الوفاق/ تفاعلت في الصحف والمجلات العالمية أنباء المقاطعة التي بدأ بها المسلمون نحو المنتجات الدانماركية بعد رسوم كاريكاتيرية ساخرة من النبي - صلى الله عليه وسلم -، حيث خصصت مجلة (الإيكونومست) البريطانية - إحدى أشهر المجلات العالمية الإقتصادية - مقالاً في عددها الجديد الصادر الأسبوع الحالي بعنوان: (الإساءة للنبي.. حرية التعبير تتصادم مع الحساسية الدينية).
ووصفت المجلة تلك الرسوم الساخرة بأنها " وقحة "، وذكرت في معرض تعليقها على من اعتبر أن نشر مثل هذه الرسوم هو من مبدأ حرية الرأي: " إن مناقشة مثل هذه الأمور بشكل علني يبدو أمراً طبيعياً في بلد تصف فيه إحدى أعضاء البرلمان المسلمين (بالورم السرطاني)، ولم تفقد هذه العضوة مقعدها في البرلمان حتى الآن، ومن حق الدانماركيين كغيرهم من الشعوب الأخرى أن يعتزوا بحريتهم في التعبير، ولكن يبدو أن مجتمعهم العلماني ربما أعماهم عن المسائل الحساسة لدى أتباع بعض الديانات الأخرى".
ونوهت (الإيكونومست) إلى العديد من الفعاليات الدولية التي انتقدت رسم مثل هذه الرسوم منها ما قالته لويس أربور Louise Arbour، مفوضة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة بأنها" تشعر بالقلق من هذا التطاول غير المقبول على معتقدات الآخرين"، كما ذكرت المجلة إدانات مماثلة من المفوضية الأوربية والمجلس الأوروبي والجامعة العربية، وأن هذه المسألة أدت إلى مظاهرات احتجاجية في كل من كوبنهاغن وكراتشي وموجة عارمة من الرسائل الالكترونية الاستنكارية إلى سفارات الدانمارك.
وأوضحت المجلة أن هذه الرسوم قد أدينت من جانب عدد من المثقفين الدانماركيين من ذوي الميول الليبرالية " ليس لأنهم يفضلون فرض الرقابة، ولكن لأنهم يعتقدون أن هذه الرسومات هي جزء من حملة تدعو إلى الكراهية أثرت على جميع تعاملات الدانمارك مع الأجانب".
وأشارت المجلة إلى أن "رئيس الوزراء الدانماركي فوغ راسموسن حاول أن ينزع فتيل هذا النزاع بتجاهله، بعد أن رفض حضور اجتماع دعاه إليه أحد عشر سفيراً من سفراء الدول الإسلامية في كوبنهاغن، وقد تعرّض لانتقادات اثنين وعشرين سفيراً سابقاً للدانمارك في العالم الإسلامي، والذين استهجنوا جهله بالأعراف الدبلوماسية، وبعد عدة أسابيع أخرى من الارتباك عمد رئيس الوزراء أخيراً إلى معالجة الموضوع في خطابه بمناسبة العام الجديد، حيث أدان أي محاولة "لتشويه أي مجموعة من الناس بسبب خلفياتهم الدينية أو العرقية"، ولكن بالرغم من أنه ألمح إلى عدد من الأمثلة غير المقبولة، إلا أنه لم يذكر صحيفة (جيلاندز بوسطن) بالاسم، وأصر أيضاً على أن لهجة النقاش العام في الدانمارك كانت (متحضرة وعادلة)".
وأكدت المجلة في تقريرها بعد أن ذكرت حجم الانتقادات التي وجهت للصحيفة الدانماركية، وعن الشخصيات التي اعتذرتº بأن ذلك بالنسبة للمسلمين"غير كافي، وقد جاء متأخراً جداً"، مشيرة إلى أن المطلوب اعتذار من قبل ذات الصحيفة.
من جهة أخرى أبرزت صحيفة (كوبنهاجن بوسطن) الدانماركية في صدر صفحتها الأولى أمس الأول الخميس تقريراً بعنوان (إساءة للنبي تغضب المستهلكين السعوديين)، حيث أشارت الصحيفة إلى أن " الزعماء الدينيين السعوديين شجعوا المستهلكين في خطب الجمعة الأسبوع الماضي على مقاطعة منتجات شركة آرلا للأغذية (Arla Foods) الدانماركية، ومنذ ذلك الوقت استمرت الدعوة إلى المقاطعة عبر محطات التلفزة الوطنية، والصحف اليومية، مصحوبة بصور لمنتجات شركة آرلا للأغذية (Arla Foods)".
ونقلت صحيفة (كوبنهاجن) عن مسئولين في شركة آرلا قلقهم من أن " مقاطعة منتجاتها في المملكة العربية السعودية ستكلفها مليارات الدولارات إذا ما أخذت تأثيراً واسع الانتشار"، وبأن الشركة كانت بصدد إنشاء مصنع ضخم لإنتاج الأجبان والألبان في المملكة خلال الأسبوعين المقبلين.
والتقت الصحيفة بفن هانسن وهو رئيس قسم بشركة آرلا الذي صرح قائلاً: "إن الوضع الآن آخذ في التصاعد بشكل سريع، والتطورات التي حدثت في الساعات الأخيرة تدعو إلى قلق شديد"، مضيفاً أن شركاء الشركة الرئيسيين في المملكة العربية السعودية دعوا إلى عقد اجتماع مع موظفي شركة آرلا خلال الأيام القادمة، وأضاف قائلاً: " لقد حاولوا أن يدفعونا إلى إدانة هذه الرسومات، إن الوضع في غاية الحرج لأن المستهلكين السعوديين يقومون بردة فعل جماعية، ونحن خائفون من أن نتعرض لموجة من غضب المستهلكين".
وذكرت الصحيفة عن السفير الدانماركي في السعودية هانس كلينجينبيرج قوله: " لقد قللنا من شأن هذه الإساءة التي أحدثتها هذه الرسومات".
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد