بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فإن بعض الحقائق ألمها أشد من ألم ضربة حدُ السيف ومن هذه الحقائق هي حقيقة ما بعد الموت ونحن المسلمين نؤمن بكل خبر جاء عنه في الكتاب والسُنة فنحن نعلم حقيقة المصير بالصوت والصورة لكننا نعيش في هذه الحياة بأحلام آلاف السنين وتركنا العمل لدار الأبد التي خصها الله عزوجل للمؤمنين، فحياتنا اليوم بين الإفراط والتفريط في العبادات بين الفرائض والنوافل ومنه ضياع الوقت دون إستغلال إيجابي والله المستعان.
ومع مرور الأيام والشهور بسرعة البرق نجد السنين تزاحم بعضها البعض وعُمرُ الإنسان يتقدم ويزيد وتقدمه يكون إلى القبر وزيادته تكون في السِن وهو يضحك ويلعب، فبعض القلوب إمتلأت بعين الغرور وأخرى إمتلأت بالأحقاد والشرور وأقلها من تعمل لأجل ملاقاة العلي الغفور، فمن أراد أن يعظ نفسه فعليه بوصية النبي ﷺ وهي زيارة المقابر فسيرى الناس فيها أكثرهم شباب أصاغر وكانت لهم طموحات فتركوها وسلكوا طريق المعابر وهناك من صرح بها على المنابر فطالت غِيبتُهم وطالت توبتنا فبعض الناس عيشهم مثل عيش البهائم بل إن بعض البهائم أكرمكم الله أفضل منهم، فإن هؤلاء يعيشون عِدة جوانب ومنها التقصير في الثواب والأجور والمجاهرة بالقبيح والفجور والله المستعان.
وإن قلت لهم (توبوا إلى الرحمن) قالوا (سوف نتوب عندما نتقدم في الزمان) فهذه هي حقيقة الدنيا فقد أعمت بصائر الناس فعملوا لأجل فنائها وتركوا الآخرة وبقائها فضاقت بهم الحياة رغم تنوع النِعم فيها والخيرات وأصبح الكثير منهم يتمنى الموت رغم أنهم يعلمون أن الزاد قليل وهذا التمني ليس إلا من باب كثرة الفتن وقِلة الحيلة وضُعف الإيمان بل إن بعضهم يُطبقون أفكار الشيطان عندما يأمرهم بالإنتحار تذهب أعمارهم سُدى دون نور ولا هُدى فإن الإسلام جاء من أجل أن نعيش بسلام.
نَعم لسلامة القلب من فساد الأديان والعقائد ولسلامة العقل من شبهات الشرك والمصائد ولسلامة البدن من الظلم والمكائد ولسلامة الأموال من الربا والتي تُسمى بالفوائد ولسلامة البلاد من ضيق الشدائد ولسلامة النفس والروح من عذاب القبر ويوم الحصائد فأكثروا من هذا الدعاء وقولوا: "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك" رواه الترمذي وغيره، واسألوا الله بحُسن الخاتمة وأن يتقبل منا العمل الصالح.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين