هذا هو النقد الذي قدَّمه حسن حنفي كما ترى؛ بِخلطٍ عجيب بين أحاديث لا علاقة بينها، وفهم غريبٍ للحديث لم يسبقه إليه أحَد، ولا ندري بأي بصَر وبصيرة قرأ البخاري حين أراد نقدَه؛ إذ إنه يخطئ في أيسر العبارات، إلا إن كان حاطبَ ليل فتَح صحيح البخاري كيفما اتَّفق له على عجالة، فكتب ما كتب. ويعلِّل حنفي لما كتبه بأن الثقافة “تتغير بتغيّر العصور والأزمان، والعلوم -مثل الفلسفات والفنون- جزء من تصورات العالم التي تعبّر عن تطور الوعي الإنساني”، إلا أنني لا أظن أن الوعي الإنساني يرضى بما قدَّمه حنفي من نقد غريبٍ ساذجٍ لصحيح البخاري!
وهذه القراءة المستعجلة لمشروعِه تنبِئك -أخي القارئ الكريم- بمدى هشاشة النقدات على صحيح البخاري، وتضخيم بعض الناس لها مما يكوِّن هالة على مثل هذا النقد، فيتقبله العقل البسيط، وصحيح البخاري لا تزيده الأيام والنقدات إلا انتشارًا بين الناس بفضل الله