الحرب السوداء على الرسول ( 1-2 )


 

بسم الله الرحمن الرحيم

إلى حكومات أوروبا والغرب: كفاكم خداعاً لأنفسكم ولشعوبكم!

 

تظاهرات

هكذا وعلى حين غفلة تقوم الصحف الدانماركية والنرويجية بنشر صورة كرتونية وهمية حاولت من نفسها حقداً وحسداً أن تجسد من خلالها صورة الرسول محمد بن عبد الله – صلى الله عليه وسلم -. وإمعاناً في الحقد والحسد. وإمعاناً في غَيِّها وضلالها، فقد وضعت عمامة لهذه الصورة الكرتونية على شكل قنبلة!! ونشرت هذه الصورة جرائد أخرى معلنة هذه الحرب السوداء على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ومعلنة في نفس الوقت حرباً على الإسلام ثم على العالم الإسلامي والعالم العربي!

لماذا تخدعون شعوبكم؟: مازلت أتساءل في عجب وحيرة: لماذا تخدعون شعوبكم يا دانمارك ويا نرويج؟ وبشكل خاص: لماذا تخدعين شعبك يا ملكة الدانمارك لدرجة أنك أصدرت كتاباً باسمك عام 2005م وحذرت فيه من الإسلام وطالبت بالتصدي له؟ لماذا تصرون على خداع شعوبكم وتضليلها؟! ألستم تعلمون بيقين أن الرسول محمد بن عبد الله – صلى الله عليه وسلم- هو رسول الله حقاً وصدقاً وهو خاتم الأنبياء والمرسلين؟ ألستم تعلمون أن رسول الله موسى بن عمران - عليه السلام - وأن رسول الله عيسى ابن مريم - عليه السلام - قد بَشرا برسالته؟

إنكم لتعلمون ذلك وتعرفون أن هذا هو الحق كما تعرفون أبناءكم! فلماذا تخدعون أنفسكم وتغالطونها؟ ولماذا تخدعون شعوبكم وتغالطونها؟ ولماذا تحجبون عنهم الحقيقة؟! ولماذا تحرمونهم من سبل السلام عن سبق إصرار؟! أو لستم تفخرون بأنكم ترفعون شعار المحبة، وأن الدين بجوهره المحبة فأين مصداق ذلك؟ أولستم تفخرون بأنكم ترفعون شعار التسامح الديني وتواصل الشعوب وحوار الحضارات فأين مصداقية ذلك؟ ثم كيف تجيزون لأنفسكم محاربة الإرهاب وأنتم تمارسون الإرهاب الإعلامي عن سبق إصرار وفي وضح النهار؟ كيف تجيزون لأنفسكم إدانة الإرهاب وأنتم تصرون على مواصلة إرهابكم الحاقد على سيد ولد آدم، على رسول الله محمد بن عبد الله – صلى الله عليه وسلم - ؟!

 

اسألوا مراكزكم

تملكون العشرات من مراكز الدراسات التي تعمل بأمركم ليل نهار بهدف أن تكشف لكم عن الماضي وترصد لكم الحاضر وتستشرف لكم المستقبل؟ اسألوا هذه المراكز بكل موضوعية ونزاهة وشفافية عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ اسألوا هذه المراكز عن ماضيكم أنتم، ماذا قيل عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -قبل أكثر من ألف وأربعمائة عام؟! اسألوا هذه المراكز عن حاضركم أنتم، ماذا قال هذا الحاضر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من خلال المئات من مؤرخيكم وفلاسفتكم ومفكريكم وأدبائكم الذين انتصروا للحقيقة ولم ينتصروا لأحقادهم وضغائنهم؟ اسألوا هذه المراكز عن مستقبلكم أنتم بماذا ينبئ هذه المراكز من خلال ما حصدت من قرائن وإرهاصات ومعطيات؟ اسألوا ولا تهربوا من حقيقة الأمس ولا حقيقة اليوم ولا حقيقة الغد؟ اسألوا فحسن السؤال نصف العلم واعرفوا الحقيقة، وتسلحوا بالجرأة، واكشفوا هذه الحقيقة لشعوبكم ولا تخدعوهم، وبذلك تكونون أمناء مع أنفسكم وأمناء مع شعوبكم.

كتب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى قيصر يدعوه إلى الإسلام وبعث بكتابه مع دحية الكلبي، وأمره الرسول أن يدفعه إلى عظيم بصرى ليدفعه إلى قيصر، فدفعه عظيم بصرى إلى قيصر فإذا فيه: "بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم، سلام على من اتبع الهدى، أما بعد: فإني أدعوك بدعوة الإسلام، أسلم تسلم، وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت فعليك إثم الأريسيين يعني الأكَّاسرة قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى" كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون (64) (آل عمران).

 

بيان هرقل !

فماذا كان رد فعل قيصر عظيم الروم يا دانمارك ويا نرويج؟ والذي لو أجرينا عليه مقاربة زمنية لكان بمثابة رئيس المفوضية الأوروربية في هذه الأيام أو لعله كان بمثابة بوش الابن في هذه الأيام، نعم كيف لا وهو الذي كان حاكم قارتكم الأوروبية في تلك الأيام، فماذا كان رده؟ لقد عقد لقاء مطولاً مع أبي سفيان على إثر هذا الكتاب وكان لا يزال على شركه وبعد أن سأل أبا سفيان عشرات الأسئلة أدلى هرقل بهذا البيان الرسمي الذي جاء فيه "...فإن يكن ما قلت فيه حقاً فيوشك أن يملك موضع قدمي هاتين، والله لو أرجو أن أخلص إليه لتجشمت لقياه، ولو كنت عنده لغسلت عن قدميه"!! ثم كتب هرقل إلى رجل بروما كان يقرأ من العبرانية يستشيره في أمر هذا الكتاب، فكتب إليه ذاك المستشار ما يلي: "إنه للنبي الذي كنا ننتظر، لا شك فيه، فاتبعه وصدقه"!!

ثمّ إن هرقل أمر ببطارقة الروم يُجمعون له في قاعة واسعة فأُغلقت أبوابها ثم اطلع عليهم من عُلِّية له وقد خافهم على نفسه وقال: يا معشر الروم، إنه قد أتاني هذا الرجل يدعوني إلى دينه، وإنه والله للنبي الذي كنا ننتظره ونجده في كتبنا، فهلموا فلنتبعه فتسلم لنا دنيانا وآخرتنا، فنخروا نخرة رجل واحد ثم ابتدروا أبواب تلك القاعة الواسعة فوجدوها قد أغلقت، فلما رأى هرقل نار الغضب تخرج من عيونهم خاف على نفسه وعلى عرشه فقال: ردوهم، ثم قال مخالفاً لقناعاته: يا معشر الروم، إنما قلت لكم ما قلت لأنظر كيف صلابتكم على دينكم، وقد رأيت منكم الذي أُسر به، فوقعوا له سجوداً وانطلقوا.

ثم إن هرقل قال لدحية الكلبي مبعوث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: والله إني لأعلم أن صاحبك نبي مرسل، وإنه الذي كنا ننتظره، ولكني أخاف الروم على نفسي، ولولا ذلك لاتبعته، فاذهب إلى فلان الأسقف فاذكر له أمر صاحبك، فهو والله أعظم في الروم مني!! فجاءه دحية فأخبره فقال له ذلك الأسقف: صاحبك والله نبي مرسل نعرفه!! ثم دخل فألقى ثياباً سوداً كانت عليه ولبس ثياباً بيضاً ثم خرج فقال: قد جاءنا كتاب من أحمد يدعونا فيه إلى الله - عز وجل -، وإني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، فوثبوا عليه وثبة رجل واحد فضربوه حتى قتلوه، فرجع دحية فأخبر هرقل فقال: قد قلت ذلك، إنا نخافهم على أنفسنا!

ثم ماذا؟ هل تجهلون ذلك يا دانمارك ويا نرويج وهو جزء واضح وثابت من تاريخكم وتاريخ آبائكم وأجدادكم؟ مازلت أنصحكم: عودوا إلى مراكز دراساتكم واسألوهم عن كل هذه الروايات التاريخية وستعرفون فوراً أنها ثابتة صحيحة لا يطعن فيها عاقل، فماذا ستقولون بعد؟ هل تواصلون خداع أنفسكم وخداع شعوبكم؟

 

ملك الحبشة

وعلى سبيل المثال لا الحصر هذا النجاشي ملك الحبشة الذي كان نصرانياً كما تعلمون يا دانمارك ويا نرويج، وهو جزء لا يتجزأ من ماضيكم، وهذه مملكته كانت بمثابة الامتداد الديني لمملكتكم يوم ذاك، هذا النجاشي لما جاءه رهط من الصحابة - رضي الله عنهم - فارين بدينهم من أذى قريش سأل أحدهم، وقد كان جعفر بن أبي طالب - رضي الله عنه -: هل معك مما جاء به رسولكم عن الله - عز وجل - ؟ فقال له جعفر: نعم.

قال: فاقرأه عليّ.

فقرأ عليه صدراً من سورة مريم، فبكى النجاشي حتى اخضلت لحيته، وبكت أساقفته حتى أخضلوا أناجيلهم، ثم قال النجاشي: إن هذا والذي جاء به موسى، ليخرج من مشكاة واحدة.

ثم إن النجاشي سأل جعفر بن أبي طالب - رضي الله عنه -: ما تقولون في عيسى ابن مريم - عليه الصلاة والسلام - ؟ فقال له جعفر: نقول فيه الذي جاء به نبينا - صلى الله عليه وسلم -: "هو عبد الله وروحه وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول"، فضرب النجاشي يده إلى الأرض، فأخذ منها عوداً ثم قال: ما عدا عيسى ابن مريم ما قلت هذا العود، ثم أسلم النجاشي، ولما مات النجاشي - رضي الله عنه - صلى عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الغائب في المدينة المنورة. فهل تجهلون ذلك يا دانمارك ويا نرويج وأنتم أساطين الوعي والمعرفة والثقافة؟ مازلت أنصحكم؟ عودوا إلى مراكز دراساتكم وستعرفون تاريخكم جيداً، وماذا قيل عن الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ثم كفاكم خداعاً لأنفسكم وشعوبكم.

 

نعت النبي - صلى الله عليه وسلم -

ولزيادة الاطمئنان، فلتسمعي يا دانمارك ويا نرويج ماذا يروي سهل مولى عتيبة الذي كان نصرانياً، وكان يتيماً في حجر أمه وعمه وكان يقرأ الإنجيل، يقول سهل: أخذت إنجيلاً لعمي فقرأته حتى مرت بي ورقة، فأنكرت كتابتها حين مرت بي، ومسستها بيدي، قال: فنظرت فإذا فصول الورقة ملصقة ففتقتها فوجدت فيها نعت محمد - صلى الله عليه وسلم -: "لا قصير ولا طويل، أبيض، ذو ضفيرتين، بين كتفيه خاتم، يكثر الاحتباء، ولا يقبل الصدقة، ويركب الحمار والبعير، ويحتلب الشاة، ويلبس قميصاً مرقوعاً، وهو من ذرية إسماعيل، اسمه أحمد"، قال سهل: فجاء عمي فرأى الورقة فضربني وقال: مالك وفتح هذه الورقة؟ فقلت: "فيها نعت النبي أحمد"..

فماذا تقولين يا دانمارك ويا نرويج؟!

ولزيادة الاطمئنان هذا "بحيرا" الراهب وهو من أعلم علمائكم في زمانه كما تعرفون، لما رأى الرسول - صلى الله عليه وسلم - وقد كان "بحيرا" غلاماً حدث السن جعل ينظر بين عينيه، ثم كشف عن ظهره، فرأى خاتم النبوة بين كتفيه على موضوع الصفة التي عنده، فقبَّل موضع الخاتم ثم قال لعمه أبي طالب: "ارجع بابن أخيك إلى بلده، واحذر عليه اليهود، فوالله لئن رأوه وعرفوا منه ما عرفت ليبغنه عنتاً، فإنه كائن لابن أخيك هذا شأن عظيم نجده في كتبنا، وما روينا عن آبائنا، واعلم أني قد أديت إليك النصيحة".

فماذا تقولين يا دانمارك ويا نرويج؟! هل تحاولون اغتيال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -بعد وفاته؟ هيهات.. هيهات.. لا تخدعوا نفوسكم وشعوبكم!!

شهادة راهب: ولزيادة الاطمئنان يا دانمارك ويا نرويج، هذا طلحة بن عبد الله يقول: حضرت سوق بصرى، فإذا براهب في صومعته يقول: اسألوا أهل الموسم، هل فيكم أحد من أهل الحرم؟ قال طلحة: فقلت نعم أنا، قال لي هل ظهر بمكة بَعدُ أحمد؟ قلت: وما أحمد؟ قال: ابن عبد الله بن عبد المطلب، هذا شهره الذي يخرج فيه، وهو آخر الأنبياء، ومخرجه من الرحم، ومهاجره إلى نخل وحرة وسباخ، قال طلحة فوقع في قلبي ما قال الراهب، فخرجت حتى قدمت مكة فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته خبر الراهب وما قال لي، وهكذا دخل طلحة الإسلام على يد ذاك الراهب أحد علمائكم الأقدمين، فماذا تقولين يا نمارك ويا نرويج؟!

هل تجهلون كل ذلك يا دانمارك ويا نرويج أم تتجاهلونه؟ إن كنتم تجهلون كل ذلك فأقول لكم ناصحاً: عودوا إلى مراكز دراساتكم وستجدون مصداق ما قلت لكم، وإن حاولت مراكز دراساتكم أن تخدعكم فعودوا إلى ملايين المخطوطات التي نهبها أجدادكم خلال القرون القريبة الماضية، لما استباحوا لأنفسهم استعمار الوطن الإسلامي من المحيط إلى المحيط، ثم نهبوا هذه الملايين من المخطوطات التي مازلتم تحرصون على إخفاء قسم منها أشد من حرصكم على إخفاء أسرار صناعتكم النووية، نعم عودوا إلى تلك المخطوطات وستجدون مصداق ما قلت لكم.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply