بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
هذه بعض الفوائد المختارة من تفسير من سورة "ص" للعلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله، وهي فوائد مختصرة، لا تزيد عن سطرين، أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.
· بركة القرآن الكريم:
• بركة القرآن من عدة أوجه... في الثواب الحاصل بتلاوته، فإن من قرأ حرفًا واحدًا منه، فله بكل حرف عشر حسنات، وهذه بركة عظيمة.
• ما يحصل للإنسان بتلاوة القرآن من انشراح الصدر، ونور القلب وطمأنينته، كما هو مجرب لمن قرأ القرآن بتدبر.
• الله تعالى فتح بهذا القرآن مشارق الأرض ومغاربها، فإن المسلمين لما كانوا متمسكين بهذا الكتاب، سادوا العالم كله، ولا شك أن هذا من البركة بهذا القرآن.
• ما يحصل بهذا القرآن من اجتماع الكلمة، وحفظ اللغة الأصلية للقوم الذين نزل بلغتهم... فهذا من بركة القرآن الكريم .
• من بركة القرآن أنه يُستشفى به من أمراض القلوب، ومن أمراض الأبدان.
· تدبّر القرآن والاتعاظ به:
• الفائدة من إنزال هذا القرآن المبارك تتركز على شيئين، هما: التدبُّر والتذكًّر.
• حثّ الإنسان على تدبّر الآيات، وأن لا يقرأ القرآن قراءةً لفظية فقط.
• التدبًّر معناه التأمل في أدبار الأمور وعواقبها، وتكرار اللفظ على القلب، مرَّةً بعد مرّةٍ، حتى يتضح المعنى.
• لا يمكن أن يتعظ الإنسان بالشيء إلا إذا عرف المعنى الذي يتضمنه، فيتدبر أولًا، ثم يتذكر ثانيا.
• الاتعاظ بالقرآن هو التأثر به في القلب والجوارح. والتأثر بالقلب إخلاص العبد لله وإنابته إليه وتوكله عليه وما أشبه ذلك... وتأثر الجوارح القيام بطاعة الجوارح
• من تذكّر بالقرآن فهو صاحب عقل، ومن لم يتذكر فليس له عقل رشد، وجه ذلك أن الله جعل التذكر لمن اتصفوا بالعقول.
· صبر أيوب عليه الصلاة والسلام:
• صبر أيوب... كان صبرًا على قدر الله... لأنه صبر على ما مسه من الشيطان، وكان صبرًا على معصية الله فلم يجزع... وكان صبرًا على طاعة الله لأنه لجأ إلى الله.
• صبر أيوب عليه السلام هذا الصبر العظيم على المرض وفقد الأولاد وفقد الأهل، ومع ذلك لم ينس الله عز وجل، لجأ إليه عند الشدائد.
• الثناء على أيوب عليه الصلاة والسلام بالصبر، لقوله تعالى ﴿إنا وجدناه صابرًا﴾
· المصائب:
• من طبيعة الإنسان إذا أصيب بمصيبة أن يحاسب نفسه. أما قبل أن يصاب فقد يغفل، لكن إذا أصيب بمصيبة صار يحاسب نفسه، ورجع إلى الله.
• قد يخرج بعض النفس عن هذه الطبيعة الفطرية فتصيبه المصائب والنكبات والعذاب، ولكن قلبه يكون قاسيًا لا يتأثر. نسأل الله العافية.
· العقل:
• العقل عقلان: عقل إدراك، وعقل رشد، فعقل الإدراك هو ما يتعلق به التكليف. وعقل الرشد ما يكون بحُسن التصرف.
• نحن بيننا إذا وجدنا شخصًا يسيء التصرف، قلنا: إنه غير عاقل، وإن كان عاقلًا من حيث الإدراك، لكنه غير عاقل من حيث التصرف.
• العقل الذي يُمدح هو عقل الرشد، أما عقل الإدراك فهذا يحصل لكل أحد، حتى الفجار والكفار.
· الإيمان:
• من نقص إيمانه حصل منه البغي، ومن قلت أعماله الصالحة حصل منه البغي.
• الإيمان والعمل الصالح سبب لصلاح الأرض.
· الملاهي:
• تجد أقل الناس إيمانًا بيوم الحساب أكثرهم ممارسة للملاهي. ولا يمكن أن يقع في قلبه تذكر ليوم الحساب إلا نادرًا.
• أعداء الله أغرقونا بالملاهي وأنواعها حتى صرفوا الشباب عن ما ينبغي أن يؤهل نفسه له... فضاع الشباب بسبب هذا اللهو الذين انغمسوا فيه.
· الكفار:
• الكفار لا يسكتون على كفرهم ويستمرون في طغيانهم وأنفتهم، بل يحاولون أن يصدوا عباد الله عن دين الله، لأنهم في شقاق دائم، يشاقون الله ورسوله.
• لا أحد أشد فسادًا وعدوانًا وظلمًا وطغيانًا من الكافر، لأنه يتمتع بنعم الله ويبارز الله بالكفر به.
• كل كافر مفسد في الأرض.
· من ترك شيئًا عوضه الله خيرًا منه:
• من ترك شيئًا عوضه الله خيرًا منه لأن كثيرًا من المفسرين جعلوا تسخير الريح لسليمان عليه الصلاة السلام تنقله حيث يشاء عوضًا عن الخيل التي أتلفها غضبًا لله.
• لا شك أن من ترك شيئًا لله عوضه الله حيرًا منه، وهذا يقع كثيرًا في مسائل عديدة، وإن أردت أن تطبق هذا على نفسك، فجرِّب.
· متفرقات:
• الانسان قد يعمى عن الحق فيستدل بما هو حجة عليه، يظن أنه حجة له لقوله:﴿خلقتني من نار وخلقته من طين﴾
• أيوب عليه السلام... كان الشيطان قد آذاه ولكن هل هو إيذاء نفسي بأن ألقى في قلبه الوساوس التي أنهكت بدنه أو أنه إيذاء حسي... الله أعلم يحتمل هذا وهذا.
• الظاهر أن معنى ذا الكفل صاحب العمل الكثير، والجد والنشاط.
• من قدم العقل على السمع فإنما هو متبع لخطوات الشيطان، لأن الشيطان قدّم ما يدعى أنه عقل على السمع فأخطأ في ذلك.
• ينبغي ذكر أهل الخير بالثناء... ليتبين فضلهم ويُدعى لهم. وللاقتداء بهم واتباعهم فيما هم عليه مما استحقوا به الثناء.
• المجرمون في الدنيا الذين يوالى بعضهم بعضًا سوف يكونون يوم القيامة أعداء، فلا ولاية لأحد في الآخرة إلا من كان متقيًا، هؤلاء هم الذين تبقى ولايتهم.
• الناس يختلفون في القرب من الله تعالى... فكلما كان الإنسان في الدنيا أقوم بطاعة الله وأقرب إلى الله، كان في الآخرة كذلك، لأن الجزاء من جنس العمل.
• الإنسان قد يُسلب بعض النعم، إما جزاء على عمل عمله واستحق عليه أن يسلب بعض النعم، وإما أجل أن يترقى إلى درجة الصابرين.
• سؤال الإمارة... إن سألها لإصلاح ما فسد منها، فإن ذلك جائز، إذا علم من نفسه القدرة، وإلا فلا يجوز، لأن السلامة للإنسان أسلم.
• إذا وجدت من ناوأك ليس عنده إلا الصراخ والعويل... فاعلم أنه ليس له حجة إنما يريد أن يشوش عليك، لعلك تنهزم، وإلا صاحب الحجة يدلي بحجته بهدوء.
• اللسان وسيلة للتعبير عن ما في القلب، ثم إن كان اللسان يعبر عن ما في القلب حقيقة، فإن الوسيلة التي تتلقى هذا القول وهي الأذن، توصل ما تسمع إلى القلب.
• ينبغي للإنسان أن... يجعل الرجاء كله والتعلق كله بالله عز وجل، وإذا جعل هذا في الله، سخر الله له المخلوقات، حتى البشر يسخرهم له.
• العقاب: هو المؤاخذة على الذنب، ولهذا سمى عقابًا، لأنه يأتي عقب الجريمة.
• هذه القصة باطلة، لا يحل لأحد أن يعتقدها في داود عليه الصلاة والسلام، أنه عشق امرأة رجل وأراد أن يتزوجها.
• للطاعة لذة وسرورًا في القلب، إذا قام الإنسان بها ازداد رغبة فيها، وإذا أعرض قلّت أهمية الطاعات عنده وضعف قصده للطاعات وتجرأ على المعاصي.
• الإنابة: الرجوع مع الخشية، فهو رجع إلى الله مع خشية الله سبحانه وتعالى.
• ينبغي إن لم نقل يجب أن يطمئن المُفزِع من فزع منه بنفي سبب الفزع قبل كل شيء.
• المشروع إذا أذنب الإنسان أن يتوضأ ويسبغ الوضوء، ويصلي ركعتين لا يُحدث فيهما نفسه، فمن فعل ذلك فإنه يغفر له ما تقدم من ذنبه.
• لا ينبغي للشخص إذا وكل إليه تولى القضاء أن يفرّ منه ما دام يعرف من نفسه الكفاءة وذلك لأنه إذا فرّ منه وفرّ الثاني والثالث والرابع تعطل هذا المنصب العظيم .
• من أسباب الضلال عن سبيل الله نسيان يوم الحساب، والغفلة عنه، والانغماس في الدنيا حتى تنسى الإنسان ما خُلق له، وما هو مُقبل عليه.
• المغفرة هي ستر الذنب والتجاوز عنه.
• كلُّ عاصٍ فهو مفسد في الأرض... وكل فساد يحدث في الأرض من جدب وفقر ومرض وفساد ثمار، وغير ذلك، فإنه بسبب المعاصي، بما كسبت أيدي الناس.
• أحيانًا يكون الدواء بالدعاء أنجع بكثير من الدواء الحسي المادي.
• فيما سبق إذا تعسرت الولادة يؤتي إلى شخص ويطلب منه أن يقرأ للحامل... فيقرأ في ماء... ويمسحون به حول المنطقة، وتشرب منه الحامل، فتضع بدون ألم.
• الله تعالى يمُنُّ على العبد بأكثر مما فقد إذا صبر واحتسب، لأن أيوب عليه الصلاة والسلام وهب الله له أهله ومثلهم معهم، فأنت اصبر، تظفر.
• أهل النار يكلم بعضهم بعضًا، وينظر بعضهم إلى بعض، وهم ليسوا أحياء ولا أمواتًا، ليسوا أحياء منعمين، ولا أمواتًا مستريحين، بل هم أحياء معذبون.
• الأسماء لا تغير المسميات... فلو سمينا الشيء المحرم باسم حلال فإنه لا يتغير الحكم فيه.
• الجن ذرية الشيطان، والإنس ذرية آدم، نعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
• الله تعالى خلق آدم بيده، وخلق غير آدم من الشياطين والملائكة بكلمته، أي: يقول كن... وهذا هو وجه الميزة والخصيصة لآدم عليه السلام أن الله خلقه بيده.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين