لحظة تجلي


 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

 

كان الأولون يثمنون علاقتهم مع الله عز وجل يعرفون قيمتها:

١- كانت العبادة في عهد التابعين أشد من عهد الصحابة لكن كان الصحابة أعظم من إيمان التابعين، ثم جئنا نحن لا إيمان ولا عبادة إلا ما شاء الله.

- كان طاووس بن كيسان رحمه الله لا ينام السحر، فذهب إلى رجل يسأله عن مسألة وقت السحر، فلما طرق الباب ردت عليه الجارية أو الغلام فقالت: إن مولاي نائم، فقال: سبحان الله! ما ظننت أن مؤمنًا ينام السحر.

يعتقد أن كل الناس لحظة نزول الله عز وجل من السماء يصلون مثله.

- ابن عون من التابعين يقول والله اني أعصي الله وأجد ذلك في عين دابتي.

- أحد الذين تخلفوا عن غزوة تبوك يقول: والله تنكر لي كل شيء حتى الأرض أنكرتها.

يعني شعرت أنها تكرهني.

- بقي بن مخلد قدم من الأندلس إلى بغداد يطلب العلم كان يقوم الليل بالقرآن كله.

- ابن دقيق العيد: كان ينام من بعد صلاة الفجر إلى الظهر الليل لا ينامه في حياته يقوم يصلي إلى صلاة الفجر.

٢- لا تحتج بعدم قدرتنا إلى الوصول إلى ما وصلوا إليه بحجة الحياة ومشاغلها.

بنصف ساعة تستطيع تقرأ ثلاث أجزاء وتستطيع تختم القرآن في ثلاث أيام لو قرأت كل يوم لمدة ساعتين، لا تحتج بعدم وجود الوقت.

(نحن باختصار لا نثمن علاقتنا مع الله عز وجل).

لا نخجل منه، أصبحنا مثل الذين ذكروا في القرآن: }وإذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر فمنهم مقتصد وما يجحد بآياتنا إلا كل ختار كفور{.

وقت الكربات والضيق ندعو ونقترب من الله عز وجل ونتعبد وإذا فرج الله عنا نترك الدعاء والعبادة ونبتعد.

هذا بخلاف أمراض القلوب الغل والحسد.

٣- أحمد بن حنبل رحمه الله على ورعه وتقواه وعظم عمله كانوا إذا تحدثوا عن الجنة والنار يقول: اللهم أخرجني منها كفافًا لا لي ولا علي.

عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما طُعن أمرهم أن ينزلوه من على سريره ووضع خده على التراب وهو يقول: ويل لابن الخطاب إن لم يغفر الله له.

٤- هذه النماذج أذكرها من باب لوم النفس على التقصير في حق الله.

ونسأل الله يغفر لنا على هذا التقصير.

اجلس لوحدك لوم نفسك على تقصيرك واستحضر عظمة الله.

إذا لم تقدر على فعل الحسنات الكبيرة حاول تتجنب على الأقل الموبقات.

في الحديث: جَاءَ نَاسٌ مِنَ الْفُقَرَاءِ إلى رَسُولِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ وَالْغِنَى بِالدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، فذكر الحديث بنحوه، وفيه: "تُسَبِّحُونَ اللَّهَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَتَحْمَدُونَهُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَتُكَبِّرُونَهُ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ تُدْرِكُونَ بِهِ أَعْمَالَهُمْ قَالَ: فَفَعَلُوا ذَلِكَ فَسَمِعَ الْأَغْنِيَاءُ بِذَلِكَ فَفَعَلُوا مِثْلَ أَعْمَالِهِمْ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ قَالُوا مِثْلَ مَا قُلْنَا، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ".

لاحظ تنافسهم وغيرتهم على الحسنات.

٥- تقربوا إلى الله بالعبادات البسيطة لعله يفتح عليكم بعدها بعبادة عظيمة يختصكم بها ويختم لكم فيها ثم تسركم يوم القيامة.

الله عز وجل ما خلقنا إلا ليرحمنا ويوجد أحاديث كثيرة تبشرنا وفضل الله واسع.

تتأمل الناس في الدنيا يغارون من بعض على أتفه الأشياء، لكن في أمور الآخر والفردوس لا يشعرون بالغيرة.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين  

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply