بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فهذه نبذة موجزة عن سيرة التاجر المحسن الكبير الشيخ محمد يوسف عبد الرحيم سيتهي مؤسس جمعيات تحفيظ القرآن الكريم بالعالم الإسلامي في النصف الثاني من القرن الرابع عشر الهجري، وقد تفضل بإملائها صديقه الوفي الشيخ المقرئ محمد ذاكر (كبير المدرسين بالجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمنطقة الرياض) ونحن إذ نوثق هذه السيرة العطرة لنأمل من تجار المسلمين وأثريائهم أن يستلهموا منها الدروس والعبر، وأن يحذوا حذو هذا العبد الصالح؛ فيسهموا في دعم وجوه البر والخير وبخاصة ما يتعلق بتعليم كتاب الله تعالى ونشر علومه ((والدال على الخير كفاعله)).
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
هو محمد يوسف عبد الرحيم سيتهي، وهذا هو الاسم الإسلامي ، وإلا فقد كان اسم جده قبل أن يعلن إسلامه ((جوانده مل)).
ولقد كان لإسلام جده عبد الرحيم قصة عجيبة مليئة بالدروس والعبر فقد ولد جده في قرية صغيرة من ضواحي مدينة (جو جرانواله) التابعة لولاية بنجاب الغربية التابعة للبلاد الهندية. وذلك قبل انقسام الهند إلى دولتين (الهند وباكستان) والآن هذه المدينة تابعة لدولة باكستان.
وقد كانت نشأة جده في بيئة هندوكية وثنية، وقد كانت أسرته من الأسر المعروفة بالتجارة والثراء والرفاهية وفي أحضان هذه الأسرة نشأ وترعرع (جوانده مل) ولما بلغ سن التمييز أدخلته أسرته في مدرسة كتاب القرية، ولقد كان المعلم في هذه الكتاتيب هو إمام المسجد حيث كانت عادة سكان هذه القرية سواء أكانوا مسلمين أو وثنيين أن يلحقوا أبناءهم بهذه الكتاتيب، ولم يكونوا يفرقون بين كون المعلم مسلما أو وثنيا، ولقد كان لذلك المعلم قبول تام عند الجميع فقد كان يعلم الأبناء بكل إخلاص وتفان وصدق وحنان، وقد كانت منهجية هذا المعلم الموفق أنه يربط بين مبادئ العلوم الأساسية التي يدرسها وبين علم التوحيد والعقيدة الصحيحة، وبهذه المنهجية نشأ (جوانده مل) على حب التوحيد وكراهية الشرك والمشركين.
ولأن أسرة (جوانده مل) كانت هندوكية وثنية فقد كان (جوانده مل) يتردد مع جدته على معبد القرية الهندوسي إلا أن (جوانده مل) لم يكن يتردد لأجل التعبد وإنما كان يناقش ويناظر ويحاور (كبير سدنة المعبد) وكان (جوانده مل) يتغلب كثيرا على ذلك العابد الهندوسي ويفحمه.
ومما يذكر فيما حصل بينهما أن العابد أراد أن يفحم (جوانده مل) فسأله يوما سؤالا عظيما فقال: ما هي الروح؟ فأجاب (جوانده مل) فورا (الروح من أمر ربي) فتعجب العابد وقال: هذا هو مذهبنا أيضا ، إن الروح أمر. ومن موقف لموقف حتى حج (جوانده مل) ذلك العابد وأدرك العابد الهندوسي أن مذهبه باطل وسخيف وحانت الساعة التي جاء فيها كل من (جوانده مل) والعابد الهندوسي (كبير سدنة المعبد) إلى إمام مسجد القرية وأعلنا إسلامهما على يديه وغيّر كل واحد منهما اسمه فصار اسم العابد الهندوسي (عبد الحق) واسم (جوانده مل) عبد الرحيم ولما علم الهندوك بإسلامهما حاولوا صرفهما بشتى الوسائل فلما علموا بصدقهما وثباتهما مارسوا معهما أشد أنواع الضغوط والقسوة والظلم ولما أدرك الجميع صلابة هذين الرجلين في الثبات على الدين اجتمع أهل القرية وقرروا طردهما فخرج هذان المؤمنان فارين بدينهما تاركين الأهل والأموال والأصدقاء السابقين، وقصدا مدينة (أمر تسر) ولما علم سكان هذه المدينة بخبر الرجلين وثباتهما وتضحياتهما استقبلوهما أحسن استقبال، وأكرموهما وأعطوهما من المال ما يحسنان به أوضاعهما ويتكسبان به ولما فتح الله عز وجل على (عبد الرحيم) في التجارة عرض عليه أعيان أهل هذه المدينة الزواج من إحدى الأسر العريقة التي كانت هندوكية في السابق وهكذا تزوج عبد الرحيم ثم رزق فيما بعد بمولود نجيب سماه (محمد يوسف).
لقد اهتم عبد الرحيم بتربية ولده محمد يوسف فعلمه القرآن في بيوت الله عز وجل تلك التي كانت السبب بعد الله عز وجل في هداية عبد الرحيم إلى الإسلام ومع الأيام تعلق قلب محمد يوسف بالقرآن الكريم وبالمساجد.
ولما كبر محمد يوسف وأصبح من عيون التجار بدأ في مشروعه العظيم في إنشاء حلقات وجمعيات لتحفيظ القرآن الكريم، وكانت طريقته مليئة بالاحتساب والحكمة العظيمة؛ فكان –رحمه الله- يصلي الفجر في أحد المساجد، وبعد الصلاة يقوم أمام المصلين فيحمد الله عز وجل ويثني عليه بما هو أهله ثم يصلي على النبي صلى الله عليه ويسلم ثم يبدأ يعظ الناس ويذكرهم بالله ويحثهم على تعلم كتابه العظيم، ويحثهم على تعليم أبنائهم القرآن الكريم تصحيحا وحفظا. ومن إخلاصه –نحسبه والله حسيبه- كانت جموع المصلين تتأثر كثيرا وتتحفز للعمل بما يقول وإذا قالت جماعة أحد المساجد نحن نرغب ولكن الإمكانيات لا تساعد قال الشيخ محمد يوسف على الفور: ((تحملوا ثلث راتب المعلم السنوي وأنا أتحمل الثلثين)) فإذا تكفل جماعة المسجد بجمع قسطهم شكل الشيخ محمد يوسف على الفور مجلسا للحلقة حتى تبدأ الدراسة في اليوم التالي.
ومن حكمة الشيخ وبعد نظره أنه إذا تكفل أحد جماعة المسجد برواتب المعلم كاملة أنه لا يوافقه بل يطلب مشاركة الجميع كل بحسب طاقته. وقد كان الشيخ يهدف إلى أن يحس جميع جماعة المسجد وأهل القرية عموما بأن المدرسة للجميع. وكان رحمه الله يطلب من مجلس الحلقة أو الجمعية أن ترسل له تقريرا شهريا عن الحلقة أو الجمعية. وبفضل الله أولا ثم بسبب حكمة الشيخ محمد يوسف ومتابعته الدقيقة امتدت شبكة المدارس القرآنية في مدينة (لاهور) ثم وصلت إلى مدينة (هزارة) حتى ارتجت جبال هزارة بدوي تلاوات طلاب الحلقات القرآنية.
وقد كان الشيخ محمد يوسف من التجار المسلمين الموفقين حيث استغل أمواله الطائلة في فتح الحلقات القرآنية في القارة الهندية والباكستانية وفي إحدى الرحلات التجارية إلى لندن قابل الشيخ محمد يوسف كلا من: التاجر عبد الحميد يوري والطبيب الموفق غلام مصطفى إبراهيم، وفي هذا الاجتماع الثلاثي الأخوي ذكّر كل واحد منهم صاحبيه بحقوق الرب الكريم جل وعلا وبوجوب الاستعداد للقاء الله عز وجل. وفي ختام المجلس اتفق الجميع على وجوب العمل للدين. وقرروا أن يكون الاجتماع القادم –إن شاء الله- في مكة المكرمة بيت الله الحرام.
وبعد مدة وجيزة كان اللقاء المرتقب وقرر الجميع فيه ضرورة إنشاء حلقات وجمعيات تعليم القرآن الكريم وتحفيظه بالجزيرة العربية على أن تكون النواة مكة المكرمة، فقام الجميع بجولة على مساجد مكة للاطلاع على واقع الحال فالتقوا بالمصلين وأبناء الأحياء ولاحظوا الضعف على أئمة المساجد حيث لم يكن معظمهم يختم المصحف في صلاة التراويح غيبا فبدؤوا يرغبون الناس في تعلم وتعليم كتاب الله عز وجل وعلى إدخال الأبناء في حلق التحفيظ، وقد كان لبرنامج الشيخ محمد يوسف الثلثي (الثلث على جماعة المسجد والثلثان عليه) عاملا مهما في تسهيل عقد الحلق وافتتاح الجمعيات.
وفي هذا الإطار عقد الشيخ محمد يوسف لقاءا مهما مع التاجر المعروف الشيخ محمد بن لادن رحمه الله وما هي إلا خمس دقائق والشيخ محمد بن لادن رحمه الله مستعد لدعم هذه الحلقات القرآنية المباركة. وبدأ العمل على أشده فبعث الشيخ محمد يوسف خطابا مفصلا لكل من الشيخ المقرئ محمد ذاكر (قلت-أبو عمير-:وهو نفسه الذي اُلِّف في سيرته الكتاب المذكور في مقدمة الموضوع وهو شيخ كثير من المشايخ –وقد نسي أسماء الكثيرين- ذكر على سبيل المثال لا الحصر الشيخ مقبل الوادعي والشيخ صالح بن حميد رئيس مجلس القضاء الأعلى والشيخ عبد الكريم الخضير والمفتي الشيخ عبد العزيز آل الشيخ و الشيخ عبد الرحمن الفريان والشيخ ناصر العمر والشيوخ السدلان و السديس والطريري وحسين آل الشيخ وغيرهم) والشيخ خليل الرحمن (قلت-أبو عمير-ايضا شيخ لكثير من المشايخ منهم الشيخ الحذيفي وغيره) يطلب فيه مشاركتهما فحرك الخطاب شوق الشيخين المقرئ محمد ذاكر والمقرئ خليل الرحمن للانخراط في هذا العمل المبارك فارتحلا إلى كراتشي ثم إلى الدمام ثم إلى جدة حيث استقلا سيارة إلى مكة المكرمة وتشرفا بأداء العمرة وبعد صلاة العصر مباشرة كان موعد اللقاء بالشيخ محمد يوسف وكان معه الدكتور غلام مصطفى فبادرهما الشيخ محمد يوسف بالسؤال:
ما هو الهدف من مجيئكما؟ هل جئتما لتقيما مدة ثم تعودا لبلادكما أم أنكما جئتما لتموتا على هذه الأرض المباركة في خدمة هذا الكتاب المبارك.
ثم قال: إن كنتما قد جئتما لتقيما وتعملا حتى تدرككما المنية وأنتما على هذا العمل المبارك سيتطور العمل بلا شك وسيؤتي ثماره وأنتما ستستفيدان بإذن الله وإن كان قدومكما لغير ذلك فلن يتحقق ما نسعى إليه؟!
فقالا له على الفور: ((بل جئنا لنعمل في خدمة كتاب الله تعالى حتى الموت)). ففرح الشيخ محمد يوسف فرحا شديدا. وسر وابتهج وشرع الشيخ في عقد الحلق لهما في المسجد الحرام وقد كان الشيخ محمد ذاكر يدرس في ثلاثة أوقات الأولى بعد صلاة الفجر وذلك مقابل الباب اليماني على الحصاة والثانية بعد صلاة العصر والثالثة بعد صلاة المغرب وذلك في ساحة البناء الجديد للمسجد الحرام وبعد مضي سنة كاملة على عقد هذه الحلق القرآنية طلب الشيخ محمد يوسف من الشيخ محمد ذاكر أن ينتقل للتدريس في الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمنطقة القصيم والتي قد وقع الاختيار لرئاستها والإشراف عليها على فضيلة الشيخ القاضي/ عبد الله بن سليمان الحميد.
وبالفعل باشر الشيخ محمد يوسف التدريس في مدينة بريدة ولما اطمئن الشيخ محمد يوسف على العمل توجه فورا إلى العاصمة السعودية الرياض وهناك التقى بكبار العلماء فالتقى سماحة مفتي الديار السعودية الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله كما التقى بسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله والتقى أيضا بالشيخ محمد بن سنان رحمه الله والتقى كذلك بفضيلة الشيخ عبد الرحمن الفريان رحمه الله فجلس مع كل واحد منهم لوحده وأقنعه بضرورة فتح حلقات لتحفيظ القرآن الكريم بالمساجد تعمل تحت إشراف جمعية خيرية وذكر للجميع بأن وقت هذه الحلقات لن يتعارض مع أوقات التعليم النظامي. حيث سيكون وقتها بعد صلاة العصر وقد كان الشيخ محمد يوسف يتحدث في كل هذه اللقاءات باللغة الاوردية وكان المترجم دائما الدكتور غلام مصطفى إبراهيم وفي تلك الأثناء طلب سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله من جميع العلماء الاجتماع للتشاور بخصوص هذا المشروع الجديد وبالفعل تم اللقاء في منزل الشيخ عبد الرحمن الفريان –رحمه الله- وفي أثناء اللقاء أبدى بعضهم التخوف والتحفظ ولكن الشيخ محمد يوسف استطاع أن يقنع الجميع وأسست في الحال جمعية تحفيظ القرآن الكريم بمنطقة الرياض واتفق الجميع على ترشيح فضيلة الشيخ عبد الرحمن الفريان رئيسا لها والشيخ محمد بن سنان نائبا له كما وقع الاختيار على عضوية كل من الشيخ محمد آل جميح والشيخ محمد بن سليمان القاسم.
فشرع الشيخ محمد يوسف في استقدام جملة من المدرسين من البلاد الباكستانية وخلال مدة يسيرة من بدء إنشاء الجمعية واستقدام المدرسين امتدت حلقات التحفيظ القرآنية في جميع أحياء الرياض وضواحيها كما أنشئت أيضا حلقات التحفيظ النسائية الملحقة بالمساجد.
وبعد أن اطمأن الشيخ محمد يوسف على سير الحلقات في الرياض رجع إلى مكة المكرمة واستقر بها للإشراف على سير الحلقات القرآنية بالعاصمة المقدسة وما هي إلا مدة وجيزة حتى شاهد الشيخ محمد يوسف نتيجة عمله الجبار ففي شهر رمضان المبارك أم الناس في صلاة التراويح في مساجد مدينة مكة المكرمة وضواحيها (150) حافظا خلفهم العدد نفسه للفتح عليهم.
ثم توجه الشيخ محمد يوسف بعد ذلك لإنشاء جمعيات لتحفيظ القرآن الكريم في كل من منطقة المدينة المنورة والمنطقة الجنوبية والمنطقة الشرقية وبعد ذلك قرر الشيخ محمد يوسف التوجه إلى جمهورية لبنان لفتح جمعية خيرية لتحفيظ القرآن الكريم في بيروت ثم توجه الشيخ إلى دولة الكويت حيث أسس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بها حيث وقع الاختيار على الشيخ محمد المطوع ليكون رئيسا لها.
أخي القارئ الكريم لقد كانت هذه الأسطر رحلة سريعة في حياة التاجر الصالح والمحسن الكبير محمد يوسف عبد الرحيم سيتهي الذي من الله عليه بالمال الصالح فوضعه في حقه وقدم لآخرته فجزاه الله خير ما جزى عالما ومحسنا عن أمته.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
انتهى منقولا من كتاب: سبيل الشاكر إلى سيرة الشيخ القارئ محمد ذاكر، بقلم حمد الروقي.
قلت-أبو عمير-: وقد نقلت من نسخة أهداه الشيخ محمد ذاكر إلى شيخنا أبي عبد المحسن الشريف وهو من تلك البلاد المباركة وقد أخذا إجازتيهما في رواية القرآن من شيخ واحد هو أنجب تلاميذ والد الشيخ محمد ذاكر حيث كان والد الشيخ محمد ذاكر من كبار المقرئين لكنه عهد بتحفيظ إبنه إلى أنجب طلابه.
والشيخ محمد ذاكر لا يزال مواصلا لأداء رسالته الذي نذر نفسه لها هنا في مدينة الرياض أسأل الله أن يجزيهم خير الجزاء ويجزي شيخنا أبا عبد المحسن وكل القائمين على تدريس كتاب الله إنه على ذلك قدير.
وزادني شيخنا أن الشيخ والتاجر والمحسن محمد يوسف كان في مبتدأ أمره يريد تعليم أبنائه القرآن الكريم وبذل لأجل ذلك كل غال ونفيس لكن سبحان الله لم يتيسر ذلك فعندها قال للمعلمين الذين جلبهم ليعلموا أبناءه أنا إذا أعلم أبناء المسلمين وأخصص عشر أموالي لتعليم القرآن، فسبحان الله إن كان حرم تعليم أبنائه القرآن فلقد علم أمة محمد القرآن بل إني لأرجو أن يكون له أجر من قرأ القرآن في كل قطر ساهم في نشر القرآن فيه إلى قيام الساعة، وقد أخبرني شيخنا أن الشيخ محمد يوسف انتقل أيضا إلى أفريقيا ثم إلى أوروبا وأخبرني شيخنا أنه عرض عليه أن يذهب إلى إحدى دول افريقيا ولكنه رفض لأسباب خاصة.و أخبرني أن الشيخ الفريان رحمه الله دعا له في آخر حياته في مرض موته وقال أنه تمنى أنيذه ليلقاه أو ليصلي على جنازته ولكنه لم يستطع لأنه لا يرى جواز التصوير لجواز السفر رحمه الله.
اللهم ارحم هذا العلم الجبل واجمعنا به في مستقر رحمتك ونسألك الفردوس الأعلى لنا وله ووالله إنه لحق علينا أن نعلي اسمه في كل العالم وأن يقرأ أبناؤنا سيرته بدل أن يتعلقوا بسير التافهين والذين لا خلاق لهم.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد
التعليقات ( 1 )
ماذا بينه وبين الله...
11:51:52 2023-09-19