الحشمة والتقوى في الإسلام


 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

 

لقد أكرم الله المرأة ووضع لها قواعد تحفظ كرامتها وتحميها في حياتها الدينية والدنيوية. ومن هذه القواعد هو الحجاب الذي يغطي جسدها عند التواجد بين الرجال الأجانب.

كما على المرأة المسلمة أن تحرص على ارتداء الزي المحتشم عند خروجها من منزلها. وهذا الزي ليس مقتصرًا على نوع معين من الألبسة، المهم هو أن تكون محتشمة.

فإذا كانت العباءة مزينة بطريقة تجذب الانتباه، أو بألوان زاهية، أو مبخرة بعطور قوية، أو ضيقة تظهر تفاصيل الجسم، أو تشبه زي الكافرات أو الرجال، فإنها لا تعتبر محتشمة ولا ينبغي ارتداؤها.

والتفكير المحدود اليوم حول مفهوم الحشمة يمثل مشكلة لدى الكثير من الأشخاص، فقد اعتبر البعض أن الحشمة تقتصر على الزي الخارجي فقط، مما أدى إلى فهم خاطئ يقول: *إذا كان هناك حجاب وثوب طويل، فهذا يعني وجود حشمة.*

لكن الواقع يظهر أن بعض النساء، رغم ارتدائهن للحجاب، قد يظهرن بطرق تجذب الانتباه، سواء بالتحدث أو الغناء أو الرقص أمام الرجال الأجانب. وهكذا الحال مع بعض الرجال الذين قد يشجعون زوجاتهم على الظهور بطريقة جذابة على وسائل التواصل، معتبرين أن الحجاب يكفي.

يجب أن نتذكر أن الحجاب هو جزء من نظام الحشمة وليس كله. فالحشمة تتضمن كل ما يُقلل من جذب انتباه الرجال الأجانب إلى المرأة. وبالتالي فإن أي شيءٍ يجذب انتباههم يعتبر مخربًا لهذا النظام.

وفي هذا السياق، يروي لنا الحديث النبوي عندما جاءت امرأة إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم ترغب في الصلاة معه. فأشار إليها بأن صلاتها في منزلها أفضل من صلاتها في المسجد، الحديث عن أم حميد امرأة أبي حميد الساعدي رضي الله عنهما: أنها جاءَتِ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقالتْ: يا رسولَ اللهِ إني أحبُّ الصلاةَ معَكَ. قال: "قد علِمتُ أنكِ تحبينَ الصلاةَ معي وصلاتُكِ في بيتِكِ خيرٌ مِن صلاتِكِ في حجرتِكِ وصلاتُكِ في حجرتِكِ خيرٌ مِن صلاتِكِ في دارِكِ وصلاتُكِ في دارِكِ خيرٌ مِن صلاتِكِ في مسجدِ قومِكِ وصلاتُكِ في مسجدِ قومِكِ خيرٌ مِن صلاتِكِ في مسجدي". رواه أحمد، وصححه ابن خزيمة والألباني.

وقد أكد على هذا المفهوم العديد من العلماء، مثل ابن مسعود وسفيان الثوري، حيث أشاروا إلى أن أفضل مكان للمرأة هو منزلها.

وبالتالي، يجب أن نفهم أن الحشمة ليست مجرد زي خارجي، بل هي نظام حياة يجب أن يعيشه الإنسان في تعامله وسلوكه ومظهره. وأي شيء يجذب انتباه الرجال الأجانب، حتى لو كان الرجال هم المسؤولين، يؤثر سلبًا على مستوى حشمة المرأة ومكانتها أمام الله.

وقال الحافظ ابن حجر: *استمرار العمل على جواز خروج النساء إلى المساجد والأسواق والأسفار منتقبات لئلا يراهن الرجال* (9/337) وقال: *ولم تزل عادة النساء قديمًا وحديثًا يسترن وجوههن عن الأجانب* (فتح الباري 9/424).

ولباس المسلمة حده الشرع بصفات معلومة وهي كالتالي:

1-  مستوعبًا لجميع بدنها إلا الوجه والكفين.

2-  ألا يكون زينة في نفسه بحيث يلفت إليه أنظار الرجال.

3-  أن يكون صفيقًا لا يشف، فمقصود اللباس هو الستر.

4-  فضفاضًا غير ضيق، لا يُفصل حجم الأعضاء.

5-  ألا يكون مبخرًا أو مطيبًا.

6-  ألا يشبه لباس الرجال.

7-  ألا يشبه لباس نساء الكفار.

8-  ألا يكون لباس شهرة.

وهذه الشروط دلت عليها نصوص الكتاب والسنة، نسأل الله الستر والمعافاة في الدنيا والآخرة، اللهم استرنا بسترك الجميل وأحسن خاتمتنا إنك مجيب الدعاء.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply