بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
كثُر الحديث عن حب الله والفناء في ذاته وترك الدنيا والانقطاع للعبادة، فقد قال أحد الشعراء أنه: (لا يخاف من الله لأنه يحبه)؛ فجاء الرد: الله عز وجل قال في كتابه: (وخافون إن كنتم مؤمنين).
وما زعمه البعض بأن رابعة العدوية قالت أنها ما عبدت الله طمعاً بجنته ولا خوفاً من ناره، ما هو إلا كلامٌ فارغ؛ أي لم تقله ابداً!
لأن الملائكة يخافون الله حيث قال الله جل وعلا: (يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته)، والرسل والأنبياء وصالحوا المؤمنين أيضاً، والله قال لنا (ادعوه خوفاً وطمعاً)، وهذا أمر، وقال الله أيضاً: (إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ).
قال نبينا عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم: (أنا اعلمكم بالله واشدكم له خشية)، ثم مامعنى حب الله : كثير من الناس يظنون أن حب الله هو نظم القصائد كما ينظمها الشاعر فيمن يحب من البشر، وإنما حب الله يكون غير ما يظنون، لقد بيّنه الله في كتابه فقال: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله)، فتبين من ذلك أن حب الله لا يكون إلا باتباع نبيه وما شرع، أي حب الله هو طاعته وإتيان ما أمر به واجتناب ما نهى عنه ثم يلقي الله نور الحب في قلبك ويجعله قلباً ذا بصيرة يعقل ويتبصر ويفقه، ونحن هنا لا ننفي حب الله بل نشجع عليه ولكن ضمن إطار الكتاب والسنة وفهم الصحابة غرة الإسلام عليهم رضوان الله تعالى.
فعلى المؤمن الإسراع إلى الله بجناحين: الخوف من عقاب الله وحب الله سبحانه وتعالى عما يصفون.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد