أطول القضاة قضاءً القاضي شريح


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

القاضي شريح (ت78هـ) أصله من بلاد فارس ولد بحضرموت وينسب لقبيلة كندة، اليمن30 ق هـ -592 م تقريبًا وتوفي 78 هـ -697 م في الكوفة، العراق قال عنه علي بن أبي طالب رضي الله عنه «شريح أقضى العرب».

ولاه عمر بن الخطاب القضاء فقد كان له رؤية في الرجال وفراسة تكشف له عما وهب الناس من القدرات. فقد كان عمر حريصًا على أن يولي الأمور أكفاءها؛ لأنهم يعينونه على إقامة العدل ونشره بين الرعية.

وهو أطول القضاة قضاءً حيث تولى القضاء مدة سبعين عامًا رحمه الله عاش أكثر من مئة عام، ولكنه كان صحيح العقل، حاضر القلب، تميز بنزاهة القضاء وعدالة الأحكام، كان ثقة في القضاء والحديث كان يجمع بين هيبة القضاء وخفة الروح، فقد كان مزاحًا، تحدثت عنه أمهات المراجع:

البداية والنهاية لابن كثير 9/24

سير أعلام النبلاء للذهبي 4/100

الطبقات الكبرى لابن سعد 6/131

وفيات الأغيان لابن خلكان 2/460

حلية الأولياء لأبي نعيم 4/132

صفوة الصفوة لابن الجوزي 3/20

من هو القاضي شريح:

 هو شريح بن الحارث بن قيس بن الجهم الكندي أبو أمية: تابعي، وفي رواية وفوده على النبي ، قال شريح: «أتيتُ النبي فقلت: يا رسول الله، إن لي أهل بيت ذوي عددٍ باليمن. قال: "جئ بِهِمْ"». وكان مأمونا في القضاء، له باع في الأدب والشعر، قال عنه علي بن أبي طالب: «شريح أقضي العرب».

 وقيل كان إسلامه قبل وفاة النبي بخمسة سنوات، لكن كلّما عزم أن يزوره انشغل، حتّى فاتت الخمس سنوات فبدأ الرحلة، فجاءه خبر وفاة رسول الله، وقد فاتته رؤيته. فقرّر أن يجمع آيات القرآن المتعلّقة بالعدل.

ولايته القضاء:

ولاه عمر بن الخطاب قضاء الكوفة على مائة درهم وظل قاضيها ستين سنة ووفد زمن معاوية بن أبي سفيان إلى دمشق ولما عزله عبد الله بن الزبير عن القضاء أعاده الحجاج بن يوسف الثقفي بعدها وتولى قضاء البصرة عام واحد.

أوصاه في رسالة جاء فيها (إذا أتاك أمر في كتاب الله، فأقض بهِ، فإن لم يكن في كتاب الله وكان في سنة رسول الله - فاقض به فإن لم يكن فيهما فاقض بما قضى به أئمة الهدى فإن لم يكن فأنت بالخيار إن شئت تجتهد رأيك وإن شئت تؤامرني ولا أرى مؤامرتك إياي إلا أسلمُ لك).

من نماذج قضائه: فرس عمر ودرع علي:

فرس عمر:

اشترى عمر بن الخطاب فرس ودفع ثمنه. وجد فيه بعدها بقليل عيب أنه يعرج. قال البائع الأعرابي أنه كان سليمًا، فردّ أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب أن اختر من شئت ليحكم في الأمر. فاختار الأعرابيّ شريحًا. ولم يعرفه عمر، فدعاه إلى بيته ليحكم فرفض شريح. فقال شريح لعمر «خذ ما ابتعت أو ردّ ما اشتريت» فردّ عمر «والله هكذا القضاء - قول فصل وحكم عدل».

درع علي:

تنازع علي بن أبي طالب وهو أمير المؤمنين مع يهودي على درع، فاحتكما إلى القاضي شريح، الذي قال: «يا أمير المؤمنين هل من بينة؟» قال: «نعم الحسن ابني يشهد أن الدرع درعي»، قال شريح: «يا أمير المؤمنين شهادة الابن لا تجوز»، فقال علي: «سبحان الله رجل من أهل الجنة لا تجوز شهادته؟» فقال «يا أمير المؤمنين ذلك في الآخرة، أمّا في الدنيا فلا تجوز شهادة الابن لأبيه». فقال علي «صدقت - الدرع لليهودي». فقال اليهودي: «أمير المؤمنين قدمني إلى قاضيه، وقاضيه يقضي عليه! أشهد أن هذا الدين على الحق، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله، وأن الدرع درعك يا أمير المؤمنين، سقط منك ليلًا». فأهداه أمير المؤمنين الدرع.

دراسات عنه: وقد أجريت عدة دراسات عنه:

-القاضي شريح: فقهه وقضاؤه:
المؤلف الرئيسي:  القاسم، سليمان بن عبدالله (مؤلف)
مؤلفين آخرين:    أحمد، حسن صبحي (مشرف)
1986م 1406
الصفحات:       1 – 634
الدرجة العلمية:   رسالة دكتوراه
الجامعة: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
الكلية:  المعهد العالي للقضاء
الدولة:  السعودية- الرياض

وجمعت دار المنظومة عدة دراسات عنه منها:

·       القاضي شريح وقضاؤه في الجنايات: عبدالله، نهلة عثمان محمد منشور: (2009).

·       قواعد وضوابط فى القضاء: شريح القاضى أنموذجًا، جداى، على منشور: (2010).

·       المقاصد الشرعية عند الإمام شريح القاضي، الورداني، عمرو مصطفى منشور: (2002).

·       القاضي شريح وقضاؤه في المعاملات المالية والاحوال الشخصية: دراسة مقارنة، عابد، فاطمة درويش محمود منشور: (2005).

رحم الله الفاضي شريح، وجعل مثواه الجنة

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين  

المراجع:

-         مأمون فريز: صور من حياة الصالحين، بيروت، دار البشير، 1995هـ.

 

-         القاضي شريح في ويكيبيديا.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply