بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
الطـباق في القرآن الكـريم (دراســة بـلاغـيـة) رسالة تقدمت بها الباحثة / نِـعَـم هاشم الجماس إلـــى مجلـس كليــة التربـيــة في جامـعــة الموصــل وهـي جزء من متطلبات نيـل شـهادة الماجستـــير فــي اللغة العربية بـإشــــراف الدكتورة هناء محمود شهاب
مكونات الدراسة:
تكونت الدراسة من فصلين مسبوقين بتمهيد .
التمهيد: تناول لطباق في اللغة والاصطلاح، ثم راح يذكر آراء علماء البلاغة فيه، ثم بين الفرق الجوهري بين التضاد اللغوي والطباق بعد أن عرض لبعض آراء علماء اللغة في التضاد اللغوي، وكان لابد من أن يبين الفرق بين المطابقة والمقابلة لاسيما أن الأولى جزء من الثانية، وأخيراً خرج التمهيد إلى أنواع الطباق مستندا في ذلك إلى كتب البلاغة قديمها وحديثها.
الفصل الأول الطباق اللفظي :
تناول الطباق اللفظي بقسميه الحقيقي والمجازي وقد اندرجا في مبحثين، فاشتمل مبحث الطباق الحقيقي على مطلبين:
الأول: طباق الإيجاب والثاني: طباق السلب، وشرع البحث في انتقاء وتحليل طائفة من الآيات القرآنية الكريمة، وأخذ يبين بلاغة كل نوع من الطباق وجمالياته، واتبع كل مطلب بجدول إحصائي تضمن الآيات القرآنية لهذين النوعين .
وخصص المبحث الثاني لدراسة الطباق المجازي من خلال تحليل طائفة من نصوص الذكر الحكيم، وأعقب المبحث ببيان بلاغة هذا النوع من الطباق وجمالياته ثم ختم بجدول تضمن النصوص القرآنية الحكيمة الخاصة بهذا النوع .
وتكفل المبحث الثالث بأنواع أخرى من الطباق، وهو طباق الترشيح وطباق التدبيج، وقد اندرجا في مطلبين، ولم ينهض المبحث إلى مستوى المباحث الأخرى نظرا لقلة موضوعاته الطباقية في القرآن الكريم، ثم اتبع بجدول يتضمن الآيات القرآنية الخاصة بكل نوع.
الفصل الثاني الطباق المعنوي:
تكون من مبحثين: كرس المبحث الأول لدراسة الطباق الظاهر والمبحث الثاني: للطباق الخفي، وقد جاء المبحثان متفاوتان في حجم مادتهما نظرا لطبيعة كل مبحث، إذ تعددت فنون الأول وقلت فنون الثاني في القرآن الكري ، وقد قسم كل مبحث منهما إلى مطلبين: تناول أحدهما الطباق التركيبي والآخر الطباق الإفرادي، وأعقب المبحث الأول بجدول بياني عرض فيه للآيات المتضمنة الطباق المعنوي الظاهر، لاسيما وأنه لا يظهر طرفاه المتضادان إلا بالمرادفين المعنويين المتولدين من النص القرآني، ثم أتبع المبحثان ببلاغة الطباق المعنوي وجمالياته .
وأخيراً، اختتمت بثمرات الدراسة البلاغية التي توصل إليها كنتائج أفرزها عبر فصليه ومباحثهما.
نتائج الدراسة :
إن الدراسة في تمهيده قد سجل في مسيرته التاريخية مصطلح الطباق عند البلاغيين القدامى، فكان أغلبهم قد أجمع على أنه الجمع بين اللفظ وضده والبعض الآخر لم يفرق بينه وبين المقابلة كابن الأثير إلى أن استقر مفهوم الطباق ووضع الحد الفاصل بينه وبين المقابلة على يد ابن حجة الحموي الذي جعل المقابلة أعم من الطباق.
وبين البحث في تمهيده الفرق الجوهري بين التضاد اللغوي والطباق فالأول هو اللفظ الذي يحمل معنيين متضادين، والثاني: أن تقع الضدية في لفظين يحتويهما معنيين.
لقد تداخلت أنواع الطباق بعضها بالبعض الآخر كما تداخل الطباق مع فنون علم البيان وعلم المعاني وهذا ما يظهر إعجاز البلاغة القرآنية في كتاب الله العزيز.
تأثير الإيقاع في اللفظ والمعنى الخاص بالطباق القرآني فالمتضادان المتطابقان مختاران بدقة فائقة لفظاً ودلالة وجرساً لإيصال المضمون القرآني إلى المتلقي، ولعل قمة الإعجاز البلاغي تتحقق عندما يتآلف اللفظ والمعنى والإيقاع في المتطابقات.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد