بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
الذي يتصور أن زمننا هذا هو أشد الأزمة محنة وفتنة للمتدين من جهة الأعداء وتخاذل الأصحاب، فإنه لم يعرف التاريخ الإسلامي والإنساني الماضي!
إقرأ -على سبيل المثال- ما كتبه ابن الأثير عن فاجعة وكارثة المغول، التي شهد أولها فقط، إلى درجة توقعه أنه لا يصدقه أحد لعظم ما وصف من مصائب!
وما من عصر من عصور امتحن فيها الإسلام إلا وعلت أصوات النياحة بهلاك الإسلام وأهله، وخراب العمران، وأنه نهاية العالم، ويخرج الإسلام منتصرا.
الضعف والقوة العزة والذلة الانتصار والهزيمة هي منحنيات مرت وستمر بها الأمة، وستفقد فيها الأمة الكثير، لكن المستقبل لهذا الدين حتمًا وصدقًا.
وربما مارست بعض أصوات النياحة "الإسقاط النفسي" دون أن تشعر، بصراخها بهلاك الأمة وهزيمتها...إلخ، هو وصف لإحباطه ولما يشعر به في نفسه عن نفسه!
والفرق بين التفاؤل والأحلام الوردية أن التفاؤل ينبع من إيمان يتبعه العمل الجاد والفرق بين التحذير والتشاؤم هو أن الأول يعمل بجد لإيقاظ الأمة.
فالتفاؤل والإيجابية مع الإيمان الصادق والعزيمة الجادة تقلب المواقف السلبية والأحداث المضادة المعاندة وتغير المستقبل بإذن الله تعالى!
ففي سنة ٦٥٧هـ كانت أخطر سنة مرت على المسلمين، حيث احتلت بلادهم من الصين إلى فلسطين، وظنوا أنهم قد انتهوا، وفجأة اتحدوا وهزموا عدوهم!
وفي أحلك الظروف -حسب المقاييس الدنيوية- التي مرت على الصحابة رضي الله عنهم تحت الحصار والظروف المناخية الصعبة في غزوة الأحزاب لدرجة أن أحدهم يخشى أن يخرج ليقضي حاجته، في هذا الوقت الحال كان النبي عليه الصلاة والسلام -والابتسامة لا تغادر وجهه الشريف- يبشرهم! يبشرهم بماذا يا ترى؟
كان عليه الصلاة والسلام وآله يبشرهم في تلك اللحظات الحاسمة والحرجة بأنهم في القريب العاجل سيرثون أعظم قوتين عالميتين في وقتهم: فارس والروم!
وأخيرًا، فالهزيمة قبل أن تنتقل لأرض الواقع تُصنع في العقول، ولو ظفر العدو من المثقفين بأن يحبطهم ويزرع الهزيمة في عقولهم، فقد نجح بكل تأكيد!
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد