أعمال أهل الجنة وصفاتهم


 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

 

اتقوا اللهَ عبادَ اللهِ، واعلموا أنَّ التقوى خيرُ زادٍ يُدَّخَر، وأفضلُ لباسٍ يُدَّثَر، وأعلى نسبٍ يُفْتَخَر، وأعظمُ وصية تُدَّكر، تكفَّلَ اللهُ لأهلِها بالأمن ممَّا يخافون، وبالنجاة ممَّا يْحذرون، وبالرِّزق من حيثُ لا يحتسِبون،

{رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ}.

معاشر المؤمنين الكرام: هذه هي الحلقة الثانيةُ والعشرون والأخيرة من سلسلة خطبِ ودروسِ الدارِ الآخرة، وكنا قد تحدثنا في الحلقة السابقةِ عن جنان الخلدِ ونعيمها،{جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا}،{يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ}، فكيف يا عباد اللهِ بدارٍ غرسها الرحمنُ بيده، وملأها برضوانه ورحمته، وزيَّنها وأتقنها بعظيم قدرته، وجعلها مُستقرًا لأهل كرامته،{فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}، دارٌ لا ينفَدُ نعيمُها، ولا يبأس أهلُها، ولا يَنقُصُ حُسنُها،{وفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأنْفُسُ وَتَلَذُّ الأعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}. وحديثنا اليومَ بإذن الله، عن صفات أهل الجنة، وإن شئت فقل: عن الأعمال التي تؤهلُ بفضل اللهِ لدخول الجنان, والترقي في درجاتها, والفوز بنعيمها. وبداية فلا بدُّ من أساسٍ صحيحٍ تقومُ عليه الأعمال، وأساسُ ذلك هو التوحيد، وتحقيقُ الإيمانِ بأركانه الستة، قال جلَّ وعلا:{إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ}، وفي صحيح مسلم:"لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ إلَّا مُؤمِنٌ"، وفي الحديث الصحيح:"مَن لَقِيَ اللَّهَ لا يُشْرِكُ به شيئًا دَخَلَ الجَنَّةَ، ومَن لَقِيَهُ يُشْرِكُ به دَخَلَ النَّارَ"، وفي صحيح مسلم،"الإيمانِ، قالَ: أنْ تُؤْمِنَ باللَّهِ، ومَلائِكَتِهِ، وكُتُبِهِ، ورُسُلِهِ، والْيَومِ الآخِرِ، وتُؤْمِنَ بالقَدَرِ خَيْرِهِ وشَرِّهِ". أمَّا الأعمال التي تُدخِلُ الجنةَ فكثيرةٌ جدًا ولله الحمد والمنة، منها ما جاء في قول الله جل وعلا:{قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلاَ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}. وقال جلَّ وعلا:{وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}. وقال جلَّ وعلا:{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا}. وقال تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ}، وفي الحديث الصحيح:"والذي نَفسي بيدِهِ، لَتَدْخُلُنَّ الجنةَ كلُّكُمْ إلَّا مَنْ أبى، وشَرَدَ على اللهِ كشرودِ البَعِيرِ، قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَن يَأْبَى؟ قالَ: مَن أَطَاعَنِي دَخَلَ الجَنَّةَ، وَمَن عَصَانِي فقَدْ أَبَى". ولا شك يا عباد الله أن التقوى هي أهمُّ والزمُ صفاتِ أهل الجنة، ولذا كانت هي أعظمُ الوصايا وأكثرها ذكرًا، فقد ذكرت في القرآن أكثرَ من (300) مرة. والتقوى من التوقي، أن تجعل بينك وبين عذاب اللهِ وقاية، بفعل الأوامر، وترك النواهي، قال تعالى:{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ}، وقال تعالى:{إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ}.{وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ}، وفي الحديث الصحيح:"اتَّقوا اللهَ، وصَلُّوا خَمسَكم، وصوموا شهرَكم، وأدُّوا زكاةَ أموالِكم، طَيِّبَةً بها أنفسُكم، وأطيعوا ذا أمرِكم، تدخلوا جنَّةَ ربِّكم". ومن صفات أهل الجنة، الصدق:{قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}. ومن أعظم صفات أهل الجنة صدق التوبة: قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ}، وقال تعالى:{إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا}. ومن أعظم صفاتِ أهل الجنةِ الحرصُ على تطبيق السنة، ففي الحديث الصحيح: "كُلُّ أُمَّتي يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ إِلَّا مَن أَبَى، قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَن يَأْبَى؟ قالَ: مَن أَطَاعَنِي دَخَلَ الجَنَّةَ، وَمَن عَصَانِي فقَدْ أَبَى". ثم إنَّ هناك جُملةً كبيرةً من الأحاديث الصحيحة، كُلها تبينُ أعمالًا صالحةً تُدخلُ بفضل الله صاحبها الجنة، منها قوله عليه الصلاة والسلام: "يا أَيُّها الناسُ، أَفْشُوا السلامَ، وأطْعِمُوا الطعامَ، وصِلُوا الأرحامَ، وصَلُّوا بالليلِ والناسُ نِيَامٌ، تَدْخُلوا الجنةَ بسَلامٍ"، وقال عليه الصلاة والسلام: "ما من عبدٍ يَعْبُدُ اللهَ تعالى لا يُشْرِكُ بهِ شيئًا، ويُقِيمُ الصَّلاةَ، ويُؤْتِي الزكاةَ، ويَصُومُ رَمَضَانَ، ويَجْتَنِبُ الكبائرَ إلَّا دخلَ الجنةَ، قيل: وما الكَبائِرُ؟ قال: الإِشْرَاكُ باللهِ تعالى وقَتْلُ النَّفْسِ". و"مَنْ قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللهِ، وَابْنُ أَمَتِهِ، وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ، وَأَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ، وَأَنَّ النَّارَ حَقٌّ، أَدْخَلَهُ اللهُ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةِ شَاءَ"، متفق عليه. و"مَنْ تَوضَّأ فأحسنَ الوضوءَ، ثمَّ قالَ: أشهدُ أن لا إلَه إلَّا اللَّهُ وأشهدُ أنَّ محمَّدًا عبدُه ورسولُه فتِّحت لَه ثمانيةُ أبوابِ الجنَّةِ يدخلُ من أيِّها شاءَ". وقال عليه الصلاة والسلام:"يا بلال، حدِّثْني بأرجى عملٍ عملتَه في الإسلام، فإني سمعتُ دفَّ نعليك بين يديَّ في الجنة، قال: ما عملتُ عملًا أرجى عندي أني لم أتطهر طُهورًا في ساعة ليلٍ أو نهارٍ إلا صليتُ بذلك الطُّهور ما كُتب لي أن أصلِّيَ"، متفق عليه، و"لا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا باللَّهِ، كَنْزٌ مِن كُنُوزِ الجَنَّةِ"، وفي رواية: "بابٍ مِن أبْوابِ الجنَّةِ". "والحَجُّ المَبْرُورُ ليسَ له جَزَاءٌ إلَّا الجَنَّةُ"، "وإذا صلَّت المرأةُ خمسَها، وصامَت شهرَها، وحصَّنَت فرْجَها، وأطاعَت زوجَها؛ قيل لها: ادخُلي الجنةَ من أيِّ أبوابِ الجنة شِئتِ". وفي الحديث الآخر:"ألَا أخبرُكم بنسائِكُم في الجنَّةِ، قُلنَا: بلَى يا رسولَ اللهِ، قالَ: كُلُّ ودودٍ وَلودٍ، إذا غَضِبتْ، أو أُسيَءَ إليهَا، أو غضِبَ زوجُها قالتْ: هذهِ يدِي في يدِكَ، لا أكتحِلُ بغَمضٍ حتَّى تَرضَى". و"مَا مِنْ عبْدٍ مُسْلِمٍ يُصَلِّي للَّهِ تَعَالى كُلَّ يَوْمٍ ثِنْتَيْ عشْرةَ رَكْعَةً تَطوعًا غَيْرَ الفرِيضَةِ، إِلاَّ بَنَى اللَّه لهُ بَيْتًا في الجَنَّةِ".

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم:{وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ*لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}.

 

معاشر المؤمنين الكرام: ولا نزالُ مع الأحاديث الصحيحة، التي تدلُ على أعمالٍ صالحةٍ تُدخلُ بفضل اللهِ صاحبها الجنة. ففي الحديث الصحيح، قال :"لَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلًا يَتَقَلَّبُ فِي الْجَنَّةِ فِي شَجَرَةٍ قَطَعَهَا مِنْ ظَهْرِ الطَّرِيقِ كَانَتْ تُؤْذِي النَّاسَ".وقال عليه الصلاة والسلام:"مَن كَظَمَ غيظًا وهو قادرٌ على أن يَنْفِذَهُ دعاهُ اللهُ عزَّ وجلَّ على رؤوسِ الخلائقِ يومَ القيامةِ حتى يُخَيِّرُه اللهُ مِن الحُورِ ما شاءَ"، و"التَّاجِرُ الصَّدُوقُ الأَمِينُ مع النَّبيِّينَ والصِّدِّيقِينَ والشُّهداءِ"، و"أنا وَكافلُ اليتيمِ في الجنَّةِ كَهاتين". و"مَن كان آخرُ كلامِه لا إلهَ إلَّا اللهُ دخَل الجنَّةَ"، و"ما من مُسلمٍ يسجُدُ للهِ سجدةً إلَّا رفعه اللهُ بها درجةً وحطَّ عنه بها سيِّئةً"، وقال لمن سأله مُرَافَقَتَهُ في الجَنَّةِ، "أعِنِّي علَى نَفْسِكَ بكَثْرَةِ السُّجُودِ" و"مَن صَلَّى البَرْدَيْنِ دَخَلَ الجَنَّةَ". وفي الحديث الصحيح:"خمسُ صلواتٍ كتبهنَّ اللهُ على العبادِ في اليومِ والليلةِ، من حافظ عليهنَّ: كان له عهدٌ عند اللهِ أن يُدْخِلَه الجنةَ". وعن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله :"من يتقبَّلُ لي بواحدةٍ وأتقبَّلُ لَهُ بالجنَّةِ" قلتُ: أنا قالَ: "لا تسألِ النَّاسَ شيئًا"، قالَ: فَكانَ ثَوبانُ يقعُ سوطُهُ وَهوَ راكبٌ فلا يقولُ لأحدٍ ناوِلنيهِ حتَّى ينزلَ فيأخذَهُ. و"من صام يومًا في سبيل الله، وتبعَ جِنازةً، وأطعمَ مِسكينًا, وعادَ مريضًا، دخلَ الجنة". و"من احتسبَ ثلاثةً من صُلبه أو اثنانِ دخلَ الجنة". و"من فارقَ الرُّوحُ الجسدَ وَهوَ بريءٌ من ثلاثٍ، دخلَ الجنَّةَ: الْكبر، والغُلول، والدَّين". و"اضمنوا لي ستًّا من أنفُسِكُم، أضمنُ لكم الجنَّةَ: اصدُقوا إذا حدَّثتُم، وأوفوا إذا وعدتُم، وأدُّوا إذا ائتُمِنْتُم، واحفظوا فروجَكم، وغُضُّوا أبصارَكم، وكُفُّوا أيديَكم". وقال : "أنا زعيمٌ ببيتِ في رَبَضِ الجنةِ لمَن تَرَكَ المِراءَ وإن كان مُحِقًّا، وببيتِ في وسطِ الجنةِ لمَن تركَ الكذبَ وإن كان مازحًا، وببيتٍ في أعلى الجنةِ لمَن حَسُنَ خُلُقُه". ومَن قال:"لا إلهَ إلا اللهُ خُتِمَ له بِها دخلَ الجنةَ، ومن صامَ يومًا ابْتغاءَ وجْه اللهِ خُتِمَ له به دخلَ الجنةَ، ومَن تصدَّقَ بصدقةٍ ابْتغاءَ وجْهِ اللهِ خُتِمَ له بِها دخلَ الجنةَ".و"مَن رَضِيَ باللَّهِ رَبًّا، وبالإسْلامِ دِينًا، وبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا؛ وجَبَتْ له الجَنَّةُ".و"من عال جاريتيْنِ حتى تُدْرِكا، دخلتُ أنا وهو في الجنةِ كهاتينِ".و{وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}، "وأهلُ القرآنِ هُمْ أهلُ اللهِ وخَاصَّتُهُ"، و"يُقالُ لِصاحبِ القرآنِ: اقرَأْ، وارْقَ، ورتِّلْ، كما كنتَ ترتِّلُ في الدُّنيا؛ فإنَّ مَنزِلتَك عندَ آخِرِ آيةٍ تقرَؤها". و"مَن قرأَ آيةَ الكُرسيِّ دُبُرَ كلِّ صلاةٍ مكتوبةٍ، لم يمنَعْه مِن دخولِ الجنَّةِ إلَّا أن يَموتَ"، "من قرأ قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ عشرَ مراتٍ بنى اللهُ له بيتًا في الجنَّةِ"، والمتحابونَ في الله على منابرَ من نورٍ، و"إنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وتِسْعِينَ اسْمًا، مِائَةً إلَّا واحِدًا، مَن أحْصاها دَخَلَ الجَنَّةَ" وفي رواية صحيحة:"لا يَحْفَظُها أحَدٌ إلَّا دَخَلَ الجَنَّةَ". "ومع ردَّد مع المؤذن مِن قَلْبِهِ دَخَلَ الجَنَّةَ"، و"إنَّ في الجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ له الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ منه الصَّائِمُونَ يَومَ القِيَامَةِ". وقال : "مَن يَضْمَن لي ما بيْنَ لَحْيَيْهِ وما بيْنَ رِجْلَيْهِ، أضْمَنْ له الجَنَّةَ". وفي حديث آخر:"ألا من حفِظَ فرجَه، فله الجنَّةُ". وقال عليه الصلاة والسلام: " ألَا أُنَبِّئُكَ بأهلِ الجنةِ؟ الضعفاءُ المغلوبون". وقال الصحابي الجليل أبو امامة الباهلي، يا رسولَ اللهِ، أخبِرْني بعملٍ يُدخِلُني الجنَّةَ، قال: "عليك بالصَّومِ؛ فإنَّه لا عِدلَ له"، وفي الحديث القدسي الصحيح:"يقولُ اللَّهُ تَعالَى: ما لِعَبْدِي المُؤْمِنِ عِندِي جَزاءٌ، إذا قَبَضْتُ صَفِيَّهُ مِن أهْلِ الدُّنْيا ثُمَّ احْتَسَبَهُ، إلَّا الجَنَّةُ". و"الوالدُ أوسطُ أبوابِ الجنَّةِ"، و"مَن عادَ مَرِيضًا، لَمْ يَزَلْ في خُرْفَةِ الجَنَّةِ حتَّى يَرْجِعَ". والرَّجلُ يزورُ أخَاه في ناحيةِ المِصرِ، لا يزورُه إلَّا للَّهِ في الجنَّةِ."ومن قالَ سَيِّدُ الِاسْتِغْفارِ حينَ يُصبحُ موقنًا بِه فماتَ من يومه دخلَ الجنَّةَ ومن قالَه حينَ يمسي موقنًا بِه فَماتَ من ليلتِهِ دخلَ الجنَّةَ"، و"ما سألَ رجلٌ مُسلمٌ اللهَ الجنةَ ثلاثًا، إلَّا قالتِ الجنةُ: اللهم أدخلْهُ الجنةَ، ولا استجارَ رجلٌ مُسلِمٌ اللهَ منَ النارِ ثلاثًا، إلَّا قالتِ النارُ: اللهمَّ أجرْهُ منِّي".

فدونكم يا عباد الله هذه الأعمال المتنوعة الكثيرة، تخيروا منها وأكثروا، وأبشروا. فوالله ما شرعها الله إلا ليخفف عنكم، ويسهل عليكم دخول الجنة،{يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}.{يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا}. وفي صحيح البخاري:"الجَنَّةُ أقْرَبُ إلى أحَدِكُمْ مِن شِراكِ نَعْلِهِ، والنَّارُ مِثْلُ ذلكَ". فيا ابن آدم عش ما شئت فإنك ميت.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply