الخبيئة الصالحة

201
1 دقائق
28 جمادى الثاني 1446 (30-12-2024)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

بِسْمِ الله، وَبَعْدَ السِّرّ فِي كَوْنكَ تُحِبّ الله، سَرَّا عَظِيم وَخَبِيئَة مِنَ الْعَمَل الصَّالِح..

لِذَا الْخَبِيئَة الْعَظِيمَة تِجَارَة رَابِحَة تُجَدِّد ثِقَتكَ وَصِلَتكَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ رَبّكَ.. يَا فَتَىٰ، اِجْعَل بَيْنَكَ وَبَيْنَ -ﷲ تَعَالَىٰ- مَشَارِيع خِفِّيَّة لَا يُعِيد النَّاس تَغْرِيدهَا وَلَا تَرَصُّدهَا الْعَدَسَات وَلَا تُخَبِّر بِهَا صَدِيقَا وَلَا تَحَدُّث بِهَا قَرِيبَا، تِلْكَ هِي الْخَبِيئَة الصَّالِحَة لَوْ رَأَىٰ الْفَلَاَح الْعَدَد الْهَائِل مِنَ النَّمْل وَالطُّيُور الَّتِي تَأْكَل مَنْ بُذور الْقَمْح الَّتِي زَرْعهَا، لَمَّا بَذَّر حُبَّة وَاحِدَة، فَاِزْرَع خَيْرا وَلَا تَنْتَظِر حِصَادا..

إِنَّ كُلّ مُصِيبَة لِلْمُؤْمِن لَا تَخْلُو مِنْ ثَوَاب أَوْ رَفْعَة شَأْن، أَوْ دَفْع بَلَاء أَشَدّ، وَمَا عِنْدَ الله خَيْر وَأَبْقَىٰ، الْفَطِن هُوَ الَّذِي يَبْتَهِج بِالْمَصَائِب لِيَقْطُف مِنْهَا الْفَوَائِد، وَكُلّ مَا يَصْدِر عَنِ الله جَمِيل وَإِنَّ كَنَّا لَا نَرَىٰ الْجَمَال فِي الْمُصِيبَة، كُلّ مرّ سَيَمَرّ وَيَحْلُو مَنْ بَعْدَ مِرَارَته..

لَا تُيَأَّس وَلَا تَبْتَئِس لَكَ فِي كُلَّ حُلْم أَجْرا وَثَوَاب..

يَا شَفِيفُ الرَّوْح قَدْ تَكُون الْخَبِيئَة الصَّالِحَة عِبَادَة خَفِيَّة كَصَلَاَة فِي جَوْف اللَّيْل، وَالنَّاس نِيَام، أَوْ صِيَام يَوْم شَدِيد الْحُرّ، بَيْنَمَا النَّاس مُفْطِرُونَ، أَوْ قَضَاء حَوَائِج الْمُسْلِمِينَ، وَالضُّعَفَاء، وَالْعَاجِزِينَ وَالْمَسَاكِين، أَتَّخِذ لَكَ خَبِيئَة وَأَلْزَمهَا لَعَلَّهَا هِي السِّرّ الَّذِي تُسَافِر إِلَيْهُ بَيْنَ الْآذَان وَالْإقَامَة وَمَنْ عَصْر الْجَمْعَة حَتَّى غُرُوب الشَّمْس..تُلِحّ بِتَرْدِيد "آمِينَ آمِينَ" قَاصدًا يَالله لَا تُخَيِّب رجائنا لِتُنَال الْيُسْر وَالْإِجَابَة ب قَدْ أوتيت سؤلك".

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين


مقالات ذات صلة


أضف تعليق