المنح العلية في بيان السنن اليومية


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

هذا تلخيص لكتاب "المنح العلية في بيان السنن اليومية" لمؤلفه الشيخ عبدالله الفريح.

فيه قرابة ٨٠ فائدة، ولُخّص في 20/2/2016:

قال أحدهُم لآخر يستكثِرُ من العلم ولا يعمل:
يا هذا إذا أفنيتَ عمرك في جمع السلاح فمتى تُقاتل.

لما رأى الخطيب البغدادي رحمه الله كثرة من يهتم برواية الحديث: وحفظه مع قلِّة العمل، ألَّف رسالة قيَّمة، عنوانها:"اقتضاء العلم العمل".

نماذج من حرص السلف على السنة:
قول أم حبيبة (فما تركتهن منذ سمعتهن من رسول الله) عن السنن الرواتب
.
وقول علي (ما تركته منذ سمعته من النبي -أي قول سبحان الله والحمد لله والله أكبر على وفق العدد الوارد-، قيل له ولا ليلة صفين، قال ولا ليلة صفين.
وكذلك ابن عمر لما علم بفضل اتباع الجنازة حتى تدفن ضرب بالحصى الذي كان في يده الأرض ثم قال لقد فرّطنا في قراريط كثيرة
.

من ثمرات اتباع السنة:
1- محبة الله لك
.
2- نيل معية الله.
3- إجابته لدعائه.
4- جبر النقص الحاصل في الفرائض
.
5- حياة القلب.
6- البعد عند الوقوع في البدعة.

قال ابن القيم رحمه الله:فمن صحب الكتاب والسُّنة، ‏وتغرَّب عن نفسه وعن الخلق، ‏وهاجر بقلبه إلى الله ‏فهو الصادق المصيب.

قال النووي: ينبغي لمن بلغه شيء من فضائل الأعمال أن يعمل به ولو مرة واحدة، ليكون من أهله.

إذا أنعم الله عليك بطاعة، وكنت من أهلها المواظبين عليها، وفاتت عليك يوما، فحاول أن تأتي بها إن كانت مما تُقضى، فإنّٓ العبد إذا اعتاد على التفويت وتساهل فيه ضيع العمل.

تتأكد سنية السواك في مواضع منها:
الإستيقاظ من النوم، وعند الوضوء، وعند الصلاة، وعند دخول المنزل، وعند الذهاب للجمعة.

من السنة مسح أثر النوم باليد "فجعل يمسح النوم عن وجهه بيده".

حديث (لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه): ضعفه الإمام أحمد وأبو زرعة وأبو حاتم وشواهده فيها ضعف. وذهب جماعة من العلماء إلى أن الحديث: بمجموع الطرق يرتقي إلى درجة الحسن. وإن اُحتج به فإنه يحمل على الاستحباب وهو قول جمهور اهل العلم.

من سنن الوضوء المبالغة في المضمضة والاستنشاق لغير الصائم لحديث: (أسبغ الوضوء... وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً)، وأُخذت المبالغة في المضمضة من قوله (أسبغ الوضوء) والمبالغة في المضمضة أن تحرك الماء بقوة وتجعله يصل كل الفم، والمبالغة في الاستنشاق أن يجذبه بنفس قوي.

من السنة في الوضوء المضمضة والاستنشاق من كف واحدة، قال ابن القيم: (ولم يجيء الفصل بين المضمضة والاستنشاق حديث صحيح البتة...، وكان يستنشق باليمنى ويستنثر باليسرى).

من السنة في مسح الرأس أن تبدأ بيديك بمقدم الرأس فتذهب بهما إلى قفاك ثم ترجعهما للمكان الذي بدأت منه، والمرأة أيضا تفعل هذه السنة بنفس الطريقة، وما زاد من الشعر عن عنق المرأة فإنه لا يُمسح.

ليستحضر المسلم حينما يُقدم على الوضوء بأنه أقدم على عبادة فيها ثلاث فضائل عظيمة، فهي سبب في محبة الله تعالى له، وسبب في مغفرة الذنوب، وسبب في أن يُكسى يوم القيامة حُلٓلا في مواضع وضوئه.
أفضلية وقت قيام الليل على ثلاث مراتب:
الأولى: أن ينام نصف الليل الأول، ثُم يقوم ثُلثه، ثم ينام سُدسه.
الثانية: أن يقوم في الثُّلث الآخر من الليل. فإن خاف ألا يقوم من آخر الليل انتقل إلى المرتبة.

الثالثة: وهي أن يصلي أول الليل أو الجزء الذي يتيسر له من الليل.

فائدة: الذي يقوم الثلث الذي بعد منتصف الليل سيكون مدركاً للثلث الآخر في السدس الخامس.

من السنة (القنوت) في الوتر أحياناً، والقنوت في الوتر لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم على الأظهر لا من قوله ولا من فعله، فحديث أُبي بن كعب ضعفه أحمد، وأما حديث الحسن بن علي فصحيح إلا لفظة (قنوت الوتر) فهي شاذة، قال أحمد: (لا يصح فيه عن النبي شيء)، وإنما صح القنوت في الوتر عن الصحابة كما قال عطاء كان أصحاب النبي يفعلونه. ثبت هذا عن عمر عند أحمد وعن ابن عمر عند ابن أبي شيبة.

الأمر واسع في موضع قنوت الوتر فيجوز قبل الركوع أوبعده، لكن القنوت بعد الركوع أكثر في الأحاديث النبوية فيُغلّب على ما قبل الركوع. قال أحمد وبعد الركوع احبُّ إلي.

جمهور العلماء على مشروعية رفع اليدين في قنوت الوتر لثبوته عن عمر، قال البيهقي (إن عددا من الصحابة رفعوا أيديهم في قنوت الوتر).

القول الراجح أنه يبدأ قنوته في الوتر بحمد الله تعالى والثناء عليه ثم يصلي على النبي ثم يدعوا لحديث فضالة بن عبيد.

الصحيح أنه لا يسن مسح الوجه بعد الانتهاء من الدعاء لعدم الدليل على ذلك، قال ابن تيمية (وأما مسحه وجهه بيديه فليس فيه إلا حديث أو حديثان لا تقوم بهما الحُجَّة).

يسن بعد السلام من الوتر قول سبحان الملك القدوس ثلاثا مع رفع الصوت في الثالثة.

السنة لمن فاته قيام الليل أن يصليه من النهار شفعا.

عند التثويب لصلاة الفجر، فإن من تابع الأذان يقول مثل ما يقول المؤذن (الصلاة خير من النوم)، قال ابن ابراهيم: قوله (فقولوا مثل ما يقول) يدل على أنه يقول: الصلاة خير من النوم.

قال ابن حجر: عن ابن جُريج أنه قال (حُدّثت أنّ الناس كانوا يُنصتون للمؤذن إنصاتهم للقراءة).

من السنة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد إجابة المؤذن، وأفضل أنواع الصلاة الصلاة الإبراهيمية.

إذا قلت مثل ما يقول المؤذن من قلبك كان ذلك من أسباب دخولك للجنة، والإتيان بـ (اللهم رب هذه الدعوة...) الخ. بعد إجابة المؤذن من أسباب حلول شفاعة النبي لك يوم القيامة.

الدعاء بين الأذان والإقامة يكون على رجاء إجابة، ففي حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (الدعاء بين الأذان والإقامة لا يُرد) صححه ابن خزيمة.

الأظهر أن السنن الرواتب عددها اثنتا عشرة ركعة، والأفضل أن تُؤدّى في البيت، لما في الحديث: المتفق عليه (أفضل صلاة المرء في بيته إلا الصلاة المكتوبة).

سنة الفجر آكد الرواتب، النبي لم يكن يتركها سفراً ولا حضراً، ثوابها بأنها خير من الدنيا وما فيها، ويسن تخفيفها، ويسن القراءة فيها بالكافرون والإخلاص.

الأظهر أن الاضطجاع بعد سنة الفجر مسنون مطلقا، وبه يفتي الفقهاء السبعة رحمهم الله.

يسن التبكير بالذهاب إلى المسجد، ففي الحديث: (لو يعلمون مافي التهجير لاستبقوا إليه
والتهجير هو التبكير للصلاة
.

ويسن الخروج من البيت للمسجد متطهرا، وأن يكون الخروج إلى الصلاة بسكينة ووقار، والسكينة تكون بالتأني في الحركات، والوقار في الهيئة كغض الطرف، نص عليه النووي.

يسن للمأموم أن يكون قريبا من إمامه، ففي الحديث: (ليلني منكم أولو الأحلام والنهى)، ليلني: أي ليقترب مني، وفي هذا دليل على أن القرب من الإمام مطلوب في أي جهة كان.

يسن اتخاذ السترة للصلاة، ويسن الدنو منها، ويسن رد المار بين يدي المصلي، إلا المرأة والكلب الأسود والحمار فيجب.

مواضع رفع اليدين في الصلاة:
عند تكبيرة الإحرام وعند الركوع وعند الرفع منه هذه الثلاثة ثابتة في الصحيحين، والموضع الرابع عند القيام من التشهد الأول وهذا ثابت في البخاري
.

يسن في الركوع وضع اليدين على الركبتين كالقابض عليها وتفريج الأصابع، ويسن للراكع أن يمد ظهره مستويا، وكذلك يُسن أن يكون رأسه على مستوى ظهره فلا يرفعه ولا يخفضه، وكذلك يسن مجافاة اليدين عن الجنبين وهذا مشروط بما إذا لم يؤذِ من بجانبه.

يسن للساجد أن يُجافي عضديه عن جنبه، وبطنه عن فخذيه، ويسن للساجد أن يستقبل بأطراف أصابع رجليه القِبْلَةَ، وأما أصابع اليدين أثناء السجود فالسنة أن تكون مضمومة ويجعل يديه مستقبلة القبلة، ويسن الإكثار من الدعاء في السجود.

الصواب في جلسة الإستراحة أنها سُنَّة مُطلقاً لحديث مالك بن الحويرث وأبي حُميد، وممن رجح سُنيّنها مطلقا النووي والشوكاني وابن باز والألباني رحمهم الله.
وجلسة الإستراحة هي الجلوس يسيرا لمن أراد القيام إلى الركعة الثانية أو الرابعة، وليس فيها ذكرٌ معيّن.

في الجلسة بين السجدتين وفي التشهد الأول تسن جلسة الإفتراش، والتورك يسن في التشهد الأخير في الصلاة الثلاثية والرباعية دون الثنائية.

الالتفات عند التسليم سنة، ويسن المبالغة في هذا الإلتفات، ففي حديث سعد قال: (كنت أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم عن يمينه وعن يساره حتى أرى بياض خده).

من السنة قراءة آية الكرسي بعد الصلوات المكتوبات، قال ابن القيم: (وبلغني عن شيخنا أبي العباس ابن تيمية -قدس الله روحه- أنه قال ما تركتها عقيب كل صلاة).

من السنة الجلوس بعد الفجر في المصلى حتى تطلع الشمس.
الأظهر أن صلاة الضحى مسنونة مُطلقاً، ووقتها يبدأ بعد ارتفاع الشمس قدر رمح ويمتد إلى قبيل الزوال، وأداؤها في آخر وقتها أفضل وذلك حين ترمض الفصال، وأقلها ركعتان ولا حد لأكثرها على الصحيح، وهي تعدل ثلاثمئة وستين صدقة، وهي صلاة محضورة مشهودة، وقد أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم أبي هُريرة وأبي الدرداء وأبي ذَر رضي الله عنهم، والنبي إذا أوصى أحدا بشيء فهي وصية لجميع الأمة حتى يأتي دليل على الخصوصية.

من السُّنة للإمام أن يُطوِّل الركعة الأولى من الظهر، وكذلك من صَلَّى منفردا، وكذلك المرأة في بيتها، (وهذه من السُّنن المُندثرة).

القيلولة هي النوم والاستراحة نصف النهار سواء قبل الزوال أو بعده الأمر واسع، والأظهر في القيلولة أنها ليست سُنَّة بل هي مِمَّا كانوا يفعلونها عادة، والأحاديث في الأمر بها ضعيفة.

يسن عند شدة الحر تأخير صلاة الظهر حتى ينكسر الحر، ففي الحديث: (إذا اشتد الحر أبردوا بالصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم) والإبراد عام لمن يصلِّي في جماعة، ولمن يصلي وحده على الصحيح، وعليه يُسنُّ الإبراد للمرأة في بيتها أيضاً، وهو اختيار ابن عثيمين رحمه الله.

من فاته لعذر ما ورده من أذكار الصباح إلى بعد طلوع الشمس أو من أذكار المساء إلى بعد غروب الشمس، فلا بأس من الإتيان به لأن ما بعد طلوع الشمس يسمى صباحا وكذلك ما بعد غروب الشمس يسمى مساء، قال ابن عثيمين رحمه الله: وأما قضاؤها إذا نُسيٓت فأرجوا أن يكون مأجورا عليه.

من السُّنة كف الصبيان أول المغرب وكذلك إغلاق الأبواب وذكر اسم الله تعالى، ففي الصحيحين: (إذا كان جنح الليل -أو أمسيتم- فكفوا صبيانكم، فإن الشيطان ينتشر حِينَئِذٍ، فإذا ذهب ساعةٌ من الليل فخلُّوهم، وأغلِقوا الأبواب، واذكروا اسم الله، فإن الشيطان لا يفتح باب مغلقا)، وجنح الليل: هو إقباله بعد غروب الشمس، قال النووي رحمه الله، (فكفوا صبيانكم) أي امنعوهم من الخروج ذلك الوقت. وقوله (فإن الشيطان ينتشر) أي جنس الشيطان، ومعناه: أنه يُخاف على الصبيان ذلك الوقت من إيذاء الشياطين لكثرتهم حينئذ والله أعلم. وبعدما تذهب مُدَّة من دخول الليل لا بأس بإطلاق الصبيان لأن الوقت الذي تنتشر فيه الشياطين قد ذهب.

من السنة صلاة ركعتين قبل المغرب، في الحديث: (صلوا قبل المغرب) وفي حديث أنس: (لقد رأيت كبار أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يبتدرون السواري عند المغرب)

يشرع صلاة ركعتين بين كل أذان وإقامة ولو لم تكن الصلاة ذات راتبة قبلية، في الحديث: (بين كل أذانين صلاة) قال ابن باز: وهذا يعم جميع الصلوات.

يكره النوم قبل العشاء لئلا يتسبب في في تفويت صلاة العشاء، في حديث أبي برزة: (وكان يكره النوم قبلها).

يكره الحديث: بعد صلاة العشاء بلا حاجة، ولا يكره إن كان في طلب علم أو في عمل من مصالح المسلمين أو الشغل أو مسامرة أهل أو ضيف ونحوه، (وكان يكره...)، والحديث: بعدها.

الأفضل في صلاة العشاء أن تؤخّر إلى آخر وقتها ما لم يكن في ذلك مشقة على المأمومين، في الحديث: (لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم أن يؤخروا العشاء إلى ثلث الليل أو نصفه)، وعليه فالسنة في حق المرأة حيث أنها لا ترتبط بجماعة أن تُؤخر العشاء إلى آخر وقتها إذا لم يكن في ذلك مشقة عليها، وكذا الرجل إن لم يكن مرتبطا في جماعة كأن يكون في سفر ونحوه.

من السنة قبل النوم نفض الفراش قبل الإضطجاع عليه، ينفض ثلاثا مع التسمية عند النفض، والأفضل أن يكون نفضه بداخلة الثوب، ومن أهل العلم من قال بأي شيء، وأهم شيء أن ينفض الفراش ومنهم الشيخ ابن جبرين رحمه الله.

الآيتين من آخر سورة البقرة ليستا من أذكار النوم على وجه الخصوص وإنما ذكرٌ يقال في الليل لكن لا حرج فيمن لم يقرأها بالليل وتذكر عند نومه أن يأتي بها.

من السنة قبل النوم قراءة المعوذات والنفث بهما في الكفين ثم مسح الجسد بهما تفعل ذلك ثلاث مرات كل واحدة لحالها، فتقرأ المعوذات ثم تمسح تقرأ ثم تمسح تقرأ ثم تمسح، واُختلف هل النفث قبل القراءة أم بعدها رجح الألباني قبلها ورجح ابن عثيمين بعدها.

من السنة قبل النوم التسبيح ٣٣ والتحميد ٣٣ والتكبير ٣٤ مرة، ولها أثر عظيم على قائله فهو يعطيه قوة في يومه.

يقول أبو سلمة: إن كنت لأرى الرؤيا فتمرضني.
ويقول: وإن كنت لأرى الرؤيا أثقل علي من الجبل فما هو الإ أن سمعت هذا الحديث: فما أُباليها.
يعني قول النبي صلى الله عليه وسلم: (الرؤيا الصالحةُ من اللهِ، فإذا رأى أحدُكم ما يحبُّ فلا يُحدِّثْ بها إلا من يحبُّ، وإن رأى ما يكره فلْيتفُلْ عن يسارِه ثلاثًا، ولْيتعوَّذْ من شرِّ الشيطانِ، ولا يُحدِّثْ بها أحدًا فإنها لن تَضُرَّه).
فحري بمن يهتم ويصيبه القلق حينما يرى ما يكره أن يطبق هذا الهدي النبوي الذي فيه بشارة (فإنها لن تضره).

(من تعار من الليل فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، الحمد لله، وسبحان الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللهم اغفر لي، أو دعا، استجيب له، فإن توضأ وصلى قبلت صلاته):
قال ابن الأثير: من تعار من الليل: أي هبَّ من نومه واستيقظ، وفي هذا الحديث: بشارات عظيمتان لمن قال هذا الذكر إذا هب من نومه
:
الأولى: إن قال (اللهم اغفرلي) أو دعا فإن دعوته مستجابة.
الثانية: إن قام فتوضأ وصلى فصلاته مقبولة.
فالحمد لله الذي منّ علينا بهذه الفضائل والمنح.

من سنن الطعام:
الأكل مما يلي، أخذ اللقمة الساقطة وإماطة مابها من أذى وأكلها، لعق الأصابع، الأكل بثلاث أصابع، التنفس خارج الإناء ثلاثا عند الشرب، حمدالله بعد الطعام، الإجتماع على الطعام، الدعاء لصاحب الطعام، أن يكون ساقي القوم آخرهم شربا، تغطية الإناء وذكر اسم الله عند قدوم الليل، وغير ذلك.

من سنن الطعام سلت القصعة:
ففي حديث أنس (وأمرنا -أي النبي- أن نسلت القصعة)، وفي رواية أبي هُريرة (وليسلت أحدكم الصحفة)، قال ابن عثيمين رحمه الله:
أمره بإسلات الصحن أو القصعة وهو الإناء الذي فيه الطعام، فإذا انتهيت فاسلته، بمعنى: أن تتبع ما علق فيه من طعام بأصابعك وتلعقها، فهذه من السنة التي غفل عنها كثير من الناس مع الأسف حتى من طلبة العلم أيضا، إذا فرغوا من الأكل وجدت الجهة التي تليهم مازال الأكل باقيا فيها، لا يلعقون مافي الصحفة وهذا خلاف ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم
.

من سنن الطعام مدح الطعام إذا أعجبه:
ويدل عليه قول النبي (نعم الأُدُم الخل نعم الأُدم الخل)، وبوّب عليه النووي باب: لا يعيب الطعام واستحباب مدحه، وقال ابن عثيمين رحمه الله: وهذا أيضا من هدي النبي أنه إذا أعجبه الطعام أثنى عليه.

مما نهي عنه في باب الطعام والشراب:
الأكل في آنية الذهب والفضة، وأكل كل ذي ناب من السباع، وذي مخلب من الطير، والشرب قائما لغير حاجة، والتنفس في الإناء، والأكل بالشمال، الصلاة بحضرة طعام يشتهيه، وغير ذلك.

من سنن السلام واللقاء والمجالسة:
إفشاء السلام وتعميمه على من عرفت ومن لم تعرف، السلام على الصبيان، السلام عند دخول البيت، خفض الصوت بالسلام إذا دخل على قوم وفيهم نائمون، تبليغ السلام، السلام عند دخول المجلس وعند مفارقته أيضا، تسن المصافحة مع السلام عند اللقيا، يسن التبسم وطلاقة الوجه عند اللقاء، تسن الكلمة الطيبة فهي صدقة، استحباب ذكر الله في المجلس، ختم المجلس بكفارة المجلس. وغير ذلك.

كلام جامع ينقله ابن حجر عن النووي في مسألة تبليغ السلام وما يتعلق بها، قال رحمه الله:
قال النووي وفي هذا الحديث: مشروعية إرسال السلام، ويجب على الرسول تبليغه لأنه أمانة، وتُعقِّب بأنه بالوديعة أشبه، والتحقيق أن الرسول إن التزمه أشبه الأمانة، وإلا فوديعة، والودائع إذا لم تُقبل لم يلزمه شيء، قال: وفيه إذا أتاه شخص بسلام من شخص، أو في ورقة وجب الرد على الفور، ويستحب أن يرد على المُبلِّغ كما أخرج النسائي عن رجل من بني تميم أنه بلّغ النبي صلى الله عليه وسلم سلام أبيه، فقال له: عليك وعلى أبيك السلام، وقد تقدم في المناقب أن خديجة لما بلّغها النبي عن جِبْرِيل عليه السلام سلام الله تعالى عليها قالت: إن الله هو السلام ومنه السلام وعلى جِبْرِيل السلام، ولم أر في شيء من طرق حديث عائشة أنها ردّت على النبي صلى الله عليه وسلم فدلَّ على أنَّه غير واجب.

يشرع التكبير والتسبيح عند التعجب من شيء وفيه أحاديث، وبوّب البخاري في صحيحه: باب التكبير والتسبيح عند التعجب، ومثله النووي في الأذكار.

مما ينهى عنه في باب السلام واللقاء والمجالسة:
ابتداء أهل الكتاب بالسلام، ومصافحة المرأة الأجنبية، والخلوة بها، وألا يؤم الزائر صاحب البيت بالصلاة إلا بإذنه، وإقامة الشخص من مجلسه والجلوس فيه، التفريق بين اثنين في المجلس بدون اذنهما، وتناجي اثنين دون الثالث، وسماع حديث قوم وهم له كارهون، وترويع المسلم، والتكبر في المشي، والتجسس على المسلمين، وآفات اللسان كالكذب والغيبة والنميمة واللعن والفحش والجدال المذموم والحلف بغير الله والتفاخر والطعن في الأنساب، واحتقار الآخرين، والشماتة بالمسلمين، وغيرها من آفات اللسان، وكذلك الحسد، وسوء الظن، والغل، وغيرها من الآفات القلبية.

سنن في اللباس والزينة:
من السنة التيامن في التنعل، أن يبدأ باليسرى عند النزع، أن يلبس النعلين جميعا أو يخلعهما جميعا بحيث لا يمشي بنعل واحدة، الصلاة بالنعال، ومن السنة لبس البياض من الثياب، واستعمال الطيب، ويكره رد الطيب، ويتأكد استعمال الطيب للمرأة حينما تطهر من حيضها، ومن السنن تطييب الميت، ويستثنى من استعمال الطيب للمحرم سواء رجلا أو امرأة وتزيد المرأة في موضعين وهما وقت الإحداد على الزوج والثاني إذا كانت ستمر بمكان فيه رجال أجانب، ومن السنن في هذا الباب كذلك التيمن عند ترجيل الشعر وهناك قاعدة أن اليمين تقدم في كل ماهو من باب التكريم على ذلك فقس، وغير ذلك من السنن.

مما ينهى عنه في باب الزينة واللباس:
تشبه الرجال بالنساء والعكس، التشبه بالكفار في اللباس ونحوه، الخيلاء في اللباس، الإسبال، كشف العورة، لبس الذهب، والحرير للرجال إلا من عذر، وحلق اللحية، وعدم قَص الشارب، وإظهار المرأة مفاتنها على وجه غير مشروع، وَمِمَّا ينهى عنه النمص، والوشم، وتفليج الأسنان، ووصل الشعر، وتغيير خلق الله، وغير ذلك.

من آداب الداعي أن يدعو وهو على طهارة، ويكون مستقبلا للقبلة، ويرفع يديه، ويبدأ بحمد الله والثناء عليه والصلاة على الرسول، ويكرر الدعاء ويلح فيه..وغير ذلك.، وَمِمَّا ينهى عنه في هذا الباب: الإعتداء في الدعاء، أو الدعاء بإثم أو قطيعة رحم، والتردد في الدعاء وقرنه بالمشيئة.. وغير ذلك.

ذكر ابن القيم في كتابه الوابل الصيب أكثر من مائة فائدة للذكر، وأعظم الذكر تلاوة كتاب الله تعالى، فالتعبد بتلاوته أسهر عيون السلف وأقضَّ مضاجعهم.

من طرق ختم القرآن في كل سبع:
تحزيبه ثلاث وخمس وسبع وتسع وإحدى عشرة وثلاث عشرة وحزب المفصّل وحده
.
والمقصود بـ ثلاث أي أول ثلاث سور في أول يوم ثم الخمس التي تليها في اليوم الثاني، ثم السبع سُوَر التي تليها في اليوم الثالث..وهكذا حتى تختم القرآن في بأسبوع.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply