بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
# الظاهر بيبرس
الملك الظاهر ركن الدين بيبرس البندقداري - أبو الفتوح، خادم الحرمين الشريفين، سلطان مصر والشام ورابع سلاطين الدولة المملوكية ومؤسسها الحقيقي.
وأسمه يعني «الأمير الفهد». وكان قفجاقي الأصل، طويل القامة، في عينيه زرقة ويوجد بإحدى عينيه نقطة بيضاء (مياه بيضاء)، بدأ مملوكاً أتى من وراء النهر فـباعوه في سوق نخاسة في أصفهان لتاجر من أهل بغداد أتى حلبا فخاف أميرها من البياض في عينة اليسرى فأعطاه لقافلة أتت مصر، فترقى في سلك المماليك حتى اصبح سلطان مصر.
كان الظاهر بيبرس يحارب على عدة جبهات أعداء الإسلام والمسلمين، فخاض بيبرس تسع معارك ضارية مع المغول، وشن 21 حملة عسكرية على الصليبيين، و 5 حملات على الأرمن، وانتصر فيها جميعا وسحق أعداء الإسلام ... وأعاد الخلافة الإسلامية في مصر بعد سقوطها في بغداد وفتح بلاد النوبة ودنقلة.
بفضل الله عليه كان العامل الرئيسي في معركة وملحمة عين جالوت التاريخية ضد المغول الذي سقط نصف العالم الإسلامي تحت أيديهم .
كانت مهمة بيبرس التي أوكله له القائد سيف الدين قطز هي استدراج جيش المغول لـسهول عين جالوت مع كتيبة بسيطة من المجاهدين حتى يظن المغول أن هذه الكتيبة هي فقط جيش المسلمين بينما الجيش الحقيقي مختبئ خلف التلال .
فـنجح بفضل الله بـخداع المغول وسقوطهم في مصيدة المسلمين الذين ينتظروهم خلف التلال فـبدأت المعركة التي تعد معركة فاصلة بالتاريخ الإسلامي، فـانتصر جيش المسلمين بفضل الله .
عم الرخاء في البلاد وقل عدد الفقراء واختفت السرقة فى عهده وقطع الطرق، وفك جميع أسرى المسلمين عند الصليبيين الذين خافوه بعد أن أخذ معظم ما بأيديهم في ساحل الشام ومنها إمارة أنطاكية، فضعفت معنويات الصليبيين في الشام وسارع البعض إليه يطلبون وده ورضاه مقابل تنازلهم عن نصف غلات المناطق التي تحت سيطرتهم، وعاقب كل من تعاون مع التتر عند غزوهم لبلاد المسلمين حتى وصلت خيوله لأرمينية
ومهما حاولنا ان نتحدث عن هذا السلطان الذى حكم مده سبعه عشر عاما لم يمر عام إلا وكان يهاجم التتار أو الصلبيين أو يعمر ما خربته أيدي هؤلاء الغزاة.
ذكر بيبرس في كتابه الضخم والقيم جدا (تاريخ الحروب الصليبية): " زال بوفاة بيبرس أكبر عدو للعالم المسيحي منذ صلاح الدين .. "
فـرحم الله البطل المجاهد الشيخ الظاهر بيبرس الذي لم يعرف المستحيل منذُ أن كان عبداً يباع حتى أصبح ملكاً تهابه الأعداء .
# علماء مسلمون منسيون رغم غزارة علمهم ومؤلفاتهم.
أ.د/.محمد حميد الله .. راهب العلم المتبتّل.
عالمٌ جليلٌ، لا يعرفه من المسلمين إلا القليل، مع أنّه بشهادة الغرب تعدّى جميع الدرجات العلميّة المعروفة حتى حصل على جوائز نادرة جدّاً لم يأخذها إلا عدد قليل من الأشخاص تاريخيّاً .. ولم تجتمع إلا له .
كان يتقن 22 لغة، وآخر لغة تعلّمها هي التايلندية في سنّ ال84
لم يتزوّج، فقد تزوّج العلم فقط، وأنجب منه 450 كتابا بلغات متعدّدة .
كان عالماً موسوعيا بالإسلام وليس في تخصّص منه .
أسلم على يديه أكثر من 40000 شخص في فرنسا خلال نصف قرن عاش فيها.
هو أوّل من أثبت أنّ الحديث الشريف تمّت كتابته في عهد النبي عليه الصلاة والسلام عن طريق تحقيق صحيفة (همّام بن المنبّه) وبذلك ردّ على الشبهة المشهورة بأنّ الحديث تمّت كتابته بعد 100عام، وهناك شواهد أخرى على كتابة الحديث في عهد النبي صلى الله عليه وسلم مثل حديث (اكتبوا لأبي شاة)، وحديث أبي هريرة أن عبد الله بن عمرو كان يكتب الحديث، وحديث صحيفة علي وغيرها رضي الله عنهم جميعا.
عندما دخل (دار المصنّفين) وهي إحدى أشهر المؤسسات العلميّة في القارة الهنديّة، دخلها حافي القدمين، حياءً من رسول الله صلّى الله عليه وسلمّ، لأنّ كتب السيرة كان تملأ المكان .
كان يغسل الأواني بيده مع طلبته أثناء رحلتهم في فرنسا بالرغم من مكانته العلميّة الهائلة جدّاً آنذاك .
دار الأرضَ كلّها طالباً للعلم. إنه شيخ الإسلام محمد حميد الله رحمه الله (1908-2002)
وعلى مثل هؤلاء تنزل الدموع، وتنزل الدموع أكثر على عدم وجود إعلامٍ يهتمّ بهم. يكفيك إعلام الآخرة .. يكفيهم أن تعرفهم السماء .. لقد اعتذر عن قبول جائزة الملك فيصل قائلاً:
"أنا لم أكتب ما كتبت إلا من أجل الله عز وجل، فلا تفسدوا عليّ ديني "
عاش الدكتور محمد حميد الله عمرا مديدا، بنفس أبيّة، وعلم غزير، وقلب واجف متبتّل. ترك الدنيا وراء ظهره، وانكبّ على العلم والتعليم وخدمة الإسلام. فكان مثالا للعالِم الموسوعي المتبحّر الذي لا يجد لفضوله المعرفي نهاية، والعابد الزاهد الذي لا تساوي الدنيا عنده نقيرا.
ولد عام 1908 في حيدرآباد بجنوب الهند، وهو ينتسب إلى أسرة ترجع جذورها إلى قبيلة قريش. وقد هاجرت أسرته من الحجاز إلى البصرة خوفا من بطش الحجاج بن يوسف، ثم استقر المقام بسلالتها في الهند خلال القرن الثامن الهجري، وفي العام 1934التحق بجامعة (السوربون) الفرنسية، فحصل منها على شهادته الثانية للدكتوراه عن رسالته المعنونة: (الدبلوماسية الإسلامية في العصر النبوي والخلافة الراشدة) وهي التي أصبحتْ فيما بعد كتابَه الأشهر باللغة العربية بعنوان (مجموعة الوثائق السياسية للعصر النبوي والخلافة الراشدة). وهي أشهر كتبه رحمه الله تعالى عرضت عليه فرنسا الجنسية الفرنسية فأباها مكتفيا ومفتخرا بجنسيته الحيدر أبادية.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد