الجمع بين الصلاتين

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

معنى الجمع بين الصلاتين:

المقصودُ بالجمع بين الصلاتين هو الجمع بين الظهر والعصر، أو الجمع بين المغرب والعشاء في وقت أحدهما.

حكم الجمع بين الصلاتين:

يجوز الجمع بين الظُّهْر والعصر وبين المغرب والعشاء في حالة وجود الأعذار الشرعية مثل: الخوف الشديد، أو المرض الشديد، أو السفر، أو الحاجة العارضة، أو المطر الشديد الذي يبل الثياب ويحصل به طين يصعب السير فيه إلى المسجد. ولكن لا يجوز قَصر الصلاة إذا كان الناس مقيمين. (مجموع فتاوى ابن تيمية ـ جـ23 ـ صـ230-231).

روى مسلمٌ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: "جَمَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ بِالْمَدِينَةِ فِي غَيْرِ خَوْفٍ وَلَا مَطَرٍ". قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: "لِمَ فَعَلَ ذَلِكَ؟" قَالَ: "كَيْ لَا يُحْرِجَ أُمَّتَهُ".(مسلم ـ حديث: 705).

روى مالكٌ عَنْ نَافِعٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ إِذَا جَمَعَ الْأُمَرَاءُ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ فِي الْمَطَرِ جَمَعَ مَعَهُمْ. (إسناده صحيح) (موطأ مالك ـ رقم: 333).

روى البيهقيُّ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَانَ يَجْمَعُ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ الْآخِرَةِ إِذَا كَانَ الْمَطَرُ، وَأَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ وَعُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ، وَأَبَا بَكْرِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَمَشْيَخَةَ ذَلِكَ الزَّمَانِ كَانُوا يُصَلُّونَ مَعَهُمْ وَلَا يُنْكِرُونَ ذَلِكَ. (إسناده صحيح) (إرواء الغليل ـ للألباني ـ جـ3 ـ صـ40).

قال الإمَامُ ابنُ تيمية (رَحِمَهُ اللهُ): *الصُّنَّاعُ وَالْفَلَّاحُونَ إذَا كَانَ فِي الْوَقْتِ الْخَاصِّ مَشَقَّةٌ عَلَيْهِمْ: مِثْلُ أَنْ يَكُونَ الْمَاءُ بَعِيدًا فِي فِعْلِ صَلَاةٍ وَإِذَا ذَهَبُوا إلَيْهِ وَتَطَهَّرُوا تَعَطَّلَ بَعْضُ الْعَمَلِ الَّذِي يَحْتَاجُونَ إلَيْهِ، فَلَهُمْ أَنْ يُصَلُّوا فِي الْوَقْتِ الْمُشْتَرَكِ فَيَجْمَعُوا بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ*(مجموع فتاوى ابن تيمية ـ جـ21 ـ صـ458).

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين