من أقوال السلف في الخير


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

 

كل عاقل يُحبُّ أن ينال الحير، ويجتنب الشرّ، وأن يوصف بأنه من أهل الخير، ولا يتمنى أن يوصف بأنه من الأشرار.

للسلف أقوال في الخير، يسّر الله الكريم فجمعتُ بعصًا منها، أسأل الله أن ينفع بها الجميع.

·       كل خير فبتوفيق الله عز وجل وتيسيره:

قال العلامة ابن القيم رحمه الله:

-كل خير فأصله بتوفيق الله للعبد، وكل شرٍّ فأصله خذلانه لعبده.

-حقيقة اليسرى: الخلة والحالة السهلة النافعة الواقعة له وهي ضد العسرى، وذلك يتضمن تيسيره للخير وأسبابه فيُجري الخير وييسره على قلبه ونيته ولسانه وجوارحه؛ فتصير خصال الخير وأسبابه ميسرة عليه مذللة له منقادة، لا تستعصي عليه ولا تستصعب؛ لأنه مهيأ لها ميسر لفعلها، يسلك سبلها ذللًا، وتنقاد له علمًا وعملًا.

·       خير الله جل وعلا كثير:

قال عون بن عبدالله بن عتبة: الخير من الله كثير، ولكنه لا يبصره من الناس إلا يسير

·       تحقيق التوحيد يجلب الخيرات:

قال العلامة ابن القيم رحمه الله: التوحيد يفتح للعبد باب الخير والسرور واللذة والفرح والابتهاج....فيفتح له باب السعادة والخير بالتوحيد، ويُغلق باب الشرور بالتوحيد والتوبة.

·       الإخلاص لله، والإحسان إلى الخلق، من أسباب التوفيق للخيرات:

قال العلامة السعدي رحمه الله: الخير الديني والدنيوي له أبواب وأسباب، من وفق لدخولها وسلوكها أفضت به إلى كل خير، وأساسها أمران:

إخلاص العمل لله في كل قول وعمل وفي كل حركة وسكون.

والاجتهاد في الإحسان إلى الخلق بالعلم، والنصح والجاه، والبدن، والمال، والتوجيه إلى مصالح الدين، وإلى مصالح الدنيا،

فمن وفق للإخلاص والإحسان بحسب اجتهاده ومقدوره فقد وفق لكل خير وهانت عليه الطاعات، وسهلت عليه المشقات، واستحلى كل صعوبة، تقربه إلى الله، وأصل ذلك توفيق الله واللجوء إليه قال شعيب صلى الله عليه وسلم ﴿وَما تَوفيقي إِلّا بِاللَّـهِ عَلَيهِ تَوَكَّلتُ وَإِلَيهِ أُنيبُ  [هود:88]

·       العزم على فعل الخير:

** قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله: ينبغي للإنسان أن يعرف شرف زمانه، وقدر وقته، فلا يضيع منه لحظة في غير قربة. وليقدم الأفضل فالأفضل من القول والعمل، ولتكن نيته في الخير قائمة.

** قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: عون الله للعبد على قدر قوة عزيمته وضعفها، فمن صمم على إرادة الخير أعانه وثبته، كما قيل:

على قدر أهل العزم تأتي العزائمُ        وتأتي على قدر الـكرام المكارمُ

·       تعود الخير:

** قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: تعودوا الخير، فإن الخير بالعادة.

** عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: من يتحر الخير يعطه، ومن يتوق الشر يُوقه.

·       محبة الخير:

قال ابن السماك: من أحب الخير وفق له، ومن كره الشر جنبه.

·       القرب من أهل الخير:

قال أبو حازم المدني: إن أدينت أهل الخير ذهب أهل الشر، وإن أدنيت أهل الشر ذهب أهل الخير.

·       من فُتِح له باب خير، أو همّ به فلينجزه، ولا يؤخره:

** قال الحارث بن قيس الجعفي: إذا هممت بخير فلا تؤخر.

** قال خالد بن معدان: إذا فتح لأحدكم باب خير فليسرع إليه، فإنه لا يدري متى يغلق عنه.

** قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: قال ابن بطال: الخير ينبغي أن يبادَر به، فإن الآفات تعرض، والموانع تمنع، والموت لا يؤمَن، والتسويف غير محمود.

·       عدم احتقار شيء من أفعال الخير:

قال الإمام النووي رحمه الله: لا يحتقر شيءٍ من أفعال الخير، فلعله سبب السعادة، والرحمة.

·       الملائكة تدعو المؤمن إلى فعل الخير:

قال العلامة ابن القيم رحمه الله: الملائكة...هم المثبتون للعبد المؤمن بإذن الله،...وهم الذين يعدونه بالخير ويدعونه إليه، وينهونه عن الشر ويحذرونه منه.

·       منتظر الخير في خير:

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: منتظر الخير في خير،...قال الحسن: إن القوم لا يزالون بخير ما انتظروا الخير.

·       أشياء فيها خير وخيرات:

** قال سلمان الفارسي رضي الله عنه: الخير ليس بكثرة المال والولد، ولكن الخير أن يعظم حِلمُك، وأن ينفعك عملك.

** قال أبو الدرداء رضي الله عنه: إني لآمركم بالأمر وما أفعله ولكني أرجو فيه الخير

** قال مطرف بن عبدالله بن الشخير رحمه الله: نظرت في الشكر والعافية، فإذا فيهما خير الدنيا والآخرة.

** قال الجنيد: الطُّرُق كُلها مسدودة على الخلق، إلا من اقتفى أثر الرسول، واتبع سُنته، ولزم طريقته، فإن طرق الخيرات كلها مفتوحة عليه.

** قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

-ليس الخير أن يكثر مالك وولدك، ولكن الخير أن يكثر علمك ويعظم حلمك.

-الخير والسعادة والكمال والصلاح منحصر في...العلم النافع، والعمل الصالح.

** قال العلامة ابن القيم رحمه الله: كل الخير في اجتهاد باقتصاد مقرون بالاتباع، كما قال بعض الصحابة رضي الله عنهم: اقتصاد في سبيل وسنةٍ خير من اجتهاد في خلاف سبيلٍ وسنة، فاحرصوا أن تكون أعمالكم على منهاج الأنبياء وسنتهم

** قال الحافظ ابن رجب رحمه الله:

-الخير كله مجموع في طاعة الله، والإقبال عليه، والشر كله مجموع في معصيته، والإعراض عنه.

-الخيرات تجمع كل ما يحبه الله تعالى ويُقربُنه من الأعمال والأقوال من الواجبات والمستحبات، والمنكرات تشمل كل ما يكرهه الله تعالى ويباعد منه من الأقوال والأعمال، فمن حصل له هذا المطلوب حصل له خير الدنيا والآخرة.

·       الناس في الخير:

قال الإمام الماوردي رحمه الله: الناس في الخير أربعة:

منهم: من يفعله ابتداءً.

ومنهم : من يفعله اقتداءً.

ومنهم: من يتركه حرمانًا.

ومنهم: من يتركه استحسانًا.

فمن يفعله ابتداءً فهو كريم.

ومن يفعله اقتداءً فهو حكيم.

ومن يتركه حرمانًا فهو شقي.

ومن يتركه استحسانًا فهو رديء.  

·       خير الكلام

قال الإمام ابن قتيبة رحمه الله: خير الكلام ما لم يحتج بعده إلى الكلام.

·       خير الناس:

** عن أبي قلابة قال: خير الناس خيرهم في أهله، وخيرهم في جيرانه. هم أعلم به.

** قال العلامة السعدي رحمه الله:

-خير الناس من كانت شهواته وهواه تبعًا لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، وغضبه ومدافعته في نصر الحق على الباطل.

-خير الناس من فرح بالخير للناس.

·       خالط الناس في الخير:

قال الإمام الخطابي رحمه الله: كن مع الناس في الخير، وكن بمعزل عنهم في الشر.

·       التأسف على ما فات من الخير:

** قال الإمام النووي رحمه الله: التأسف على ما فات من الخير، وتمنى المتأسف أنه كان فعله.

** قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: جواز تمني ما فات من الخير.

·       ترغيب الناس في فعل الخير:

** قال الإمام النووي رحمه الله: يستحب لمن رغب غيره في خير، أن يذكر له شيئًا من دلائله لينشطه.

** قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: قال الشيخ أبو محمد بن أبي جمرة: ينبغي للمرء أن يتفقد نفسه، ومن يحبه بتذكير الخير، والعون عليه.

·       الملائكة تبشر معلم الناس الخير:

قال العلامة ابن القيم رحمه الله: الملائكة...يُصلون عليه ما دام يُعلِّم الناس الخير، ويُبشرونه بكرامة الله تعالى في منامه، وعند موته، ويوم بعثه

·       الناس بخير ما لم يغيروا، ولم يبدلوا:

قال عدي بن حاتم: إنكم لن تزالوا بخير ما لم تعرفوا ما كنتم تنكرون، وتنكرون ما كنتم تعرفون، ومادام عالمكم يتكلم غير خائف.

·       من لطف الله بعباده أن انقلابهم من الشر إلى الحير كثير:

** قال الإمام النووي رحمه الله: من لطف الله تعالى وسعة رحمته انقلاب الناس من الشر إلى الخير في كثرة، وأما انقلابهم من الخير إلى الشر ففي غاية الندرة، ونهاية القلة.

 

·       مفاتيح الخير:

قال العلامة ابن القيم رحمه الله: قد جعل الله سبحانه لكل مطلوب مفتاحًا يفتح به:

فمفتاح البر: الصدق.

 ومفتاح الجنة: التوحيد.

ومفتاح العلم: حسن السؤال وحسن الإصغاء.

ومفتاح النصر والظفر: الصبر.

ومفتاح المزيد: الشكر.

ومفتاح الولاية والمحبة: الذكر.

ومفتاح الفلاح: التقوى.

ومفتاح التوفيق: الرغبة والرهبة.

ومفتاح الرغبة في الآخرة: الزهد في الدنيا.

ومفتاح حياة القلب: تدبر القرآن والتضرع بالأسحار، وترك الذنوب.

ومفتاح حصول الرحمة: الإحسان في عبادة الخالق، والسعي في نفع عبيده.

ومفتاح الرزق: السعي مع الاستغفار والتقوى.

ومفتاح العزِّ: طاعة الله ورسوله.

ومفتاح الاستعداد للآخرة: قصر الأمل.

ومفتاح كل خير الرغبة في الله والدار الآخرة.

ومفتاح كل شرٍّ: حُب الدنيا وطول الأمل.

وهذا باب عظيم من أنفع أبواب العلم، وهو معرفة مفاتيح الخير والشر،  لا يُوفق لمعرفته ومراعاته إلا من عظم حظه وتوفيقه.

·       من حصل على الخير وقي من الشّر:

قال الحسن بن علي رضي الله عنهما: من ابتغى الخير اتقى الشر.

·       الاختلاف سبب لحرمان الخير:

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: الاختلاف قد يكون سببًا في حرمان الخير، كما وقع في قصة الرجلين اللذين تخاصما، فرفع تعين ليلة القدر بسبب ذلك.

·       أمور لا خير فيها:

** قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه:

لا خير في قول لا يراد به وجه الله تعالى.

ولا خير في مال لا ينفق في سبيل الله عز وجل.

ولا خير فيمن يغلب جهله حلمه.

ولا خير فيمن يخاف من الله لومة لائم.

** قال علي رضي الله عنه:

لا خير في عبادة ليس فيها تفقه.

ولا خير في فقه ليس فيه تفهم.

ولا خير قي قراءة ليس فيها تدبر.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply