بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
يقول الإمام ابن القيِّم -رحمه الله -:(التواضع للدين، هو الانقياد لما جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم-، والاستسلام له، والإذعان. وذلك بثلاثة أشياء :
الأول: أن لا يعارض شيئا مما جاء به بشيء من المعارضات الأربعة السارية في العالم، المسماة: بالمعقول، والقياس، والذوق، والسياسة .
فالأولى: للمنحرفين أهل الكبر من المتكلمين، الذين عارضوا نصوص الوحي بمعقولاتهم الفاسدة. وقالوا: إذا تعارض العقل والنقل: قدمنا العقل. وعزلنا النقل. إما عزل تفويض، وإما عزل تأويل .
والثاني: للمتكبرين من المنتسبين إلى الفقه، قالوا: إذا تعارض القياس والرأي والنصوص: قدمنا القياس على النص. ولم نلتفت إليه.
والثالث: للمتكبرين المنحرفين من المنتسبين إلى التصوف والزهد. فإذا تعارض عندهم الذوق والأمر. قدموا الذوق والحال. ولم يعبأوا بالأمر .
والرابع: للمتكبرين المنحرفين من الولاة والأمراء الجائرين. إذا تعارضت عندهم الشريعة والسياسة. قدموا السياسة. ولم يلتفتوا إلى حكم الشريعة .
فهؤلاء الأربعة: هم أهل الكبر .
والتواضع: التخلص من ذلك كله).
مدارج السالكين (2 / 347).
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين