أمور مباحة أثناء الصيام


 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

 

يجب على المسلم معرفة الأمور المباحة له أثناء الصوم فأقول وبالله تعالى التوفيق: نستطيع أن نوجز الأمور المباحة في الصيام في الأمور التالية:

(1)             المضمضة والاستنشاق من غير مبالغة:

روى أبو داودَ عَنْ لَقِيطِ بْنِ صَبْرَةَ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي عَنْ الْوُضُوءِ قَالَ: "أَسْبِغْ الْوُضُوءَ وَخَلِّلْ بَيْنَ الْأَصَابِعِ وَبَالِغْ فِي الِاسْتِنْشَاقِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ صَائِمًا".(حديث صحيح) (صحيح أبي داود لألباني حديث 129).

(2)             الحجامة والتبرع بالدم:

 يجوز للصائم أن يحتجم وأن يتبرع بالدم بشرط ألا يؤدي ذلك إلى ضعف الجسم.

روى البخاريُّ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: "احْتَجَمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ صَائِمٌ".(البخاري حديث 1939).(فتح الباري جـ 4 صـ 205: صـ 210) (الاعتبار للحازمي صـ 211: صـ 216) .

(3)             وضع الطيب واستخدام السواك وقطرة العين، ووضع الكحل وتذوق الطعام ومعجون الأسنان: بشرط ألا يدخل شيء إلى جوف الصائم.

روى ابن أبي شيبة عن عبد الله بن عباس قال: لا بأس أن يذوق الخل أو الشيء ما لم يدخل حلقه وهو صائم.(حسن لغيره) (مصنف ابن أبي شيبة جـ 4 صـ 462 رقم 9367).      

روى ابن أبي شيبة عن ابن علية عن أيوب عن نافع عن ابن عمر أنه لم يكن يرى بأسا بالسواك للصائم.(إسناده صحيح) (مصنف ابن أبي شيبة جـ 4 صـ 54رقم 9239)(مجموع فتاوى ابن تيمية جـ 25 صـ 266: صـ 267).

(4)             الاغتسال:

روى الشيخانِ عن عَائِشَةَ وَأُمَّ سَلَمَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "كَانَ يُدْرِكُهُ الْفَجْرُ وَهُوَ جُنُبٌ مِنْ أَهْلِهِ ثُمَّ يَغْتَسِلُ وَيَصُوم".(البخاري حديث 1926 / مسلم حديث 1109).

روى أبو داود َ عن أبي بكر بن عبد الرحمن عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر الناس في سفره عام الفتح بالفطر وقال تقووا لعدوكم وصام رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو بكر قال الذي حدثني لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعرج يصب على رأسه الماء وهو صائم من العطش أومن الحر.(حديث صحيح) (صحيح أبي داود لألباني حديث 2072).

(5) القبلة ومباشرة الزوجة لمن يتحكم في نفسه:

روى الشيخانِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: "كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُ وَيُبَاشِرُ وَهُوَ صَائِمٌ وَكَانَ أَمْلَكَكُمْ لِإِرْبِهِ"(البخاري حديث 1927 / مسلم حديث 1106).

المباشرة: مس بشرة الرجل لبشرة زوجته من غير جماع.

روى مسلمٌ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُقَبِّلُ الصَّائِمُ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "سَلْ هَذِهِ لِأُمِّ سَلَمَةَ فَأَخْبَرَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُ ذَلِكَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَتْقَاكُمْ لِلَّهِ وَأَخْشَاكُمْ لَهُ".(مسلم حديث 1108).

روى عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة عن مسروق قال: سألت عائشة ما يحل للرجل من امرأته صائمًا؟ قالت: كل شيء إلا الجماع.(إسناده صحيح) (مصنف عبد الرزاق جـ 4 صـ 190رقم 8439).

(6) وصال الصيام إلى السحر:

روى البخاري عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "لَا تُوَاصِلُوا فَأَيُّكُمْ أَرَادَ أَنْ يُوَاصِلَ فَلْيُوَاصِلْ حَتَّى السَّحَرِ قَالُوا فَإِنَّكَ تُوَاصِلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ لَسْتُ كَهَيْئَتِكُمْ إِنِّي أَبِيتُ لِي مُطْعِمٌ يُطْعِمُنِي وَسَاقٍ يَسْقِينِ".(البخاري حديث 1967).

(7) ابتلاع النخامة والريق وغبار الطريق:

يباح للصائم ابتلاع ما لا يمكن التحرز منه مثل الريق وغبار الطريق وغربلة الدقيق والنخامة، بشرط ألا تصل هذه النخامة إلى الفم، ثم يبتلعها.(روضة الطالبين للنووي جـ 2 صـ 360)(المغني لابن قدامة جـ 4 صـ 354: صـ 356).

(8) القيء غير المتعمد: روى الترمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَنْ ذَرَعَهُ الْقَيْءُ فَلَيْسَ عَلَيْهِ قَضَاءٌ وَمَنْ اسْتَقَاءَ عَمْدًا فَلْيَقْضِ".(حديث صحيح) (صحيح الترمذي لألباني حديث 577)

وسائل علاج حديثة لا تبطل الصيام:

توجد بعض الوسائل الحديثة المستخدمة في علاج المرضى، ولكنها لا تُفَطِّر الصائم، وهي في الأمور التالية:

(1) الأقراص العلاجية التي يضعها المريض تحت لسانه لعلاج الذبحة الصدرية، ولعلاج بعض الأزمات القلبية، بشرط أن يتجنب ابتلاع شيئًا منها.

(2) إدخال المنظار أو اللولب ونحوهما في رَحِمِ المرأة.

(3) كُلُّ ما يدخل مجرى البول الظاهر للذكَر والأنثى، مِن أنبوب دقيق، أو منظار، أو مادة ظليلة على الأشعة، أو دواء، أو محلول لغسل المثانة.

(4) غاز الأوكسجين.

(5) غازات التخدير(البنج) ما لم يُعط المريض سوائل (محاليل) مغذية.

(6) إدخال أنبوب في الشرايين لتصوير أو علاج أوعية القلب أو الأعضاء.

(7) إدخال منظار مِن خلال جدار البطن لفحص الأحشاء، أو إجراء جراحة.

(8) أخْذُ عينات مِن الكبد أو غيره من الأعضاء، ما لم تَكُن مصحوبة بمحاليل.

(9) إدخال منظار إلى المعدة إذا لم يصاحبه إدخال سوائل أو مواد أخرى.

(10) دخول أي أداة أو مواد علاجية إلى الدماغ أو النخاع الشوكي.(فتوى مجمع الفقه الإسلامي ـ في دورته العاشرة بجدة بالسعودية ـ خلال الفترة 23 إلى 28 صفر عام 1418 هجرية (الموافق 28 يونيو إلى 3 يوليو عام 1997 ميلادية ـ رقم: 99 /1/ د 10). (موسوعة القضايا الفقهية المعاصرة ـ للدكتور علي السالوس ـ صـ581: 580).

فائدة مهمة:

استخدام مريض الربو للبخاخ أثناء الصوم:

إذا كان دواء الربو المستعمل بواسطة البخاخ يصل إلى جوف (مَعِدَةِ) المريض عن طريق الفَم، أو الأنف، فإن صومه يفسد، وإذا كان لا يصل منه شيءٌ إلى الجوف (المَعِدَةِ) ، فصومه صحيح.(فتاوى دار الإفتاء المصرية ـ جـ 5 ـ رقم 764 ـ صـ 1757).

حكم من أصبح جنبًا:

من جامع زوجته ليلًا او أصابته الجنابة فليتم صومه، ولا شيء عليه. روى الشيخانِ عن عَائِشَةَ وَأُمَّ سَلَمَةَ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُدْرِكُهُ الْفَجْرُ وَهُوَ جُنُبٌ مِنْ أَهْلِهِ ثُمَّ يَغْتَسِلُ وَيَصُومُ".(البخاري حديث 1926/مسلم حديث 1109).

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply