أثر الأدب المفرد في سعادة المسلم


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

 

لا ريب أنَّ الإسلام أَوْلى الأخلاق اهتمامًا كبيرًا، بل إنَّ الإسلام هو دين الأخلاق؛ فقد قال رسول الله :"إنَّما بُعثت لأتمِّم مكارمَ الأخلاقِ()". والقرآن الكريم كتاب هداية ورشاد وأخلاق؛ لذا كان خلق رسول الله القرآن، فلقد كان قُرآنًا يمشي على الأرض، لهذا فقد حثَّ رسول الله أصحابه على حسن الخلق مع جميع الخلق؛ ومن ثمَّ وجد العلماء مادَّة علميَّة ضخمة احتوت على علم ما يُسمَّى بعلم الأخلاق، لكنَّه علم إسلامي في المقام الأول، ومن هؤلاء العلماء الإمام البخاري صاحب الصحيح، الذي صنَّف كتابًا أسماه بكتاب (الأدب المفرد)، والمُطالع لهذا الكتاب سيجد أحاديث تُحقِّق سعادته كفردٍ، وسعادته ضمن أسرة أو مجتمع.

وقد انتقيت أحاديث من هذا السفر المبارك من شأن المسلم إذا اتبع ما فيها أن يحيا حياة طيبة سعيدة، وذكرت عنوان الباب قبل ذكرها؛ لأن عنوان الباب بمثابة الترجمة والفقه لهذه الأحاديث، كما هو معروف عند الإمام البخاري؛ أن فقهه في تراجمه للكتب والأبواب، ومن أمثلة الأحاديث التي تُحقِّق سعادة الفرد، تلك الأحاديث التي تتحدَّث عن التَّعوُّذ من الأخلاق الذميمة كخلق الكسل، والذي يجعل صاحبه عنصرًا خاملًا داخل المجتمع المسلم فلا يُحقِّق نهضة مرجوة، جاء في الأدب المفرد ما يلي: 

348- باب من تعوَّذ من الكسل:

801 - عن أنس بن مالك رضي الله عنه ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ يُكثر أن يقول:"اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ، وَالْحَزَنِ، وَالْعَجْزِ، وَالْكَسَلِ، وَالْجُبْنِ، وَالْبُخْلِ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ، وَغَلَبَةِ الرِّجالِ" (). كذلك حثَّنا رسول الله على ذكر الله تعالى، سواء في الصَّباح أو المساء؛ فإنَّ ذكره سبحانه وتعالى يُحقِّق سعادة الفرد؛ إذ يعطي قُوَّة روحيَّة عاليَّة، هذه القوة الرُّوحية تجعله نشيطًا قويًّا جاهزًا لمُكابدة المشاقِّ إذا ما تعرَّض لها، ولا شكَّ أنَّ هذا يجعله سعيدًا مُقْدِمًا على الصِّعاب بهمَّة ونشاط، من ذلك ما يلي:

573 - باب ما يقول إذا أصبح:

1199 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ إِذَا أَصْبَحَ قَالَ:"اللَّهُمَّ بِكَ أَصْبَحْنَا،وَبِكَ أَمْسَيْنَا، وَبِكَ نَحْيَا وَبِكَ نَمُوتُ، وَإِلَيْكَ النُّشُورُ"،وَإِذَا أَمْسَى؛ قَالَ:"اللَّهُمَّ بِكَ أَمْسَيْنَا، وَبِكَ أَصْبَحْنَا، وَبِكَ نَحْيَا وَبِكَ نموت، وإليك المصير" ().

574- باب ما يقول إذا أمسى:

1202 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلِّمْنِي شَيْئًا أَقُولُهُ إِذَا أَصْبَحْتُ وَأَمْسَيْتُ، قَالَ:"قُلِ: اللَّهُمَّ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكَهُ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي، وَمِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ، قُلْهُ إِذَا أَصْبَحْتَ وَإِذَا أَمْسَيْتَ، وَإِذَا أخذت مَضْجَعَكَ" ().

كذلك حثَّنا رسول الله على ذكر الله تعالى عند الإيواء أو النَّوم أو الاستيقاظ؛ لأنَّ النَّوم هو راحة الجسد ليُعاود النَّشاط في يومه التالي؛ لتتحقَّق له السَّعادة والرَّغبة في العيش الكريم، الذي يكون فيه عضوًا نافعًا في المجتمع، جاء فيه: 

575- بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا أَوَى إلى فِرَاشِهِ:

1205 - عن حُذيفة رضي الله عنه ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَنَامَ، قَالَ:"بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ أَمُوتُ وَأَحْيَا"، وَإِذَا اسْتَيْقَظَ مِنْ مَنَامِهِ، قَالَ:"الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أحيانًا بعد ما أماتنا وإليه النُّشُور" ().

576- باب فضل الدُّعاء عند النَّوم:

1213 - عن البراء بن عازب رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ إِذَا أَوَى إلى فِرَاشِهِ نَامَ عَلَى شِقِّهِ الْأَيْمَنِ، ثُمَّ قَالَ:"اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ، وَوَجَّهْتُ بِوَجْهِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ، لَا مَنْجَا وَلَا مَلْجَأَ مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ" قَالَ رَسُولُ اللَّهِ :"من قَالَهُنَّ ثُمَّ مَاتَ تَحْتَ لَيْلَتِهِ مَاتَ عَلَى الفطرة" ().

577  - باب يضع يده تحت خده:

1215ــ عن البراء رضي الله عنه قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَنَامَ وَضَعَ يَدَهُ تَحْتَ خَدِّهِ الْأَيْمَنِ، وَيَقُولُ:"اللَّهُمَّ قني عذابك يوم تبعث عبادك".

578- باب:

1216 - عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ قَالَ:"خَلَّتَانِ لَا يُحْصِيهِمَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَهُمَا يَسِيرٌ، وَمَنْ يَعْمَلُ بِهِمَا قَلِيلٌ" قِيلَ: وَمَا هُمَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ:"يُكَبِّرُ أَحَدُكُمْ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ عَشْرًا،وَيَحْمَدُ عَشْرًا، وَيُسَبِّحُ عَشْرًا؛ فَذَلِكَ خَمْسُونَ وَمِائَةٌ عَلَى اللِّسَانِ، وَأَلْفٌ وَخَمْسُمِائَةٍ فِي الْمِيزَانِ" فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ يَعُدُّهُنَّ بِيَدِهِ،"وَإِذَا أَوَى إلى فِرَاشِهِ سَبَّحَهُ وَحَمِدَهُ وَكَبَّرَهُ؛ فَتِلْكَ مِائَةٌ عَلَى اللِّسَانِ وَأَلْفٌ فِي الْمِيزَانِ، فَأَيُّكُمْ يَعْمَلُ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ أَلْفَيْنِ وَخَمْسَمِائَةِ سَيِّئَةٍ؟"قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ لَا يُحْصِيهِمَا؟ قَالَ:"يَأْتِي أَحَدَكُمُ الشَّيْطَانُ فِي صَلَاتِهِ فيذكره حاجة كذا وكذا فلا يذكره" ().

579 ــ بَابُ إِذَا قَامَ مِنْ فِرَاشِهِ ثُمَّ رَجَعَ فلينفضه:

1217 ــ عن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ "إِذَا أَوَى أَحَدُكُمْ إلى فِرَاشِهِ فَلْيَأْخُذْ دَاخِلَةَ إِزَارِهِ فَلْيَنْفُضْ بِهَا فِرَاشَهُ، وَلْيُسَمِّ اللَّهَ؛ فَإِنَّهُ لَا يَعْلَمُ مَا خَلَّفَهُ بَعْدَهُ عَلَى فِرَاشِهِ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَضْطَجِعَ فَلْيَضْطَجِعْ عَلَى شِقِّهِ الْأَيْمَنِ، وَلْيَقُلْ: سُبْحَانَكَ رَبِّي، بِكَ وَضَعْتُ جَنْبِي، وَبِكَ أَرْفَعُهُ، إِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَاغْفِرْ لَهَا، وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصالحين" ().

580- باب ما يقول إذا استيقظ باللَّيل:

1218 - عن ربيعة بن كعب رضي الله عنه قَالَ: كُنْتُ أَبِيتُ عِنْدَ بَابِ النَّبِيِّ فَأُعْطِيهِ وَضُوءَهُ، قَالَ: فَأَسْمَعُهُ الْهَوِيَّ مِنَ اللَّيْلِ، يَقُولُ:"سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ"، وَأَسْمَعُهُ الْهَوِيَّ مِنَ اللَّيْلِ، يَقُولُ:"الْحَمْدُ لله رب العالمين" ().

 كذلك حثنا رسول الله بإبعاد الضَّرر عن أنفسنا من خلال عدم التَّعرُّض لمصادره التي رُبَّما تُؤثِّر سلبًا على حياتنا والعياذ بالله، فعدم التعرض لمواطن الضَّرر يجعل الإنسان بلا شكٍّ سعيدًا، من ذلك إطفاء المصباح بأنواعه، سواء القديم الذي يعمل بالمواد المُحترقة، أو الجديد الذي رُبَّما يُسبِّب ضررًا على أعيننا ليلًا وهو المصباح الكهربائي، والله أعلم، من ذلك ما يلي: 

582 - باب إطفاء المصباح:

1221عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله قال:"أغلقوا الأبواب، وأوكئوا السِّقَاءَ، وَأَكْفِئُوا الْإِنَاءَ، وَخَمِّرُوا الْإِنَاءَ، وَأَطْفِئُوا الْمِصْبَاحَ؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَفْتَحُ غَلَقًا، وَلَا يَحُلُّ وِكَاءً، وَلَا يَكْشِفُ إِنَاءً، وَإِنَّ الْفُوَيْسِقَةَ تُضْرِمُ على النَّاس بيتهم" ().

583- بَابُ لَا تُتْرَكُ النَّارُ فِي الْبَيْتِ حِينَ ينامون:

1224 - عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ:"لَا تَتْرُكُوا النَّارَ في بيوتكم حين تنامون" ().

1227 - عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: احْتَرَقَ بِالْمَدِينَةِ بَيْتٌ عَلَى أَهْلِهِ مِنَ اللَّيْلِ، فَحُدِّثَ بِذَلِكَ النَّبِيِّ فَقَالَ:"إِنَّ النَّارَ عَدُوٌّ لَكُمْ، فَإِذَا نِمْتُمْ فَأَطْفِئُوهَا عَنْكُمْ" ().

كما حثَّنا رسول الله على عدم الجلوس في الشَّمس إلَّا للضَّرورة بطبيعة الحال؛ إذ المكث تحت أشعة الشَّمس لمُدَّة طويلة قد يضرُّ بالإنسان، وفي هذا بيان لقيمة الإسلام في حفظ النَّفس البشريَّة وسعادتها، جاء فيه:

557- باب لا يجلس على حرف الشَّمس:

1174 - عن قيس عن أبيه حصين بن عوف رضي الله عنه أَنَّهُ جَاءَ وَرَسُولُ اللَّهِ يَخْطُبُ فَقَامَ فِي الشَّمْسِ فَأَمَرَهُ فَتَحَوَّلَ إلى الظل().

والمُطالع لأحاديث النَّبيِّ يتبيَّن مدى رحمة هذا الدِّين بأتباعه؛ إذ يُجيز لهم المزاح طالما مُباحًا لا كذبًا، بل إنَّ رسول الله كان يُمازح أصحابه، وفي هذا ترويح للنَّفس لدفع السَّآمة والملل عنها، ولجلب السَّعادة والسُّرور لها؛ جاء فيه: 

133- باب المزاح:

265 - عن أبى هريرة رضي الله عنه قال: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّك تُدَاعِبُنا،قَالَ:"إِنَّي لا أَقُولُ إِلَّا حَقًَّا" ().

266 - عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: كَانَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ يَتَبَادَحُونَ بالبطِّيخ، فإِذا كَانَت الحَقَائِقُ كَانُوا هُمُ الرِّجَالُ().

268 - عن أنس بن مالك رضي الله عنه قَالَ: جَاء رجلٌ إلى النَّبِيِّ يَسْتَحمِله، فَقَالَ: أَنا حَامِلُكَ عَلى وَلَدِ نَاقَةٍ. قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: ومَا أَصنَع بِوَلَدِ نَاقةٍ؟ فَقال رَسُولُ اللَّهِ :"وَهَل تَلِدُ الإبلُ إِلَّا النُّوق" ().

ومن أمثلة الأحاديث التي تُحقِّق السَّعادة بين أسرة المسلمة تلك التي تحثُّ على التَّعامُل بالرَّحمة والمودَّة والاحترام بين أفراد الأسرة؛ إذ يُحقِّق ذلك السَّعادة لهم في جَوٍّ عائليٍّ تسوده السَّكينة، ومن ذلك تلك الأحاديث التي تحثُّ على برِّ الوالدين، فكم امتلأت البيوت جحيمًا لعدم وجود هذا البرِّ، وكم امتلأت الملاجئ بكبار السِّنِّ الذين رموهم أولادهم فيها أو في الشَّارع، فلو تحقَّق هذا البِرُّ لكان شيئًا طيبًا يُحقِّق السَّعادة بين الأبناء والآباء، جاء فيه:    

1- بَابُ قَوْلِهِ تَعَالَى:}وَوَصَّيۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ بِوَٰلِدَيۡهِ حُسۡنٗا{العَنكَبُوت. 

2- عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ : أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إلى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ قَالَ:"الصَّلَاةُ عَلَى وَقْتِهَا، قُلْتُ ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: ثُمَّ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ ، قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ:ثُمَّ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ"، قَالَ: حدَّثني بهنَّ ولو استزدته لزادني ().

 كذلك أمر الله عزَّوجلَّ بصلة الأرحام؛ إذ يُحقِّق ذلك السَّعادة للواصل بامتثاله لأمرٍ فيشعر بالرِّضا، كذلك يتمنَّى له أقرباؤه كلَّ خيرٍ بسبب صلة رحمه لهم؛ ممَّا يُدخل البهجة والبركة في حياته، ومن أمثلة الأحاديث الواردة في ذلك: 

25- باب وجوب وصلة الرَّحم:

50 - عن أبى هريرة رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ:"خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الخَلْقَ، فَلَمَّا فرغَ مِنه قَامَتِ الرَّحِم، فَقَالَ: مَهْ، قَالَتْ: هَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ بِكَ مِنَ الْقَطِيعَةِ، قَالَ: أَلَا تَرْضَيْنَ أَنْ أصِلَ مَنْ وَصَلَكِ، وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ؟ قَالَتْ: بَلَى يَا رَبِّ، قَالَ: فذلك لك" ثم قال أبو هريرة: اقرأوا إِنْ شِئْتُمْ "فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ" ().

27- باب فضل صلة الرَّحم:

52 - عن أبى هريرة رضي الله عنه قَالَ: أَتَى رَجُلٌ النَّبِيَّ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِي قَرَابَةً أَصِلُهم ويقطعونِ، وأحسنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إليَّ، وَيَجْهَلُونَ عليَّ وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ، قَالَ:"لَئِنْ كَانَ كَمَا تَقُولُ كَأَنَّمَا تُسِفُّهُم المَلَّ، وَلَا يَزَالُ مَعَكَ مِنَ اللَّهِ ظهيرٌ عَلَيْهِمْ مَا دُمتَ على ذلك" ().

53 - عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ:"قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَنَا الرَّحْمَنُ، وَأَنَا خَلَقْتُ الرَّحِمَ، واشتققتُ لَهَا مِنَ اسْمِي، فَمَنْ وَصَلَهَا وصلتُهُ، وَمَنْ قَطَعَهَا بتَتُّه" ().

  كذلك حثَّنا رسول الله على حُسن معاملة الصِّغار والشَّفقة والرَّحمة على الصَّغير واليتيم والعامل؛ حتى لا يكرهنا هذا الصَّغير، ويتحيَّن فرصة للتَّعرُّض لنا بسُوءٍ، سواء في حال صحَّتنا أم مرضنا، ولا ريب أنَّ هذا الإحسان سيجعل هذا الصَّغير مُحبًّا لنا ومُنفِّذًا لأوامرنا حال ضعفنا وهرمنا، وبذا تتحقَّق لنا السَّعادة في الدُّنيا، ومن جملة ما ورد في (الأدب المفرد) من ذلك التَّالي: 

50- باب قبلة الصبيان: 

90 - عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إلى النَّبِيِّ فَقَالَ: أَتُقَبِّلُونَ صِبيانَكم؟ فَمَا نُقَبِّلُهُمْ، فَقَالَ النَّبِيُّ :"أَوَ أمْلِكُ لَكَ أن نَزَعَ الله من قلبِكَ الرَّحمة" ().

73- باب فضل من يعول يتيمًا:

131 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ قَالَ:"السَّاعي على الأرمَلَة والمساكين كالمجاهدين فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَكَالَّذِي يَصوم النَّهَارَ ويقومُ اللَّيل" ().

74- باب فضل من يعول يتيمًا له:

132 - عن عائشة رضي الله عنها قَالَتْ: جَاءَتْنِي امْرَأَةٌ مَعَهَا ابْنَتَانِ لَهَا، فَسَأَلَتْنِي فَلَمْ تَجِدْ عِنْدِي إِلَّا تَمْرَةً وَاحِدَةً، فَأَعْطَيْتُهَا، فَقَسَمَتْهَا بَيْنَ ابْنَتَيْهَا، ثُمَّ قَامَتْ فخرجتْ، فَدَخَلَ النَّبِيُّ فحدثْتُه فَقَالَ:"مَنْ يَلِي مِنْ هَذِهِ الْبَنَاتِ شَيْئًا فَأَحْسَنَ اليهنَّ كُنَّ له سترًا من النَّار" ().

كذلك لا يتعرَّض لأحد بالسبِّ والشَّتم والألفاظ النَّابية التي تبعث على الكراهية ممَّا تجعل الإنسان يعيش حالةً من توتر الأعصاب وعدم الهدوء نتيجة للخوف الذي يتعرَّض له من ناحية من يسبهم؛ إذ رُبَّما يتعرَّضوا له بسُوءٍ؛ فيشعر بالقلق والحزن، وهذا ما يُنافي سعادته: 

91- باب لا تقل: قبَّح الله وجهه:

172 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ قَالَ:"لَا تقُولُوا: قَبَّح الله وجْهَهُ" ().

 كذلك ينبغي أن يُراعي كلّ مسؤول من استرعاه الله إيَّاهم، فيقوم على مسؤولياته كما يحبُّ الله ويرضى، ممَّا يجعل من هم تحت مسؤوليته مُحبِّين له، ممَّا يبعث على روح الوِئام والسَّعادة فيما بينهم، ولا عيب في أن يمزح معهم مزاحًا لا يسقط من الهيبة حتى يتحبَّب لهم وجوده معهم، من هذا: 

104- باب العبد راعٍ:

206 - عن ابن عمر رضي الله عنه أنَّ رسول الله قال:"كُلُّكم راعٍ، وكُلُكم مَسْؤُول عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وهو مسؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بيتِهِ وهو مسؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ، وعبدُ الرجُلِ رَاعٍ عَلَى مَالِ سيدهِ وهو مسؤول عنه، ألا كُلُّكم راع وكُلُّكم مسؤول عن رعيته" ().

134- باب المزاح مع الصَّبِيِّ:

269 - عن أنس بن مالك رضي الله عنه قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ لَيُخَالِطُنَا حَتى يقولُ لأخٍ لِيْ صَغِير:"يا أَبا عُمَير مَا فَعلَ النُّغَيْرُ" ().

وكما حثَّ الإسلام على السَّعادة الفردية بامتثال جميع الأوامر والنَّواهي، التي تُحافظ على آدمية الإنسان وتحفظ له جسده وتفكيره ليعيش سعيدًا؛ قرَّر أيضًا أن يحيا المسلم حياة سعيدة في نطاق الأسرة والأقارب بامتثال جملة من الأخلاق الحسنة الطَّيِّبة، التي تُساعده على العيش بسلام في نطاق الأسرة، إلَّا أنَّ الإسلام لم يقف عند ذلك الحدِّ، بل وضع دستورًا تحكمه المعاملة الطَّيِّبة الحسنة بين أفراده.. بين الجيران، وبين الأفراد ككل؛ ليعيش المسلم حالة سلام في نطاق مجتمعه، الذي تسود فيه الطمأنينة والمحبَّة بين أفراد هذا المجتمع، وممَّا جاء في الأدب المفرد يحثُّ على ذلك: 

120- باب المسلم مرآة أخيه:

238 - عن أبى هريرة رضي الله عنه قَالَ:"الْمُؤْمِنُ مَرْآةُ أَخِيهِ، إِذَا رَأَى فِيهَا عيبًا أصلحه" ().

189- باب هجرة المسلم:

398 - عن أنس بن مالك رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ:"لَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَدابَروا، وكُونُوا عِباد اللَّهِ إِخْوَانًا" (). 

202- باب سباب المسلم فسوق:

429 - عن سعد بن مالك رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ قَالَ:"سِبابُ المُسلم فُسوقٌ" ().

452- بَابُ حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ أَنْ يُسَلِّمَ عليه إذا لقيه:

991 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ قَالَ:"حقُّ المسلم على المسلم خمسٌ" قِيلَ: وَمَا هِيَ؟ قَالَ:"إِذَا لَقِيتُهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ، وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ، وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فَشَمِّتْهُ، وَإِذَا مرض فعُده، وإذا مات فاصحبه" ().

55- باب الوصاة بالجار:

101 - عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها عَنِ النَّبِيِّ قَالَ:"مَا زَالَ جِبْرِيلُ عليه الصلاة والسلام يُوصِينِي بِالْجَارِ حتى ظننت أنَّه سَيورِّثُهُ" ().

56- باب حقِّ الجار:

103 - عن المقداد بن الأسود رضي الله عنه، قال: سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ أَصْحَابَهُ عَنِ الزِّنَا، قَالُوا: حَرَامٌ حَرَّمَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ؛ فَقَالَ:"لِأَنْ يَزْنِيَ الرَّجُلُ بِعَشْرِ نِسْوَةٍ أيسرُ عَلَيْهِ مِنْ أَنْ يَزْنِيَ بِامْرَأَةِ جَارِهِ"، وَسَأَلَهُمْ عَنِ السَّرِقَةِ، قَالُوا: حَرَامٌ حَرَّمَهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَرَسُولُهُ، فَقَالَ:"لِأَنْ يَسْرِقَ مِنْ عَشرَةِ أَهْلِ أَبْيَاتٍ أَيْسَرُ عَلَيْهِ مِنْ أَنْ يسرق من بيت جاره" ().

57- باب يبدأ بالجار:

104 - عن ابن عمر رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ:"مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظننت أنَّه سيورثه" ().

123- باب العفو والصَّفح عن النَّاس:

243 - عن أنس رضي الله عنه:"أَنَّ يَهُودِيَّةً أَتَتِ النَّبِيَّ ﷺ بشاةٍ مَسمُومَةٍ فَأكَل مِنْها، فَجِىء بِهَا، فَقِيل: أَلَا نَقْتُلُها؟ قَالَ: (لَا) قَالَ: فَما زِلْتُ أَعْرِفُهَا فِي لَهَواتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم"(). 

 وهنا نرى خلق رسول الله بفعله وصفحه؛ لأنَّه مبعوث رحمة للعالمين، فماذا لو امتثلنا هذا الصَّفح الذي كان عند رسول الله ، والله لسعدنا في حياتنا ولنزعنا الشَّياطين من بيننا! 

124- باب الانبساط إلى النَّاس:

246 - عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: لَقِيتُ عَبْدَ الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما فَقُلْتُ: أَخْبِرْنِي عَنْ صِفَةِ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ: فَقَالَ:"أَجَلْ وَاللَّهِ، إِنَّهُ لموصوفٌ فِي التَوراة بِبَعْضِ صِفَتِهِ فِي الْقُرْآنِ؛}يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا{ وحِرزا لِلْأُمِّيِّينَ، أنتَ عَبْدِي ورَسُولِي، سَمّيْتُك المُتوكِّل، لَيْسَ بِفَظٍّ وَلَا غَلِيظٍ، وَلَا صَخَّابٍ فِي الْأَسْوَاقِ، وَلَا يَدفَع بالسَّيِئةِ السيئةَ، وَلَكِنْ يَعفُو ويَغْفِر، ولَن يَقْبِضَه الله تعالى حتى يُقِيمَ بِه المِلَّةَ العَوْجَاء، بِأَنْ يَقُولوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، ويفتَحُوا بِهَا أعْيُنًَا عُمْيًا وآذَانًا صُمَّا وقُلُوبًَا غُلْفَا" ().

131- باب التَّحابِّ بين النَّاس:

260 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ قَالَ:"وَالَّذِي نَفْسِي بِيَده، لَا تَدْخُلُوا الجَنَّة حَتى تُسلِمُوا، وَلَا تُسْلِموا حَتَّى تَحَابُّوا، وأَفْشُوا السَّلام تَحَابُّوا، وإِيَّاكُم والبُغْضَةَ، فَإنَّهَا هِي الحَالِقَةُ، لَا أَقُولُ لَكُم: تَحْلِقُ الشَّعْر، وَلَكِن تَحْلِق الدِّينَ" ().

135- باب حسن الخلق:

270 - عن أبى الدَّرداء رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ قَالَ:"مَا مِنْ شَيءٍ فِي الِميزانِ أَثْقَلُ مِن حُسْنَ الخُلُقِ" ().

271 - عن عبد الله بن عمرو ﭭقال: لَم يَكنْ النَّبيُّ فَاحِشًَا وَلَا مُتَفَحِشًَا، وَكَانَ يقولُ:"خِيَارُكُم أَحَاسِنُكمْ أَخْلاقًَا" ().

273 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قال:"إنَّمَا بُعَثتُ لأتَمَّمَ صَالِحِي الأخلاق" ().

وهذا هو جوهر بعثة النبي ، إنَّما جاء ليتمِّم مكارم الأخلاق، خُلُق الإنسان مع ربِّه وخُلُقه مع النَّاس ومع أقاربه، بل تعامله مع نفسه، جاء ليهديه للطَّريق المستقيم ليعيش حياة هانئة قيمة.

183- باب إصلاح ذات البين:

391 - عن أبى الدَّرداء رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ قَالَ:"أَلا أُنَبِئُكم بِدرجةٍ أَفضَلَ مِن الصَّلاةِ والصَّيامِ والصدَّقَةِ؟" قَالُوا: بَلَى قَالَ:"صَلاحُ ذَات البَين، وفَسادُ ذَات البَينِ هِي الحَالِقَة" ().

392 - عن ابن عبَّاس رضي الله عنه في قوله تعالى:}فاتَّقُوا الله وَأصلِحُوا ذَاتَ بَينِكُم{. قَالَ: هَذا تَحريجٌ مِن اللَّهِ عَلى المُؤمنينَ أَنْ يَتَّقُوا اللَّهَ، وأنْ يُصلِحُوا ذَاتَ بَينِهم().

112- باب من لم يشكر النَّاس:

218 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ قَالَ:"لَا يَشْكُرُ اللهَ مَنْ لا يَشْكُرُ النَّاسَ" ().

62- بَابُ يُكْثِرُ مَاءَ الْمَرَقِ فَيَقْسِمُ فِي الْجِيرَانِ:

114 - عن أبى ذرٍّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ :"يَا أَبَا ذَرٍّ، إِذَا طَبَخْتَ مَرَقَةً فَأَكْثِرْ مَاءَ الْمَرَقَةِ، وَتَعَاهَدْ جِيرَانَكَ، أَوِ اقْسِم فِي جيرانك" ().

63- باب خير الجيران:

115 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عَنْ رَسُولِ اللَّهِ أَنَّهُ قَالَ:"خَيْرُ الأصْحَاب عِنْدَ اللَّهِ تعالى خيرُهم لصاحبه، وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره" ().

64- باب الجار الصَّالح:

116 - عن نافع بن عبد الحارث رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ قَالَ:"مِنْ سَعَادَةِ المَرْءِ الْمُسْلِمِ: المسكنُ الواسع، والجارُ الصَّالح، والمركبُ الهنيء" ().

ولأنَّ الإسلام دين شامل، وقد بُعث رسوله ليرشدنا لما فيه نفعنا ؛ حثَّنا على حسن معاملة مخلوقات الله؛ إذ هي أرواح مثلنا، سيحاسبنا الله إذا ما اقترفنا إثمًا تُجاهها، ولا شكَّ أنَّ مُعاملة الحيوانات والطُّيور وغيرها معاملة طيبة سيجعلها لا تتعرَّض لنا بسوء، ممَّا يجعل الإنسان آمنًا سعيدًا لا يشعر بخوف، وسيرضى الله عنا بالمعاملة الطيبة لهذه الحيوانات والدوابِّ، من هذه الأحاديث التي أشارت إلى ذلك: 

176- باب رحمة البهائم:

378 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَال:"بَينمَا رجُلٌ يَمشي بِطريقٍ اشتَدَّ بِه العَطشُ فَوجَد بِئرًا فَنزلَ فِيها فَشرِبَ، ثُم خَرج فَإذا كَلبٌ يَلهَثُ يَأكلُ الثَّرىَ مِن العَطَش، فَقال الرَّجل: لَقد بَلغَ هَذا الكَلبَ مِن العَطشِ مِثل الَّذِي كَان بَلغَنِي، فَنزلَ البِئرَ فَمَلأَ خُفَّهُ ثُمَّ أَمسَكَها بِفِيهِ فَسقى الكلبَ، فَشكَرَ اللهُ لَه؛ فَغفرَ لَه" قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! وإِنَّ لَنا فِي البَهائِم أَجْرًا؟ قَالَ:"فِي كُلِّ كَبدٍ رَطبَةٍ أَجرٌ" ().

379 - عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنَّ رسول الله قَالَ:"عُذِّبت امرَأةٌ فِي هِرَّةٍ حَبَستَها حَتى مَاتت جُوعًا فَدخلَت فِيها النَّار، يُقالُ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -: لَا أَنتِ أَطعمتِيَها وَلَا سَقَيتِيهَا حِينَ حَبستِيهَا، وَلَا أَنتِ أَرْسلتِيِها فَأكَلتْ مِن خَشاشِ الأرض" ().

177- باب أخذ البيض من الحُمَّرة:

382 - عن عبد الله رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ نَزل مَنزِلًا فَأخذ رجلٌ بَيضَ حُمَّرةٍ فَجاءَت تَرِفُّ عَلى رَأْسِ رَسُولِ اللَّهِ فَقال:"أَيُكُم فَجعَ هَذهِ بِبيضَتِهَا؟" فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنا أَخذتُ بَيضتَها. فَقَالَ النَّبي :"اردُدهُ رحمةً لَها" ().

فهل سُنَّ قانون رعاية الحيوانات التي تتشدَّق به أوربا الآن قبل هذا الكلام؟! أم أنَّ هذا الكلام قيل وأوربا والعالم كلّه يتخبَّط في الظَّلام، فرسول اللهما جاء إلَّا رحمةً لجميع خلق الله وليس للبشر فحسب، فهذا إن دلَّ فإنَّما يدلُّ على شمولية الإسلام وإحاطته بجميع جوانب الحياة. 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply