شكرا على اشمئزازكم


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

حين يقوم جيش ما لدولة من دول العالم الثالث أو الرابع بممارسات (التعذيب) فإن سياق الأحداث والتداعيات تسير باتجاه معروف يبدأ بتحميل الدولة كلها- الجريمة، ثم: تهديدات في الإعلام والمؤتمرات، دعوة للتدخل من قبل المؤسسات الدولية والطوعية، أنظمة صارمة لا تعرف الرحمة من الحَجر والحصار والمقاطعة.. وربما التدخل العسكري.

 

أما حين يقوم جيش الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بـ (التمتع) بممارسة التعذيب و(التفنن) في الإهانة فيجب علينا أن لا ننفعل أو نتهور.. والموضوع بسيط.. فهذه الممارسات يدينها القانون الأمريكي (على الورق)! وقد فعلها (أفراد) فضباط محاكم التفتيش هؤلاء لا يمثلون الجيش أو الدولة أو الأخلاق الأمريكية التي يعبر العالم دائما عن حبه لها بالمظاهرات والاستطلاعات (كما فهمت منها رايس)!.. ثم إن القضية كلها معزولة وليس لها نظائر فمحتجزو غوانتنامو يرفلون في النعيم والمعتقلون المسلمون بعد أحداث 11 سبتمبر في أميركا نفسها سعداء بالحقوق الدستورية التي كفلتها لهم الدولة... وأميركا لم تقم قط بأي إبادة جماعية.. أو قصف جماعي.. أو استخدام أية أساليب محرمة في أي حرب.. إنها بكل فخر دولة القانون.

 

ولماذا الفزع؟ فقد تكرمت الإدارة بإعلان أنها ستتخذ إجراءات صارمة ضد المتورطين، حتى ولو أدى الأمر إلى (تأخير) ترقيتهم!، و يكفي أن الرئيس الأمريكي نفسه أعلن عن (اشمئزازه) من هذه الصور وأنه سيعمل على أن لا يتكرر هذا العمل ثانية.. لكن وقائع الأحوال تفيد بأن الذي لن يتكرر ثانية ليس هو التعذيب بل هو تصوير التعذيب وإعلان الصور ثم الاشمئزاز منها!

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply