بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (١٠٢)}[آل عمران: ١٠٢].
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (١)}[النساء: ١].
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (٧٠) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}(١)[الأحزاب: ٧٠- ٧١].
إن الله تعالى أرسل محمَّدًا صلّى الله عليه وسلم بالحق بشيرًا ونذيرًا بين يدي السّاعة، فلم يترك خيرًا؛ إِلَّا دلَّ أمَّتَه عليه، ولا شرًّا؛ إِلَّا حذَّرها منه.
هذا عرض كتاب: أشراط الساعة لمؤلفه: يوسف بن عبد الله بن يوسف الوابل، وهو في الأصل رسالة علمية، مُنح المؤلف بها درجة (الماجستير) بتقدير ممتاز، في شهر محرَّم لعام ١٤٠٤ هـ من جامعة أم القرى، كلية الشريعة، فرع العقيدة. دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع، المملكة العربية السعودية، ط3، ١٤١١ هـ- ١٩٩١ م.
وهو يقع في: ٤٨٣ من القطع المتوسط.
وفيما يلي عرض لمكونات الدراسة ونتائجها كما ذكرها المؤلف الدكتور يوسف بن عبد الله بن يوسف الوابل بنصها على النحو التالي:
ولمَّا كانت هذه الأمة هي آخر الأمم، ومحمَّدٌ صلّى الله عليه وسلم هو خاتَم الأنبياء؛ خَصَّ الله تعالى أمَّته بظهور أشراط السّاعة فيها، وبيَّنَها لهم على لسان نبيِّه صلّى الله عليه وسلم أكمل بيان وأتمَّه، وأخبر أن علامات السّاعة ستخرج فيهم لا محالة، فليس بعد محمَّدٍ صلّى الله عليه وسلم نبيٌّ آخر يبيِّنُ للناس هذه العلّامات، وما سيكون في آخر الزّمان من أُمور عظامٍ مؤذِنَةٍ بخراب هذا العالم، وبداية حياة جديدة؛ يُجازى فيها كلٌّ بحسب ما قدَّمت يداه، {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ{.
أهمية البحث:
تأتي أهمِّيَّةُ هذا البحث في هذا الوقت الّذي أخذ فيه بعض الكتاب المُعاصِرينَ يشكِّك في ظهور ما أخبر ب صلّى الله عليه وسلم من المغيَّبات الّتي يجب الإِيمان بها، ومنها أشراط السّاعة، فمنهم مَنْ أنكر بعضها، ومنهم من أوَّلها بتأويلات باطلة!
والسُّنَّة المطهَّرة، ولم يكن البحث في هذا الموضوع سهلًا؛ فإنّه يحتاج إلى بحث عن صحة الأحاديث، والجمع بين الروايات المختلفة.
وقد ألَّف بعض العلماء مؤلَّفات في أشراط السّاعة، ولكنَّهم لم يلتزموا فيها الاقتصار على ما ثبتَ من الأحاديث، بل تجدهم يسردون كثيرًا من الروايات؛ دون تعرًّض لدرجة الحديث من حيث الصِّحَّة والضعف؛ إِلَّا في النادر، وهذا يجعل المطالع لها يختلط عليه الأمر، فلا يميِّز بين الصّحيح من غيره، وكذلك لم يتعرَّضوا لشرح ما جاء في هذه الأحاديث ممّا يحتاج إلى بيان، ولكنهم- رحمهم الله- جمعوا لنا كثيرًا من الأحاديث، ووفَّروا علينا كثيرًا من الجهد.
ومن هذه الكتب:
١- )الفتن(: للحافظ نُعيم بن حمَّادَ الخُزاعي، المتوفى سنة (٢٢٨ هـ) رحمه الله.
٢- )النهاية( أو )الفتن والملاحم(: للحافظ ابن كثير، المتوفَّى سنة (٧٧٤ هـ) رحمه الله.
٣- )الإِشاعة لأشراط السّاعة(: للشريف محمّد بن رسول الحسيني البرزنجي، المتوفى سنة (١١٠٣هـ) رحمه الله.
٤- )الإِذاعة لما كان وما يكون بين يدي السّاعة(: للشيخ محمّد صديق حسن القنوجي، المتوفى سنة (١٣٠٧ هـ) رحمه الله.
٥- )إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط السّاعة(: للشيخ حمود بن عبدالله التويجري النَّجدي، ولا يزال الشّيخ موجودًا حفظه الله.
إلى غير ذلك من المؤلِّفات الّتي تناولت الحديث عن أشراط السّاعة.
وقد استفاد الباحث ممَّن سبقه، ورأى أن يسلك في هذا البحث مسلكًا ألزم به نفسه، وهو أنه لا يذكر فيه شرطًا، إِلَّا ما نصَّ عليه النّبيّ صلّى الله عليه وسلم أنّه من أشراط السّاعة صريحًا أو دِلالةً، والتزم الباحث كذلك أن لا يذكر فيه إِلَّا ما كان صحيحًا أو حسنًا من الأحاديث، مسترشدًا في ذلك بأقوال علماء الحديث في تصحيح الحديث أو تضعيفه.
وإيثارًا للاختصار؛ فإن الباحث لم يذكر جميع الأحاديث الصحيحة في كلّ شرط، بل اكتفى ببعض الأحاديث الّتي تثبِتُ أن هذه العلّامة من أشراط السّاعة.
وذكر الباحث أيضًا ما يحتاجُ إليه كلّ شرطٍ، مِن بيان لمعنى لفظ غريب، أو بيان للأماكن الّتي ورد ذكرها في الأحاديث، وكذلك أعقب الباحث كلّ علاْمة بشرح موجز مقتبس من كلام العلماء، أو ممَّا جاء من الأحاديث الّتي لها علاقة بالعلّامة المشروحة، وتعرَّضتُ للرَّدِّ على بعض من أنكر شيئًا من أشراط السّاعة، أو تأوَّلها بغير ما تدلُّ عليه أحاديثُها، وبين الباحث أن أشراط السّاعة من الأمور الغيبيَّةِ الّتي يجب الإِيمان بها كما جاءت، ولا يجوزُ ردُّها أو جعلها رموزًا للخير أو للشر أو ظهور الخرافات.
ولما كان كثيرٌ مِن أشراط السّاعة ورد في أخبار آحاد، عقدتُ في أول البحث فصلًا في بيان حجِّيَّةِ خبر الآحاد، وذلك للرَّدِّ على مَنْ أنكر حجِّيَّةَ الآحاد، وزعم أنّها لا تقوم عليها عقيدة.
وكذلك؛ فإن هذا البحثَ دعوةٌ للإِيمان بالله تعالى وباليوم الآخر، وتصديقٌ لما أخبر به الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحيٌ يُوحى، صلّى الله عليه واله وصحبه وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
وهو أيضًا دعوةٌ للتأهُّب لما بعد الموت؛ فإن السّاعة قد قَرُبَت، وظهر كثيرٌ من أشراطها، وإذا ظهرتِ الأشراط الكبرى، تتابعت كتتابعِ الخَرَزِ في النِّظام إذا انفرط عقده، وإذا طلعتِ الشّمسُ من مغربها؛ قُفِل باب التوبة، وخُتِمَ على الأعمال، فلا ينفع بعد ذلك إيمانٌ ولا توبةٌ؛ إِلَّا مَنْ كان قبل ذلك مؤمنًا أو تائبًا: }يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيات رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا (١٥٨) [الأنعام: ١٥٨].
{يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى (٣٥) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى (٣٦) فَأَمَّا مَنْ طَغَى (٣٧) وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (٣٨) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (٣٩) وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (٤٠) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} [النازعات: ٣٥- ٤١].
* خطة البحث:
يشتمل هذا البحث على مقدمة، وتمهيد، وبابين، وخاتمة:
- أمّا المقدِّمة؛ فتشتمل على أهمية هذا الموضوع، وخطته.
وأمّا التمهيد، فيشتمل على عدة مباحث:
المبحث الأوّل: تحدث الباحث فيه عن أهمية الإِيمان باليوم الآخر، وأثر ذلك على سلوك الفرد والمجتمع.
المبحث الثّاني: ذكر الباحث فيه أن من مظاهر الاهتمام باليوم الآخر- إلى جانب ذكر أشراطه- كثرة ذكره في القرآن بأسماء متنوعة، وذكر الباحث طرفًا من هذه الأسماء، مع ذكر الأدلَّة من القرآن الكريم على ذلك.
المبحث الثّالث: تحدث الباحث فيه عن حجِّيَّة خبر الواحد في أمور العقيدة وغيرها، وبين الباحث فيه أن الحديث إذا صحَّ، وجب اعتقاد ما جاء فيه.
وتأتي أهمية هذا المبحث أنّه ردٌّ على الذين لا يأخذون بخبر الواحد في أمور العقيدة، وبين الباحث أن قولهم كذا يستلزم رد مئات الأحاديث الصحيحة، وأنّه قولٌ مُبْتَدَعٌ في الدين، ليس عليه دليلٌ ولا برهانٌ.
المبحث الرّابع: بينتُ فيه أن النّبيّ صلّى الله عليه وسلم أخبر أمته عما كان وما يكون إلى قيام السّاعة، ومن ذلك أشراط السّاعة الّتي نالت من ذلك النصيب الأوفر، ولذلك جاءت أحاديث أشراط السّاعة كثيرة جدًّا، ورُوِيَت بألفاظ مختلفة.
المبحث الخامس: تحدث الباحث فيه عن علم قيام السّاعة، وبين الباحث فيه أن علمها ممَّا استأثر الله تعالى به، وذكر الباحث الأدلَّة في ذلك، ثمّ رددتُ على مَنْ قال بأن النّبيّ صلّى الله عليه وسلم يعلم وقتها، وكذلك على مَنْ قال بتحديد عمر الدنيا، وبين الباحث أنَّ هذا القول مصادمٌ للقرآن والسُّنَّة، وذكر الباحث طائفة من أقوال العلماء في الرَّدَّ على مثل هذه الأقوال.
المبحث السّادس: تحدث الباحث فيه عن قرب السّاعة، وأنّه لم يبقَ مِن الدنيا إِلَّا القليل بالنسبة إلى ما مضى من عمرها.
- وأمّا الباب الأوّل، فيشتمل على ثلاثة فصول:
الفصل الأوّل: تحدث الباحث فيه عن تعريف معنى الشرط في اللُّغة والاصطلاح، وكذلك معنى السّاعة في اللُّغة والاصطلاح الشرعي، وبينتُ فيه أن السّاعة جاءت على ثلاث معان:
١- السّاعة الصغرى.
٢- السّاعة الوسطى.
٣- السّاعة الكبرى.
الفصل الثّاني: تحدث الباحث فيه عن أقسام أشراط السّاعة، وأنّها تنقسم إلى قسمين:
١- أشراط صغرى.
٢- وأشراط كبرى.
وعرَّف الباحث كلّ قسمٍ، وذكر أن بعض العلماء قسَّمها من حيث ظهورُها إلى ثلاثة أقسام:
١- قسم ظهر وانتهى.
٢- قسم ظهر ولا زال يكثر ويتتابع.
٣- قسم لم يظهر إلى الآن.
*الفصل الثّالث: تحدث الباحث فيه عن أشراط السّاعة الصغرى، وهي:
١- بعثة النّبيّ صلّى الله عليه وسلم.
٢- موته صلّى الله عليه وسلم.
٣- فتح بيت المقدس.
٤- طاعون عمواس.
٥- استفاضة المال والاستغناء عن الصَّدقة.
٦- ظهور الفتن.
٧- ظهور مدَّعي النبوَّة.
٨- انتشار الأمن.
٩- ظهور نار الحجاز.
١٠- قتال الترك.
١١- قتال العجم.
١٢- ضياع الأمانة.
١٣- قبض العلم وظهور الجهل.
١٤- كثرة الشرط وأعوان الظلمة.
١٥- انتشار الزِّنا.
١٦- انتشار الرِّبَا.
١٧- ظهور المعازف واستحلالها.
١٨- كثرة شرب الخّمْرِ واستحلالها.
١٩- زخرفة المساجد والتباهي بها.
٢٠- التطاول في البنيان.
٢١- ولادة الأُمَّة لربتها.
٢٢- كثرة القتل.
٢٣- تقارب الزّمان.
٢٤- تقارب الأسواق.
٢٥- ظهور الشرك في هذه الأمة.
٢٦- ظهور الفُحش وقطيعة الرّحم وسوء الجوار.
٢٧- تشَبُّب المشيخة.
٢٨- كثرة الشُّح.
٢٩- كثرة التجارة.
٣٠- كثرة الزلازل.
٣١- ظهور الخسف والمسخ والقذف.
٣٢- ذهاب الصالحين.
٣٣- ارتفاع الأسافل.
٣٤- أن تكون التحيَّة للمعرفة.
٣٥- التماس العلم عند الأصاغر.
٣٦- ظهور الكاسيات العاريات.
٣٧- صدق رؤيا المؤمّن.
٣٨- كثرة الكتابة وانتشارها.
٣٩- التهاون بالسنن الّتي رغَّب فيها الإسلام.
٤٠- انتفاخ الأهلَّة.
٤١- كثرة الكذب وعدم التثبُّت في نقل الأخبار.
٤٢- كثرة شهادة الزور وكتمان شهادة الحق.
٤٣- كثرة النِّساء وقلة الرجال.
٤٤- كثرة موت الفجأة.
٤٥- وقوع التناكر بين النَّاس.
٤٦- عود أرض العرب مروجًا وأنّهارًا.
٤٧- كثرة المطر وقلة النبات.
٤٨- حَسْر الفرات عن جبل من ذهب.
٤٩- كلام السِّباع والجمادات للإِنس.
٥٥- تمنِّي الموت من شدة البلاء.
٥١- كثرة الروم وقتالهم للمسلمين.
٥٢- فتح القسطنطينية.
٥٣- خروج القحطاني.
٥٤- قتال اليهود.
٥٥- نفي المدينة لشرارها ثمّ خرابها.
٥٦- ظهور الريح الّتي تقبض أرواح المؤمنين.
٥٧- استحلال البيت الحرام وهدم الكعبة.
- أمّا الباب الثّاني؛ فالحديث فيه عن أشراط السّاعة الكبرى، ويشتمل على تمهيد وتسعة فصول:
والتمهيد: يشتمل على مبحثين:
الأوّل: ترتيب أشراط السّاعة الكبرى.
والثّاني: تتابع أشراط السّاعة الكبرى.
وأمّا الفصول؛ فهي:
الفصل الأوّل: تحدثت فيه عن ظهور المهدي.
ويشتمل الكلام فيه على اسمه، وصفته، ومكان خروجه، ثمّ ذكر الباحث الأدلَّة من السنة على ظهوره، سواء ما كان فيه النصُّ عليه أو ذكر صفته، وذكر الباحث أيضًا ما ورد في الصحيحين من الأحاديث الّتي تشتمل على صفة المهدي، وإن لم يردّ ذكر اسمه.
ثمّ ذكر الباحث كلام العلماء على تواتر أحاديث المهدي، وأعقبتُ ذلك بذكر الكتب الّتي صُنِّفتْ فيه، مع ذكر مؤلِّفيها من العلماء.
ثمّ تعرض الباحث لذكر مَنْ أنكر ظهور المهدي، والرد عليه.
ثمّ تكلم الباحث على حديث: )لا مهدي إِلَّا عيسى بن مريم(، وبين الباحث أنّه لا يصلح حجة لمن أنكر ظهور المهدي.
وأمّا الفصل الثّاني؛ فتحدث الباحث فيه عن المسيح الدجَّال.
وكان الكلام فيه على معنى لفظي المسيح والدجَّال.
ثمّ ذكر الباحث صفة الدجَّإل، والأحاديث الواردة في ذلك.
ثمّ الكلام على حياة الدجَّال؛ هل هو حيٌّ أم لا؟
واستلزم ذلك الحديث عن ابن صيَّاد، فذكر الباحث نبذة عن حياته، واسمه، وأحواله، وامتحان النّبيّ صلّى الله عليه وسلم، والاشتباه في أمره، ثمّ وفاته، ثمّ تكلمتُ عن اختلاف العلماء فيه؛ هل هو الدجَّال الأكبر أم لا؟ فذكر الباحث كلام الصّحابة أوَّلًا، وما ورد من الأحاديث في ذلك، ثمّ ذكر الباحث أقوال العلماء في ابن صيَّاد، ورددتُ على مَنْ قال: إن ابن صيَّاد خرافة جازت على بعض العقول! وبين الباحث أنّه حقيقة بالأدلَّة الصحيحة من السنة.
ثمّ تحدث الباحث عن مكان خروج الدجَّال، وأن الدَّجَّال يدخل جميع البلدان ما عدا مكّة والمدينة.
ثمّ ذكر الباحث أتباع الدَّجَّال، وفتنته.
ثمّ رد الباحث على مَنْ أنكر ظهور الدجَّال، وبين الباحث أن ما يُعطاه من الخوارق أمور حقيقية.
وتحدث الباحث كذلك عن كيفية الوقاية من فتنة الدجَّال، وما يجب على المسلم أن يتسلَّح به حتّى ينجو من هذه الفتنة العظيمة.
ثمّ الكلام على الحكمة في عدم ذكر الدجَّال في القرآن صراحةً.
ثمّ ختم الحديث عن الدجَّال بذكر كيفية هلاكه والقضاء على فتنته.
وأمّا الفصل الثّالث، فكان الحديث فيه عن نزول عيسى عليه السّلام آخر الزّمان؛ إمامًا مقسطًا، وحكمًا عادلًا.
وقبل الكلام على نزوله تحدث الباحث عن صفته الّتي جاءت بها الروايات الصحيحة، مع ذكر هذه الروايات.
ثمّ تحدث الباحث عن صفة نزوله عليه السّلام، وموضع نزوله.
ثمّ ذكر الباحث أقوالَ العلّماءِ الَّذينَ نَصُّوا على تواتُرِ الأحاديثِ الواردةِ في نُزولِ عيسى عليهِ السَّلامُ، وأنَّ نزولَه آخر الزَّمان ذَكَرَهُ طائفةٌ مِن العلماء في عقيدة أهل السنَّة والجماعة.
ثمّ ذكر الباحث أدلةَ نزوله من الكتاب والسُّنَّة؛ علامةً على قرب السّاعة، فبدأت بأدلَّة نزوله من القرآن الكريم، مع ذكر كلام المفسِّرين في ذلك، ثمّ ذكر الباحث الأحاديث الدَّالة على نزوله، وأنّها متواترة لا يجوز ردُّها، بل يجب الإِيمان بها.
ثمّ ذكر الباحث الحكمة في نزوله عليه السّلام دون غيره من الأنبياء عليهم السّلام، وبينتُ أنّه ينزل حاكمًا بشريعة الإسلام لا ناسخًا لها، مع ذكر الأدلَّة على ذلك.
وتحدث الباحث كذلك عن عهد عيسى عليه السّلام، وأنّه عصرُ أمن وسلام، تنزل السَّماء فيه بركاتها، وتُخْرِج الأرض خيراتها.
ثمّ ختم الباحث الكلام فيه ببيان مدة. بقائه بعد نزوله، ثمّ وفاته عليه السّلام. وأمّا الفصل الرّابع؛ فهو عن ظُهور يأجوج ومأجوج، وقد بدأتُ بالحديث عن اشتقاق لفظتي (يأْجوج) و (مأجوج)، ثمّ تكلَّمتُ عن أصلهم، وبين الباحث أنّهم مِن ذُرَّيَّةِ آدم عليهِ السّلام، ثمّ ذكر الباحث صفتَهم، وكيفية خروجهم، مع ذكر الأدلَّة من الكتاب والسنَة على ثبوت ظهورِهم في آخر الزّمان، ثمّ تحدث الباحث عن سدِّ يأجوج ومأجوج، وأن هذا السدَّ غير معروف مكانه، وبين الباحث أن الأدلَّةَ تدلُّ على أنَّه لم يندكَّ إلى الأن، ورددتُ على مَنْ قال؛ إنّه قد اندكَّ، وإن يأجوج ومأجوج قد خرجوا، وإنهم التَّتار الذين ظهروا في القرن السابع الهجري.
وأمّا الفصل الخامس؛ فكان عن الخسوفات الثّلاثة، وهي خسفٌ بالمشرق، وخسفٌ بالمغرب، وخسفٌ في جزيرة العرب.
تحدث الباحث أوَّلًا عن معنى الخسف، ثمّ بين الباحث أن هذه الخسوفات الثّلاثة من أشراط السّاعة الكبرى، وأنّها لم تقع إلى الآن، وأمّا ما وقع من بعض الخسوفات، فإنّما هي خسوفات جزئية، ذكرتها في أشراط السّاعة الصغرى.
وأمّا الفصل السّادس؛ فكان الحديث فيه عن الدُّخان.
ذكر الباحث أوَّلًا الأدلَّة من القرآن الكريم على ثبوت ظهوره، وذكر الباحث كذلك أقوال العلماء في هذا الدُّخان: هل وقع أم لا؟ مع بيان الراجح، ثمّ ذكر الباحث الأدلَّة من السنة المطهرة.
وأمّا الفصل السابع؛ فتحدث الباحث فيه عن طلوع الشّمس من مغربها.
ذكر الباحث أوَّلًا الأدلة من القرآن الكريم، مع ذكر بعض أقوال المفسرين، ثمّ الأدلَّة من السنة، ثمّ مناقشة الشّيخ محمّد رشيد رضا في ردَّه لحديث أبي ذرًّ رضي الله عنه في سجود الشّمس.
ثمّ بين الباحث أنّه بعد طلوع الشّمس من مغربها لا يقبل الإِيمان، ولا التوبة، بل يختم على الأعمال، ورددتُ على مَنْ قال بخلاف ذلك بالأدلَّة الصحيحة.
وأمّا الفصل الثّامن؛ فتكلم الباحث فيه عن خروج دابَّة الأرض.
وذكر الباحث أوَّلًا الأدلة من القرآن الكريم، ثمّ الأدلَّة من السنة الشريفة.
ثمّ تحدث الباحث عن مكان خروج هذه الدَّابَّة.
ثمّ ذكر الباحث الأقوال في نوع هذه الدابَّة، مع ذكر الراجح.
ثمّ ذكر عمل هذه الدَّابَّة إذا ظهرت.
وأمّا الفصل التّاسع؛ فهو عن ظهور النّار الّتي تَحْشُرُ النَّاس.
تحدث الباحث عن مكان خروجها، والأدلَّة على ذلك، ثمّ كيفيَّة حشرها للناس، مع ذكر الأدلَّة أيضًا.
ثمّ تكلَّم عن الأرض الّتي يحشر النَّاس إليها، ثمّ ذكر الباحث فضل أرض الشّام، والأحاديث الدالة على الترغيب في سكناه، والرد على من أنكر أن تكون أرض الشّام هي أرض المحشر.
ثمّ بين الباحث أن هذا الحشر المذكور في الأحاديث يكون في الدنيا قبل يوم القيامة، وذكر الباحث خلاف العلماء في ذلك، وبيان الراجح من الأقوال.
- الخاتمة: ذكر الباحث فيها أهم النتائج الّتي توصلتُ إليها.
واشتملت على أهم نتائج البحث، وهي:
١- أن الإِيمان بأشراط السّاعة من الإِيمان بالغيب الّذي لا يتم إيمان المسلم إِلَّا بالإِيمان به.
٢- أن الإِيمان بأشراط السّاعة داخلٌ في الإِيمان باليوم الآخر.
٣- أن ما ثبت عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم من الأخبار سواء كانت متواترة أو آحادًا يجب الإِيمان بها وقبولها، ولا يجوز ردُّها، فالعقائد تثبت بالخبر الصّحيح، ولو كان آحادًا.
٤- أن الرسول صلّى الله عليه وسلم قدْ أخبر أمته بما كان وما يكون إلى أن تقوم السّاعة، وقد نالت أشراط السّاعة من أخباره النصيب الأوفر.
٥- أن علم السّاعة ممّا استأثر الله تعالى به، فلم يُطْلع عليه مَلَكًا مقرَّبًا ولا نبيًّا مرسلًا.
٦- لم يثبت حديثٌ صحيح في تحديد عمر الدُّنيا.
٧- أن أشراط السّاعة الصغرى ظهر كثيرٌ منها ولم يبق إِلَّا القليل.
٨- أن المراد بظهور أشراط السّاعة الصغرى ظهورًا كليًّا هو استحكام ظهور كلّ العلّامة حتّى لا يبقى ما يقابلها إِلَّا في النادر.
٩- ليس معنى كون الشيء من أشراط السّاعة أن يكون ممنوعًا، بل أشراط السّاعة تشتمل على المحرَّم والواجب والمباح والخير والشر.
١٠- لم يظهر إلى الآن شيء من أشراط السّاعة الكبرى.
١١- إذا ظهر أول أشراط السّاعة الكبرى؛ تتابعت الآيات كتتابع الخرز في النظام؛ يتبع بعضها بعضًا.
١٢- أن ما ظهر من أشراط السّاعة هي معجزات للنبي صلّى الله عليه وسلم، وعَلَم من أعلام نبوته، حيث أخبر عن أشياء بأنها ستقع، فوقعت كما أخبر.
١٣- أن ظهور كثير من أشراط السّاعة دليلٌ على خراب هذا العالم، وأنه قد قَرُبت نهايته، فهي كعلامات الموت الّتي تظهر على المحتضر.
١٤- أن باب التوبة مفتوح ما لم تطلع الشّمس من مغربها، فإذا طلعت؛ قفل إلى يوم القيامة.
١٥- أن طلوع الشّمس من مغربها ليس هو قيام السّاعة، بل يكون بعدها شيءٌ من أمور الدُّنيا؛ كالبيع، والشراء، ونحوهما.
١٦- أن آخر أشراط السّاعة الكبرى هو خروج النّار الّتي تحشر النَّاس إلى الشّام، وهذا الحشر يكون في الدُّنيا قبل يوم القيامة.
١٧-أن السّاعة لا تقوم إِلَّا على شرار النَّاس.
ونسأل الله العظيم، ربَّ العرش العظيم، أن يجعلنا من الآمنين يوم الفزع الأكبر، وممَّن يُظلِّهُمُ في ظلِّه يوم لا ظلَّ إلا ظلُّه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
المراجع:
أشراط الساعة لمؤلفه: يوسف بن عبد الله بن يوسف الوابل، دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع، المملكة العربية السعودية، ط3، ١٤١١ هـ- ١٩٩١ م.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد