رمضان طوبى فيك نفح بشارة

137
3 دقائق
26 رمضان 1446 (26-03-2025)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

رمضان طوبى فيك نفح بشارة – شريف قاسم

وتعودُ يارمضانُ للبلدانِ
وتعودُ والأرزاءُ ينهشُ شدقُها
شدقُ التَّخلي عن عقيدةِ ربِّهم
وتزلُّفٌ أوهى مروءةَ محتدٍ
والحبُّ لاحب الحبيبِ مُحَمَّدٍ
وانقادَ أهلُ الحلِّ ويل هوانهم
فَتَخَاذلٌ وخيانةٌ وتبجُّحٌ
وعلى نضارة سُنَّةِ الهادي فهل
أيحاربون اللهَ جلَّ جلالُه
خسئوا جميعا لافكاك لهم إذا
إن العقيدةَ ياطغاةُ عصيَّةٌ
ولحامليها في الشعوبِ مكانةٌ
لم يخشَ أحفادُ النبيِّ عُتُوَّهم
فالمجدُ يورق في منابتِ عزِّهم
واليوم مَن في الأرضِ في يقظاتهم
هم يهتفون لأهلِها وحُمـاتِها
الحقُّ جاءَ فليس يبقى باطلٌ
كالجاهلية صوَّحت زيناتُها
ولقد أتى والحزن يأكلُ أُنسَنا
قد هــلَّ يخبرُنا فمن أيامِه
أما القوى الكبرى فلا كبرت ولا
سدلَ القضاءُ على طغاةِ جنونِها
وأتى نسيمُ الغيبِ ينفح أُمَّـةً
فالفتحُ من عند الإله وليس من
إنَّـا وإنْ بالعجزِ باتَ يلفُّنا
والسجنُ للأبرارِ يشهدُ أنهم
ماضرَّهم هذا التآمرُ ضدَّهم
والأمة الثكلى تناديهم وقد
أدركْ إلهي ثورةً تأبى الرضا
هم أهلُها الأبرارُ في غدواتهم
ياربِّ أنت وليُّنا، ونبيُّنا
نفديه بالأرواحِ إن جاء اللقا
رمضان أيقظَ أمَّـةً مكلومةً
رمضانُ طوبى : فيكَ نفحُ بشارةٍ
ومن السُّمُوِّ بأنفسٍ توَّاقةٍ
ومن البطولةِ والتَّفاني والنَّدى
وتعودُ يارمضانُ والشَّكوى على
أدمتْ جوانحَه الخطوبُ وأثقلتْ
وتسابقَ الأوباشُ فيك لخسَّةٍ
قلبوا صحائفَكَ الحِسانَ، وأبدلوا
أمَّا الغزاةُ المجرمون فأمعنوا
يشكو العراقُ فسادَهم وعتوَّهم
وحصارُ غزَّةَ لم يكنْ إلا على
في كلِّ أرضٍ ـ آهِ ـ إسلاميَّةٍ
قتلى وجرحى، والأسارى مادرتْ
والمسلمون بغفلةٍ لو أنَّ مـا
لتفجَّرتْ منه العيونُ تدفُّقًا
لُعِنَ الغزاةُ، وباءَ كلُّ مخاتلٍ
متحالفًا ــ رغمَ النَّوازلِ في بني
والآخرون مع الأسافلِ عربدوا
خمرٌ، وعُريٌ، وانتهاكُ محارمٍ
قد أرخصوا قدسيَّةَ الشهرِ المباركِ.
وتناهشوا مثل البهائمِ بئسَ مَنْ
أين المروءةُ ؟! مااكفهرَّ صباحُها
أين الشهامةُ والرجولةُ والحِجى
شكوى إلى الجبَّارِ حيثُ تحجَّرتْ
***
أين التَّسابقُ في الرجالِ إلى الهدى
في أمَّـةٍ آتى الإلهُ كتابَه
وتبوَّأتْ قِممَ الفخارِ، ومكَّنتْ
صورٌ من الماضي تلوحُ جليَّةً
مرَّتْ على الدنيا بسابقةِ المنى
تغدو بها للخيرِ في طولِ المدى
لاتنكرُ الأمجادُ تأريخَ الألى
يومَ انتضى هممَ الرجالِ بزحفِه
من ظلمةِ الأرزاءِ هبَّتْ أُمَّتي
ولها السيوفُ المرهفاتُ إذا عدا
ومشتْ لدينِ اللهِ، لا لمطامعٍ
فإذا بصوتِ مكبِّرين يقودُهم
ياقائدَ الفرسانِ في حطين هل
مازالَ يُكبرُكَ الزمانُ وأنت في
باتتْ فلسطينُ الذَّبيحةُ ترتجي
ملَّتْ وجوهَ الخانعين ربوعُها
والحاملين لأجلها علمًا سوى
ملَّتْ هواهم واشمأزَّتْ إنَّما
ها قد أتى أهلُ المصاحفِ والفدا
خلِّ الجراحَ، وخلِّ مافعلَ اليهودُ .
ودعِ السَّنى في المسجدِ الأقصى الذي
ودعِ المذابحَ والتَّجبُّرَ للذي
واهتفْ بمليارٍ لعلَّ قلوبَهم
ولعلهم يستيقظون فقد طمى
ولعلهم يورون يقظةَ حسِّهم
واذكرْ لهم ماكان في بدرٍ وفي
واغسلْ نفوسًا دنَّسَتْها شهوةٌ
فلعلها تنجو، ويدركُها الرضا
ولعلها تصحو وتدركُ نهجَها
وتعيدُ أيامَ الفتوحِ بقدسِنا
وتعيدُ حكمَ اللهِ في الدنيا التي
فاهتفْ بسمعِ النائمين إلى الضحى
مازلتُ أقرأُ في قراطيسِ العلى
بمآثرِ الإسلامِ لا بفسادِهم
لن يشرقَ الصبحُ المبينُ ولن نرى
أبدا ولن يأتي ربيعُ زمانِنا
أُغرودةٌ ... سكرَ المدى بروِيِّها
ياقومُ :سحرُ المقمراتِ بمجدِكم
هبُّوا بمصحفِكم فهذا وقتُه
أجدادُكم حملوا شذاها للورى
وتدرَّعوا بالحقِّ في تطوافِهم
أحيوا قلوبَ الناسِ بالتقوى وقد
فاهتزَّت الربواتُ يسقيها الهدى
تلك العهودُ المزهراتُ نسيجُها
أَوَلَيسَ قومي من هناك تحدَّروا
هل من مجيبٍ للنداءِ فإنَّ في
هل مستجيبٌ للهدايةِ شأنُه
هل من أبيٍّ لم يقمْ إلا إلى
هل من أُباةٍ يسمعون حديثَنا
هلاَّ نهضنا بالعقيدةِ وحدها
هل ينجلي الميدانُ عن فرسانِه

ولأُمَّـةٍ تُنْمَى إلى العدناني
شدقُ الهوى والذلِّ والخذلانِ
والخوضُ في وحلِ الضَّلالِ الجاني
فكأنَّهم في قبضةِ الأكفانِ
أبدًا ولا يُنْمَى إلى الإيمانِ
بيدِ العدوِّ إلى يــدِ الحرمانِ
في الحرب وا أسفي على القرآنِ!
يبقى إذا طُمِسا سوى الهذيانِ!
راضينِ بالإسفافِ والطغيانِ
جاءتْ جهارا غضبةُ الديَّـانِ!
تأبى الفناءَ وحالةَ الذَّوَبانِ
وهـم الأباةُ الصِّيدُ في الميدانِ
أو سطوةَ الخوَّانِ والسَّجَّانِ
باللهِ لا بالزخرف الفتَّانِ
شهدوا لغزَّة بالرضا الرباني
بالفتحِ والتقدير والعِرفانِ
أو محفلٌ لعبادة الشيطانِ
وترنَّحتْ صرعى رؤى الأوثانِ
لمجازرِ الأوباشِ والعُبدانِ
بدرٌ لتنبئَنا بطيبِ أوانِ
نالتْ من التدليس أيَّ مكانِ
ما خبَّـأ المقدورُ للعدوانِ
كفرت بحكم المرجفِ الخـوَّانِ
أهـلِ القوى ومروجي الإدمانِ
لمَّا نزل من خيرةِ الأعيانِ
أهلُ الرجولةِ والفدا النشوانِ
من رعبِ قاصيهم وهذا الدَّاني
بلغَ الأسى فيها المكانَ الحــانِ
بفسادِ حكم جائـرٍ شيطاني
ما استسلموا للأرعن الحيوانِ
خيرُ الأنام المصطفى العدناني
بحشودِ أهلِ الزيغِ والبطلانِ
واستنهضَ الغافي من الفتيانِ
وسُمُوُّ مافي الصَّومِ من إحسانِ
للهِ ذي الرحماتِ والرضوانِ
وطهارةِ الأحناءِ والوجدانِ
فـمِ كلِّ ملتحفٍ أسى الأحزانِ
بالهـمِّ كاهلَه يـدُ الحــــدثانِ
ومسلسلٍ يُطوى بـلا أثمـانِ
قيمَ الهدى بالزُّورِ والبهتانِ
بالقتلِ والتدميرِ في الأوطانِ
ومرابعُ الأفغانِ والسودانِ
نهجٍ ينظِّمُه أذى الخوَّانِ
تجدُ الجناةَ بملمسِ الثعبانِ
أمٌّ مكانَ أسيرِها الحرَّانِ
دوَّى من الأحداثِ في الصَّوَّانِ
من هولِ مافي عصرِنا الثكلانِ
باعَ النَّفيسَ بأبخسِ الأثمانِ
أوطانِه تغلي ــ مع الشيطانِ
في حانةِ الأهواءِ والكفرانِ
وتفلُّتٌ في السرِّ والإعلانِ

. وانثنوا عن سامقِ العِرفانِ
رضيَ العُقوقَ لربِّه الدَّيَّانِ
إلا بوجهِ أسافلِ العُبدانِ
والعزُّ ؟! ما للعزِّ في الأكفانِ!!
مهجٌ، وماتَ الحِسُّ في الإنسانِ
***
وإلى ربيعِ عقيدتي و بياني ؟!
فتأرَّجتْ بالروحِ والريحانِ
نورَ الشريعةِ في مدى الأكوانِ
وترفُّ رغمَ الضِّيقِ في الأجفانِ
في صبحِها العطرِ النديِّ الهاني
بين الشعوبِ مواكبُ القرآنِ
في ظـلِّ رايةِ جحفلِ الرحمنِ
ولوى تعنُّتَ زمرةِ الطغيانِ
تسقي العبادَ رحيقَها الرباني
أهلُ الضَّلالِ و زمرةُ الأضغانِ
ترجو بمسعاها رضا المنَّانِ
نصرٌ إلى نصرٍ بكلِّ طِعانِ
نظرتْ هنا عيناكَ في الإذعانِ ؟!
دارِ الخلودِ برحمةٍ و جِنانِ
وجهًا كوجهِكَ ساطعَ البرهانِ
والعابثين بمسرحِ الخذلانِ
علمِ العقيدةِ في لظى الميدانِ
مافاتها للفتحِ ركبٌ ثانِ
بحماس من أبرارِها الفتيانِ
. المجرمون بأهلِنا الشُّجعانِ
يشكو جدارَ الظلمِ والبهتانِ
بيديهِ أمرُ تخبُّطِ العدوانِ
تحيا بماءِ طهارةِ الإيمانِ
سيلُ الخطوبِ ومادَ بالأركانِ
بالبيِّناتِ الزُّهرِ في الشريان
ميدانِ أجنادينَ من تبيانِ
بفيوضِ شهرِ الصَّومِ والتحنانِ
والعفوُ من خلاَّقِها السُّلطانِ
وترى البيانَ الحقَّ في القرآنِ
وعلى ربا الأفغانِ والشيشانِ
تاقتْ إلى الأنوارِ في الفرقانِ
بلبابِ مافي القولِ من ميزانِ
خبرَ النهوضِ لأُمَّةِ العدناني
ومذاهبِ الطاغوتِ والطغيانِ
وجهَ الخلاصِ بهذه الأوثانِ
إلا بظلِّ المصحفِ الرباني
هيهاتَ نسمعُها بلا آذانِ ‍
وافى مكانَ المجدِ في الإبَّانِ
وبِسُنَّةِ المبعوثِ عالي الشأنِ
رغمَ اليبابِ بسالفِ الأزمانِ
فنأوا عن الإيذاءِ والبطلانِ
أحيوا البلادَ بمُزنِها الهتَّانِ
مما يزيدُ الزَّهوَ في العمرانِ
من محكم التنزيلِ والإتقانِ
ولهم كريمُ يدٍ على الجيرانِ!!
أقوامِنا مَنْ يشتكي ويعاني!!
ماعادَ يشغلُه الهوى الحيواني!!
ساحِ المآثرِ طيِّبَ الأردانِ!!
لنقومَ مجتمعين كالإخوانِ!!
لنردَّ زيفَ مذاهبِ الأخدانِ!!
لنرى فضائلَ حاملي القرآنِ؟

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين


مقالات ذات صلة


أضف تعليق