أذنت لزوجها أن يتزوج عليها

2.8k
2 دقائق
12 ربيع الثاني 1438 (11-01-2017)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

قالت لي وهي تحادثني عبر الهاتف:

أريد أن أسألك إن كنت أخطأت في تصرفي؟

قلت: أي تصرف؟

قالت: زوجي يريد أن يتزوج امرأة ثانية وأخبرني أنه لن يفعل ذلك إلا بعد موافقتي؟

قلت: وهل وافقت؟

قالت: نعم؟

قلت: ما الذي جعلك توافقين؟

قالت: لما تأخرت عليه في ردي ؛ تغير حاله، فصار كثير القلق، دائم التفكير، فأشفقت عليه وأخبرته بموافقتي.

قلت: كيف كان استقباله لموافقتك؟

قالت: فرح كثيراً، وشكرني، ووعدني بأن لا يسبب زواجه الثاني أي ظلم لي ولأولادي.

قلت: وهل علم أولاده بذلك؟

قالت: لا، وطلبت منه أن يؤجل ذلك إلى ما بعد الامتحانات التي بدأت.

قلت: هل هناك سبب آخر جعلك توافقين على زواجه؟

قالت: نعم، ابتغيت رضا الله تعالى بإرضائي زوجي حين وافقته على زواجه.

قلت: هذا ما أردت التأكد منه.

قالت: لم تجبني عن سؤالي إن كنت أخطأت في موافقة زوجي على رغبته في الزواج من امرأة ثانية.

قلت: أنت، بإرضائك زوجك، أحسنت تبعلك له، وحسن تبعل المرأة لزوجها فيه أجر كبير لها. وأنت أدخلت السرور إلى قلبه بموافقتك على زواجه ؛ وإدخال السرور إلى قلب المسلم من أحسن العمل،… ولكن

قالت: في شيء من القلق: ولكن ماذا؟

قلت: ولكن موافقتك هذه ستثير عليك استنكاراً واسعاً من أهلك وصديقاتك وربما من أولادك وبناتك.

قالت: لماذا يستنكرون عليَّ مادمت راضية؟

قلت: سيتهمونك بالغباء، أو بالطيبة الزائدة، وسيلومونك لوماً شديد لأنك لم تمنعي زوجك من الزواج عليك وخاصة أنه أخبرك أنه لن يتزوج إلا بعد موافقتك.

قالت: هل تراني سأندم؟

قلت: لا شك في أنك ستعيشين بعض ساعات الندم، وخاصة عندما تثور فيك الغيرة الفطرية الموجودة لدى كل امرأة.

قالت: وهل تنصحني بشيء؟

قلت: أنصحك بالصبر والاحتساب، الصبر على الكلام الذي ستسمعينه من الناس، واحتساب الأجر الذي يأتيك في ابتغائك وجه الله تعالى على ما تلقينه وما تعانينه.

قالت: وزوجي؟

قلت: أرجو أن يـقدر لك زوجك قبولك بزواجه من أخرى، وأن يجعله هذا أرأف بك وأعطف وأرحم.

قالت: وهل توصيني بشيء آخر؟

قلت: احرصي على أنت تجعلي من زوجته الأخرى صديقة لك فإنك بهذا تكسبين رضا ربك عنك، ثم رضا زوجك، ثم تنجحين في إبعاد المشكلات عن حياتك الزوجية.

قالت: لقد طلبت منه أن يأخذنا معاً في عمرة بعد زواجه منها.

قلت: هذه فكرة جميلة منك، واسمحي لي أن أصفك بأنك امرأة عاقلة حصيفة… وأمثالك قليلات.

قالت: جزاك الله خيراً على ثنائك وحسن ظنك.

قلت: بارك الله فيك وأجزل لكِ الأجر.

قالت: هل أستطيع أن أخبرك بأمر آخر؟

قلت: تفضلي.

قالت: لقد طلبت منه أن يتزوجها في يوم زواجنا نفسِه !

قلت: تريدين في التاريخ نفسه؟

قالت: نعم، ولقد أردت بهذا أمراً.

قلت: ما هو؟

قالت: أن يعدل بيننا.. وأن ينظر إلينا نظرة واحدة.

قلت: تقبل الله منك هذا كله، وأجزل لك المثوبة.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين


مقالات ذات صلة


أضف تعليق