حفظ اللسان مع الأئمة


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

أورد الحافظ في [التلخيص الحبير 6/ 3164] حديث الحويرث بن عمرو عن ناسٍ من أصحاب معاذ، عن معاذ أنه لما أراد أن يبعث معاذًا إلى اليمن قال له:

«كيف تقضي إذا عرض لك قضاءٌ؟ »

قال: أقضي بكتاب الله

قال: «فَإن لم تجد في كتاب الله؟»

قَال: بسنة رسول الله.

قال: «فإن لم تجد؟»

قال: أجتهد رأيي ولا آلو، فضرب صدره، وقال: «الحمدلله الذي وفق رسولَ رسولِ الله لما يرضاه رسولُ الله».

رواه أحمد والترمذي وأبو داوود والبيهقي .

 

وقد أورد إمام الحرمين هذا الحديث وقال:

«وهو مدون في الصحاح وهو متفق على صحته لا يتطرق إليه التأويل» [البرهان 2/ 17].

 

ثم جاء أحد كبار المحدثين معقبًا على إمام الحرمين، فقال:

«...اعلم أني فحصتُ عن هذا الحديث في المسانيد الكبار والصغار، وسألت عنه من لقيته من أهل العلم بالنّقل، فلم أجد له غير طريقين: أحدهما طريق شعبة، والأخرى عن محمد بن جابر، عن أشعث بن أبي الشعثاء، عن رجل من ثقيف عن معاذ، وكلاهما لا يصح...وأقبح ما رأيت فيه قول إمام الحرمين في كتاب (أصول الفقه) والعمدة في هذا الباب على حديث معاذ، وهذه زلةٌ منه، ولو كان عالمًا بالنقل لما ارتكب هذه الجهالة» يعني إمام الحرمين.

 

فعقَّب ابن حجر رحمه الله عليه قائلًا:

«أساء الأدب على إمام الحرمين، وكان يمكنه أن يعبِّرَ بألين من هذه العبارة، مع أنّ كلام إمام الحرمين أشدّ مما نقله عنه، فإنه قال "وهو مدون في الصحاح وهو متفق على صحته لا يتطرق إليه التأويل"كذا قال رحمه الله»

 

فابن حجر رحمه الله حفظ مقام إمام الحرمين مع أنه قال ما هو أشد مما نقل ذلك المحدث

مشيرًا إلى أن حجم الخطأ عند تحققه لم يكن ليوقعه في إساءة الأدب معه.

 

رحم الله الجميع وجزاهم عن الإسلام خيرًا

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply