الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه ومن أحبه واتبع هديه؛ وبعد:
حين شرعت في تدريس التجويد للمنتسبين لـ (دار الحافظات) بمسجد عقبة بن عامر ومسجد محمد الأمين الشنقيطي بالهيئة الملكية ـ ينبع الصناعية (السعودية)، طلبن مني مذكرة يراجعن منها فبدأت في كتابة ورقات، ثم تطور الأمر حتى كان هذا الكتاب، وأسميته (المفصل في التجويد).
اعتمدت في البحث على القراءة الموسعة في كل موضوع، قبل الكتابة، وقد أشرت إلى المراجع التي تصفحتها في الهوامش. وحاولت أن أرصد الإشكالات التي ترد على من يسمع الشرح، بتتبع أسئلة من أجالسهن، وضمنت الكتاب ذلك، أملًا في محاصرة الخلل في الشرح، وأرجو أن أكون قد وُفّقتُ.
والفضل لله أولًا وآخرًا، ثم لزوجي (الدكتور محمد جلال القصاص)، هو مَن شجعني بداية على الكتابة، وعلمني كيف البحث، وأمدني بالمصادر والمراجع التي أحتاج إليها، وكان يرقبني (بل يحرسني) بعينيه، ويصغي لمشاكل البحث بأذنيه، ويرشد قبل أن أسترشد. أسأل الله أن يعظم أجره، ويرفع درجته في عليين إنه سميع قريب مجيب الدعاء.
والحمد لله أن جعلني من حملة كتابه، وأن هيأ لي فرصة التعليم، ويسر لي هذا العمل وأسأله ـ جل شأنه ـ أن يتقبله ويجعله ذخرًا لي يوم ألقاه.هذا وما كان من توفيق فمن الله، وما كان خطأ فمني ومن الشيطان، والله أسأل أن يغفر ويرحم ويتجاوز عما يعلم إنه هو الأعز الأكرم.