بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
ما تركه الشعراء من ظواهر شعر الجاهلية العروضية ومناقضتها لقضية الشك فيه رسالة تقدم بها محمد أحمد عبد العظيم العبيدي إلى مجلس كلية الآداب – جامعة بغداد ، وهي جزء من متطلبات نيل درجة الماجستير في اللغة العربية وآدابها بإشراف أ.د. فليح كريم خضير1426هـ / 2005م
مقدمة:
هذا البحث هو محاولة للعثور على تغير في الشعر العربي من حيث عروضه في مرحلةٍ من عمره، باستقراءٍ في شعر تلك المرحلة المختارة للبحث من غير ما احكام سابقةٍ، من أجل الوقوع على أصدق ما يمكن الوقوع عليه من صور هذا التغير، ثم ربط هذا التغير بالسيرة الطبيعية للشعر، إفضاءً الى توثيق الشعر الذي يدور عليه البحث.
وقد رغبني في دراسة هذا الموضوع أنه لم يبحث فيه من قبل فيما أعلم على الرغم من وفرة مادته النصية، ورغبني فيه كذلك نزوع ذاتي إلى إشراك أكثر من علم في البحث – أي بحث – فاستعنت هنا بعلم العروض في قضية من قضايا التأريخ الأدبي، كما رغبني فيه غلبة الظن في الوصول فيه الى نتائج واقعية مقنعة غير متخيلة.
وأنا أقدر خطر البحث في موضوع بكر كهذا بما يترتب عليه من وحدانية السير، وعدم تجاوز أخطاء الآخرين – إذ لا آخرين – ولكن لا بد من خطر.
وقد كنت أستخرج النصوص الشعرية التي توجد فيها الظواهر المطلوبة من الدواوين الشعرية، وأحياناً من كتب الاختيارات ، مؤصلاً المادة العروضية من كتب العروض، ورجعت في قضية الشك إلى أهم مظانها.
ولم يكن بد من مصاعب، أخصها بالبحث صعوبة الحصول على المصادر، فدواوين الشعر الجاهلي أقل تداولاً في السوق من دواوين العصور اللاحقة، وكتب العروض على كثرة عنواناتها لم يوجد منها في السوق إلا عدد قليل، فضلاً عن أن مكتباتنا العامة قد أصابها الغزو الأميركي بمثل ما كان أصابها الغزو المغولي.
أما المصادر التي اعتمدت عليها في البحث فقد كانت على ثلاثة أنواع:
1. دواوين الشعر – وأحيانا كتب الاختيارات القديمة -.
2. كتب العروض.
3. كتب التاريخ الأدبي.
فأما الدواوين الشعرية فقد حرصت على أن أنوعها على ثلاثة أسسٍ، في وفيات أصحابها، فاخذت في كل عصرٍ من أقدمه وأوسطه وآخره، وفي عصر الجمع فاعتمدت على جمع القدماء وجمع المحدثين، وفي أنساب الشعراء(*). وقد اقتصرت على عدد منها لوفرة المادة الناتجة وتشابهها بين الدواوين، فلا جدوى كبيرة من زيادة عددها.
وأما كتب العروض فان مادتها ((ثابتة محدودة ، يجزئ القارئ أن يجد منها في أي كتاب ما يغني عن مراجعة الكتب الباقية [كذا])) (1)، ومع ذلك فقد تنوع الأخذ منها بعض التنوع عند الحاجة إلى مثل تفصيل المجمل أو دقة التصنيف أو ما إلى ذلك، على أن المادة العروضية كما تقدم تكاد تكون مستنسخة في كتب العروض.
واما كتب التاريخ الأدبي فقد رجعت إلى ما أرخ لنظرية الشك وإلى كتب الشك.
وقد اتبعت في البحث المنهج الوصفي الاستنتاجي، إذ وجدته أنفع إذ كان البحث متجهاً إلى جمع ظواهر متفرقة بين دواوين الشعر القديم ، متروكة في دواوين من بعدهم.
وقد اشتمل البحث على:
المقدمة:
تمهيد: عنوانه (ما تركه الشعراء من ظواهر شعر الجاهلية العروضية في واقع الدراسات الأدبية) أشرت فيه إلى الاسباب التي رأيت أنها حجبت هذه الظواهر عن الدراسات الادبية.
الفصل الاول: وفيه جمع الظواهر العروضية من دواوين الجاهليين وتأصيلها في كتب العروض، وقد درس فبض (مفاعيلن) التي في حشو بحر الطويل، والخرم ، والوقص وكف (فاعلاتن) وكف (مفاعيلن) في بحر الطويل وترك الاعتماد في بحر الطويل وخبن (مستفعلن) الثانية في شطر بحر البسيط والإقعاد والتحريد وتداخل البحور وطفولة الوزن والاقواء.
ولم يعبأ هذا الفصل بتجويزات العروضيين واستحساناتهم دائماً، لأن البحث موجه إلى دراسة الظواهر في الشعر لا في الكتب العروض.
الفصل الثاني: وفيه عود على جمع تلك الظواهر من دواوين بعضٍ من شعراء عصر بني أمية وبعده قليلا.
وقد ترك الباحث في الفصلين الأول والثاني الشعر المنسوب الذي يوضع غالباً في آواخر الدواوين، للابتعاد عن اختلاف النسبة وعدم توثيق النص.
الفصل الثالث: وفيه عرض للشك في شعر الجاهلية وعرض مفصل لشك (مركليوث) وطه حسين وعرض لاهم الردود والمآخذ عليهما، ثم كلمة البحث في الشك من خلال الظواهر العروضية.
وقد كانت الفصول غير مستوية في الطول لاختلاف طبيعة المادة في كل فصل واختلاف سعتها، لذا وجب التنويه.
خاتمة: وفيها نتائج البحث.
خلاصة باللغة الانكليزية.
قائمة المصادر.
خاتمة
تقدم فيما مضى درس ظواهر عروضية في شعر الجاهلية تركت بعدها أو نشأ ابتعاد عنها، ودرست علاقتها بصحة شعر الجاهلية ومناقضتها للشك فيه ، وفيما يأتي عرض لنتائج البحث:
1. انتهى البحث من خلال ملاحظة تباين النفس العروضي بين شعر الجاهلية وشعر العصر الاموي – وهو عصر الانتحال – بانحسار ورود ظواهر عروضية معينة واختلاف توزيعها، انتهى إلى تصحيح نسبة عامة شعر الجاهلية إلى عصر الجاهلية ولاسيما الشعر الذي تظهر فيه هذه الظواهر، وأنه ليس من وضع رواة العصر الأموي.
2. جمع البحث عدداً كبيراً من الشواهد الشعرية الموثقة على مسائل عروضية ظلت كتب العروض تكرر فيها شواهد قليلة بعضها مجهول النسبة، وبذلك تصلح شواهد البحث أن تكون شواهد موثقة لتجديد شواهد الدرس العروضي.
3. أشار البحث إلى ظاهرتين أغفلتهما كتب العروض، وسمى كلاً منهما بما رآه مطابقاً لمادتها وهاتان الظاهرتان هما ظاهرة تداخل البحور وظاهرة طفولة الوزن.
4. فرع البحث من الاقواء ظاهرة سماها الانصراف وذكر سبب التسمية، والانصراف اقواء متتالٍ لم تشر كتب العروض والقافية اليه.
5. فرع البحث من الإقواء إقواء التصريع وذكر سبب التسمية، وهي ظاهرة تبدو مغفلة في كتب العروض والقافية.
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
(*) بعضهم حضر، وبعضهم بدو.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد