بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
1. الاختلاف على الراوي هو البوابة الرئيسية لعلم العلل.
2. من القرائن التي تُستخدم في الترجيح:
*ما كان في الراوي (الشيخ) المختلف عليه، ومن أسبابه أن يكون الراوي واسع الرواية، وإما أنه قد شك في الحديث، وإما لغير ذلك.
*ما كان متعلقًا بالرواة المختلف عليهم، كالأحفظية، والأكثرية، والاختصاص.
*ما كان متعلقًا بأوجه الاختلاف، كالسهولة والوعورة في صيغة رواية هؤلاء الرواة، وسلوك الجادة.
3. في بعض المواضع يكون الراوي الذي زاد أخطأ، والذي أنقص هو الصواب؛ وهذا راجع للضبط والإتقان، ويُعتبر الزائد من قبيل المزيد في متصل الأسانيد، وقد خصّه الخطيب البغدادي في مصنف مستقل.
4. في كثير من الأحيان يكون الوجهان صوابًا (الناقص والزائد) مثل قولهم: سمعت من فلان عن فلان ثم لقيت فسألت عنه فحدثني به.
5. الوجه الزائد غالبًا ما يكون أوعر وأشد على الراوي من الوجه الناقص؛ فيُغلب على الظن رُجحان رواية الزائد على الناقص.
6. الراوي الذي يُبين موضع الإدارج وصفته، هو في الغالب متقنٌ، ولذا يكن المدرجون جماعة، والمبيّن واحد أو اثنين، فيكون الحكم لمن أبان، وأحيانًا يختلف النقاد كما في حديث الاستسعاء.
7. البخاري -رحمه الله- يُعنى كثيرًا ببيان مواضع الإدراج.
8. مواضع الإدراج من الأمور التي يحصل فيها غموض شديد، ولا تبين إلا بالجمع الدقيق للطرق.
9. (الحَمْل) هو أن يروي الشيخ الحديث بإسناد، ويروي أشياء منه بإسناد آخر، ثم يجمع ذلك ويسوقه مساقًا واحدًا، فيجمع رواة متعددين.
10. أحيانًا يكون في بعضهم ضعف، واللفظ المسوق لفظ ذلك الضعيف، وقد جمع معه من هو أثبت منه؛ فيقع إشكال كبير، والذي يُبين هذا أن نقف على روايات هؤلاء الرواة كل واحد منهم مفردةً.
11. قد يكون الاختلاف بين الرواة في الإسناد بعضهم وصله، وبعضهم رفعه، فيسوقه مسقًا واحدًا مرفوعاً، ولهذا يقولون حمّاد بن سلمة إذا جمع شيوخه كأيوب وقتادة وحميد، يقع له إشكال في هذا.
12. أحيانًا يسوق الرواي أحاديث ويذكر فيه من التفاصيل الدقيقة التي تدل على ضبطه، وهذه التفاصيل متعددة قد تكون في الإسناد، وقد تكون في المتن، وغير ذلك.
13. من أسباب أخطاء الرواة في الحديث، أن يكون للحديث أحاديث أخرى تُشبهه، فينقل من إسناد إلى إسنادٍ آخر، ومنها أن يكون في الإسناد راوي له ذكر، فيقع له إشكال فيظن أنه صحابي.
14. عند النظر في الطرق، وتنزيل القرائن التي نوازن فيها عند المختلفين، وبين أوجه الاختلاف، سنمر بين هذه الأمور: الراوي المختلف عليه، والرواة المختلفين، وهيئة الرواية وصورتها والأوجه التي جاءت في الحديث ذاته.
15. الوصول إلى أقوال الأئمة في حال الراوي، أصبح سهلاً من خلال النظر في كتب الرجال، لكن هنالك شيئاً من أحوال الرواة لم تُذكر في كتب الرجال، كمعرفة طبقات أصحاب الراوي، ومعرفة اختلاف حديث الراوي، علمًا بأننا نحتاج الأمرين في غير الاختلاف، كالحكم على الإسناد، فبعض الرواة ضُعِّفوا في بعض من رووا عنهم.
16. عند البحث في أصحاب الرواة وطبقاتهم، يتعين سرد علل الدارقطني، فننظر في ترجيحاته بين أصحاب الراوي.
17. البخاري ومسلم استوعبا رواة الطبقة الأولى من أصحاب الزهري.
18. من قصد ترك أحاديثهم الصحيحة خشية الطول، هم من كانوا في الطبقة الثانية والثالثة.
19. من أنفع ما ينفعنا الأحاديث المتشعبة الطرق التي في الصحيحين، إذا اشتغل عليها الباحث، وجمع طرقها باستيعاب، فسوف تتضح له معالم مهمة جدًا في الصنعة، تُزيل عنه الإشكالات، وتُريه جلالة الشيخين -رحمهما الله-.
20. الطبقة الرابعة من أصحاب الزهري قد يُخرِّج لهم الترمذي، لكن لا يُخرِّج لهم أبو داود والنسائي.
21. الطبقة الخمسة من أصحاب الزهري، لا يُخرج لهم أبو داود، ولا النسائي، ولا الترمذي، لكن يُخرج لهم ابن ماجه.
22. قد يختلفون الأئمة في تصنيف بعض الرواة في طبقات أصحاب الزهري، مثل يوسف بن يزيد، بعضهم ذكره في الطبقة الأولى، بينما الإمام أحمد كان سيئ الرأي فيه.
23. بيّن الإمام أحمد أن ابن عيينة أخطأ في أكثر من عشرين حديثًا على الزهري.
24. أثبت أصحاب أيوب ثلاثة: إسماعيل بن عُليّة، وحمّاد بن زيد، وعبد الوارث، ويختلفون في الموازنة بينهم، خاصة بين الإثنين الأوليّن، ويقع على أيوب خلاف كثير منه هو.
25. وأخيرًا .. أدعوكم إلى الإدمان في قراءة سير هؤلاء الأئمة، فهي من أسباب الاستقامة بإذن الله، ومن أسباب الاقتداء بهم، ومن أسباب القناعة التامة بما هم عليه من الورع والضبط والاتقان.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد