الغرب نهب والشرق فقر


بسم الله الرحمن الرحيم

 

العولمة المفترسة:

1- إن ظاهرة اندماج المؤسسات الاقتصادية والشركات متعددة الجنسيات برؤوس أموال تصل إلى مئات المليارات من الدولارات، أفضت إلى تمركز الثروة في يد قلة قليلة من الدول أولاً، ثم قلة قليلة من أفراد تلك الدول ثانيـًا، إلى الدرجة التي أصبحت معها ثروة ثلاثة أغنياء أمريكيين تعادل أو تزيد على ثروات (48) دولة من دول العالم الفقيرة، وثروة(48) أمريكيـًا تزيد على ثروة (1. 3) مليار صيني يبلغ الناتج القومي لهم حوالي (700) مليار دولار سنويـًا، وأصبح (225) ثريـًا من أثرياء الدول المتقدمة يملكون ألف مليار دولار، أي ما يعادل الناتج المحلي الإجمالي لـ (47 في المئة) من سكان العالم، في حين أن (40) مليار دولار أي ما يوازي (4 في المئة) فقط من ثروات الـ(225) شخصًا كافية لكي تؤمِّن لكل سكان المعمورة الخدمات الاجتماعية الأساسية التي يحتاجون إليها من غذاء وصحة ومياه وتعليم.

وأوضحت الدراسة أنه في ظل العولمة المتوحشة أصبح نصف سكان العالم أي ثلاثة مليارات نسمة من الفقراء يعيش منهم (1. 3) مليار نسمة تحت خط الفقر، ويقبع أغلبهم في الدول النامية، في حين أن (10 في المئة) فقط من القابعين على قمة العالم في الاتحاد الأوروبي وأمريكا يستحوذون على (50 في المئة) من تجارة العالم، وأن (13 في المئة) فقط من سكان العالم ينفقون (68 في المئة) من الإنتاج العالمي، وهو ما يعكس عدم مساواة صارخة واستغلالاً تتعرض له شعوب العالم الثالث.

كما أشارت الدراسة إلى أن خمس دول فقط هي: الولايات المتحدة، وألمانيا، وفرنسا، واليابان، وبريطانيا تتركز فيها (172) شركة من أصل (200) شركة هي الأكبر والأشرس عالميـًا والمسيطرة على الاقتصاد العالمي.

وتعرضت الدراسة للزيادة المستمرة في عدد الشركات متعددة الجنسيات موضحة أن عددها ارتفع أخيرًا من (11000) شركة تتحكم في (82000) شركة فرعية، تزيد مساحتها على (25 في المئة) من حجم التجارة العالمية عام 1975م إلى (37500) شركة تتحكم في (207000) شركة فرعية تتعامل بأكثر من حجم التجارة العالمية عام 1990م. (مجلة الأهرام العربي، العدد: 180).

2- ورد في برنامج الأمم المتحدة للبيئة أن المواطن الواحد في بلد صناعي متقدم يستهلك في ستة أشهر من الطاقة والمواد الخام ما يكفي المواطن في بلد نامٍ, طوال حياته كلها، كما أن " قطة " المواطن في الدول المتقدمة تأكل من الطعام أكثر مما يحتاج إليه إنسان بالغ في الدول الفقيرة، أما " كلبه " فيأكل ما يكفي إنسانين، كما ورد أن أطعمة الحيوانات الأليفة في الولايات المتحدة تكفي لإطعام (120) مليون إنسان في اليوم. (مجلة الأهرام العربي، العدد: 173).

3- ذكرت " مؤسسة مراقبة العلم " في أرقامها التي نشرتها التحيز الواضح إلى الأقوى والأغنى بين الشعوب والمجتمعات.

وتفضح الأرقام انحياز العالم الطبي إلى الرفاهية والغنىº إذ تفتقت أذهان الباحثين عن (1223) دواءً جديدًا بين عامي 1975م و 1997م لعلاج الأمراض المرتبطة بالوفرة، والرغد، والإفراط في الاستهلاك، وينطبق الوصف نفسه على تجاهل العلم وعقله للأمراض المعدية التي ما فتئت مستوطنة في جموع البلدان الفقيرة، فلم ينجز سوى (13) دواءً جديدًا لعلاج الملاريا والبلهارسيا والكوليرا، والأيبولا وغيرها من الأمراض. (صحيفة الحياة، العدد: 13606، ومجلة الأهرام العربي، العدد: 202).

4- ذكرت المنظمة الدولية للعمل في تقريرها السنوي أن ربع البشرية (1. 5) مليار إنسان يعيش في البؤس، لا يملكون دولارًا واحدًا في اليوم للعيش، وهناك (2. 8) مليار إنسان يعيشون على دولارين فقط. (صحيفة لوموند الفرنسية - مترجم).

5- قدرت منظمة العمل الدولية عدد العاطلين عن العمل مع بداية عام 2001م بنحو (160) مليون شخص مقارنة مع (140) مليونًا قبل عامين، وأضافت أن الأغلبية الساحقة منهم توجد في الدول النامية. (موقع: الجزيرة نت: www. aljazeera. net).

6- بلغت ثروة رجال الأعمال الأثرياء العشرة في العالم للعام 2000م (276) مليون دولار، ويوجد في العالم (470) بليونيرًا!! (صحيفة الحياة، العدد: 13611).

7- ذكرت صندوق إنقاذ الأطفال للأمم المتحدة أن حوالي (650) مليون طفل يعيشون في فقر مدقع بالرغم من تزايد الثروة العالمية بشكل غير مسبوق في السنوات الأخيرة، ويذكر الصندوق أن (250) مليون طفل يعملون في العالم، وغالبـًا ما تكون أوضاع هذه الأعمال خطيرة. (موقع هيئة الإذاعة البريطانية www. bbcarabic. com).

8- أصدرت منظمة (الفاو) بيانـًا عن حالة عدم الأمن الغذائي عام 2000م، ذكرت فيه أنه يوجد (836) مليون إنسان جائع في العالم، يوجد في إفريقيا الصحراوية منهم (186) مليون جائع بدرجة حادة للغاية، ويتوقع البيان ألا يتناقص عدد الجوعى حتى عام 2015م. (صحيفة لوموند الفرنسية - مترجم).

9- ذكر تقرير حول المياه نشرته بعض الوكالات التابعة للأمم المتحدة أن تزويد العالم بأسره بالمياه وتأمين نظام صحي للجميع يحتاج إلى عشرة بلايين دولار سنويـًا، أي عُشر ما تنفقه أوروبا سنويـًا لشراء الحلويات المثلجة، ونصف ما ينفقه الأمريكيون لإطعام القطط والكلاب في بيوتهم.

ويذكر التقرير أن هناك (2. 4) مليون شخص لا يملكون وسائل الصرف الصحي المقبولة، وذكر التقرير أن هذا الوضع يؤدي إلى ظهور أربعة بلايين إصابة بالإسهال سنويـًا تنتهي (2، 2) مليون منها بالوفاة. (صحيفة الحياة، العدد: 13770).

10- حسب تقرير التنمية البشرية الصادر عن الأمم المتحدة عام 2000م، فإن الإنتاج الإجمالي العالمي ارتفع من (3) آلاف بليون دولار عام 1960م إلى (28423، 0) بليون دولار عام 1998م، إلا أن البؤس الاجتماعي وازدياد الفقراء مستمر بوتيرة مطردة. (صحيفة الحياة، العدد: 13760).

11- بلغ عدد فقراء العالم عام 1970م (400) مليون فقير، وتضاعف هذا العدد عام 1980م، ويشير تقرير التنمية البشرية عام 2000م إلى وجود (1.2) بليون فقير في الدول النامية وحدها، حيث دخل الفرد أقل من دولار يوميـًا، ويشير التقرير كذلك إلى أن الفجوة بين الخمسة الأغنى والخمسة الأفقر من سكان العالم اتسعت من 1:30 عام 1960م حتى بلغت 1: 74 عام 1998م.(صحيفة الحياة، العدد: 13760).

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply