ليس فقط نبينا صلى الله عليه وسلم


 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله على نعمة الإسلام وكفي بها نعمة، الحمد لله العلي القدير، والصلاة والسلام علي المبعوث رحمة للعالمين خير الخلق والمرسلين محمد بن عبد الله - عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم -.

أهل الكتاب بعد أن أذهلهم القرآن ببيانه وأحكامه، ولم يستطيعوا أن ينالوا منه شيئاًº راحوا يرمون بسهامهم المسمومة على الحبيب - صلى الله عليه وسلم -.

ويحار العقل حين يفكر في هذا الأسلوب الرخيص، فهذه البذاءة التي لا تليق أن يطلقها عامة الناس - فضلاً عن الكتاب والمثقفين، ناهيك عن رجال الدين والمنصرين - ومما يسلي المرء أن هذا دأب القوم مع كل أنبياء الله - عليهم الصلاة والسلام - وليس مع الحبيب - صلى الله عليه وسلم - وحده، فما سلم منهم أحد من أنبياء الله - عليهم الصلاة والسلام -!

لا تعجب ولا تعجل، نعم هذا دأبهم مع كل أنبياء الله - عليهم الصلاة والسلام -.

وها أنذا أعرض عليك أيها القارئ الكريم ما يقول القوم في أنبياء الله - عليهم الصلاة والسلام -، وكيف أن قلة أدبهم طالت الجميعº لتعلم أن الخلل في هذه النفوس التي تعتنق دين النصرانية، ولتعلموا أن المشكلة أخلاقية وليست مشكلة حق يراد بيانه، ولا باطل يريد دحضه.

نسب اليهود ومن بعدهم النصارى لأنبياء الله أعمالاً تقشعر منها الجلود، وتشمئز منها النفوسº بل لا نبالغ إن قلنا أن في سير الأنبياء عندهم ما يفوق فعلة قوم لوط، وفرعون، وثمود، فالأنبياء عندهم لا حرمة لهم ولا تنزيه عن فاحشة أو رذيلة!

وهذا مدون في كتبهم بنصوص صريحة لا تحتمل التأويل، ولا ينكرها القوم بل (يتعبدون) الله بها.

- نبي الله هارون - عليه السلام - عندهم هو الذي صنع العجل، وعبده مع بني إسرائيل (سفر الخروج: 32: 1).

- وعندهم أن خليل الله إبراهيم - عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والتسليم - قَدَمَ امرأته سارة إلى فرعون حتى ينال متاعاً بسببها، فقد نزعوا من أبي الأنبياء - عليه السلام - المروءة والغيرة على العرض، ثم - وتعجب وحق لك - يترفع فرعون عن مواقعه سارة بدافع المروءة والنخوة، ويدعها لإبراهيم، ويوبخه أن قدم زوجته له (سفر التكوين 14:12)

- وعندهم أن نوحاً - عليه السلام - شرب الخمر، وتعرى وضاجع بنتاه (سفر التكوين: 9: 20 وما بعدها)

- ويفترون على نبي الله لوط - عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام - أن ابنتاه سقتاه الخمر، فشرب حتى ذهب عقله، ثم قام فزنى بإحداهما ليلة كاملة، وفي الليلة الثانية تكررت الفعلة مع البنت الثانية، قطع الله ألسنتهم (راجع سفر التكوين الإصحاح التاسع من العدد 30 وما بعدها).

وإن تعجب فمن قول كبيرهم في مصر - شنودة - حين راح يبرر هذه الفعلة بقولة: (أن ابنتي لوط قد فعلتا ذلك لتنجبا منه نسلاً مؤمناً)، أغفل عن الحكمة نبي الله لوط - عليه السلام - وفطن إليها شنودة؟!، وفطنت إليها ابنتاه، فأسكرتاه! أبداً، وكل ذلك كذب.

- وعندهم أن نبي الله سليمان - عليه السلام - ولدُ زنى، أنجبه داود حين زنى بزوجة أمير الجيش اوريا الحثي، وأنه - سليمان عليه السلام - ارتد في أخر عمره، وعبد الأصنام، وبنى لهم المعابد، وذلك حين أغوته النساء. (سفر الملوك 1:11)، وراجع أيضاً (سفر صموئيل الثاني اصحاح 11).

- وعندهم أن نبي الله يعقوب - عليه السلام - سرق مواشي حميه، وخرج بأهله خلسة دون أن يعلمه (تكوين 17:31)

هذا قطعاً ليس من خلق الأنبياء، فما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما رفع من شيء إلا شانه كما علمنا الحبيب - صلى الله عليه وسلم -، وكذا أن راوبين زنى بزوجة أبيه يعقوب، وعلم يعقوب بذلك الفعل القبيح وسكت عنه.

بل لم يسلم منهم المسيح - عليه السلام - فعندهم أن المسيح عيسي بن مريم - عليه السلام -:

- من نسل الزنا، وذلك طبقاً لما ورد في إنجيل متى (1 - 10) (أن عيسى بن سليمان بن داوود، وجدهم الأكبر فارض الذي هو من الزنا من يهوذا بن يعقوب).

- وأنه كان عاقاً لأمه لم يناديها مرة بلفظ أمي في أي موضع من الأناجيل، وكان يهينها ويعاملها باستحقار أمام الناس، ويخاطبها قائلاً: (يا امرأة) بذات الصيغة التي كان يخاطب بها المرأة الزانية، أو (الكلبة) الكنعانية، إذ كان يناديها في وسط الحضور قائلاً: "ما لي ولك يا امرأة!" يوحنا [ 2: 4 ].

- وأن المسيح شهد بأن كل الأنبياء الذين قاموا في بني إسرائيل لصوص (يوحنا7:10).

- وأن المسيح كان يتعرى أمام تلاميذه، ويتعامل معهم بشكل مثير للريبة فكان يتعرى، واسمع: " قام عن العشاء، وخلع ثيابه، وأخذ منشفة واتّزر بها، ثم صبّ ماء في مغسل، وابتدأ يغسل أرجل التلاميذ ويمسحها بالمنشفة التي كان متزراً بها "(يوحنا4:13).

وعندهم أن المسيح كان سباباً شتَّاماً، فقد سبَّ معلمو الشريعة قائلاً لهم: " يا أولاد الأفاعي " متى [ 3: 7 ]، وسبهم في موضع آخر قائلاً لهم: " أيها الجهال العميان " متى [ 23: 17 ]، وقد شتم تلاميذه إذ قال لبطرس كبير الحواريين: " يا شيطان " متى [ 16: 23 ]، وشتم آخرين منهم بقوله: " أيها الغبيان والبطيئا القلوب في الإيمان!" لوقا [ 24: 25 ]، مع أنه هو نفسه الذي قال لهم: "قد أعطي لكم أن تفهموا أسرار ملكوت الله!!" لوقا [ 8: 10 ]، بل إن المسيح شتم أحد الذين استضافوه ليتغدى عنده في بيته جاء في إنجيل لوقا [ 11: 39 ]ما نصه: "سأله فريسي أن يتغذى عنده، فدخل يسوع واتكأ، وأما الفريسي فلما رأى ذلك تعجب أنه لم يغتسل أولاً قبل الغداء، فقال له الرب: أنتم الآن أيها الفريسيون تنقون خارج الكأس، وأما باطنكم فمملوء اختطافاً وخبثاً يا أغبياء! ويل لكم أيها الفريسيون! فأجاب واحد من الناموسيين وقال له: يا معلم، حين تقول هذا تشتمنا نحن أيضاً، فقال: وويل لكم أنتم أيها الناموسيون!"، وهذا قطعاً ليس من خلق الأنبياء، فما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما رفع من شيء إلا شانه كما علمنا الحبيب - صلى الله عليه وسلم -.

هكذا يتكلم النصارى على أنبياء الله جميعهم، فلم يسلم منهم أحد.

والسؤال من يقدس النصارى؟

إنهم لا يعتقدون النزاهة والعصمة إلا في الأحبار والرهبان، فسيرة (كيرلس) و(بطرس)، و(جرجس) و(شنودة) عندهم أطهر من سيرة رُسل الله - صلى الله عليهم وسلم -.

الباباوات لا يخطئون، معصومون، لهم (القداسة)، يغفرون، ويحلون، ويحرمون، وصدق الله العظيم: (( اتَّخَذُوا أَحبَارَهُم وَرُهبَانَهُم أَربَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالمَسِيحَ ابنَ مَريَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعبُدُوا إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبحَانَهُ عَمَّا يُشرِكُونَ ))(التوبة: 31).

فالحمد لله على نعمة الإسلام، والحمد لله الذي جعلنا من أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - الذي ما عرفت البشرية خيراً منه.

عدوك مذموم بكل لسان    ولو كان من أعدائك القمران

ولله سر في علاك وإنما      كلام العدا ضرب من الهذيان

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply