رؤيا عظيمة في العلاء بن زياد

125
2 دقائق
7 ذو القعدة 1446 (05-05-2025)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

العلاء بن زياد من أقران الحسن البصري، قال الذهبي عنه: «القدوة... كان ربانيا، تقيا، قانتا لله، بكاء من خشية الله».

تجهز رجلٌ من أهل الشام وهو يريد الحج، فنام فأتاه آت في منامه، فقال له: ائت العراق، ثم ائت البصرة، ثم ائت بني عدي، فأت بها العلاء بن زياد؛ فإنه رجل أفصم الثنية بسام، فبشره بالجنة.

قال: فقال: رؤيا ليست بشيء.

قال: حتى إذا كانت الليلة الثانية رقد، فأتاه آت فقال له: ألا تأتي العراق ثم تأتي البصرة.. فذكر مثل ذلك، حتى إذا كانت الليلة الثالثة جاءه بوعيد، فقال: ألا تأتي العراق، ثم تأتي البصرة، ثم تأتي بني عدي فتلقى العلاء بن زياد، رجل ربعة، أفصم الشفة، بسام، فبشره بالجنة.

قال: فأصبح وأخذ جهازه إلى العراق... فأتى بني عدي فدخل دار العلاء بن زياد فوقف الرجل على باب العلاء فسلم.

قال هشام: فخرجت إليه، فقال لي: أنت العلاء بن زياد؟ قال: قلت: لا. وقلت: انزل رحمك الله، فضع رحلك، وضع متاعك.

قال: لا، أين العلاء بن زياد؟ قال: قلت: هو في المسجد.

قال: وكان العلاء يجلس في المسجد يدعو بدعوات ويتحدث.

قال هشام: فأتيت العلاء فخفف من حديثه وصلى ركعتين ثم جاء، فلما رآه العلاء تبسم فبدت ثنيته، فقال: هذا والله صاحبي.

قال: فقال العلاء: هلا حططت رحل الرجل، ألا أنزلته؟ قال: قد قلت له فأبى.

فقال العلاء: انزل رحمك الله.

قال: فقال: أخلني.

قال: فدخل العلاء منزله، وقال: يا أسماء تحولي إلى البيت الآخر فتحولت، ودخل الرجل فبشره برؤياه، ثم خرج فركب.

قال: وقام العلاء فأغلق بابه فبكى ثلاثة أيام -أو قال: سبعة أيام- لا يذوق فيها طعاما ولا شرابا، ولا يفتح بابه، قال هشام: فسمعته يقول في خلال بكائه: أنا أنا.

قال: فكنا نهابه أن نفتح بابه، وخشيت أن يموت فأتيت الحسن -رحمه الله- فذكرت ذلك له، قلت: لا أراه إلا ميتا لا يأكل ولا يشرب، باكيا، فجاء الحسن حتى ضرب عليه وقال: افتح يا أخي، فلما سمع كلام الحسن قام ففتح، وبه من الضر شيء الله به عليم، فكلمه الحسن، ثم قال: رحمك الله ومن أهل الجنة إن شاء الله، أفقاتل نفسك أنت؟!

قال هشام: حدثنا العلاء لي وللحسن بالرؤيا، وقال: لا تخبروا بها ما كنت حيًا.

الزهد لأحمد (ص 429)

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين


مقالات ذات صلة


أضف تعليق