عذراً .. رسول الله !

1.9k
3 دقائق
التصنيف:
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

عَـجـولٌ لا سـعـادُ ولا طُلولُ * * * تُـشـاغـلـني وقد أزِفَ الرحيلُ

فَـمـن لـي صوَبهُ نُجُب المطايا * * * تَـغُـذٌّ الـسـيرَ غايتُها الوصول

أتـيـتُـكَ مـرسَلاً بهوانِ قومي * * * فـرفـقـاً بـالمُرَاسلِ يا رسول!

ولـسـتُ بـطـالبٍ, جاهاً ومالاً * * * فـأصـغـرُ همي العَرَضُ القليل

أبـوءُ بـذنـبِ تـقـصيرٍ, عظيم * * * وطـرفـي مـنـه مـنكسرٌ ذليل

لأسـكـبَ مـن دمـوعي منتهاها * * * وحـتـى لـو جـرت منها سيول

أتـغـسِـلُ عارَ مَن هانوا وذَلوا؟ * * * وكـيـف يـنظّفُ العارَ الغسيل؟!

رسـولَ اللهِ عـذراً عـن قصورٍ, * * * وأنّـى يُـقـبَلُ العذرُ الخجول؟!

قـعـدنـا دون نُـصرتكَ انخذالاً * * * ومـا مـن عـلـة إلا الـخمول

شُـغـلـنـا بالسفاسفِ من أمور * * * وأشـغـلَ هَـمَّـنـا الهمٌّ البديل

فـصـار الـسـيِّدَ المحسودَ فينا * * * كـثـيـرُ المال رابيه.. الكَسول؟

وذو الـجـاه الـمزركشُ بالتعالي * * * كـطـاووسٍ, لـه ذيـلٌ طـويل!

رسـولَ الله مـعـذرةً.. فـقومي * * * لـديـهـم قـد تكسّرَتِ النٌّصول

وألـقَـوا بـالـرماح وكل قوسٍ, * * * وأُنـزِلَ عـن مُـقـلَّـدِهِ الصقيل

ومـا عـادت مـراكـبُهم خيولاً * * * يُـشَـنِّـفُ أُذنَـهم منها الصّهيلُ

ولا الـصّـهـواتُ تغريهم رُكوباً * * * سـواءٌ عـنـدهـم ثَـورٌ وفِيل!

فـفـرسـانُ الخيولِ غدوا عظاماً * * * بـكـتـهم في مرابطها الخيول..

إذا رُكـبَ الـجـوادُ بـدا جياداً * * * كـأنَ ظِـلالَ واحـدهـا رعـيل

تـسـيـرُ مـهـابـةً منهم وفيهم * * * فـلا حَـزَنٌ يُـهـاب ولا سهول

نـفـوسٌ تـعـشـق الإقدامَ حتى * * * يُـحـاذر بـأسَـها الموتُ الذليل

بـأطـراف الأسـنّـة مـبتغاها * * * ويُـطـربُـهـا من النغمِ الصليل

أولـئـك مـن يـحامي عن نبيٍ, * * * ويـثـبـتُ لا يـحـيد ولا يميل

ويـصـمـدُ والـمـنايا مُحدقاتٌ * * * فـإمـا قـاتـلٌ هـو أو قـتـيل

ويـصـدقُ إن يـفـديـه بروحٍ, * * * قـؤولٌ صـادقٌ.. بَـرُّ فَـعـول

رجـالٌ أُرضِـعـوا لبناً صريحاً * * * فـنِـعـمَ الأصلُ واللبنُ الأصيل

فـكـانـوا كـالأسودِ على حماها * * * تـصـولُ عـزيـزةً وبها تجول

وأمـا نـحـنُـ: إمَّـا زِيرُ عشقٍ, * * * وإمــا مُـتـخَـمٌ شَـرِهٌ أكُـول

رضـيـعُ الـبِـيدِ قَسورةٌ جَسورٌ * * * ورُضَّـعُـنا من (النيدو) عُجول..

رسـولَ الله عذراً قد كُنا رؤوساً؟ * * * وإنّـا الآنَ فـي الـنـاس الذُيول

وكُـنَـا أمـةً وسـطـاً كـراماً * * * يـمـيـزُنـا بوسطِ الناس طُول

وكُـنّـا مـضـربُ الأمـثالِ فينا * * * ومـنَّـا يـنـبـعُ الـخُلُقُ النبيل

فـيـا خـجلي إذا بكَ جِيءَ يوماً * * * وأنـت شـهـيـدُنـا وبـنا كفيل

ويـا خـجـلـي إذا ناديتَ يوماً * * * إلـيـه كـلٌّـنـا حـتـماً نؤول

وقـلـتَ أريـدُ أحـبـابي بقربي * * * وقـربُـك يـومـهـا شأنٌ جليل

فكيف نراكَ قُربَ الحوضِ ظَمأى؟! * * * وحـوضُـكَ يـرتوي منه الغليل

بـمـاذا نـدَّعـي زوراً ونـذي؟ * * * ومـاذا عـن مـواقـفـنا نقول؟!

أكـنّـا أمـةً نَـخـلاءَ؟ عـوداً * * * فـخـارَ بـعـزمنا الجسَدُ النحيل

أو أنّــا أمـةً فـقـراءُ؟ رزقـاً * * * وجـانـبَ قـوتَنا الخيرُ الجزيل

نَـعُـولُ عـوائـلاً وبها انشغلنا * * * فـأورثـنـا الـمـذلَّة مَن نعولُ

أو إنَّ نـسـاءَنـا تـخشى علينا * * * فـبِـئـسَ غـنـيمةً تلك البُعول

أم أنــا أمـةٌ كـثُـرت عـداداً * * * وتـعـدادُ الـرجـالِ بـهـا قليل

تـفـرَّق أمـرُهـا شيَعاً وأضحى * * * لـكـل فـي سـيـاسـته ميول

فـفـيـنـا مُـرجفٌ خافي النوايا * * * وفـيـنـا مِـن أكـابـرنا عميل

أيـعـجـزُنـا سـفيهٌ ابنُ بغيٍ,؟ * * * ومـا كـانـت لـتُعجزَنا النٌّغُول

فـيـهـزأُ بـالـنبيِّ بنشر رسمٍ, * * * يـؤيِّـدُه مـن الـقـوم الـقبول؟

بــداعــي أنــه حـرٌ وأنّـا * * * تـمـاهـت فـي عواطِفنا العقول

وأنّـا نـركـبُ الإرهـابَ درباً * * * ويـجـدرُ مـسـلكاً عنه العُدول

عـلـوجٌ فـي زرائـبها عجولٌ * * * تـخـورُ.. ولـيس للبقر الصهيلُ

أيـعـجـزُنـا ونـحنُ حماةُ دينٍ, * * * يـقـومُ بـه عـلى الناس الدليل

لـقـد كـانـت قريشُ عتاةَ شِركٍ, * * * وكـانَ الـشـركُ في دمها يسيل

وكـان الـرومُ أقـوى مَن عليها * * * وأمـكـنَ فـي بـلادهم الدُخول

بـصـدق عـقـيدةٍ, وطلاقِ دنيا * * * وقـومٍ, مـا اسـتـقـرَّ بهم رحيل

يـطـوفـون الـبـلادَ ومستحيلٌ * * * يـرونَ أمَـامـهـم مـا يستحيل

رســولَ اللهِ مـعـذرةً وعـذراً * * * إذا لـم يـبـقَ عندي ما أقول!!..


أضف تعليق