بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
يحرص فضيلة الشيخ الشاعر عبدالله بن علي العامري في شعره على نفع الناس من خلال نصائحه القيمة ومن هذه النصائح:
دعوة للتمسك بالخلق والتقوى
* دعوة لحفظ الزمان من الضياع
**الناس في ظل الدين في أمن وسلام:
وفيما يلي بيان ما قاله في ذلك:
*دعوة للتمسك بالخلق والتقوى:
لا تدعي أملًا قد يكذب الأمل
وكن على حذرٍ كم يفجأ الأجلُ
وفي المطايا منايا تحدو راكبها
مستعجلًا قدمًا والعاثرُ العجلُ
في السعي شدَّ رجالٌ كلُّ مقصدهم
جمعٌ ومنعٌ ليلقى حتفَه الرجلُ
لا تحسبن حظوظ النفس نافعة
حظ النفوس أزاغ الناس فاقتتلوا
داءُ النفوس له في النفسِ مُختبأٌ
حتى سرى فهو في الأعضاء ينتقلُ
لا تجعلن قِوامَ العيشِ مزلقةً
الطامعون تمادى فيهمُ الفشلُ
والمتقون لهم في الرزق منزلةٌ
الرزق يأتي وهم للرزق قد عملوا
القاسطون فشى في الأرض جورُهمُ
ولن يحيطوا و أوهى قرنَه الوعلُ
*دعوة لحفظ الزمان من الضياع
يذوب العمر من دون ادخارِ
كثلجٍ ذاب في وسط الصحاري
فلا يسقيك في شرب وزرعٍ
تبخَّرَ كيف تغنم من بخارِ
ويستخفي صعودًا في سماءٍ
وتنقله الرياحُ بلا قرارِ
ألا فاحفظ زمانك عن ضياعٍ
وسارع في مسابقة الخيارِ
خيارُ الناس أنفعهم لخَلقٍ
خيارٌ من خيارٍ في خيارِ
هم الأخوان حقَّا واصطفًا
قليلٌ عدُّهم زمن الضرارِ
ويعتذر الجبان بضعفِ حالٍ
وينسابُ اللئامُ بلا اعتذارِ
فكن للوقتِ حلفًا مُستقرًا
وقدِّرهُ وسابق باقتدار
وصارف أهله ربحًا بربحٍ
وجوِّدْ صرفه والزمْ حذارِ
فسرَّاقُ الزمان بكل فجٍّ
يُضيعون المساء مع النهارِ
يَدُعُّون الزمان إلى ضياعٍ
ويسقون الصباخ بلا بذارِ
*الناس في ظل الدين في أمن وسلام:
ماءٌ وطينٌ أصلُ كلِّ الناسِ
فعلام فخر الكاذب المتناسِ
هيا تذكر يابن آدم أصلنا
واحذر سماع المعجب الوسواسِ
من كل ختَّارٍ يميل بخدِّه
ميلَ الضلالِ بزخرفِ الإفلاسِ
كل الخليقة في عبادة ربنا
طوعًا وكرهًا في الرخا و الباس
من يعبدالرحمن فاز برفعةٍ
أما الغوي يتيهُ في الإبلاسِ
فاعبد إلهك عزةً وكرامةً
ويقول (حفظه الله)
الدين طهرٌ عن قذى الأدناسِ
والدين عيشٌ في سلامٍ دائمٍ
بالبرِّ والتقوى بخير لباسِ
كانت متاعًا زائفًا فتمزَّقا
لو كان حقًّا لاستدامَ وحقَّقا
إن العيون مليحةٌ نظراتُها
والسمُّ من سهمِ العيون تدفَّقا
يابنتَ ذي الدنيا شفاؤكِ قاتلٌ
والوصلُ من سكرٍ أزالَ المنطقا
لا تشتري يا قلبُ مذموم الهوى
واسلك سبيلَ الطيباتِ موفَّقا
في الدِّمنةِ الخضراءِ سؤ منابتٍ
والمنُّ والسلوى عن الأرضِ ارتقى
إنَّ السلامةَ خيرُ زادٍ حُزْتَه
لا خير في مالٍ أضرَّ وفرَّقا
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين