مايقال عند سماع الرعد في ميزان النقد الحديث

1.6k
6 دقائق
22 شوال 1434 (29-08-2013)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

يُقَالُ عِنْدَ سَمَاعِ الرَّعْدِ فِي مِيزَانِ النَّقْدِ الحَدِيثِي

هذا بحثٌ بخصوص ذكرٍ يقال عند سماع الرعد ، جمعت فيه الأحاديث سواء المرفوع منها إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، أو ما ورد عن الصحابة .

- المرفوعُ إلى النبي صلى الله عليه وسلم :

1 - عَنْ ‏سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِعُمَرَ ‏، ‏عَنْ ‏أَبِيهِ ‏: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏كَانَ إِذَا سَمِعَ صَوْتَ الرَّعْدِ وَالصَّوَاعِقِ قَالَ ‏: ‏اللَّهُمَّ لَا تَقْتُلْنَا بِغَضَبِكَ وَلَا تُهْلِكْبِكَ وَعَافِنَا قَبْلَ ذَلِكَ .

أخرجه الترمذي (3450)، والنسائي في الكبرى (10698) ، والبخاري في الأدب المفرد (721) ، وأحمد (2/100)

قال الترمذي عقب الحديث : ‏هَذَا ‏حَدِيثٌ غَرِيبٌ ‏‏لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْه .

ومدار الحديث على رجل يقال له : أبو مطر وهو مجهول كما ذكر الذهبي والحافظ ابن حجر . وأيضا في سنده حجاج بن أرطاة وهو ضعيف .

وقد صحح الحديث العلامة أحمد شاكر – رحمه الله – في تخريج المسند (5763)

أما العلامة الألباني فقد ذهب إلى تضعيف الحديث في الضعيفة (1042) ، وضعيف الأدب المفرد(111)

وأخرج الحديث ابن أبي شيبة (10/214) عن جعفر بن برقان قال : بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سمع الرعد قال : فذكر الحديث .

وهذا إسناد معضل .

تنبيه :

قال العلامة الألباني في ضعيف الأدب المفرد عن الحديث : ليس في شيء من الكتب الستة .ا.هـ.

2 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَة رَفَعَ الْحَدِيث : أَنَّهُ كَانَ إِذَا سَمِعَ الرَّعْد قَالَ : " سُبْحَانَ مَنْ يُسَبِّح الرَّعْد بِحَمْدِهِ " .

أخرجه الطبري في تفسيره (20260)

وفي سنده رجل لم يسم ، فهو سند ضعيف .

3 – عن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا سمعتم الرعد فاذكروا الله عز وجل فإنه لا يصيب ذاكرا .

أخرجه الطبراني في الكبير (11/164)

في إسناده يحيى بن كثير ، وعبد الكريم أبو أمية وهما ضعيفان .

قال الهيثمي في المجمع (10/136) : رواه الطبراني وفيه يحيى بن كثير أبو النضر وهو ضعيف .

قال ابن علان في الفتوحات الربانية (4/286) نقلا عن الحافظ ابن حجر : في سنده ضعف .

وقال العلامة الألباني في الضعيفة (2568) : ضعيف جدا ... قلت : وهذا إسناد ضعيف جدا ؛ عبد الكريم هذا هو ابن أبي المخارق البصري أبو أمية المعلم ؛ وهو ضعيف ، وله ذكرٌ في مقدمة مسلم .

ويحيى بن كثير أبو النضر متروك ؛ كما قال الدارقطني ، وبه وحده أعله المناوي تبعا للهيثمي ! .ا.هـ.

4 – عن عبيد الله بن أبي جعفر أن قوما سمعوا الرعد فكبروا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا سمعتم الرعد فسبحوا ، ولا تُكبروا .

أخرجه أبو داود في المراسيل (531)

قال شعيب الأرنوؤط في تخريجه للمراسيل : محمود بن خالد ثقة ، ومن فوقه من رجال الصحيح .ا.هـ.

والمرسل كما هو معلوم من قسم الضعيف ، فيكون الحديث ضعيفا .

وضعفه الشيخ الألباني في ضعيف الجامع (552)

- الأثار الواردة عن الصحابة :

1 - ‏عن عبد الله بن الزبير أَنَّهُ كَانَ ‏إِذَا سَمِعَ الرَّعْدَ تَرَكَ الْحَدِيثَ ، وَقَالَ : سُبْحَانَ الَّذِي يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ ، ثُمَّ يَقُولُ : إِنَّ هَذَا لَوَعِيدٌ لِأَهْلِ الْأَرْضِ شَدِيدٌ .

أخرجه رواه الإمام مالك في الموطأ (2/992) ، والبخاري في الأدب المفرد (723) والبيهقي في الكبرى (3/362)

أما الإمام مالك في الموطأ فقد قال : عن عامر بن عبد الله بن الزبير أنه كان إذا سمع الرعد ... الحديث

أي أنه سقط " عن عبد الله بن الزبير " فهو مقطوع كما أشار إلى ذلك الشيخ العلامة الألباني في تخريج " الكلم الطيب " (157)

ورواه البخاري من طريق مالك موصولا إلى عبد الله بن الزبير .

قال ابن علان في الفتوحات الربانية (4/285) : قال الحافظ - أي ابن حجر - : هو حديث موقوف أخرجه البخاري في الأدب المفرد عن إسماعيل بن أبي أويس عن مالك .ا.هـ.

وقال العلامة محمد ناصر الدين الألباني في تخريج " الكلام الطيب " (157) صحيح الإسناد موقوفا .

وصححه في صحيح الأدب المفرد (556)

وقال الشيخ مصطفى العدوي في تخريج الوابل الصيب (ص 197) : حديث موقوف صحيح .

2 - عَنْ اِبْن عَبَّاس , أَنَّهُ كَانَ إِذَا سَمِعَ الرَّعْد , قَالَ : " سُبْحَانَ الَّذِي سَبَّحْتَ لَهُ " .

أخرجه الطبري في تفسيره (20262) ، والبخاري في الأدب المفرد (722) وفيه زيادة :

قال ابن عباس : إن الرعد ملك ينعق بالغيث كما ينعق الراعي بغنمه .

والحديث أقل أحواله أنه حسن بسبب الحكم بن أبان ، قال عنه الحافظ ابن حجر في التقريب : صدوق عابد له أوهام .

وضعف الأثر الشيخ العلامة الألباني في ضعيف الأدب المفرد (112) وقال :

ضعيف الإسناد موقوف ، موسى – أي بن عبد العزيز – سيىء الحفظ ، والحكم – وهو ابن أبان – ليس بالثبت ، وثبت الشطر الأول منه بنحوه مرفوعا .ا.هـ.

3 - عَنْ عَلِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ , كَانَ إِذَا سَمِعَ صَوْت الرَّعْد , قَالَ : " سُبْحَانَ مَنْ سَبَّحْتَ لَهُ " .

وفي سنده مسعدة بن اليسع بن قيس اليشكري الباهلي .

قال عنه الذهبي في الميزان (4/98) : سمع من مُتَأَخِّري التابعين . هالك . كذبه أبو داود . وقال أحمد بن حنبل : حرقنا حديثه منذ دهر .

4 - عَنْ الْأَسْوَد بْن يَزِيد , أَنَّهُ كَانَ إِذَا سَمِعَ الرَّعْد , قَالَ : " سُبْحَان مَنْ سَبَّحْتَ لَهُ " , أَوْ " سُبْحَانَ الَّذِي يُسَبِّح الرَّعْد بِحَمْدِهِ , وَالْمَلَائِكَة مِنْ خِيفَته ".

أخرجه الطبري في تفسيره (20263)

وهذا سند فيه انقطاع بين أبي صخرة والأسود بن يزيد ، وقد رجعت إلى ترجمة أبي صخرة في التهذيب (4/486) ولم أجد من شيوخه الأسود بن يزيد بل وجدت أخيه عبد الرحمان بن يزيد النخعي .

وهذا ما أشار إليه محقق تفسير الطبري (16/389)

5 - عَنْ طَاوُس أَنَّهُ كَانَ إِذَا سَمِعَ الرَّعْد , قَالَ : " سُبْحَانَ مَنْ سَبَّحْتَ لَهُ " .

أخرجه الطبري في تفسيره (20264)

وذكره النووي في كتاب الأذكار (ص 263) فقال : وروى الإمام الشافعي رحمه الله في الأم بإسناد صحيح عن طاوس الإمام التابعي الجليل رحمه الله أنه كان يقول : فذكره .

وقال ابن علان في الفتوحات الربانية (4/286) نقلا عن الحافظ : هذا موقوف صحيح .

6 - عَنْ الْأَوْزَاعِيّ , قَالَ : كَانَ اِبْن أَبِي زَكَرِيَّا يَقُول : مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَع الرَّعْد : " سُبْحَان اللَّه وَبِحَمْدِهِ " , لَمْ تُصِبْهُ صَاعِقَة .

أخرجه الطبري في تفسيره (20265

وفي سنده ميسرة بن عبد ربه الفارسي ، قال عنه الذهبي في الميزان (4/230) : قال ابن حبان : كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات ، ويضع الحديث ، وهو صاحب حديث فضائل القرآن الطويل .

وقال الدارقطني : متروك . وقال أبو حاتم : كان يفتعل الحديث .

7 – عن عبد الله بن عباس قال : كنا مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه في سفر فأصابنا رعد وبرق وبرد ، فقال لنا كعب : من قال حين يسمع الرعد : سبحان من يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ثلاثا عوفي مما يكون في ذلك الرعد ، قال ابن عباس رضي الله عنهما : فقلنا فعوفينا ، ثم لقيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه في بعض الطريق فإذا بردة أصابت أنفه فأثرت به فقلت : يا أمير المؤمنين ما هذا ؟ فقال : بردة أصابت أنفي فأثرت بي ، فقلت : إن كعبا حين سمع الرعد قال لنا : من قال حين يسمع الرعد : سبحان من يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته عوفي مما يكون في ذلك الرعد ، فقلنا فعوفينا ، فقال عمر رضي الله عنه : فهلا أعلمتمونا حتى نقوله .

أخرجه الطبراني في الدعاء (985) ، وذكره النووي في الأذكار (ص 263)

وقال ابن علان في الفتوحات الربانية (4/286) نقلا عن الحافظ ابن حجر : لم يذكر من خرجه وهو عندنا بالإسناد إلة الطبراني بإسناده إليه ... فذكر الحديث هذا موقوف حسن الإسناد ، وهو إن كان عن كعب فقد أقره ابن عباس وعمر فدل على أن له أصلا .ا.هـ

وصلى الله على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين


مقالات ذات صلة


أضف تعليق