الرد على شبهة دخول النبي ﷺ على أم حرام


 بسم الله الرحمن الرحيم

 

تقول الشبهة

حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك - - رضي الله عنه -- أنه سمعه يقول : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا ذهب إلى قباء يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه وكانت تحت عبادة بن الصامت فدخل يوما فأطعمته فنام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم استيقظ يضحك قالت فقلت ما يضحكك يا رسول الله فقال ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله يركبون ثبج هذا البحر ملوكا على الأسرة أو قال مثل الملوك على الأسرة شك إسحاق قلت ادع الله أن يجعلني منهم فدعا ثم وضع رأسه فنام ثم استيقظ يضحك فقلت ما يضحكك يا رسول الله قال ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله يركبون ثبج هذا البحر ملوكا على الأسرة أو مثل الملوك على الأسرة فقلت ادع الله أن يجعلني منهم قال أنت من الأولين فركبت البحر زمان معاوية فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر فهلكت

ويستدل الجهلاء من الحديث الشريف بأن الرسول - صلي الله علية وسلم - يدخل علي النساء دون محرم ولا يعرفون من هي أم حرام - - رضي الله عنه -ا - هي أمة بالرضاعة أو خالته علي أحد القولين - وإليكم الرد

 

كتب الأخ أبو عبيدة

في البداية علينا أن ننظر إلى الحديث، و مرة أخرى ننظر إلى تبويب الإمام البخاري!!

ذكر الإمام البخاري الحديث تحت عنوان (كتاب الاستئذان)!!

أن البخاري - رحمه الله - ذكرها في صحيحه في كتاب الاستئذان، باب (من زار قوما فقال عندهم).

و (القوم) يطلق في الغالب على الجماعة، و كأن البخاري يريد أن ما يرويه من الحديث، في زيارة واحد (و هو الرسول - صلى الله عليه وسلم -)، لجماعة (و هم أهل البيت الذي فيه أم حرام).

فمن هي أم حرام؟؟!!

هي أم حرام بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر ابن غنم بن عدي بن النجار. الأنصارية النجارية المدنية.

فهي من بني النجار أخوال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. لأن آمنة بنت وهب من بني زهرة، فثمة محرمية بينها و بين النبي من رضاع و قرابة، و لله الحمد و المنة (انظر ترجمتها الكاملة في " حلية الأولياء " و " أسد الغابة " و " الرياض المستطابة " و " الإصابة " و في " طبقات ابن سعد "

و قال ابن عبد البر عن أم حرام - رضي الله عنه -ا أنها: أرضعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو أختها أم سليم فصارت كل منهما أمه أو خالته من الرضاعة فلذلك كان ينام عندها و تنال منه ما يجوز للمحرم أن يناله من محارمه. (فتح الباري - باب الاستئذان)

و قال ابن الجوزي نقلا عن الحفاظ الثقات: كانت أم سليم أخت آمنة بنت وهب أم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الرضاعة. (المصدر السابق)

و كان النبي - عليه الصلاة والسلام - يكن لها و لأختها أم سليم - - رضي الله عنه -ما - كل تقدير و حب و بر، فعن أنس - - رضي الله عنه - - (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يكن يدخل بيتا بالمدينة، غير بيت أم سليم، إلا على أزاوجه، فقيل له: إني أرحمها،، قتل أخوها معي) (رواه البخاري).

و أخوها هو حرام بن ملحان - رضي الله عنه -.

و قد ورد في المسند عن أنس - رضي الله عنه - (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى في بيت أم سليم، و أم سليم و أم حرام خلفنا) (أخرجه أحمد)

فأي ضير أصحاب العقول البالية التي لا تعرف رحمة و لا إحسانا على ذوى القربى و اليتامى، في أن يكرم الرسول - صلى الله عليه وسلم - خالاته و يصل رحمه و يواسيهما لاستشهاد أخوهما في سبيل الله!!!!!

إنها المروءة و الرجولة، انه البر و الرحمة من نبي الرحمة - صلى الله عليه وسلم -، إنها أخلاق انعدمت عند هؤلاء الحاقدين، فصار المعروف عندهم منكرا، و الإحسان عندهم ظلما، و لا حول و لا قوة إلا بالله.

و ليكن الأمر كما قال الله - تعالى - في شأن حبيبه (و انك لعلى خلق عظيم)!!

و الحديث به من الإعجاز ما يجعلك تفكر، أي عقل هذا الذي يغلقه صاحبه أمام تحقق وعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد موته لخالته بالشهادة في سبيل الله!!

إن المرء إذا كان سليم النفس، حسن الطوية، عرف مراد الحديث و غايته، و إذا كان مريض النفس معوجا، انحرف و ضل سعيه ضلالا مبينا!!

فهل ينضح البئر إلا بما فيه؟!!

فإذا كان الكتاب المقدس هو البئر فكيف نتصور النضح و الناضح؟؟!!!

 

قال الحافظ ابن حجر:

و فيه(أي الحديث) ضروب من أخبار النبي - صلى الله عليه وسلم - بما سيقع فوقع كما قال، و ذلك معدود من علامات نبوته: منها إعلامه ببقاء أمته بعده و أن فيهم أصحاب قوة و شوكة و نكاية في العدو، و أنهم يتمكنون من البلاد حتى يغزوا البحر، و أن أم حرام تعيش إلى ذلك الزمان، وأنها تكون مع من يغزو البحر، و أنها لا تدرك زمان الغزوة الثانية. و فيه جواز الفرح بما يحدث من النعم، ولا ضحك عند حصول السرور لضحكه - صلى الله عليه وسلم - إعجابا بما رأى من امتثال أمته أمره بجهاد العدو، و ما أثابهم الله - تعالى -على ذلك (فتح الباري في شرح صحيح البخاري - باب الاستئذان)

فهل بعد هذا كله يستجيز عاقل أن يفترى بمثل تلك الافتراءات، سبحانك ربى هذا بهتان عظيم !!

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply