قاعدة في فهم القرآن


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

 

إِخْبَار الشَّارِع عَمَّا يُعلم بِالْعَادَةِ أَو بِالْعقلِ أَو بالحس لَيْسَ الْغَرَض مِنْهُ الْإِعْلَام بذلك الْمخبر عَنهُ؛ بل بِهِ فَوَائِد تنثني عَلَيْه.

الأولى: أَن يذكر ردًّا على دَعْوَى مُدع وتكذيبا لافتراء مفتر؛ كَقَوْلِه: {مَا جعل الله لرجل من قلبين فِي جَوْفه}.

الثَّانِيَة: أَن يُذكر وعظا كَقَوْلِه: {تِلْكَ أمة قد خلت}، {كل نفس ذائقة الْمَوْت}. كَذَلِك مَا تَوَاتر من قصَص المكذبين المهلكين فَإِنَّهُ ذكر للاعتبار والاتعاظ.

الثَّالِثَة: أَن يذكر للدلالة على صدق الرَّسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؛ كَقَوْلِه تعالى: {وَمَا كنت لديهم إِذْ يلقون أقلامهم أَيهمْ يكفل مَرْيَم} الآية {وَمَا كنت لديهم إِذْ أَجمعُوا أَمرهم}، وَكَذَلِكَ الْقَصَص الْمُوَافقَة لما فِي التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل ذكرت للاستدلال على صِحَة النُّبُوَّة.

الرَّابِعَة: أَن يذكر عتبا كَقَوْلِه تعالى: {وَإِذ تَقول للَّذي أنعم الله عَلَيْهِ وأنعمت عَلَيْهِ} إلى قَوْله: {وَالله أَحَق أَن تخشاه} وَقَوله: {عبس وَتَوَلَّى} إلى قَوْله: {فَأَنت لَهُ تصدى}.

الْخَامِسَة: أَن يذكر توبيخا ولوما؛ كَقَوْلِه; {إِذْ تصعدون وَلَا تلوون على أحد وَالرَّسُول يدعوكم فِي أخراكم}، {يجادلونك فِي الْحق بعد مَا تبين}.

السَّادِسَة: أَن يذكر تمننًا؛ كَقَوْلِه: {إِذْ يغشيكم النعاس أَمَنَة مِنْهُ}، وقَوْله: {إِذْ أَنْتُم قَلِيل مستضعفون فِي الأَرْض تخافون أَن يتخطفكم النَّاس} الْآيَة.

السَّابِعَة: أَن يذكر للاستدلال على الْإِعَادَة بالإنشاء؛ كَقَوْلِه: {لم يكن شَيْئا مَذْكُورا}، {وَقد خلقتك من قبل وَلم تَكُ شَيْئا}.

الثَّامِنَة: أَن يذكر تمدحا؛ كتمدح الرب سُبْحَانَهُ بأوصافه.

التَّاسِعَة: أَن يذكر مدحا وذما؛ كَقَوْلِه تَعَالَى: {لقد خلقنَا الْإِنْسَان فِي أحسن تَقْوِيم} {فَأحْسن صوركُمْ}، {إِن الْإِنْسَان خلق هلوعا}.

الْعَاشِرَة: أَن يذكر تَنْبِيها على سَعَة الْقُدْرَة؛ كَقَوْلِه {وَمَا يَسْتَوِي البحران هَذَا عذب فرات سَائِغ شرابه وَهَذَا ملح أجاج}.

الْحَادِيَة عشرَة: أَن يذكر فارقا؛ كَقَوْلِه {وَمَا أَفَاء الله على رَسُوله مِنْهُم فَمَا أَوجَفْتُمْ عَلَيْهِ من خيل وَلَا ركاب}؛ ذكر فرقا بَين الْفَيْء وَالْغنيمَة.

الثَّانِيَة عشرَة: أَن يذكر إغراء بالعداوة والقتال وحثا عَلَيْهِمَا؛ كَقَوْلِه {نكثوا أَيْمَانهم وهموا بِإِخْرَاج الرَّسُول وهم بدؤوكم أول مرّة}، {يخرجُون الرَّسُول وَإِيَّاكُم}.

الإمام في بيان أدلة الأحكام للعز ابن عبدالسلام (ص: ٦٢) -باختصار-.

 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين  

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply