مهاترات الأقزام..
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد