فهذا تقييد جمعتُ فيه مهمات الزوائد على متن قطر الندى وبل الصدى لابن هشام الأنصاري رحمه الله، وقد دعاني إلى ذلك أمران:
أولهما: أن متن القطر من أحسن المتون النحوية المتوسطة وضعًا، وأكثرها للمسائل جمعا، وأحكمها عبارة، وألطفها إشارة، ولذا عم النفع به، وأصبح دولة بين الطلاب في كثير من الأصقاع، وكثرت عليه الشروح والحواشي، ولا غرْوَ فمؤلفه من أبرز محققي هذا الفن في عصره، وإمامته محل إجماع، وقد ذاع وشاع ما نقله الحافظ ابن حجر إذ قال : «قال لنا ابن خلدون: ما زلنا ونحن بالمغرب نسمع أنه ظهر بمصر عالم بالعربية يقال له ابن هشام، أنحی من سیبویه».
وثانيهما: أن ابن هشام -رحمه الله- قد ترك بعض ما يُحتاج إليه من الأبواب، رغبة في الاختصار، واستغناءً بتحريرها في كتب أخرى، كما في بحث الجُمل وأشباه الجمل، والكلام على صنعة الإعراب وبعض مسائله، فقد استغنی بالكلام عليها في (الإعراب عن قواعد الإعراب) وبسطها في (مغني اللبيب عن كتب الأعاريب).
ولما كانت هذه الزوائد مما لا يسع الطالب المتوسط جهله آثرت تأليف هذا الجمع معتمدا على كتابي ابن هشام: مغني اللبيب، والإعراب عن قواعد الإعراب، فالعبارة في هذا الجمع عبارة ابن هشام إلا في مواضع يسيرة، وفي هذا عون لدارس القطر الذي ألف سمت کلام ابن هشام وخبر طريقته.