فوائد وفرائد من مختصر صحيح البخاري للألباني 1


 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
هذه فوائد وفرائد من مختصر صحيح الإمام البخاري للشيخ العلامة المحقق الألباني قيدتها لنفسي أثناء مطالعة الكتاب وأحببت نشرها.

والكتاب اسمه: مختصر صحيح الإمام البخاري، لمؤلفه: أبي عبد الرحمن محمد ناصر الدين، بن الحاج نوح بن نجاتي بن آدم، الأشقودري الألباني (المتوفى: 1420هـ)

وناشره: مكتَبة المَعارف للنَّشْر والتوزيع، الرياض

الطبعة: الأولى، 1422 هـ - 2002 م

عدد الأجزاء: 4 عدد الصفحات: 775 صفحة

الباعث على الاختصار:

ذكر الشيخ في مقدمته بأنه عندما دخل السجن في سوريا قام باختصار صحيح مسلم نظرا لأنه كان معه في السجن، واختصره في ثلاثة أشهر، فاقترح عليه بعض الفضلاء باختصار صحيح البخاري قبل طباعة مختصر صحيح مسلم، فاستحسن الشيخ الفكرة وقام باختصار البخاري، وأعد للطبع سنة 1394هـ. وفي نهاية المختصر قال رحمه الله: " انتهى تسويد هذا المختصر المبارك إن شاء الله تعالى في مجالس عديدة أولها بتاريخ السادس من ربيع الأول سنة 1390هـ، وآخرها بعد عشاء الثامن والعشرين من شهر ذي الحجة سنة1390هـ من هجرة سيد المرسلين، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم. ثم انتهى إعداده للطبع أول نهار الإثنين السابع من ربيع الآخر سنة 1394هـ يسر الله تمام طبعه بمنه وكرمه أ.هـ. ، فهذا يعني أنه انتهى من اختصاره في عشرة أشهر، وهذا يدل على جلده وصبره، وأيضا حسن نيته وقصده فقد استجاب الله دعاءه فطبع الكتاب كله وبلغ الآفاق.

‏ ‏عمل المختصر في الكتاب:

كتب الشيخ على غلاف الكتاب: "حوى جميع أحاديثه المرفوعة، والآثار الموقوفة؛ الموصولة منها والمعلقة، مع حذف الأسانيد والمكررات من المتون، وجمع إليها الزوائد من الروايات المحذوفة، ووضعت كل زيادة منها في مكانها المناسب لها من الأحاديث، بطريقة علمية لا مثيل لها فيما أعلم؛ جمعت كل فوائد الصحيح بإذن الله تعالى".

فطريقة الشيخ الألباني في مختصره كالتالي:

أ. حذف الأسانيد والمكررات من المتون.

ب جمع الروايات في مكان واحد.

ج. تكلم على الأحاديث المعلقة صحة وضعفا، وأما الآثار فأحياناً.

د. شرح الألفاظ الغريبة.

هـ. ترقيم الأحاديث والآثار المسندة والمعلقة والأبواب والكتب.

 

ميزات مختصر صحيح البخاري للألباني وقيمته العلمية:

من أفضل المختصرات لصحيح الإمام البخاري، إن لم يكن أفضلها.

طريقته العلمية في الكتاب وهي كما قال: " طريقة علمية لا مثيل لها فيما أعلم جمعت كل فوائد الصحيح "، وصدق رحمه الله فجميع من خدم الصحيح جمعا أو اختصارا لم يأت بمثل هذا الجمع والاختصار، والعلم عند الله تعالى.

مناسبته لجميع طبقات طلاب العلم من المبتدئين إلى المنتهين، أما عامة الناس فالذي يناسبهم مختصر صحيح البخاري للزبيدي أو مختصر الشيخ د. سعد بن ناصر الشثري وفقه الله.

رتب البخاري كترتيب الإمام مسلم، وذلك بذكر جميع الروايات وزوائد الأحاديث المكررة في مكان واحد، وإدخال الروايات والطرق في سياق واحد حاصرا الألفاظ الزائدة بين قوسين، مما يعين القارئ على الإحاطة بجميع ألفاظ الصحيح دون عناء.

يمتاز بالحكم على معلقات البخاري المرفوعة والموقوفة.

علق الشيخ تعليقات نفيسة ومهمة على الكتاب.

ميز بين الروايات والآثار المسندة والمعلقة، فالمسندة كتبت بخط كبير، والمعلقة بخط صغير فضلا عن تعليقاته.

ومجموع الأحاديث في الكتاب بعد اختصار الشيخ الألباني: [2752] حديثا من أصل [7563] حديثا.

ثناء العلماء عليه:

قال شيخ الحنابلة في عصره العلامة عبد الله العقيل رحمه الله: " قال لي الشيخ الألباني: أحب مصنفاتي عندي محتصري للبخاري. وكان إذا جاءه من يريد قراءة البخاري فقال له: إن كنت تريد الفائدة أكثر فاقرأ في مختصر الألباني لأنه يأتيك بالفوائد في مكان واحد، وتصل للفائدة مباشرة. أ.ه.

فهذا المختصر من أحب أعماله العلمية للشيخ الألباني -رحمه الله- كما ذكر ذلك عن نفسه .

وقال الشيخ عبد الكريم الخضير حفظه الله: " اختصار الألباني لـ(صحيح البخاري) أفضل من اختصار الزبيدي؛ لعنايته بتراجم الإمام البخاري. واختصار الشيخ سعد الشثري طيب؛ لعنايته بهذه التراجم، لكن يبقى أن الأصل -صحيح البخاري- لا يعدله شيء، والاقتصار على المختصرات من أمارات الحرمان ".

وقال الشيخ د. سعد بن ناصر الشثري في مقدمة مختصره: " مختصر صحيح البخاري للعلامة الألباني، وقد أدخل في الكتاب المعلقات وآثار الصحابة والتابعين المعلقة، مما ليس على شرط البخاري ".

 

فوائد من مختصر صحيح البخاري

1.      قال البخاري: " وفَتَرَ الوحيُ، حتى حزِن النبي صلى الله عليه وسلم فيما بلغنا حُزناً غدَا منه مراراً كيْ يتَردَّى من رؤوس شواهِق.

قال الشيخ: القائل: " فيما بلغنا " هو ابن شهاب الزهري، وهو راوي أصل الحديث عن عروة بن الزبير عن عائشة، فقوله هذا يشعر بأن هذه الزيادة ليست على شرط "الصحيح "، لأنها من بلاغات الزهري، فليست موصولة، كما قال الحافظ في" الفتح "، فتنبه. وانظر كتابي "دفاع عن الحديث النبوي والسيرة" ص 40-42، ففيه بيان شاف كاف. كتاب بدء الوحي ص 17، 18 / 1

2.      قال البخاري: الناموس: صاحب السر الذي يُطلعه بما يستره عن غيره.

قال الشيخ: والمراد هنا جبريل عليه السلام. كتاب بدء الوحي ص 17، 18/ 1.

3.      وكتب عمر بن عبد العزيز إلى عدي بن عدي: إن للإيمان فرائض وشرائع وحدودا وسننا فمن استكملها استكمل الإيمان ومن لم يستكملها لم يستكمل الإيمان فإن أعش فسأبينها لكم حتى تعملوا بها وإن أمت فما أنا على صحبتكم بحريص.

قال الشيخ: وصلة ابن أبي شيبة في كتاب الإيمان، وسنده صحيح، ورواه أحمد في الإيمان كما قال الحافظ.  كتاب الإيمان ص 19/1

4.      وقالَ ابن مسعودٍ: "الْيقينُ: الإيمانُ كلُّه".

قال الشيخ: وصله الطبراني بسند صحيح عنه موقوفاً، وروي مرفوعاً، ولا يثبت؛ كما قال الحافظ. كتاب الإيمان ص 20/1

5.      " دعاؤكم" إيمانكم، لقوله تعالى: (قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم). ومعنى الدعاء في اللغة: الإيمان. كتاب الإيمان ص 20 / 1.

6.      عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" الإيمان بضع وستون شعبه، والحياء شعبة من الإيمان ".

قال الشيخ: قلت ورواه مسلم وغيره بلفظ " وسبعون " وهو الراجح عندي تبعا للقاضي وغيره، كما بينته في الصحيحة (17). كتاب الإيمان ص 21 / 1

7.      وقال عدة من أهل العلم في قوله تعالى: (فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون): عن لا إلا إلا الله.

قال الشيخ: قال الحافظ: منهم أنس رواه الترمذي وغيره مرفوعاً، وفي إسناده ضعف، ومنهم ابن عمر في تفسير الطبري والدعاء للطبراني ومنهم مجاهد في تفسير عبد الرزاق وغيره. وهو عند الترمذي مرفوع (3136) كما قال، وضعفه لأن فيه ليث بن أبي سليم، وكان قد اختلط. كتاب الايمان 25/1

8.      عن أبي هريرة أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم سُئل أيُّ الْعملِ أَفضلُ؟ قال: " إِيمانٌ باللهِ ورسولهِ"، قيل: ثم ماذا؟ قال: " الجهادُ في سبيل الله"، قيل: ثم ماذا؟ قال: " حجٌّ مبرورٌ".

قال الشيخ: السائل هو أبو ذر الغفاري؛ كما قال الحافظ. (1/ 78). كتاب الإيمان ص26/1

9.      قال أبوعبد الله: صالح بن كيسان أكبر من الزهري، وهو قد أدرك ابن عمر.

قال الشيخ: يعني المذكور في بعض طرق الحديث. كتاب الايمان ص 27/ 1

10.    باب الدَّينُ يُسْرٌ، وقولِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: " أَحَبُّ الدِّينِ إلى الله الحَنِيفِيَّةُ السَّمْحة".

قال الشيخ: وصله المصنف في" الأدب المفرد" وغيرهما من حديث ابن عباس مرفوعاً، وهو حديث حسن لغيره، وليس كما قال الحافظ: إسناده حسن؛ كما بينته في "الأحاديث الصحيحة (881). كتاب الايمان ص 30/ 1

11.    باب الصلاة من الإيمان، وقول الله تعالى: (وما كان الله ليضيع إيمانكم). يعني : صَلاتَكم عند البيت. كتاب الإيمان ص 31 / 1

12.    " ويُذكَرُ عن الحسن: "ما خافَه إِلا مؤْمنٌ، ولا أَمِنَه إلا منافقٌ

قال الشيخ: وصله جعفر الفريابي في "صفة المنافق" من طرق متعددة بألفاظ مختلفة، وذلك يفيد صحته عنه، فكيف صدره المؤلف بقوله: "ويذكر" المشعر بأنه ضعيف؟ أجاب الحافظ عن ذلك بما خلاصته أن المؤلف لا يخص صيغة التمريض بضعف الإسناد، بل إذا ذكر المتن بالمعنى أو اختصره أتى بها أيضاً. فافهم هذا، فإنه مهم. كتاب الإيمان ص35 /1.

13.    عَنْ زُبَيْدٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا وَائِلٍ عَنْ الْمُرْجِئَةِ فَقَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ وَقِتَالُهُ كُفْرٌ.

قال الشيخ: هم فرقة من الفرق الضالة تقول: لايضر مع الإيمان معصية.

كتاب الإيمان ص 35 / 1

14.    وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ كَانَ عِنْدَ ابْنِ عُيَيْنَةَ حَدَّثَنَا وَأَخْبَرَنَا وَأَنْبَأَنَا وَسَمِعْتُ وَاحِدًا.

قال الشيخ : في رواية كريمة والأصيلي: وقال لنا الحميدي ، وكذا ذكره أبو نعيم في المستخرج فهو متصل.

قلت : في هذه الرواية ما يؤكد أن قول المؤلف : قال فلان < من شيوخه > كقوله عنه : قال لي فلان ، خلافا لبعض المعاصرين حيث صرح بأن القول الثاني كالأول في أنه منقطع ، وقد رددت عليه في كتابي " تحريم آلات الطرب " وهو وشيك الصدور بإذن الله  كتاب العلم ص 41 / 1 قلت: وقد طبعت أول طبعة للكتاب 1416هـ

15.    عن سفيانَ قالَ: إِذَا قُرىءَ على المحدِّثِ فلا بأسَ أن يقولَ: "حدَّثني" و"سمِعتُ". واحتَجَّ بعضُهم في القراءَةِ على العالِمِ: بحديثِ ضِمَام بن ثعلبة قال للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: آللهُ أَمَركَ أن تصَليَ الصَّلواتِ؟ قالَ: "نعمْ". قالَ: فهذهِ قراءةٌ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم أَخبرَ ضِمامٌ قومَه بذلكَ، فأجازُوه.

قال الشيخ: وصله المصنف في الباب من حديث أنس، لكن ليس فيه أن ضماماً أخبر قومه  بذلك، وإنما هو في الحديث من رواية ابن عباس. أخرجه بطوله الدارمي في"سننه" (1/ 165-167)، وأحمد (1/ 264). وسنده حسن.

قال الحافظ: أي قبلوه منه، ولم يقصد الإجازة المصطلحة بين أهل الحديث.

كتاب العلم ص 42 ، 43/ 1

16.    عن عبدِ اللهِ بن عباس أَنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بعثَ بكتَابِهِ رجلاً، وفي روايةٍ: عبدَ اللهِ بن حُذافة السَّهْمي، وأمرَهُ أن يدفعَهُ إلى عظيمِ البحرينِ، فدفعَهُ عظيمُ الْبحرَينِ إلى كِسرى، فلمَّا قرأَهُ مزَّقهُ. فحسِبتُ أنَّ ابنَ المسيَّبِ قالَ: فدَعا عليهمْ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أنْ يمزَّقوا كل ممزَّقٍ.

قال الشيخ قلت: قول ابن المسيب هذا مرسل، لم يذكر من حَدَّثَة بذلك عن النبي  صلى الله عليه وسلم ، لكن قد جاء موصولاً من حديث التنوخي عند أحمد (3/ 441) وغيره من حديث عبد الله بن حذافةَ السَّهميِّ عن ابن سعد في الطبقات (1/260).  كتاب العلم 1/45

17.    وإِنَّ العلماءَ هُمْ ورَثَةُ الأَنبياءِ، ورَّثوا الْعِلمَ، مَن أَخذَهُ أَخَذَ بحَظٍّ وَافرٍ.

قال الشيخ : هذا طرف من حديث أخرجه أبو داود وغيره عن أبي الدرداء مرفوعاً، وله شواهد يتقوى بها كما قال الحافظ، وهو مخرج في "التعليق الرغيب (1/53).  كتاب العلم 1/46

18.    و"إِّنما الْعِلْمُ بالتَعَلُّم."

قال الشيخ : وهو طرف من حديث رواه أبو خيثمة (114) بسند صحيح عن أبي الدرداء موقوفاً، ورواه غيره عنه مرفوعاً، وله شاهد من حديث أبي هريرة، وآخر من حديث معاوية، وقد خرجته في الأحاديث الصحيحة (342). كتاب العلم 1/46

19.    ورحلَ جابرُ بنُ عبدِ اللهِ مسيرةَ شهرٍ إلى عبدِ اللهِ بن أُنيْس في حديث واحد. قال الشيخ: هو طرف من حديث أخرجه المصنف في "الأدب المفرد" وأحمد وأبو يعلى بسند حسن، وقد علّق طرفاً آخر منه في "97-التوحيد/32 –باب" كتاب العلم 1/50

20.    عن أبي موسى عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: "مثَلُ ما بعثَني اللهُ بهِ من الهدَى والْعِلم؛ كمثَلِ الْغَيثِ الكثيرِ، أَصابَ أرضاً، فكانَ منْها نقيَّةٌ قَبِلَتِ الماءَ، وفي روايةٍ معلقة: وكان منها طائفة قَيَّلَتِ الماء،

21.    قال الشيخ: لم يخرجها الحافظ، واستظهر أن هذه اللفظة تصحيف، والصواب الأولى "قَبِلَتْ".  كتاب العلم 1/51

22.    باب مَن أَعادَ الحديثَ ثلاثاً لِيُفْهَمَ عنهُ؛ فقالَ: "أَلا وقوْلُ الزُّورِ، فما زالَ يكرِّرُها".

قال الشيخ: هذه الزيادة معلقة عند المصنف، وقد وصلها أحمد وغيره، وهي زيادة شاذة لا تثبت في نقدي؛ كما بينته في الضعيفة" (3364) كتاب العلم 1/54

23.    قالَ الزهري: وكانت هند لها أزرارٌ في كمّيها بين أصابعها".

قال الشيخ: هي هند بنت الحارث الفراسية راوية هذا الحديث عن أم سلمة رضي الله عنها. كتاب العلم 1/60

24.    عن أبي هريرة قال: حفظْتُ عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وعاءَين، فأمَّا أحدهما فبَثَثْتُه، وأمَّا الآخَرُ فلَوْ بَثَثْتُه قُطِعَ هذا الْبُلعومُ.

قال الشيخ : قال الحافظ: "حمل العلماء الوعاء الذي لم يبثه على الأحاديث التي فيها تبيين أسامي أمراء السوء وأحوالهم وزمنهم، وقد كان أبو هريرة يكني عن بعضه، ولا يصرح به خوفاً على نفسه منهم، كقوله: أعوذ بالله من رأس الستين وإمارة الصبيان، يشير إلى خلافة يزيد بن معاوية لأنها كانت سنة ستين من الهجرة، واستجاب الله دعاء أبي هريرة فمات قبلها بسنة". ثم رد على غلاة المتصوفة الذين اتخذوا هذا الحديث ذريعة إلى تصحيح قولهم الباطل: إن للشريعة ظاهراً وباطناً! فليراجعه من شاء. كتاب العلم 1/60

25.    وكانَ ابنُ عمرَ يقولُ: لم أَفقَهْ وفي روايةٍ: لم أَسمع) هذهِ من رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وذُكر العراق، فقال: لم يكن عراقٌ يومئذٍ.

قال الشيخ: قد صح توقيت ذات عرق لأهل العراق من رواية ابن عمر عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فراجعه في كتابي "حجة النبي صلى الله عليه وسلم " (ص 52 - طبعة المكتب الإسلامي الثالثة).  كتاب العلم 1/65

26. وثلاثاً ثلاثاً، ولم يَزدْ على ثلاثٍ.

 قال الشيخ: أي: لم يأت في شيء من الأحاديث المرفوعة في صفة وضوئه صلى الله عليه وسلم أنه زاد على ثلاث، بل ورد عنه صلى الله عليه وسلم ذم من زاد عليها عند أبي داود وغيره من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده بسند حسن، كما هو مبين في "صحيح أبي داود" (124). كتاب الوضوء 1/66

26.    عن نُعَيْم المجمِّر قالَ: رَقِيتُ معَ أبي هريرةَ على ظهرِ المسجدِ فتوضأَ، فقالَ: إِني سمِعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقولُ: " إِنَّ أُمَّتي يُدْعَوْنَ يومَ القيامةِ غُرَّاً محَجَّلِينَ مِن آثار الوُضوِء". فمنِ استطاعَ منْكمْ أنْ يُطيلَ غُرَّتَه فلْيفعلْ ".

قال الشيخ: قلت: قوله: "فمن استطاع.. " ليس من تمام الحديث، بل هو مدرج فيه كما حققه طائفة من أهل العلم منهم الحافظ ابن حجر، وتجد بسط ذلك في "الضعيفة" (1030)، و"الإرواء" (94).    كتاب الوضوء 1/67

27.    وفي روايةٍ معلقة: "لا وُضوءَ إِلا فيما وَجَدْتَ الريحَ، أو سَمِعْتَ الصوتَ" 3/ 5.

هذه الرواية معلقة عند المصنف، وظاهرها عنده أنها موقوفة على الزهري راوي هذا الحديث الموصول، لكن رجّح الحافظ رحمه الله أنها مرفوعة، فقد وصله السراج في "مسنده" مرفوعاً باللفظ المعلق. ووصله أحمد وغيره من حديث أبي هريرة مرفوعاً، وسنده صحيح، وعلّقه المصنف فيما يأتي برقم (39).

28.    قالَ عَمْرٌو: سمعتُ عُبيدَ بن عُميرٍ (7) يقول: [إِنَّ] رؤيْا الأَنبياءِ وحيٌ، ثم قرأَ: {إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ}.

قال الحافظ:"عبيد بن عمير من كبار التابعين، ولأبيه عمير بن قتادة صحبة، وقوله: رؤيا الأنبياء وحي. رواه مسلم مرفوعاً، وسيأتي في "97 - التوحيد" من رواية شريك عن أنس".

قلت: حديث أنس يأتي هناك "باب 37" بلفظ: " تنام عينه، ولا ينام قلبه"، وليس فيه: رؤيا الأنبياء وحي كما يوهمه كلامه، ولم أره عند مسلم أيضاً؛ لا مرفوعاً ولا موقوفاً، وإنما رواه موقوفاً على ابن عباس ابنُ أبي عاصم في "السنة" (برقم 463 - تحقيقي) بسند حسن على شرط مسلم.

أما الأثر الذي فيه: «رؤيا الأنبياء وحي». فقد روي مرفوعًا إلى النبي – صلى الله عليه وسلم -، وروي موقوفًا على ابن عباس رضي الله عنهما، وروي مقطوعًا على عبيد الله بن عمير رضي الله عنه.

أما المرفوع: فروى ابن أبي حاتم من طريق سماك عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «رؤيا الأنبياء في المنام وحي»

ذكره ابن كثير – رحمه الله – في تفسيره، ثم قال: «وليس هو في شيء من الكتب الستة من هذا الوجه»

أما الموقوف على ابن عباس رضي الله عنه، فأخرج ابن جرير في تفسيره، وابن أبي عاصم في كتاب السنة، عن ابن عباس رضي الله عنه قال: كانت رؤيا الأنبياء وحيًا.

وأورد ابن حجر في المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية، وعزاه إلى مسند أحمد بن حنبل موقوفًا على ابن عباس بلفظ: «رؤيا الأنبياء وحي».

وقال عنه البوصيري في إتحاف المهرة: رواته ثقات.

أما المقطوع – ونعني به أنه من قول التابعي – فأخرج البخاري في صحيحه من طريق عبيد بن عمير قال: رؤيا الأنبياء وحي. ثم قرأ {إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ}.

وعزاه السيوطي في الدر المنثور إلى عبد الرزاق أيضًا وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والطبراني والبيهقي في الأسماء والصفات.

وعزاه الحافظ ابن حجر في الفتح لمسلم مرفوعًا، وقد بحثت عنه في مظانه فلم أجده.

الكاتب adminنُشرت في27 نوفمبر، 2017التصنيفاتتفسير الأحلام, غير مصنف

رأي واحد على “احلام الأنبياء في الم

 

/ في مختصر صحيح البخاري للألباني : بَاب النَّوْمِ قَبْلَ الْعِشَاءِ لِمَنْ غُلِبَ

عن عبد الله بن عمر أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شُغِلَ عَنْهَا لَيْلَةً فَأَخَّرَهَا حَتَّى رَقَدْنَا فِي الْمَسْجِدِ ثُمَّ اسْتَيْقَظْنَا ثُمَّ رَقَدْنَا ثُمَّ اسْتَيْقَظْنَا ثُمَّ خَرَجَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ يَنْتَظِرُ الصَّلَاةَ غَيْرُكُمْ وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ لَا يُبَالِي أَقَدَّمَهَا أَمْ أَخَّرَهَا إِذَا كَانَ لَا يَخْشَى أَنْ يَغْلِبَهُ النَّوْمُ عَنْ وَقْتِهَا وَكَانَ يَرْقُدُ قَبْلَهَا.

قال الشيخ في تعليقاته :

قلت : فيه دليل لمن ذهب إلى أن النوم لا ينقض الوضوء ، وأجيب بأجوبة فيها نظر، والظاهر أن هذا كان قبل فرض الوضوء من النوم ، فقد صح أيضا عن الصحابة أنهم كانوا يغطون في النوم ثم يقومون إلى الصلاة دون ان يتوضؤا، وهذا لا يمكن الجواب عنه إلا بما ذكرنا.

 

4 / في مختصر صحيح البخاري للألباني :

بَاب وَقْتِ الْفَجْرِ

عن أنس بْنِ مَالِكٍ < وفي رواية عنه : أن زيد بن ثابت حدثه > أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَزَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ تَسَحَّرَا فَلَمَّا فَرَغَا مِنْ سَحُورِهِمَا قَامَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الصَّلَاةِ فَصَلَّى قلت لأنس: كَمْ كَانَ بَيْنَ فَرَاغِهِمَا مِنْ سَحُورِهِمَا وَدُخُولِهِمَا فِي الصَّلَاةِ ؟ قَالَ كقَدْرِ مَا يَقْرَأُ الرَّجُلُ خَمْسِينَ آيَةً.

قال الشيخ في تعليقاته :

قلت: والفرق بين الرواتين، أن الحديث على الأولى من مسند أنس ، وعلى الأخرى من مسند زيد ، وجمع الحافظ بين الروايتين بأن أنسا حضرذلك لكنه لم يتسحر معهما ، ثم ذكر حديثا فيه التصريح بذلك ، فراجعه إن شئت.

 

5 / في مختصر صحيح الإمام البخاري للألباني :

 

بَابُ الصَّلاَةِ بَعْدَ الفَجْرِ حَتَّى تَرْتَفِعَ الشَّمْسُ

 

312 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: شَهِدَ عِنْدِي رِجَالٌ مَرْضِيُّونَ وَأَرْضَاهُمْ عِنْدِي عُمَرُ، «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الصَّلاَةِ بَعْدَ الصُّبْحِ حَتَّى تَشْرُقَ الشَّمْسُ، وَبَعْدَ العَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ»

 

قال الشيخ الألباني رحمه الله في تعليقاته (1 / 195) 

 

اعلم أن هذا ونحوه مما يأتي من الأحاديث ليس على عمومه، بل هو مقيد إذا كانت الشمس غير نقية أي : صفراء ، لحديث علي عند أبي داود وغيره وهو مخرج في "الصحيحة " (200)، وعليه فلا تصح دعوى الركعتين بعد العصر، واختصاص الرسول صلى الله عليه وسلم بهما ولذلك كان يركهما بعض السلف كما هو هناك.

 

ووللحديث بقية بإذن رب البرية.

 

 / في مختصر صحيح الإمام البخاري للألباني :

 

363 - عن عائشةَ أُمِّ المؤمنينَ أنها قالت: صلَّى رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - في بيْتِه، وهو شاكٍ (وفي روايةٍ: دَخَلَ عليه ناسٌ يعودونَه في مرضِه 7/ 6)، فصلَّى جالساً، وصلَّى وراءَه قومٌ قِياماً، فأشارَ إليهم أنِ اجلِسوا، فلمَّا انصرَف قالَ: "إنما جُعِلَ الإمامُ لِيؤتَمَّ بهِ، فإذا ركَعَ فاركَعوا، وإذا رفَعَ فارفَعوا، وإذا صلَّى جالساً فصَلوا جُلوساً".

 

قال الشيخ الألباني رحمه الله في تعليقاته(1 / 195)

 

قلت: عدم أمرهم بالقعود لا ينسخ أصل مشروعية القعود. وإنما هو يدل على أن الأمر ليس للوجوب.

فهو على الاستحباب. هذا إن ثبت تأخر صلاته - صلى الله عليه وسلم - قاعداً، والناس وراءه قيام عن الأمر المذكور، وهذا مما لا سبيل إليه، كيف وقد استمر على العمل بالأمر المشار إليه جمع ممن رواه من الصحابة منهم أبو هريرة وجابر وغيرهم، ولا يحفظ عن أحد منهم خلافه. انظر "الفتح"، و"اقتضاء الصراط المستقيم" لابن تيمية.

 

7 / في مختصر صحيح الإمام البخاري للألباني :

 

57 - باب يقُومُ عن يمينِ الإمامِ بحذائِه سَواءً (22) إذا كانا اثنين

(قلت: أسند فيه طرفاً من حديث ابن عباس المتقدم برقم 92)

 

قال الشيخ الألباني رحمه الله في تعليقاته :

(22) قلت: فيه إشارة إلى الرد على من يقول باستحباب تقدم الإمام على المأموم قليلاً. وهذا خلاف ظاهر الحديث الذي استدل به المؤلف رحمه الله، وخلاف ما فعله عمر رضي الله عنه، فقد وقف رجل وراءه، فقربه حتى جعله حذاءه عن يمينه. رواه مالك (1/ 169 - 170) بسند صحيح عنه. وانظر حديث صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - في مرضه بالصحابة، وجلوسه عن يسار أبي بكر حذاءه (رقم 352) فهو دليل آخر للمؤلف رحمه الله تعالى، وهناك رواية صريحة في الباب عن ابن عباس مخرجة في "الصحيحة" (606).

8 / في مختصر صحيح الإمام البخاري للألباني :

 

83 - باب رفعِ اليدين في التكبيرةِ الأُولى مع الافتتاح سواءً

 

384 - عَن عبد الله بن عمر: أنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - كانَ يَرفعُ يدَيهِ [حتى تكونا 1/ 180] حذوَ مَنكِبَيه [حين يكبِّر]، إذا افتتَحَ الصلاةَ، وإذا كبَّرَ لِلركوعِ [فعل مثله]، وإذا رفَعَ رأسَه منَ الركوعِ رفَعَهُما كذلكَ أيضاً، وقال:

"سمعَ اللهُ لمَن حمِدَه، ربَّنا ولكَ الحمدُ"، وكانَ لا يَفعلُ ذلكَ في السجودِ، [ولا حينَ يَرفعُ رأسَه منَ السجود] (27).

قال الشيخ الألباني رحمه الله في تعليقاته :

 

(27) قلت: قد جاءت أحاديث عن غير ابن عمر في إثبات هذا الرفع الذي نفاه ابن عمر لعدم اطلاعه عليه، ثم علم ذلك من غيره من الصحابة، فقد ثبت عنه عند المصنف في "جزء رفع اليدين" أنه كان يرفع يديه في السجود، وهو الأرجح لقاعدة "المثبت مقدم على النافي" و "من حفظ حجة على من لم يحفظ"، وبهذا يجاب أيضاً عن الزيادة الآتية بعد حديث من طريق نافع عن ابن عمر: "وإذا قام من الركعتين رفع يديه"، فهي زيادة من ثقة، فيجب قبولها.

                                         ---

الجزء الثاني :

قال الشيخ الألباني رحمه الله :

‏هذا أثرٌ منكرٌ ، إذ كيف يمكنُ لإنسان أن يعلم أن القردة تتزوج ، وأن مِن خُلقهم المحافظةَ على العرضِ ، فمن خان قتلوهُ ؟! ثم هبّ أن ذلك أمرٌ واقعٌ بينها ، فمن أين علم عمرو بن ميمون أن رجمَ القردةِ إنما كان لأنها زنت ؟!"

‏"مختصر صحيح البخاري للألباني

 

مختصر صحيح البخاري" للألباني (2/535) طبعة مكتبة المعارف.

‏2/2

قال ابن عبد البر رحمه الله :

 

‏"هذا عند جماعة أهل العلم منكر : إضافة الزنا إلى غير مكلف ، وإقامة الحدود في البهائم" انتهى.

 

‏"الاستيعاب في معرفة الأصحاب" (3/1206).

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : ‏"لا يلزم من كون صورة الواقعة صورة الزنا والرجم أن يكون ذلك زنا حقيقة ولا حدا ، وإنما أطلق ذلك عليه لشبهه به ، فلا يستلزم ذلك إيقاع التكليف على الحيوان" انتهى.

‏"فتح الباري" (7/160).
                                                          وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply