الدولة العباسية عصر الضعف والتفكك والانهيار


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسولنا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى من سار على نهجه إلى يوم الدين. لنكمل ما بدأنا به من سلسلة اختصار التاريخ الإسلامي. ونحن عُنِينا بهذه السلسلة بالاختصار حتى يكون لربما بابًا ومناسبة لمن يدرس أو يقرأ تاريخًا، تكون له بوابة للدخول والتعمق والبحث في التاريخ الإسلامي.

وقد ذكرتُ في أكثر من درس سابق أهمية دراسة التاريخ، وكذلك ذكرت لكم أمور ثلاثة يتطلب من الباحث أو من القارئ للتاريخ أن يكون ملمًا بها ومتضلعًا بها، منها: حسن العقيدة، أي أنه تعلم العقيدة وحسن المنهج، ومن ثم الأمانة في النقل والبحث والتدقيق، والثالث العدل في الحكم وما يكون من دراسة أحوال التاريخ الإسلامي. لأننا كما لا يخفاكم ندرس دولًا قامت ثم سقطت وتلاشت واندثرت، وشخصيات مرت على هذا العالم وعلى هذه المجتمعات فأثرت إما إيجابًا أو سلبًا. فلا بد لنا إخواني الأفاضل أن نكون عادلين في حكمنا على هذه الدول وعلى هذه الأشخاص.

أهمية دراسة التاريخ:

طبعًا تعلمون أن المسلم يستفيد من دراسة التاريخ بمعنى أنه إذا رأى ما يكون من أسباب القوة والتقدم والعزة أخذ بها وحرص على أسبابها، وإذا رأى أسباب الضعف والانهيار والذلة في بعض وفي حقب من التاريخ تجنب هذه الأسباب وحذر منها. وهذا أكثر ما يستفيد منه دارس وقارئ التاريخ.

اقرأ التاريخ إذ فيه العبر     ***     ضل قوم لا يدرون الخبر

لذلك فالتاريخ يعيد نفسه، وما أشبه الليلة بالبارحة.

الدولة العباسية: نشأتها وعصورها

وصلنا معكم في المقال السابق حول دولة عريقة وكبيرة قامت في العالم الإسلامي وشكلت حقبة من التاريخ الطويل والجغرافيا الممتدة، وحكمت فيها كثير من الأقطار الإسلامية، وهي الدولة العباسية التي يرجع نسبها إلى العباس بن عبدالمطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم. وذكرت لكم أنها قامت في سنة 132 من الهجرة الموافق 750 ميلادي، وأنها تنقسم إلى عدة عصور وعهود في هذه الدولة. قسمها بعض المؤرخين إلى أربعة عصور أو أربعة عهود، وأنا في دوري في هذا في هذه الحلقة لا أستطيع أن أقسمها إلى تلك العصور الأربعة لأننا التزمنا باختصار التاريخ الإسلامي، فقسمتها إلى قسمين: عصر القوة وعصر الضعف والتفكك والانهيار.

عهد الخليفة المتوكل على الله:

وهذا ما سندرسه اليوم ونعلم أحوال هذا العصر. وقد وصل بنا المطاف في المقال السابق إلى عهد ذلك الخليفة العباسي المتوكل على الله جعفر بن محمد المعتصم بالله، وقد حكم إلى سنة 247 بعد أن تولى الحكم والخلافة سنة 232 هـ. وهذا العصر وهذا العهد لهذا الخليفة بعض من المؤرخين يجعلونه في عصر الضعف وليس في عصر القوة أو قوة الدولة العباسية. ومن خلال بحثي المتواضع أرى أن هذا الحكم على هذا الخليفة وعصره بالضعف من الإجحاف والظلم، لأنه يعد من الخلفاء الأقوياء، بل وينسب عهده وعصره إلى الدولة العباسية القوية.

رفع المحنة وفتنة خلق القرآن:

والسبب في ذلك خصوصًا عند أهل السنة، عند اتباع منهج وعقيدة السلف الصالح، أن هذا الخليفة له مكانة عظيمة عندنا أهل السنة وله فضل كبير على أهل السنة في عصره، إذ أنه هو الذي رفع المحنة وأزال الغمة بما تسمى فتنة خلق القرآن التي وقعت على علماء الإسلام والسنة في ذلك العصر. فكان هذا الخليفة بحق خليفة قوي وسُني ونصر الله عز وجل به السنة وقمع الله به البدعة. لذلك سلم الإمام أحمد كل مقاليد الفتوى والعلم ونشر العلم وتنصيب أهل السنة في المناصب السنية والدينية في أرجاء الدولة العباسية، وقمع أهل البدعة وأبعدهم عن مناصب الدولة ومناصب الفتوى.

اغتيال الخليفة المتوكل:

أريد أن أقول انهار عصر القوة وهي نهاية هذا العصر في عهد هذا الخليفة. لماذا؟ لأني ذكرت لكم أن هذا العصر الذي تم فيه اغتيال وقتل هذا الخليفة السني السلفي الحاكم والخليفة، بسبب أن الحرس التركي الذي جلبه المعتصم بالله والد المتوكل على الله قد أتى بالرقيق الأبيض والعرق التركي، أكثر من 5000 جندي، وجعلهم هم حراس هذه الدولة وحراس بيت الخلافة. فتمكن هؤلاء الحراس القادة العسكريين من التغلغل في مناصب الدولة والقيادة العسكرية حتى أصبحوا قريبين من دائرة القرار وعند الخليفة. فلذلك أراد المتوكل على الله أن يعين ولي عهده الولد الأوسط له، بينما هناك الكبير وهو المنتصر بالله.

تمرد المنتصر بالله:

لما رأى المنتصر بالله أن والده سيُعيّن أخاه الذي هو أصغر منه وليًا للعهد، اتفق مع الحرس التركي وأرادوا قتل هذا الخليفة. وهذا ما حصل فعلاً في سنة 247 هـ. فقد دخل الحرس والقادة الأتراك من العسكر إلى غرفة الخليفة وكان معه وزيره، فقتلوا الخليفة وقتلوا الوزير معه، وجعلوا السيف بيد هذا الوزير واتهموا الوزير بقتل الخليفة وهم قاموا بالدفاع والانتقام للخليفة فقتلوا الوزير. وبعد ذلك استلم ابنه الأكبر محمد المنتصر بالله زمام الأمور والخلافة.

عصر نفوذ الحرس التركي:

مما جعل الأمر يرجع إلى الحرس التركي أنهم يسمون هذا العصر في كتب التاريخ عصر نفوذ الحرس التركي، وهذا استمر من سنة 247 إلى 334 هـ.

هذه الفترة أضعفت الخلافة إلى درجة أن الخليفة لا يستطيع أن يبث بقرار، وكان القرار الذي ينصب الولاة في جميع أنحاء الدولة العباسية راجع إلى الحرس التركي. مما جعل الولايات في العالم الإسلامي وفي الولايات الإسلامية بعضها ينشق عن الدولة العباسية ويعلن الوالي عليها حكمه المطلق له، بينما فقط للخليفة العباسي الدعاء له في منابر وفي خطب يوم الجمعة. وأما الحكم فإنه ليس له من الحكم في هذا الإقليم وهذه الولاية.

الدولة الطولونية في مصر:

مثل ما ظهر أحمد بن طولون في مصر، فاستغل حكم مصر عن الدولة العباسية، وهو أحد الولاة الأتراك الذي تولى شأن مصر. ومسجده ما زال موجودًا، ما زالت آثار الدولة الطولونية في مصر موجودة. ليس هذا فحسب، بل بدأت كثير من الحركات التي تنتسب إلى الإسلام زورًا وبهتانًا في الانشقاق والتحرر عن حكم الدولة العباسية.

الدولة العبيدية الفاطمية والدولة البويهية:

ظهرت في هذه الحقبة من الزمن ما يسمى بالدولة العبيدية المسماة زورًا وبهتانًا بالدولة الفاطمية. وظهرت ما يسمى بالدولة البويهية التي حكمت في فارس حتى دخلت إلى بغداد والعراق فسيطرت عليه. وظهرت ما يسمى بدولة السلاجقة، وظهرت ما يسمى بالدولة الغزنوية وكذلك الخوارزمية، وكذلك هذه الدول التي تنتشر هنا وهناك، بينما ليس للخليفة العباسي إلا مقر الحكم في بغداد.

تفكك الدولة العباسية:

طبعًا إذا أردنا أن نأتي على شيء من هذا بالتفصيل، فنقول وبالله التوفيق: إن هذا العصر المسمى بعصر النفوذ للحرس التركي على الخلافة العباسية بدأ من سنة 247 من الهجرة إلى سنة 324. ما الذي حصل في سنة 324هـ؟ الذي حصل أن هناك عائلة فارسية مكونة من ثلاثة إخوة، اسمهم علي والحسن وأحمد، ينتسبون إلى عائلة يقال لها بني بويه. وظهرت في الديلم، وهي جنوب طهران في بلاد فارس. فأنشأت حركة على غرار الدولة السامانية التي ظهرت وانشقت عن الدولة العباسية، فسيطرت على بلاد فارس بكاملها حتى تمكنوا من الدخول إلى بغداد وهي مقر الخلافة.

الدولة البويهية في بغداد:

فأصبحت الدولة البويهية هي المسيطرة على فارس كلها وكذلك على دار الخلافة والخليفة، وأصبح تحت حكمهم فعليًا، وإن كان له المسمى بالخليفة العباسي الذي يدعى له في المنابر. طبعًا هذه الحركة وهذه الدولة يسمونها أهل التاريخ العصر الثالث للدولة العباسية، وهي عصر سيطرة الدولة البويهية على الخلافة العباسية. طبعًا بدأت تتوارث هذه السلالة البويهية من حاكم إلى حاكم، واستمر حكمها إخواني الأفاضل ما يقارب 110 سنوات، من 324 هجرية إلى سنة 447 هجرية.

عقيدة الدولة البويهية:

وهذه الحركة أو الدولة وهذه العائلة الفارسية كانوا على المذهب والعقيدة الشيعية الزيدية، يعني كانوا على مذهب الشيعة وعقيدة التشيع. إلا أن دولة آخر حاكم بهذه الدولة قد انحرف بها انحرافًا أكثر ضلالًا، وهو أنه اعتنق العقيدة الإسماعيلية الباطنية. فلذلك أصبحت الدولة البويهية دولة رافضية، دولة إسماعيلية باطنية في آخر عهدها.

استنجاد الخليفة العباسي بالدولة السلجوقية:

مما جعل الخليفة العباسي القائم بأمر الله في هذه الفترة أن يستعين بقوة نشأت جديدًا وكانت قوية جدًا، وهي الدولة أو دولة السلاجقة، الذي كان يتزعمها طغرل ابن سلجوق ابن دقاق. وهذه الدولة نشأت وتقوت حتى سيطرت على كثير من بلدان فارس وما يكون حول النهر. فلما رأى القائم أن هذه الدولة البويهية وهذا الحاكم الفعلي الذي هو موجود في بغداد أراد أن يحول العقيدة والمذهب من السنة إلى الإسماعيلية والعقيدة الإسماعيلية، أراد أن يستعين بهذه الدولة السنية الناشئة جديدًا وهي دولة السلاجقة، في إنقاذ الخلافة العباسية.

الدولة العبيدية الفاطمية:

طبعًا هناك دولة نشأت قبل هذا التاريخ ولكنها لم تصل بنفوذها القوي والسيطرة الكاملة على بغداد والدولة العباسية وما يكون من شرقها بلاد فارس وما وراء النهر وهي الدولة العبيدية. تسمعون أن هناك دولة قامت في تلك المرحلة وفي تلك الفترة اسمها الدولة الفاطمية، والذي أنشأها رجل يقال له عبيدالله، الذي لقب نفسه بالمهدي، يعني يقول لأتباعه إنه هو المهدي المنتظر. عبيدالله ابن ميمون ابن قداح ابن قيسان، ويقولون إن أصل العائلة هذه أصلها مجوسي، وقالوا إن العقيدة التي كانوا عليها والدين الذي كان عليه أجداده هو اليهودية.

نسب الدولة العبيدية الفاطمية:

فهي جمعت بين النسب الفارسي والديانة اليهودية، ولكنه زورًا وبهتانًا نسب نفسه إلى آل البيت وأنه يرجع في نسبه إلى محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق. وجعفر هو ابن محمد الباقر، ومحمد الباقر هو ابن علي زين العابدين، وعلي زين العابدين هو ابن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عن الجميع. ولا شك أن هذه العائلة الشريفة بريئة ممن ينتسب إليها أو ينحرف بالعقيدة ثم ينسب الأقوال وهذه العقيدة إلى آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم.

فآل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم هم أئمتنا نحن أهل السنة، ونحن نتبعهم، وهم على العقيدة الصحيحة الصافية التي كانوا يتبعون بها رسول الله صلى الله عليه وسلم جدهم، وكذلك أصحابه الكرام. ولكن هذا الرجل أراد أن يُبعد الأنظار عنه، فبعث دواعيه وأدعيائه ومن يدعو إليه إلى المغرب العربي، فأنشأوا تلك الدعوة، وتلك الدولة بذرتها في المغرب العربي عندما تغلبوا كذلك على الأغالب هناك، ثم أنشأوا مدينة المهدية.

توسع الدولة العبيدية الفاطمية:

فأصبح عبيدالله المهدي هذا يلقب نفسه بالمهدي، أنه هو الحاكم. وتوسعت هذه الدولة حتى وصلت إلى حكم مصر. ومن مصر بدأ نفوذها إلى الشام والحجاز، مكة والمدينة، حتى أنها كادت أن تسيطر على بغداد، وهي أرض الخلافة العباسية السنية. فلولا دخول السلاجقة على الخط في هذه المرحلة، تم إنقاذ الدولة العباسية من الانهيار والانحراف والنجاة بعقيدة المسلمين من التحول إلى مذهب الإسماعيلية الباطنية.

عقيدة الدولة العبيدية:

حقق المؤرخون وأهل النسب في نسب هذه العائلة العبيدية، فكذبوا ما تدعيه أنها تنتسب إلى آل البيت، بل قالوا إن أصل هذه العائلة يرجع إلى رجل فارسي، فلا صلة لهم بآل البيت. ثم في مسألة العقيدة والمذهب والمنهج، هم من أبعد الناس عن عقيدة الإسلام والمسلمين، فلهم عقائد باطلة باطنية منحرفة عن الإسلام.

الرد على عقيدة الدولة العبيدية:

ليس هنا الآن أو في هذا المكان مجالًا لنقدها والرد عليها، ولكن تستطيعون أن ترجعوا إلى أهل العلم وأهل العقيدة الصافية كشيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله في الرد على هذه الطائفة وهذه الفرقة وما قال فيها، حتى إنه جمع من أقوال أهل العلم من حكموا عليها بالكفر والمروق من الإسلام. وهناك عالم جليل يقال له أبو بكر النابلسي رحمه الله، وهذا العالم إخواني الأفاضل كان في زمن الدولة العبيدية وكان من أهل الشام، فكان له مقولة لما عرف عقائد القوم وعقيدة هؤلاء الحكام.

الحاكم بأمر الله العبيدي:

وكان أشد ما وصلت إليه هذه الدولة في عهد الحاكم بأمر الله، وهذا الذي قد ادعى طائفة من الدولة العبيدية الألوهية. هذا الحاكم نسأل الله السلامة والعافية، حتى أنهم إذا ذكروا اسمه قاموا قيامًا ثم سجدوا، يريدون توجيه السجود لهذا الحاكم. وهذا الذي أراد أن يكتب سب الصحابة ولعنهم على أبواب المساجد، وهذه الدولة هي التي بنت الجامع الأزهر ونشرت القبور، وهي التي ابتدعت الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم.

ابتداع الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم:

لقد جعلت تحديد تاريخ مولد النبي صلى الله عليه وسلم هو يوم موته وليس يوم مولده، لأنكم تعلمون أن هناك خلافًا في تاريخ مولد النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما الثابت هو تاريخ موته، أنه الثاني عشر من ربيع الأول. وأما يوم ولادته فقد قيل يوم التاسع من ربيع الأول، وقيل الثاني عشر، وقيل الثامن عشر، بل قيل إنه في رجب وفي رمضان. ولكنهم ابتدعوا هذه البدعة التي ما زلنا نعاني منها إلى يومنا هذا، وهو الاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم، الذي لم يفعله هو عليه الصلاة والسلام، ولم يفعله الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم، بل ابتدعه هذه الدولة.

هذه الدولة قال عنها أبو بكر النابلسي: لو كان عندي عشرة أسهم لرميت النصارى بسهم واحد، ورميت هذه الدولة العبيدية بتسعة أسهم، من جراء ضررها وشؤمها على المسلمين والعالم الإسلامي. هذا العالِم إخواني الأفاضل قبض عليه وجيء به مقيدًا أمام الحاكم بأمر الله العبيدي هذا الخبيث، فقال له: أنت القائل لو كان عندي عشرة أسهم لرميت النصارى الصليبيين بسهم واحد والدولة الفاطمية أي العبيدية بتسعة أسهم؟ قال: لا، لم أقل ذلك.

فظن الحاكم بأمر الله أنه تراجع عن قوله، قال: إذًا ماذا قلت؟ قال: أقول لو كان عندي عشرة أسهم لرميتكم بها جميعًا. فماذا صنع به هذا الحاكم بأمر الله؟ أتى بجزار يهودي وأمره أن يسلخ جلده من أعلى رأسه إلى أخمص قدميه. فقام اليهودي وهذا العالِم مقيد، فكان يسلخ فروة رأسه ثم ينزل على جبهته وعلى وجهه وعلى عنقه، وأبو بكر النابلسي رحمه الله كان يذكر الله ويستعين بالله على ما وقع فيه من بلاء. قالوا حتى رق له اليهودي هذا الجزار، فلما وصل إلى جهة القلب غرز هذه السكين الحادة في قلبه، فمات رحمه الله شهيدًا في هذا الموقف الذي كان في مقابل هذا الحاكم الذي مرق عن دين الإسلام ومرق عن الأخلاق ومرق عن كل رحمة تكون في البشر.

نهاية الدولة العبيدية الفاطمية:

أريد أن أقول أن هذه الدولة استمرت ولاحظوا كم استمرت، من سنة 297 لما أنشأت في المهدية في بلاد المغرب العربي، وزحفت حتى استولت على مصر بعد سقوط الدولة الإخشيدية وكافور الإخشيدي رحمه الله الذي يلقبه الفاطميون أو العبيديون بالحجر الأسود، أنهم لا يستطيعون الدخول إلى مصر حتى يزال منها الحجر الأسود لأنه كان يقف في وجوه الدولة العبيدية. من سنة 297 هجريًا إلى سنة 567 هجريًا، يعني ما يقارب 270 سنة، استمرت هذه الدولة هذه الدولة المارقة، هذه الدولة الباطنية الإسماعيلية.

تأثير الدولة العبيدية الفاطمية:

وهي التي تسببت في نشر هذا المذهب الإسماعيلي في كل مكان، حتى أن القرامطة ينتسبون إليهم، وملك دولة الحشاشين الذين نشأت في فارس فكانت تنتسب إليهم. فهذه الحركات نشأت من تلقاء تلك الدولة التي قامت ودعمت تلك الحركات الصغيرة وإن كانت خرجت عليها في نهاية المطاف لأن كان المقصد والسعي كله حول السلطة والتمكن من رقاب العباد.

سقوط الدولة العبيدية على يد صلاح الدين الأيوبي:

سقطت هذه الدولة العبيدية في مصر على يد صلاح الدين الأيوبي، ذلك الناصر يوسف، الذي له تلك المعركة الخالدة معركة حطين التي حرر فيها القدس من أيدي الصليبيين وأعادها إلى حضرة الإسلام والمسلمين.

سيطرة الحرس التركي والدولة البويهية:

هذه الحقبة من الزمن إخواني الأفاضل، يسميها أهل العلم حقبة أولًا سيطرة الحرس التركي، ثم العائلة البويهية. الآن أتى عهد السيطرة السلجوقية على دولة بني العباس في بغداد. وهذه الدولة إخواني الأفاضل، دولة السلاجقة، التي حكمت من سنة 447 من الهجرة إلى أن أتى ذلك الطوفان البشري المجرم الذي لم تعرف البشرية إجرامًا كإجرامهم ولا قسوة وعذاب كعذابهم، وهي الدولة المغولية.

الدولة المغولية ونهاية الدولة العباسية:

أنشأها وأسسها جنكيز خان، الذي جمع قبائل المغول في بلاد منغوليا وشرق آسيا، فوحدت تحت حكمه، فأصبحت هذه الأمة العاتية الظالمة المجرمة المسرفة شرًا على الإسلام والمسلمين. وهي التي أنهت وجود الدولة العباسية وهي التي دمرت بغداد عن آخرها.

جنكيز خان وتوحيد المغول:

كيف نشأت وكيف وصلت إلى بغداد؟ فقد نشأ شاب صغير اسمه تومن جين، تومن جين وهو الملقب فيما بعد بجنكيز خان، أي الخان الأعظم للمغول. فوحد القبائل تحت حكمه، فأصبحت هذه القوة التي لا تعرفها البشرية ولا تعرفها الدول ولا يعرفها الناس أو البشر المتحضرين عن هذه القبائل.

بداية التوسع المغولي:

فلذلك بدأ احتكاكهم بمن حولهم من الصين، من الروس. تخيلوا هذه البقعة الجغرافية للروس اليوم، هذه سيطر عليها المغول خلال سنتين، دمروا جميع المدن التي فيها، وأصبحوا الحاكمين عليها. انظر كيف وصلوا إلى هذه القوة من تلقاء توحدهم وتوحشهم في القتال؟ ثم التفتوا إلى الصين والدول من حولها!

المواجهة مع الدولة الخوارزمية:

فكانت هناك دولة إسلامية قوية عريقة، هي الدولة الخوارزمية، وكان عليها الحاكم والملك محمد خوارزم، وكان ابنه جلال الدين خوارزم. فبدأت هذه الدولة المغولية تحتك بحدود خوارزم، فأرسل جنكيز خان بعض التجار والرسل إلى هذه الدولة، فقبض عليهم الخوارزميون ورفعوا أمرهم إلى الملك، وقالوا إن هؤلاء جواسيس. قالوا نحن لسنا جواسيس وإنما تجار، وأتينا الرسل ونريد المسالمة. ولكن هذا الحاكم إخواني الأفاضل ارتكب خطأ فادحًا بقتله لهؤلاء الرسل ومصادرة ما عندهم.

الانتقام المغولي:

فلما سمع جنكيز خان ما فعله محمد خوارزم ملك خوارزم، أعد الجيش وجهزه، ثم بدأ الغزو المغولي والدمار الشامل للعالم الإسلامي كله من هذه الأمة العاتية وهذه الدولة الصاعدة، وهي دولة المغول. وفعلاً أصبح جنكيز خان لا يقف أمامه لا حجر ولا بشر، حتى أنه هدم القلاع وأنشأ البيوت والأسوار من جماجم البشر، ومن جماجم الإنسان. ولم يرقب في مؤمن ولا طفل ولا امرأة ولا شيخ ولا عابد ولا حاكم ولا أمير إلًا ولا ذمة ولا رحمة، فبدأ يدمر هذه المدن واحدة تلو الأخرى.

نهاية جنكيز خان:

خوارزم، ثم سمرقند، ثم بخارى، إلى أن مات وهلك. ثم تولى ابنه من بعده أقطاي، ثم بعد أقطاي أتى مونكوخان، الذي هو أخ هولاكو. فأصبحت الجيوش المغولية في تبريز، قريبة من حدود الدولة العباسية. والخليفة العباسي هنا إخواني الأفاضل وصل في حاله بدوره السلاجقة إلى الضعف والتفكك والحرب والحروب الداخلية بين العائلة.

طغرل وحكم الدولة العباسية:

فأول ما دخل إلى بغداد بسلطان وقوة وسيطرة هو طغرل، كما ذكرت لكم، من سلجوق سنة 447 من الهجرة. ثم مات، فاستلم الحكم من بعده ابن أخيه ألب أرسلان، ذلك القائد الفذ الذي له المعركة المشهورة ملاذكرد ضد النصارى، 15 ألف مقاتل ضد 200 ألف مقاتل، وقد انتصر انتصارًا ساحقًا. إلى اليوم يذكر المسلمون تلك المعركة ويحللونها من جراء ذلك النصر العظيم. ثم جاء من بعده ابنه ملك شاه، وكانت ما زالت الدولة السلجوقية متماسكة.

ضعف الدولة السلجوقية:

ثم جاء من بعد ملك شاه أولاده الذين اختلفوا من أحمد سنجر إلى غيره، فبدأت الدولة السلجوقية تضعف، وبضعفها هي بالأساس جراء ضعف الدولة العباسية والخلافة العباسية، فبدأت تتفكك إلى سلاجقة الروم، سلاجقة فارس، سلاجقة الشام. هنا وصل هولاكو إلى مشارف الدولة العباسية وإلى بغداد.

مجزرة هولاكو في بغداد:

وكانت هذه أعظم بل أشنع مجزرة حدثت في التاريخ، إذا صح هذا التعبير، فما فعله هولاكو لما دخل إلى بغداد مقر الخلافة والحكم العباسي الذي يجتمع المسلمون كلهم تحت راية هذا الخليفة العباسي. فدخل هولاكو سنة 656 من الهجرة. أقل عدد ذكره جميع المؤرخين مما فعله هولاكو وجيش المغول في بغداد في ثلاثة أيام أن أقل عدد وجد في مصادر التاريخ 800 ألف قتيل. منهم من أوصل القتل إلى 2 مليون، ومنهم من قال مليون. ولكم أن تقرأوا ما قاله ابن الأثير في الكامل، وهو لم يحضر وصول دخول المغول إلى بغداد، وإنما يتكلم عما فعله المغول في سمرقند وبخارى وما إلى تلك الدول وتلك المدن الإسلامية.

دمار بغداد:

ولو رجعتم إليه لوجدتم الحسرة في قلوب المسلمين وهم يذكرون تلك المجازر والأهوال التي ذكرها العلماء من جراء ما يسمعون. فكيف بمن رأى ما فعله هولاكو؟ ولما دخل بغداد وقبض على آخر خليفة من خلفاء الدولة العباسية في بغداد، وهو المستعصم بالله، الذي جعله داخل سجادة مثل الزولية، وضربوه بالجريد والنعال حتى ألقوه في نهر دجلة ومات في تلك الحالة وفي تلك الطريقة.

إبادة السكان والحيوانات:

ثم دخلوا إلى بغداد فأباحها لهم ذاك المجرم الأفّاك هولاكو الطاغية، فبدأوا يقتلون كل ما يرونه، لا من إنسان ولا من حيوان ولا من طير. قالوا حتى إن الطير إذا مر فوق بغداد من جراء ريح الجيف والجثث يسقط ميتًا، من جراء نتانة هذه الروائح. وقالوا أنه لم يأمر بتوقف القتال إلا بعد أن قيل له إن جنود المغول بدأوا يتأثرون ويمرضون من جراء هذه الروائح في الشوارع، حتى أنهم لا يعلمون من المقتول، من جراء ما اجتمع من أكوام للبشر كانت كأنها جبال من الجثث البشرية. أطفال ونساء ورجال، جراء ما فعله هذا الظالم الطاغية في بغداد.

نهاية الدولة العباسية:

هنا نستطيع أن نقول أن الدولة العباسية التي أنشئت وقامت سنة 102 من الهجرة إلى سنة 656 من الهجرة قد انتهت، يعني من سنة 750 ميلادي إلى سنة 1258 ميلادي. كانت هذه الدولة العباسية، إذا صح التعبير  العراقية التي قامت في العراق، قامت فأول ما أُنشئت كعاصمة في الكوفة، ثم ذهبت إلى الأنبار، ثم إلى بغداد، ثم سامراء، ثم استقرت في بغداد، ثم انتهت وزالت وانهارت بالكليّة سنة 656 من الهجرة.

استمرار الدولة العباسية كرمز:

هذه الحقبة من التاريخ انتهت فيها الدولة العباسية، ولكنها قامت من جديد كصورة ورمز في دولة ما يسمى بالدولة المملوكية. من هم المماليك؟ فلنعرج على بعض الدول التي قامت أثناء الدولة العباسية.

الدولة السلجوقية والدولة الزنكية:

قلنا لكم إن الدولة السلجوقية سيطرت على الدولة العباسية، وأصبحوا هم الحكام والسلاطين، والخليفة العباسي هو في قصره، له الرمز وله الدعاء في الخطبة، ولكن الحاكم والسلطان هو السلطان السلجوقي. فمر من طغرل ابن سلجوق إلى ألب أرسلان، إلى ملك شاه، إلى أحمد سنجر، إلى أن نشأت الدولة في وسط وفي قادة الدولة السلجوقية، وهي الدولة الزنكية. وكان على رأسها عماد الدين زنكي، الذي جاء ابنه الفذ نور الدين محمود زنكي، وكان قائدًا مسلمًا ويلقب بالملك العادل الرحيم.

صلاح الدين الأيوبي والدولة الأيوبية:

كانت له صولات وجولات، هذا الملك الذي حكم وله من الحكم من خلال نفوذه في الدولة السلجوقية، وأصبح النفوذ له والحكم له. نشأ في قادته شيركوه، الذي كان معه ابن أخيه صلاح الدين يوسف الناصر الأيوبي، الذي بدوره بعثه نور الدين زنكي إلى مصر، فسيطر على مصر وأنهى الدولة الفاطمية كما ذكرنا. فأصبح النفوذ والحكم بعد نور الدين محمود زنكي إلى صلاح الدين الأيوبي، الذي قامت بدوره الدولة الأيوبية.

توسع الدولة الأيوبية:

كانت هذه الدولة الأيوبية تسيطر على الشام ومصر بكاملها والحجاز، وبدأ صلاح الدين الأيوبي يوزع هذه الولايات إلى أبنائه وإخوته. فكان أخوه الملك العادل وأبنائه، حتى جاء من عائلته الملقب والمشهور بالصالح أيوب، الذي كان يحكم مصر.

ظهور المماليك:

تفرقت العائلة الأيوبية، فأصبح أبناء صلاح الدين الأيوبي يتنازعون الحكم من دمشق إلى حلب إلى حمص إلى مصر. فكان الصالح أيوب في مصر ينشئ ويشتري المماليك، المملوكين الرقيق الأبيض من جديد، كالذي فعله المعتصم كما ذكرنا وجاء بالحرس التركي. بدأ الصالح أيوب يفعل ذلك. طبعًا في العوائل، فإن العائلة السلجوقية تركية، والعائلة الزنكية تركية، والعائلة الأيوبية كردية، والعائلة البويهية فارسية، والعائلة السامانية فارسية.

عراقة العائلات الحاكمة:

ونحن بدورنا كدراسين للتاريخ، لا يهمنا العرق والنسب والجنس، إنما تهمنا الأفعال والمنهج وماذا صنع أولئك للأمة الإسلامية. إن كان خير فيُمدحون ويُثنى عليهم ويوالون بحسب ما قدموا للمسلمين والإسلام من خير، وإن كان شر فإنهم يعادون ويذمون، وإن كانوا عربًا أو من أنسابنا. فإن الإسلام كما جاء في الحديث: لا فرق بين عربي وأعجمي، ولا أبيض ولا أسود إلا بالتقوى. وقد قال الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}. فلذلك نحن لا نوالي هذه الدولة من أجل أنها من عرقنا ومن جنسنا، ولا نعادي تلك الدولة أو العائلة لأنها من الأعاجم أو من الفرس أو الأتراك. وإنما نحن نوالي ونعادي بحسب أفعال وأعمال وما قدمت هذه الدولة وهذه العائلة للإسلام والمسلمين.

الدولة المملوكية ومعركة عين جالوت:

إذن الصالح أيوب لما كوّن هؤلاء المماليك، ظهر هناك قادة أبطال من المماليك، وبدأ يزحف بجيوشه إلى العالم الإسلامي. فأسقط الشام كله، وأصبح جيش المغول على حدود مصر. من الذي كان يحكم؟ كان يحكم طفل صغير بعد الدولة الأيوبية، واحد من أبناء عز الدين أيبك.

وحدة الجيش المصري:

فرأى المماليك والقادة أن المرحلة ليست مرحلة طفل يحكم أو ضعف، وإنما المصير إما حياة تسر الإسلام والمسلمين أو شهادة في سبيل الله. لا ثالث لهما. هؤلاء المغول لا يرقبون في أي بشرية غير جنسهم إلًا ولا ذمة ولا رحمة.

معركة عين جالوت:

وفعلًا توحد الجيش المصري، وكانت هذه الجيوش التي خرجت من مصر درعًا ونصرة للإسلام والمسلمين بقيادة سيف الدين قطز ومعاونة ركن الدين بيبرس. فكانت تلك المعركة المشهودة التي قامت سنة 658 من الهجرة الموافق 1260 من الميلاد، فكانت معركة عين جالوت الخالدة التي كانت في سهل عين جالوت، وهي قريبة من فلسطين.

هزيمة المغول:

وهنا توقف التاريخ والعد للمغول، وبدأ لنهضة الإسلام والمسلمين من جديد على أيدي هؤلاء المماليك، الذين بعضهم هو تركي جنسه وعرقه يرجع إلى الأتراك، وبعضهم شركس، وبعضهم أكراد. فتوحّدت الأمة الإسلامية من جديد، ودحروا فيها المغول، وبدأت الهزائم تلو الهزائم لدولة المغول، حتى أرجعوهم على أعقابهم، وحتى مات هولاكو في تبريز حقدًا وكمداً على ما حصل لجيشه وعلى تلك الهزائم المتكررة من ركن الدين بيبرس، الذي حرر الشام كذلك من براثن الصليبيين والنصارى.

نشأة الدولة المملوكية:

أصبح هناك دولة جديدة اسمها دولة المماليك التي نشأت من خلال هذه المعركة الخالدة عين جالوت. فحكمت مصر والشام والحجاز، ثم ظهر رجل تأكدوا من نسبه وهو أحمد، يرجع في نسبه إلى العائلة العباسية. فنصبه ركن الدين بيبرس في مصر، فكان هو الخليفة العباسي كرمز وكصورة، أما الحكم والسلطنة لسلطان المماليك، وهو ركن الدين بيبرس.

دور الدولة المملوكية:

طبعًا لا نريد أن نقضي على هذه الدولة بكاملها التي استمرت ما يقارب 260 سنة، وما لها من الأفعال والإيجابيات، وكذلك ما لها من السلبيات والأمور السيئة في آخر زمانها. وهي دولة المماليك التي بعدها الدولة العثمانية. لا أريد أن نقضي عليها سريعًا، لعلنا نجعل لها مقالًا متكاملاً مع ظهور ودخول الدولة العثمانية على الخط، فنجعلها إن شاء الله في مقالين: دولة المماليك وقيام وظهور العائلة العثمانية من جديد، التي تشكلت فيما بعد إمبراطورية وخلافة كبيرة تحكم ثلاث قارات.

كذلك سوف يكون لنا إن شاء الله مقال متكامل حول الأندلس الذي لم نأت عليه بخبر، لأننا سوف نجعل له مقالًا مستقلاً من أيام ما كان والياً عليها بعد الفتوحات الإسلامية، ثم تحولت إلى إمارة أموية، ثم جاءت الدول المتعاقبة على دولة الأندلس.

ننوه في نهاية هذا المقال ونهاية هذه الكلمة، أن الدولة العباسية التي قامت في العراق استمرت 524 سنة، لذلك قسمناها إلى درسين ومحاضرتين: زمن القوة وكانت مستمرة إلى عشرة خلفاء، بداية بعبدالله السفاح إلى المتوكل على الله، وهناك دولة بدأت في الضعف ثم التفكك ثم الانهيار، وهي التي قامت من سنة 247 إلى 656 عندما دخل المغول إلى بغداد. وكان عدد الخلفاء في هذه الحقبة وهذه المرحلة ما يقارب سبعة وعشرين خليفة عباسي، ثم قامت العائلة العباسية من جديد كصورة ورمز في مصر تحت حكم سلطان المماليك، ما يقارب سبعة عشر خليفة، إلى أن دخل سليم الأول وهو سلطان بني عثمان، ثم تنازل له محمد المتوكل على الله الثاني والعشرين إليه بالخلافة، وأعطاه عصا النبي صلى الله عليه وسلم وجُبّته وعمامته. فإلى ذلك الحين إن شاء الله سوف نتكلم عن حقبة دولة المماليك والدولة العثمانية أو أول دولة العثمانية.

أسأل الله عز وجل أن ينفعنا وإياكم بما قلنا وبما سمعنا، وأسأل الله عز وجل أن يتقبل من الجميع، وأن ننظر ونقرأ ونبحث في تاريخنا حتى نكون دعاة إلى الله عز وجل على بصيرة، سواء في علم العقيدة أو في علم الفقه، وكذلك في علم تاريخ أمتنا الإسلامية، فعلينا أن نحرص على ذلك.

 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين  

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply