فوائد من الشرح الممتع للعثيمين: المجلد الخامس


 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

 

هذه فوائد مختصرة، منتقاة من المجلد الخامس من الشرح الممتع على زاد المستقنع، للعلامة محمد بن صالح العثيمين، رحمه الله، أسأل الكريم أن ينفع بها الجميع.

كتاب: اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم، لشيخ الإسلام ابن تيمية:

• شيخ الإسلام ابن تيمية... كتابه الذي هو أفيد ما يكون، ولا سيما في الوقت الحاضر *اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم*.

المسافر وصلاة الجمعة:

• المسافر لا جمعة عليه، ودليل ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم في أسفاره لم يكن يصلي الجمعة مع أن معه الجمع الغفير، وإنما يصلي ظهرًا مقصورة....فإذا صلى الإنسان الجمعة وهو في السفر، فصلاته باطلة، وعليه أن يعيدها ظهرًا مقصورة.

• أما المسافر في بلد تقام فيه الجمعة، كما لو مرَّ إنسان في السفر ببلد، ودخل فيه ليقيل، ويستمر في سيره بعد الظهر فإنها تلزمه الجمعة.

صلاة المرأة الظهر يوم الجمعة:

• نقول للمرأة: الأفضل أن تصلي الظهر في أول الوقت، ولو قبل صلاة الإمام، لأن الصلاة في أول الوقت أفضل من الصلاة في آخر الوقت.

العدد الذي يشترط لإقامة الجمعة:

• القول الرابع: يشترط أن يكونوا ثلاثة: خطيب، ومستمعان....وهذا القول قوي، وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.

يخطب خطيب الجمعة بلغة القوم الذي يخطب فيهم:

• إذا كان يخطب قي عرب، فلا بد أن تكون بالعربية.

• إذا يخطب في غير عرب، فقال بعض العلماء: لا بد أن يخطب أولًا بالعربية، ثم يخطب بلغة القوم الذي عنده. وقال آخرون: لا يشترط أن يخطب بالعربية، بل يجب أن يخطب بلغة القوم الذي يخطب فيهم، وهذا هو الصحيح.

• إذا مرَّ بالآية فلا بد أن تكون بالعربية، لأن القرآن لا يجوز أن يغير عن اللغة العربية.

فائدة تقصير خطبة الجمعة:

• في تقصير الخطبة فائدتين:

1- ألا يحصل الملل للمستمعين، لأن الخطبة إذا طالت لاسيما إذا كان الخطيب يلقيها إلقاءً عابرًا لا يحرك القلوب... فإن الناس يملون ويتعبون.

2- أن ذلك أوعى للسامع، أي: أحفظ للسامع لأنها إذا طالت أضاع آخرها أولها.

• أحيانًا تستدعى الحال التطويل، فإذا أطال الإنسان أحيانًا لاقتضاء الحال ذلك، فإن هذا لا يخرجه عن كونه فقهيًا، وذلك لأن الطول والقصر أمر نسبي.

مناسبة القراءة في صلاة الجمعة بسورة الجمعة، وسورة المنافقون:

• أما سورة الجمعة فالمناسبة أظهر من الشمس لأن فيها ذكر الأمر بالسعي إلى صلاة الجمعة وأيضًا ذكر الله فيها الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها أي لم يعملوا بها أن مثلهم كمثل الحمار، ففيه تحذير للمسلمين أن يتركوا العمل بالقرآن فيصيروا مثل اليهود أو أخبث.

•أما المنافقون فالمناسبة ظاهرة أيضًا من أجل أن يصحح الناس قلوبهم ومسارهم إلى الله تعالى كل أسبوع، فينظر الإنسان في قلبه، هل هو من المنافقين أو من المؤمنين؟ فيحذر ويطهر قلبه من النفاق وفيه أيضًا فائدة أخرى أن يقرع أسماع الناس التحذير من المنافقين كل جمعة.

السنة قبل صلاة الجمعة:

• ليس للجمعة سنة قبلها... فيصلي ما شاء بغير قصد عدد، فيصلي ركعتين أو ما شاء، لكن إذا دخل الإمام أمسك.

السنة بعد صلاة الجمعة:

• الأولى للإنسان فيما أظنه راجحًا أن يصلي أحيانًا أربعًا، وأحيانًا ركعتين.

الاغتسال للجمعة:

• قول المؤلف: يسن أن يغتسل، هو المذهب، وعليه جمهور العلماء، وذهب بعض أهل العلم إلى أن الاغتسال واجب، وهذا القول هو الصحيح.

• يكون ابتداء الاغتسال من طلوع الشمس، وهذا أحوط... وينتهي وقت الاغتسال بوجوب السعي إلى الجمعة.

تخطى رقاب الناس في خطبة الجمعة وغيرها:

• الصحيح أن تخطي الرقاب حرام في الخطبة وغيرها... ولا سيما إذا كان أثناء الخطبة، لأن فيه أذية للناس، وإشغالًا لهم عن استماع الخطبة، إشغال لمن باشر تخطى رقبته، وإشغال لمن يراه ويشاهده، فتكون المضرة به واسعة.

من تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته:

• من فُتن والعياذ بالله وصار يتتبع عورات الناس ويبحث عنها وإذا رأى شيئًا يحتمل الشر ولو من وجه بعيد طار به فرحًا ونشره، فليبشر بأن من تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته فضحه ولو في جحر بيته.

تحية المسجد:

• الذي ترجح عندي أخيرًا أن تحية المسجد سنة مؤكدة، وليست بواجبة.

الأعياد:

• ليس في الإسلام عيد سوى هذه الأعياد الثلاثة: الفطر، والأضحى، والجمعة، فليس فيه عيد بمناسبة مرور ذكرى غزوة بدر... ولا غيرها من الغزوات... ناهيك عما يقام من الأعياد لانتصارات وهمية.

• إني أعجب لقوم يجعلون أعيادًا للهزائم ذكرى يوم الهزيمة أو ذكرى احتلال العدو البلد الفلاني، لأنهم لما حصل لهم شيء من البعد عن دين الإسلام صاروا حتى في تصرفهم يتصرفون تصرف السفهاء.

• ليس هناك أعياد لمناسبة ولادة أحد من البشر، حتى النبي عليه الصلاة والسلام لا يشرع العيد لمناسبته، وهو أشرف بني آدم فما بالك بمن دونه؟!

• كل من أقام عيدًا لأي مناسبة سواء كانت هذه المناسبة انتصارًا للمسلمين في عهد النبي عليه الصلاة والسلام أو انتصارًا لهم فيما بعد أو انتصار قومية فإنه مبتدع.

حكم صلاة العيدين:

• صلاة العيدين... القول الثالث: أنها فرض عين على كل أحد... ومن تخلف فهو آثم، وإلى هذا ذهب أبو حنيفة واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله... وهذا عندي أقرب الأقوال، وهو الراجح.

التكبيرات الزوائد:

• يكبر تكبيرة الإحرام، ثم يستفتح بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم... فإذا استفتح... فإنه يكبر ست تكبيرات... فالاستفتاح إذًا مقدم التكبيرات الزوائد... ويكبر في الركعة الثانية قبل القراءة خمس تكبيرات، ليست منها تكبيرة القيام.

• الصواب أنه يرفع يديه مع كل تكبيرة، وفي تكبيرات الجنازة أيضًا.

خطبتا العيد لا يجب حضورهما:

• خطبتا العيد لا يجب الحضور إليهما، بل للإنسان أن ينصرف من بعد الصلاة فورًا لكن الأفضل أن يبقى لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إنا نخطب فمن أحبَّ أن يجلس للخطبة فليجلس، ومن أحبّ أن يذهب فليذهب" وإذا بقي حرم عليه الكلام.

مصلى العيد مسجد له أحكام المساجد:

• مصلى العيد مسجد ودليل ذلك: أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر النبي النساء أن يخرجن إلى صلاة العيد، وأمر الحيض أن يعتزلن المصلى. والمرأة لا تعتزل إلا المسجد.

• مصلى العيد مسجد له أحكام المساجد، وأنه إذا دخله الإنسان لا يجلس حتى يصلى ركعتين وأنه لا نهي عنهما بلا إشكال.

• السنة للإمام أن لا يأتي إلا عند الصلاة، وينصرف إذا انتهت فلا يتطوع قبلها ولا بعدها اقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم.

التكبير المطلق والمقيد:

• التكبير ينقسم إلى قسمين فقط: 1- مطلق. 2- مطلق ومقيد. فالمطلق: ليلة عيد الفطر وعشر ذي الحجة إلى فجر يوم عرفة. والمطلق والمقيد: من فجر يوم عرفة إلى غروب الشمس من آخر يوم من أيام التشريق.

• القول الراجح أن هذا التكبير المقيد يسقط بطول الفصل.

فرح الموفق وفرح الغافل بعيد الفطر:

• الموفق يفرح بعيد الفطر، لأنه تخلص به من الذنوب حيث قد يغفر له ما تقدم من ذنبه، والغافل يفرح بعيد الفطر، لأنه تخلص من الصوم الذي يجد فيه العناء والمشقة، وفرق بين الفرحتين.

التعريف عشية عرفة:

• التعريف عشية عرفة بالأمصار أنهم يجتمعون آخر النهار في المساجد على الذكر والدعاء تشبهًا بأهل عرفة. الصحيح أن هذا فيه بأس وأنه من البدع.

• إن صحّ عن ابن عباس فلعله فعله على نطاق ضيق مع أهله وهو صائم في ذلك اليوم، ودعاء الصائم حري بالإجابة، فلعله جمع أهله ودعا عند غروب الشمس.

لا يصلى للكسوف حتى يرى بالعين:

• إذا قال الفلكيون: إنه سيقع كسوف أو خسوف فلا نصلي حتى نراه رؤية عادية لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "إذا رأيتم ذلك فصلوا" أما إذا منَّ الله علينا بأن صار لا يرى في بلدنا إلا بمكبر أو نظارات فلا نصلي.

حكم صلاة الكسوف:

أفادنا المؤلف رحمه الله بقوله: *تسن* أن صلاة الكسوف سنة ليست فرض عين ولا فرض كفاية... قال بعض أهل العلم: إنها واجبة... قال ابن القيم... وهو قول قوي، أي القول بالوجول، وصدق رحمه الله لأن الرسول عليه الصلاة والسلام أمر بها وخرج فزعًا.

• القول بالوجوب أقوى من القول بالاستحباب وإذا قلنا بالوجوب الظاهر أنه على الكفاية.

الأفضل أن تصلى صلاة الكسوف في الجوامع:

• الأفضل أن يصلوها في الجوامع، لأن النبي عليه الصلاة والسلام صلاها في مسجد واحد ودعا الناس إليها ولأن الكثرة في الغالب تكون أدعى للخشوع وحضور القلب، ولأنها أي: الكثرة أقرب إلى إجابة الدعاء.

خطبة الكسوف:

• قال بعض العلماء: يسن لها خطبة واحدة، وهذا مذهب الشافعي وهو الصحيح.

إذا لم يعلم بالكسوف إلا بعد زواله:

• إذا لم يعلم بالكسوف إلا بعد زواله فلا يقضى، لأننا ذكرنا قاعدة مفيدة وهي (أن كل عبادة مقرونة بسبب إذا زال السبب زالت مشروعيتها) فالكسوف مثلًا إذا تجلت الشمس أو تجلى القمر، فإنها لا تعاد، لأنها مطلوبة لسبب وقد زال.

بما تدرك الركعة في صلاة الكسوف:

• هل تدرك الركعة بالركوع الثاني؟ الجواب: لا تدرك به الركعة، وإنما تدرك الركعة بالركوع الأول، فعل هذا لو دخل مسبوق مع الإمام بعد أن رفع رأسه من الركوع الأول فإن هذه الركعة تعتبر قد فاتته فيقضيها.

الصلاة لكل آية تخويف:

• هذه المسألة اختلف فيها العلماء على أقوال ثلاثة:

الأول: لا يصلى لأي آية تخويف إلا الزلزلة.

القول الثاني: لا يصلي إلا للشمس والقمر.

القول الثالث: يصلى لكل آية تخويف... وهذا الأخير هو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية له قوة عظيمة وهو الراجح.

المناداة للصلاة:

• المذهب يرون أنه ينادي للكسوف، والعيد، والاستسقاء، ولكن ما ذكره الأصحاب في المناداة للعيد والاستسقاء، ضعيف جدًا... فالنداء لصلاة الاستسقاء والعيد لا يصح أثرًا ولا نظرًا.

الجنائز:

• الجنائز: جمع جنازة، وهي بفتح الجيم وكسرها، بمعنى واحد، وقيل بالفتح اسم للميت، وبالكسر اسم لما يحمل عليه الميت، فإذا قيل جَنازة أي ميت، وإذا قيل جِنازة أي نعش. وهذا تفريق دقيق.

تذكر الموت:

• ينبغي للإنسان أن يتذكر دائمًا الموت لا على أساس الفراق للأحباب... لأن هذه نظرة قاصرة ولكن على أساس فراق العمل والحرث للآخرة فإنه إذا نظر هذه النظرة استعد وزاد في عمل الآخرة وإذا نظر النظرة الأولى حزن وساءه الأمر.

• الإنسان... إذا تذكر الموت، ليستعد له ويعمل للآخرة، فهذا لا يزيده حزنًا، وإنما يزيده إقبالًا على الله عز وجل، وإذا أقبل الإنسان على ربه فإنه يزداد صدره انشراحًا، وقلبه اطمئنانًا.

عيادة المريض:

• قول المؤلف: عيادة المريض، ولم يقل زيارة، لأن الزيارة للصحيح، والعيادة للمريض...أما المرض فالمراد من مرض مرضًا يحبسه عن الخروج مع الناس، فأما إذا كان لا يحبسه فإنه لا يحتاج إلى عيادة، لأنه يشهد الناس ويشهدونه.

• وتشمل عيادة المريض القريب والبعيد، أي: القريب لك بصلة قرابة، أو مصاهرة، أو مصادقة، والبعيد للعموم... ولكن كلما كانت الصلة أقوى كانت العيادة أشد إلحاحًا وطلبًا.

• عيادة المريض إذا تعينت برًا أو صلة رحم صارت واجبة لا من أجل المرض، ولكن من أجل القرابة، فلا يمكن أن نقول لشخص مرض أبوه: إن عيادة أبيك سنة، بل واجبة، لأنها يتوقف عليها البر، وكذا عيادة الأخ.

• عيادة المريض مع كونها من أداء الحقوق على المسلم لأخيه ففيها جلب مودة وألفة لا يتصورها إلا من مرض ثم عاده إخوانه، فإنه يجد من المحبة لهؤلاء الذين عادوه شيئًا كثيرًا، فتجده يتذوقها، ويتحدث بها كثيرًا، ففيها مع الأجر تثبيت الألفة بين المسلمين.

تغميض الميت:

• الإنسان إذا مات شخص بصره، أي: انفتح يتبع روحه أين تذهب... فيسن تغميضه... لدفع تشويه الميت، لأنه إذا كان البصر شاخصًا ففيه تشويه، فالذي ينظر إليه يجده مشوهًا، ففي تغميضه إزالة لهذا التشويه.

الإسراع بتجهيز الميت إذا تحقق موته:

• الميت إذا كان من أهل الخير، فإنه يود أن يدفن سريعًا، لأنه يبشر بالجنة عند موته، نسأل الله أن يجعلنا منهم، وإذا خُرج به من بيته تقول نفسه: قدموني تحُثهم أن يوصلوها إلى القبر.

• بهذا التقرير نعلم خطأ ما يفعله بعض الناس اليوم يؤخرون الميت حتى يأتي أقاربه، وأحيانًا يكون أقاربه خارج المملكة في أوربا أو غيرها، فينتظرون به يومًا، أو يومًا وليلة من أجل حضور الأقارب، وهذا في الحقيقة جناية على الميت.

ييمم الميت إذا تعذر تغسيله:

• متى تعذر غسل الميت فإنه يمم، وتعذره له صور منها: أن تموت امرأة بين رجال ليس معهم من يصح أن يغسلها، أو رجل بين نساء ليس فيهن من يصح أن يغسله ومنها: لو عدم الماء بأن مات ميت في البر، ومنها: لو تعذر تغسيله لكونه محترقًا.

• يضرب رجل أو امرأة التراب بيديه، ويمسح بهما وجه الميت وكفيه.

مكان وقوف صلاة من قربوا الجنازة إلى الإمام:

• الذين قربوا الجنازة إلى الإمام... إن كان لهم مكان في الصف الأول صفوا في الصف الأول، وإن لم يكن لهم مكان صفوا بين الإمام والصف الأول... ثم إن قدر أن المكان ضيق... فإنهم يصفون عن يمينه وعن شماله وليس عن اليمين فقط.

لا يشترط أن يكون رأس الميت عن يمين الإمام:

• لا يشترط أن يكون رأس الميت عن يمين الإمام، فيجوز أن يكون عن يسار الإمام ويمينه، خلافًا لما يعتقد بعض العامة أنه لا بد أن يكون عن يمينه.

من دخل مع الإمام في التكبيرة الثالثة من صلاة الجنازة:

• إذا دخل مع الإمام في التكبيرة الثالثة هل يقرأ الفاتحة، أو يدعو للميت، لأن هذا مكان الدعاء؟ الجواب: الظاهر لي: أنه يدعو للميت.

إذا انتهى المأموم من قراءة الفاتحة قبل تكبيرة الإمام للثانية في صلاة الجنازة:

إذا انتهى المأموم من قراءة الفاتحة قبل تكبيرة الإمام للثانية فإنه يقرأ سورة أخرى، لأن ذلك قد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم.

من فاتته صلاة الجنازة:

• يصلي على القبر إن كانت دفنت... وإذا اجتمعت عدة قبور لم يصل عليها، فإن كانت كلها بين يديه فيصلي عليها جميعًا صلاة واحدة. وإلا فيصلى على كل قبر.

الصلاة على الغائب:

• هذه المسألة اختلف العلماء على أقوال ثلاثة:

القول الأول: أنه يصلى على كل غائب.

القول الثاني: يصلى على الغائب إذا كان فيه غناء للمسلمين أي منفعة.

القول الثالث لا يصلى على الغائب إلا على من لم يصلَّ عليه... وهذا القول أقرب إلى الصواب.

حمل الجنازة على الأعناق:

• حمل الجنازة بالسيارة لا ينبغي إلا لعذر كبعد المقبرة، أو وجود رياح، أو أمطار، أو خوف، ونحو ذلك، لأن الحمل على الأعناق هو الذي جاءت به السنة، ولأنه أدعى للاتعاظ والخشوع.

تغطية نعش المرأة، وتغطية قبرها عند دفنها:

هل ينبغي أن يوضع على النعش *مكبة* أو لا؟ والمكبة مثل الخيمة أعواد مقوسة توضع على النعش، ويوضع عليها ستر، الجواب: إن كانت أنثى فنعم، وقد استحبه كثير من العلماء، لأن ذلك أستر لها.

• يغطي قبر المرأة فقط عند إدخالها القبر من أجل ألا ترى المرأة، وذلك أستر لها.

تلقين الميت بعد الدفن، أو قراءة سورة *يس*:

• تلقين الميت بعد الدفن لم يصح الحديث فيه، فيكون من البدع.

• مسألة مهمة: قراءة *يسن* على الميت بعد دفنه بدعة.

زيارة المرأة للقبور:

• الصحيح أن زيارة المرأة للقبور من كبائر الذنوب، ودليل ذلك... أن النبي صلى الله عليه وسلم: "لعن زائرات القبور".

التعزية:

• التعزية: هي التقوية، بمعنى تقوية المصاب على تحمل المصيبة... قال العلماء: إذا أصيب الإنسان ونسي مصيبته لطول الزمن، فإننا لا نعزيه، لأننا إذا عزيناه بعد طول الزمن، فهذا يعني أننا جددنا عليه المصيبة والحزن.

القانط:

• القانط: هو المستبعد لرحمة الله، وهذه حال تعتري الإنسان، فيستبعد رحمة الله عز وجل، لأنه يرى ذنوبه كثيرة، ويرى الفساد منتشرًا، فيقول: بعيد أن الله يرحمنا، وهذا خطأ.

تنزيه الله جل وعلا:

• تنزيه الله يكون بأمور ثلاثة:

الأول: تنزيهه عن كل عيب.

الثاني: تنزيهه عن كل نقص في صفات كماله.

الثالث: تنزيهه عن مماثلة المخلوقين.

إحياء طلبة العلم للسن المهجورة:

• السنن الميتة أي المهجورة ينبغي لطلبة العلم أن يحيوها، لكن إذا خافوا استنكار الناس لها، فليمهدوا لها أولًا، لا سيما إذا كان طالب العلم صغيرًا لا يُتهم بكلامه وينتقد فهذا ينبغي أن يمهد أولًا لأجل أن يروض أفكار الناس على قبول هذا الشيء.

*فيه نظر*:

• إذا قال العلماء: *فيه نظر*، فيعنون أنه غير مسلم، والعلماء يعبرون أحيانًا بقولهم: *فيه شيء*، إذا نقلوا كلام غيرهم.

الحديث الذي تثبت به الأحكام:

• الحديث الذي تثبت به الأحكام لا بد أن يكون صحيحًا وصريحًا، لأن الضعيف ليس بحجة، وكذا الصحيح غير الصريح يكون محتملًا، ومن القواعد المقررة عند العلماء في الاستدلال: *أنه إذا وجد الاحتمال سقط الاستدلال*.

عدم التضليل في المسائل التي يسوغ فيها الاجتهاد:

• المسائل الخلافية التي يسوغ فيها الاجتهاد، لا ينبغي للإنسان أن يكون فيها عنيفًا بحيث يضلل غيره، فمن رحمة الله عز وجل أنه لا يؤاخذ بالخلاف إذا كان صادرًا عن اجتهاد، فمن أصاب فله أجران، ومن أخطأ فله أجر واحد.

• أهل السنة والجماعة من هديهم وطريقتهم إلا يضللوا غيرهم ما دامت المسألة يسوغ فيها الاجتهاد.

النقاش الهادئ المفيد بين المختلفين بدون حضور الآخرين:

• لا بأس من النقاش المفيد الهادئ بين الأخوة، وأفضل أن يكون النقاش بين المختلفين في غير حضور الآخرين، لأن الآخرين قد يحملون في نفوسهم من هذا النقاش ما لا يحمله المتناقشان، فربما يؤول الأمر بينهما إلى الاتفاق.

حمل كلام الآخرين وأفعالهم على الخير:

• المشروع أن يحمل الإنسان كلام إخوانه على الخير ما وجد له محملًا، فمتى وجدت محملًا للخير فاحمله على الخير، سواء في الأقوال أو الأفعال، ولا تحمله على الشر.

أسباب تعين الإنسان على يزيل ما في قلبه من الحقد على أخيه:

• أولًا: أن يذكر ما قي بقاء هذه العداوة من المآثم وفوات الخير.

ثانيًا: أن يعلم أن العفو والإصلاح فيه خير كثير للعافي وأنه لا يزيده ذلك العفو إلا عزًا.

ثالثًا: أن يعلم أن الشيطان وهو عدوه هو الذي يوقد نار العداوة والشحناء بين المؤمنين.

• فعليك أن تجاهد نفسك ولو أهنتها في الظاهر، فإنك تعزها في الحقيقة، لأن من تواضع لله رفعه، وما زاد الله عبدًا بعفو إلا بعز.

• جرب تجد أنك إذا فعلت هذا الشيء وعفوت، وأصلحت ما بينك وبين إخوانك تجد أنت تعيش في راحة وطمأنينة وانشراح صدر سرور قلب لكن إن كان في قلبك حقد عليهم أو عداوة فإنك تجد نفسك في غاية ما يكون من الغم والهم.

التواضع:

• التواضع معروف، حتى إنك ترى الرجل وتعرف أنه من المتواضعين، وترى الرجل وتعرف أنه من المتكبرين، فيكون متواضعًا للحق والخلق.

فتح القلوب بالدعوة إلى الإسلام:

• إن المسلمين لم يفتجوا البلدان إلا بعد أن فتحوا القلوب أولًا بالدعوة إلى الإسلام، وبيان محاسنه بالقول وبالفعل، وليس كزمننا اليوم نبين محاسن الإسلام بالقول إن بيناه، أما بالفعل فنسأل الله أن يوفق المسلمين للقيام بالإسلام.

أهل الذمة:

• أهل الذمة: هم الذين بقوا في بلادنا، وأعطيناهم العهد والميثاق على حمايتهم ونصرتهم بشرط أن يبذلوا الجزية. وقد كان هذا موجودًا حين كان الإسلام عزيزًا، أما اليوم فإنه غير موجود، إلا أن يشاء الله وجوده في المستقبل.

جميع الشهداء يغسلون ويكفنون ويصلى عليهم إلا شهداء المعركة:

• الصحيح أن جميع الموتى من المسلمين يغسلون ويكفنون ويصلي عليهم إلا شهداء المعركة فقط، فهؤلاء لا يغسلون ولا يكفنون ولا يصلى عليهم لأن المقصود بالصلاة الشفاعة لهم وكفى ببارقة السيوف على رؤوسهم شفاعة فيشع لهم هذا البذل الذي بذلوه.

القتال حماية للدين:

• من قاتل لوطنية أو قومية أو عصبية فليس بشهيد، ولو قتل، لكن من قاتل حماية لوطنه الإسلامي من أجل أنه وطن إسلامي، فقد قاتل حماية الدين، فيكون من هذا الوجه في سبيل الله.

• يجب علينا أن نبين لإخواننا في الجيش أنهم إنما يتأهبون للقتال لا دفاعًا عن وطنهم من أجل أنهم وطنهم، ولكن من أجل أنه وطن إسلامي يقتالون حماية الإسلام حتى يكونوا عند الموت شهداء.

الشهداء ليسوا في مرتبة واحدة:

• لا يمكن أن يساوى المقتول ظلمًا بشهيد المعركة، وإن كان يطلق عليه اسم شهيد، فالمطعون شهيد، والمبطون شهيد، والغريق شهيد، والحريق شهيد، وليس كل من أطلق عليه اسم شهيد يكون حكمه كشهيد المعركة.

• يجب ألا نظن أن الشهداء بمرتبة واحدة، وإن كانوا شهداء، فكل بمرتبته، قال تعالى: ﴿وَلِكُلّ دَرَجَٰت مِّمَّا عَمِلُواْ[الأحقاف:19].

الدين لا يسقط بالشهادة:

• الشهيد يكفر عنه كل شيء إلا الدين، لأن الدين لا يسقط بالشهادة، بل يبقى في ذمة الميت في تركته إن خلف تركة، وإلا فإنه إذا أخذه يريد أداءه أدى الله عنه.

حديث مكذوب على الرسول عليه الصلاة والسلام:

• ما يذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((احترسوا من الناس بسوء الظن)) فهذا كذب لا يصح عن النبي عليه الصلاة والسلام.

الصلاة خلف الإمام الظالم والإمام الفاسق:

• الصحابة صلوا خلف الحجاج بن يوسف، وهو من أشد الناس ظلمًا وعدوانًا، يقتل العلماء والأبرياء، وكانوا يصلون خلفه.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply