الفرقان بين أخلاق اليهود وأهل الإيمان


 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

 

مقترح خطبة الجمعة الأولى من شهر ربيع الآخر ودروس هذا الأسبوع ودروس النساء:

1- أَخلَاقُ وَصِفَاتُ اليَهُودِ فِي القُرآن.

2- أَخلَاقُ المُسلِمِينَ فِي القِتَال.

3- وَاجِبُنَا نَحوَ إِخوَاننَا فِي فِلِسطِين.

الهدف من الخطبة: بَيَانُ بعضًا مِن أَخلَاقِ وَصِفَاتِ اليَهُودِ فِي القرآن الكريم، وَمُقَارَنَتِها بِأَخلَاقِ المُسلِمِينَ، مَع بَيَانِ وَاجِبِنَا نَحوَ إِخوَاننَا فِي فِلِسطِين.

مُقَدِّمَةٌ ومَدَخَلٌ للمُوْضُوعِ:

أيُّهَا المسلمون عِبَاد الله، لا شَكَّ أنَّهُ قَد أثلَجَ صُدُورَنا مَا قَامَ بِهِ إِخوَانُنَا في فلسطين، من النِّكايَةِ فِي اليَهُودِ الغَاصِبِين، وكَذَلك قَد أساءنا مَا حَصَلَ للأبرِيَاءِ العُزَّل من هَدمٍ، وقَتلٍ للنساءِ والأطفالِ من هؤلاء اليهود المعتدين؛ فَبَدلًا من أن يواجهوا من نكَّلَ بهم وأذلَّهم ودنَّس كرامتهم وأَدخلَ الرُّعبَ في قُلُوبِهم من إخوانِنَا المجاهِدِين؛ صَبَّوا نيرانهم على رؤوس المدنيين من وراء المسافات البعيدة بما معهم من أسلحة وأدوات متطورة، فقتَّلُوا الأطفال ودمَّروا البُيُوت على ساكنيها، وقطعوا المياه والكهرباء على الأبرياء الآمنين.

وهذا ليس مُستَغرَبًا على اليهود؛ فإنَّ صِفَاتَهم وأخلَاقَهم معروفَةٌ على مَرِّ التاريخ:

فقد ظهرت أخلاقُهُم السيئة، وصفَاتُهُم الذميمة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن هاجر إلى المدينة، ومع الاحتكاك بينهم وبين المسلمين ظهرت، وكُشِفَت كثيرٌ من أخلاقهم وسماتهم وصفاتهم الذميمة.

فهم أخبثُ واَشَرُّ الخلق؛ فقد بَلَغَ مِنَ ذلِكَ أَنَّهُم طَعَنُوا في ذاتِ الرَّبِّ جل جلاله، وأساءوا الأدب مع الخالق.

قال الله تعالى مُبيِّنًا عقائدهم وكفرهم وسُوء أدبهم مع ربهم جلَّ جلاله: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا}.

وقال تعالى: {لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ}.

وقال تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ}.

وقال تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ}.

وقال تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ}.

وأسآءُوا الأدَبَ مع صَفوَةِ الخَلقِ من الأنبياءِ والمرسلين؛ فهم قَتَلَة الأنبياء.

فلم يتَّصف بقتل الأنبياء أحد من كفار الأمم جميعًا سواهم؛ فقد قاموا بقتل أنبياء الله تعالى؛ بل وحاوَلوا قتل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيات اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}.

وقال تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ}.

قال ابنُ كثيرٍ رحمه الله: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، قَالَ: *كَانَتْ بَنُو إسرائيل فِي الْيَوْمِ تَقْتُلُ ثَلاثَمِائَةِ نَبِيٍّ، ثُمَّ يَقُومُ سُوقٌ لَهُمْ مِنْ آخر النَّهَارِ*. فلا يستبعد منهم قتل من هم دون الأنبياء والمرسلين.!

ولِذَا فهم قومٌ مغضوب عليهم؛ مهما زعموا أنهم شعب الله المختار، وأنهم أولياء الله وأحباؤه، وأنهم وحدهم أهل الجنة، والمستحقون لرضا الله ورحمته، فقد لعنهم الله تعالى.

كما قال تعالى: {وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ}.

وقال تعالى: {وَبَاؤُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيات اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ}.

وقال تعالى: {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً}.

ولقد فصَّلَ الله تعالى لنا في كتابه الكريم أخلاقهم الظاهرة والباطنة، ومقاصدهم في الأعمال والأقوال، فيستطيع الناظر في القرآن، أن يدرك حقيقة اليهود حق الإدراك، ويفهم نفسياتهم وما جُبِلُوا عليه من فساد وانحراف عن الحق القويم والصراط المستقيم.

فَأَمَّا صفاتهم وأخلاقهم وأوصافهم التي ذكرها الله تعالى في كتابه:

1- فمنها: كَرَاهِيَّةُ وعداوَةُ المسلمين والكيدُ الدائمُ لهم:

قال الله تعالى: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ}.

وقال تعالى: {قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيات إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ * هَا أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}.

وقال تعالى: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} ؛ وهذا دليل على أن عداوتهم عداوة دينية.

2- ومنها: أنَّ صِراعَهُم مع المسلمين صِرَاعٌ مستَمِر:

قال تعالى: {وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا}

فمهما زعموا باتفاقات السلام وغيرها من الشِّعارات الزائفة.

ففي عام 1950 وفي خطاب ألقاه مناحيم بيغن قال: (إنه لن يكونَ سلام لشعب إسرائيل، ولا لأرض إسرائيل حتى ولا للعرب، ما دمنا لم نحررْ وطننا بأجمعه بعدُ، حتى ولو وقَّعْنا معاهدة للصلح).

3- ومنها: الحَسَدُ للمؤمنين وعَدَمُ حُبِّ الخير لهم: فهم يحسدون الناس على كُلِّ شَيءٍ حتى على الهدى والوحي المنزَّل من الله تعالى رحمة للعالمين.

قال الله تعالى: {وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير}.

وقال تعالى: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ}.

وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما حسدَتْكمُ اليهودُ على شيءٍ ما حسدَتْكم على السلامِ والتأمينِ".

وَفِي رِوايةٍ: "إنَّهم لا يَحسُدونا على شَيءٍ كما يَحسُدونا على يومِ الجُمُعةِ الَّتي هَدانا اللهُ لها وضَلُّوا عنها، وعلى القِبْلةِ الَّتي هَدانا اللهُ لها وضَلُّوا عنها، وعلى قولِنا خَلْفَ الإمامِ: آمينَ".

4- ومنها: أنَّهُم لا يَتَمَنَّونَ الخير للمسلمين، ويَفرَحُونَ بِكُلِّ سيئةٍ في المسلمين.

قال تعالى: {إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ}.

وقال تعالى: {إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ}.

مهما تشدقوا بمنظمات حقوق الإنسان، ومنظمات الإغاثة، وتظاهروا بتقديم المساعدات.

5- ومنها: الاستِهزَاءُ بالدين وشعائرِهِ:

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}.

وقال تعالى: {وَإِذَا نَادَيْتُمْ إلى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ}.

6- ومنها: نَشرُ الفتنةِ والإفسَادِ فِي الأرضِ، وإثارَةُ الفتن والحروب:

قال الله تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاء وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم ما أنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِين}

وقال تعالى: {وَقَضَيْنَا إلى بَنِي إسرائيل فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا}.

فكُلُّ شَرٍّ وكُلُّ فِتنةٍ داخلية أو خارجية سبَبُها اليهود.

7- ومنها: نَقضُ العُهُودِ والمَوَاثِيق؛ فهذا وَصفٌ مُتَحَققٌ فيهم إلى هذا الزمان، وما بعده:

قال تعالى: {أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ}.

وقد جاء في تَلْمُودِهم: إنه يحق لليهودي أن يحلفَ أيمانًا كاذبة يستطيع أن يُكَفِّرَ عنها في يوم الغفران.

8- ومنها: الخِيَانَةُ والغَدِرُ؛ فقد خان اليهود أمانتهم في الدِّين، والعهود، والأموال:

فأما الدين فقد بدَّلوه وغيَّروه، وأما العهود والمواثيق فقد نقضوها سواء مع الله أو مع غيره؛ ولهذا وصفهم الله تعالى بالخيانة، فقال: {وَلا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ}.

وأمَّا خيَانَتهم فِي الأموَالِ؛ فقد قال تعالى عنهم: {وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا}.

9- ومنها: أنَّهُم جُبَنَاء مَهمَا امتَلَكُوا مِن قُوَّةٍ أو عَتَاد:

فقد بيّن الله تعالى لنا جُبنَهُم فقال: {لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىٰ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ}.

وقال تعالى عنهم: {وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَىٰ حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ}.

10- ومنها:

• احتقار الآخرين.

• ‏الجشع والطمع والحرص على الحياة الدنيا.

• ‏قسوة القلوب.

• ‏تحريف كلام الله تعالى، وشرعه، والكذب على الله تعالى.

• ‏كتمان الحق والعلم.

• ‏حب الدنيا، والبخل.

نسأل الله العظيم أن يَنصُرَ إخواننا المستضعفين في فلسطين، وأن يُثبتَ أقدامهم، وأن ينصرَهُم على القوم الكافرين.

 

الخطبة الثانية: مع وقفَتِنَا الثانية: أَخلَاقُ المُسلِمِينَ فِي القِتَال.

وتتجلى هذه الأخلاق السامية فيما هو مُسَطَّر في كُتُبِ الفقه الإسلامي؛ في أبوَابِ: عَقدِ الهُدنَةِ والأَمَان، وأحكامِ أهلِ الذِّمَّةِ؛ من حُرمَةِ قِتَالهم، أَوِ التَّعرُّضِ لهُم بِالأَذَى، ووجُوبِ الوفَاءِ بالعُهُودِ معهم.

ونكتَفِي بِذِكرِ ثَلَاثِ آيات، وحَدِيثينِ اثنَينِ، فِي بيانِ أَخلَاقِ المُسلِمِينَ معَ أَعدَاءهم مِنَ الكُفَّارِ فِي حَالِ السِّلمِ والحَربِ.

قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى}.

وقال تعالى: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ}. 

وقال تعالى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ}.

وفي صحيح البخاري عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرو رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرَحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ رِيحَهَا لِيُوجَدَ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًّا".

وَفِي صحيح مسلم عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَمَّرَ أَمِيرًا عَلَى جَيْشٍ أَوْصَاهُ بِتَقْوَى اللَّهِ، وَبِمَنْ مَعَهُ مِنْ الْمُسْلِمِينَ خَيْرًا، ثُمَّ قَالَ: "اغْزُوا بِسْمِ اللَّهِ، فِي سَبِيلِ اللَّهِ، قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ، اغْزُوا، وَلَا تَغُلُّوا، وَلَا تَغْدُرُوا، وَلَا تُمَثِّلُوا، وَلَا تَقْتُلُوا وَلِيدًا، وَإِذَا لَقِيتَ عَدُوَّكَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَادْعُهُمْ إلى ثَلَاثِ خِصَالٍ، فَأَيَّتُهُنَّ أَجَابُوكَ إِلَيْهَا، فَاقْبَلْ مِنْهُمْ، وَكُفَّ عَنْهُمْ:.... الحديث".

وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، رَأَى امْرَأَةً مَقْتُولَةً فِي بَعْضِ مَغَازِيهِ، فَأَنْكَرَ قَتْلَ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ".

حتى وإن خِيفَ مِنهُم نقضٌ للعهدِ بِأمَارةٍ تَدُلُّ على ذلك، فلا يَجُوزُ قِتَالُهُم حتى يُخبِرُهُم المسلمون بذلك لِيَكُونوا في العِلمِ سَوَاء.

قال تعالى: {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ} ؛ أي: أعلمهم بنقض عهدهم، حتى تكون أنت وهم سواء في العلم بأنك لهم محاربٌ، فتبرأ من الغَدرِ، فَلا يجُوزُ قِتَالُهم قبل إعلامُهُم بنقضِ العهد.

الوقفة الثالثة: وَاجِبُنَا نَحوَ إِخوَاننَا فِي فِلِسطِين.

• أولًا: لابد أن نستَبشِرَ خَيرًا:

فَمِنَ البُشريَاتِ أَنَّ من مَاتَ مِنهُم فَهُوَ شَهِيدٌ بإذن الله تعالى.

قال تعالى: {إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ}.

فهؤلاء قد اختارهم الله تعالى للشهادة، نحسبهم كذلك ليحظَو بالأجور العظيمة، والدرجات العالية التي أعدها الله تعالى للشهداء.

قال تعالى: {وَالشُّهَدَاءُ عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتنَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ}.

ومِنَ البُشريَاتِ أنَّ قتلانا في الجنة.

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه يوم أحد مَقُولَتَهُ الشهِيرَةِ رَدًّا على أبِي سُفيَان: *اللهُ أعلَى وأجَلُّ. لا سَواءَ، قَتلانا في الجنَّةِ، وقتلاكُم في النَّارِ*.

• ثَانِيًا: بُغضُ اليهودِ وعَدَاوَتُهُم:

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}.

وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ}.

وقال تعالى: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونََ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخر يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ}.

• ثَالِثًا: الفَرَحُ بِكُلِّ نِكَايَةٍ تَحصُلُ لِاعدَاءِهم اليَهُودِ المَلَاعين:

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا} ؛ ففي هذه الآية بيان: أنَّ إهلاك أعداء الله تعالى من نِعَم الله على المسلمين التي تستوجب ذِكرًا وشكرًا.

• رَابِعًا: الدُّعَاءُ لَهُم أَن يَنصُرَهُم:

وتأمل إلى أثر الدعاء في استجلاب النصر من الله تعالى؛ ففي ليلة غزوة بدر وقف النبي صلى الله عليه وسلم في العريش، واستقبلَ القبلة، ثم رفع يديه، وجعل يهتف بربه: "اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم إنّك إن تُهلك هذه العصابةُ من أهلِ الإسلام لا تعبد في الأرض". فما زال يهتف بربه، مادًا يديه، مستقبلَ القبلة حتّى سقط رداؤه من منكبيه، فأتاه أبو بكر فقال: *يا نبيّ الله كفاكَ مناشدتك ربّك، إنّه سينجزُ لكَ ما وعدكَ* فأنزل الله تعالى: {‏إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنْ الْمَلَائِكَةِ ‏ ‏مُرْدِفِينَ}.

• خَامِسًا: أن نُوقِنَ أنَّ العَاقِبَةَ للمؤمِنِين، وَأنَّ النَّصرَ مِن عِندِ الله تعالى مَهمَا تَأخَّرَ:

فَلَا ينبَغِي أن نَّنظُرَ لِهذِه الأحدَاثِ نَظرَة تَشَاؤُميَّة؛ فقد قصَّ الله تعالى علينا في كتابه، قِصَصًا مُشَابهَةً لما يَحدُثُ في غَزَّة، بل أفظَعُ مِنهَا:

فقال تعالى عن فِرْعَوْنَ: {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ}.

ثم بيّن لنا أنه نصر هؤلاء المستضعفين بعد زمن؛ فقال تعالى: {وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا}.

وبيّن أنه نصرهم كان بسبب صبرهم؛ فقال تعالى: {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَىٰ عَلَىٰ بَنِي إسرائيل بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ}.

وبيّن الله سبحانه وتعالى لنا أن من سنّته: إمهال الظالمين مدة ثم يأخذهم:

قال تعالى: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ}.

وفي الصحيحين عن أَبي موسى رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّه لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ فَإِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ، ثُمَّ قَرَأَ": {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ}. 

وبيَّن سبحانه وتعالى أن العاقبة في الدنيا والآخرة للمتقين إذا قاموا بدينه ونصروه:

قال تعالى: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ}.

وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}.

وقال تعالى: {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ}.

وقال تعالى: {فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ}.

وأن النصر والتمكين للمؤمنين:

قال تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}.

وقال تعالى: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ}.

وقال تعالى: {وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَىٰ وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}.

وقال تعالى: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}.

والمؤمنُ الحقُّ يوقنُ أن عاقبةَ الصراعِ بيننا وبين اليَهُود نصرٌ حاسمٌ بإذن الله تعالى.

ففي الصحيحين عن أبى هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقومُ الساعةُ حتى يقاتلَ المسلمون اليهودَ، فيقتلُهم المسلمون، حتى يختبيءَ اليهوديُّ من وراءِ الحجرِ والشجرِ، فيقولُ الحجرُ أو الشجرُ: يا مسلمُ يا عبدَ اللهِ هذا يهوديٌّ خلفي، فتعالَ فاقْتلْه".

• فاللهم مُنَزِّلَ الكتاب ومجرِيَ السَّحَاب وهَازِمَ الأحزاب اهزِمِ اليَهُودَ الغاصبين، وزَلزِل الأرضَ مِن تَحتِهم، ودمِّرهُم تَدمِيرًا.

• ‏اللهم وانصر إخواننا المستضعفين في فلسطين، وثبِّت أقدامهم، وانصرهم على القوم الكافرين.

• ‏اللهم اشفِ مرضاهم، وعاف مبتلاهم، وأطعم جائعهم، وداو جرحاهم، وتقبل موتاهم في الشُّهداء.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

ملحوظة:

1- الموضوع قابل للزيادة والتعديل بحسب وقت الخطبة أو الدرس.

2- إن لم تكن خطيبًا أو واعظًا فتستطيع بإذن الله تعالى أن تكون كذلك:

- إما بقراءة المادة الوعظية على غيرك (أسرتك... أقرانك... زملاءك...).

- وإما بنشرها وما يدريك لعل الخير يكون على يديك.

          

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply