بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
ودع العالم الإسلامي مؤخرًا العالم السعودي الكبير الداعية الإمام والخطيب سعد البريك (1381- 1446 ه / 1962- 2025 م) رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، وقد رثاه فضيلة الشيخ الشاعر عبدالله العامري بهذه القصيدة التي يبين فيها مناقبه في الدعوة بحكمة واعتدال حيث يقول فيها:
القلبُ من هول المصابِ كظيمُ
والصبر مرٌّ علقمٌ وأليمُ
والنائبات على الزمان ثقيلةٌ
والصبرُ ضوءٌ للملا مقسومُ
فاصبر على مُرِّ الزمان فإنما
مُرُّ الزمان على الأنام قديم
والموتُ ميقاتٌ نمر بأرضه
هذا السبيل وسيره محتومُ
والقبرُ صندوقٌ السؤالِ لأهله
البَرُّ ينجووالعصي ملوم
والقلب بالصبر الجميل له الرضى
وإذا أبيتَ فخاسرٌ مذمومُ
والعالمون مصابنا في فقدهم
فقد الرضيعِ معنف وفطيمُ
سعد البريكِ مضى وأنت مقيمُ
والموت حقٌّ لازمٌ مقسومُ
ما مات من أحيا القلوب بعلمه
نور الهداية خالدٌ وقويمُ
هيا استقم حتى الختام تفز بما
فازت به العلماءُ والتعليمُ
هم صفوةٌ لمَّا اصطفاهم ربهم
قاموا كما كان الهداةُ يقوموا
سعد البريك مقدم في صفنا
يدعوا ومنهاج الدعاء سليم
يدعوإلى سنن الهداية والتقى
نعم الخطيب مفوَّهٌ وحكيمُ
لا للتفرق والتعصب للهوى
إن التفرق سهمُه مسمومُ
فوق المنابر دعوة سلفية
نهر تدفق نبعه تسنيمُ
طاف العوالم مهتدٍ برسالة
هدي النبي أساسه التفهيم
فاعلم لتعمل ثم تدعوا صابرًا
والسالكون منائرٌ ونجومُ
ندعوا ونرجوا رحمةً وبصيرةً
منا الإمام وخلفه المأموم
والكل قلب واحد في دعوةٍ
تسقي ونخلُ الباسقاتِ هضيمُ
لن ننثني حتى نُوسَّدَ في الثرى
ويُقال مات وصبره مختومُ
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين