بسم الله الرحمن الرحيم
ليس جديداً أن يقال: ليست المشكلة في الحكام فقط، بل في الشعوب أيضاً، على قاعدة (كما تكونوا يولَّ عليكم) فالنقص في الجميع، وإن كانت المسؤولية الأكبر على الحكام. ولكن الغريب الذي يفاجأ به الإنسان – ربما لأنه لم يتوقع ذلك – أن بعضاً من هذه الشعوب قد سبقوا الحكام إلى التنازلات عن الحقوق والرضى بالهوان، وكأنهم كانوا بانتظار الضوء الأخضر من الحكام ليجروا في سباق محموم للحصول على الدنيا وملذاتها بأي طريق يكون، وإذا كان عن طريق اليهود ومَن وراءهم فلا مانع من ذلك، والناس إن لم يكن عندهم قاعدة قوية أصيلة من خلق ودين تمنعهم من السقوط والهلاك، فسوف يتردون إلى أسفل سافلين.
فإذا دندن الحكام حول الإقليمية الضيقة (الكوتتة، السعودة، أو مصر للمصريين..) طار بها الناس وسبقوا الحكام إلى تبني هذه المفاهيم الانغلاقية وتحولت إلى عنصرية بغيضة. والأدهى من ذلك أن هذا الداء، وهذا الضعف سرى إلى بعض المتدينين فانتفخت سحورهم من الخوف وصار عندهم الاستعداد لعمل أي شيء يساعدهم على أمورهم المادية وحرصهم على الحياة، ولو طلب منهم زيارة دولة العدو لفعلوا، واحتجوا بالعقلانية والواقعية والمصلحة، وكل الشعارات التي تبرر لهم ذلك.
وكان من آثار هذه التربية (المصلحية) وهذه (الواقعية) السياسية أن خرّجت أناساً أوصلوا هذه الأمور إلى أقصاها، وأصبحوا انتهازيين سياسياً يؤيدون أفجر الناس وأكذب الناس وأفسقهم حتى يحصلوا على وزارة أو وزارتين من فتات الموائد، وربما لم يتوقع مَن دَربّهم على هذا المنهج (المصلحي) أن يصلوا إلى هذا الحد من السقوط في مستنقع السياسة...
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد