حلقة 21: الهجر المشروع والممنوع - هل تلزم الاستعاذة عند التثاؤب؟ - الاقتداء بالمسبوق - سلم قبل إمامه سهوا - المسح على الخف وتحته جورب - دعاء الاستفتاح في النافلة - إذا نسي سجدة بطلت الركعة - التحريم على الراضع - معنى الأنصاب والأزلام

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

21 / 50 محاضرة

حلقة 21: الهجر المشروع والممنوع - هل تلزم الاستعاذة عند التثاؤب؟ - الاقتداء بالمسبوق - سلم قبل إمامه سهوا - المسح على الخف وتحته جورب - دعاء الاستفتاح في النافلة - إذا نسي سجدة بطلت الركعة - التحريم على الراضع - معنى الأنصاب والأزلام

1- إذا سهوت في الصلاة ولم أسجد سجود السهو، وسلمت ونسيت سجود السهو، فماذا يجب علي أن أفعل؟

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم تسليما ًكثيراً إلى يوم الدين أما بعـد: فقد أبان النبي - صلى الله عليه وسلم - الحكم فيما يتعلق بالسهو وذكر عليه الصلاة والسلام أنواعاً من ذلك قولاً وفعلا عليه الصلاة والسلام، فمن ذلك ما رواه أبو سعيد الخدري عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إذا شك أحدكم في صلاته فلم يدري كم صلى ثلاثاً أم أربعاً فليطرح الشك وليبنِ على ما استيقن، ثم يسجد سجدتين، فإن كان صلى خمساً..... له صلاته، وإن كان صلى تماماً كانتا ترغيماً للشيطان)، خرجه مسلم في صحيحه، فإذا شك الإنسان وصلى ثنتين أو ثلاث يجعلها ثنتين، يبني على الأقل وهو اليقين، وإن شك أنها ثلاث أو أربع جعلها ثلاثاً ثم كمل، ثم بعد هذا يسجد السهو سجدتين قبل أن يسلم، وهكذا لو سها عن قول سبحان ربي العظيم في الركوع أو عن سبحان ربي الأعلى في السجود، أو عن قول رب اغفر لي بين السجدتين، أو سها عن قول: ربنا ولك الحمد عند ارتفاعه من الركوع، أو سها الإمام عن قوله: سمع الله لمن حمده، كل هؤلاء يشرع لهم .... يجب عليهم سجود السهو، سجدتان قبل أن يسلم، وهكذا لو سلم من ثلاث من الظهر أو العصر أو العشاء، أو سلم ثنتين في المغرب مثلاً أو سلم من واحدة من الفجر أو الجمعة ناسياً، فإنه يسجد السهو، لكن في هذه الحالة إذا سلم مع نقص ركعة أو أكثر فإنه يكون سجوده بعد السلام أفضل، لفعل النبي - صلى الله عليه وسلم - فإنه سلم مرةً من ركعتين، فنبه وكمل صلاته ثم سلم ثم سجد السهو سجدتين، ومرةً سلم من ثلاث عليه الصلاة والسلام فنبه فكمل صلاته ثم سلم ثم سجد سجدتين للسهو ثم سلم، فهذا هو المشروع للمؤمن والمؤمنة في السهو، فإن نسي السجود فصلاته صحيحة، لأنه نسي سجود السهو، فصلاته صحيحة، لكن متى ذكر، سجد سجدتي السهو،سواء في المسجد أو في بيته، وقال بعض أهل العلم إذا طال الفصل سقطت، ولكن الأحوط والأولى أنه متى ذكرها ولو طال الفصل سجد سجدتين بنية السهو سواء في المسجد أو في بيته.  
 
2- يغلبني النعاس أحياناً في صلاة الصبح، فلا أعلم ما قلت ولا ما فعلت كالقراءة والتحيات، ولكنه ليس بالنوم العميق الذي يخشى من نقض الوضوء معه، فماذا أفعل؟ أفيدوني بارك الله فيكم.
ما دام شعورك معك، وتعقل الصلاة وأنك تتابع الإمام فصلاتك صحيحة، والأصل أنك أديت ما يفعله الإمام، هذا هو الأصل، وهو الظاهر من عملك مع الإمام حتى تعلم خلاف ذلك، فإن عملت أنك لم تقرأ الفاتحة أتيت بها ثم سلمت بعد ذلك، إذا علمت أنك لم تقرأ التحيات مع الإمام تأتي بها ثم تسلم، وإن كنت علمت أن تركت الفاتحة من ركعة من الركعات فالأمر في هذا واسع، لأن الإمام يتحمل عنك عند سهوك وعند جهلك، وعند عدم علمك بما وقع منك، يتحمل الإمام عنك ذلك إن شاء الله.  
 
3- يقول : بأنه حصل بيني وبين أخي مناظرة ومناصحة، وبعدها تقاطعنا بسبب أني نهيته عن فعل منكر، فهل يعتبر هذا هجر؛ لأنني سمعت حديثا بمعناه: لا يهجر المسلم أخاه ثلاثا ؟ أفيدوني بارك الله فيكم.
الحديث لا يهجر المسلم أخاه فوق ثلاث، أما الثلاث ففيها رخصة، لكن هذا الهجر فيما يتعلق بأمور الدنيا، إذا صار بينه وبين أخيه خصومة، نزاع، دعاوى، فله أن يهجره ثلاثاً فأقل، وليس له أن يهجره فوق ثلاث، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام أما إذا كان الهجر لله، للمعاصي فهذا لا يتقيد بثلاث ولا بأربع ولا بأكثر، بل يجوز الهجر ويشرع الهجر لمن أظهر المعاصي ولو أكثر من ثلاثة أيام، ولو سنة، ولو سنتين، ولو أكثر منه، حتى يتوب العاصي، حتى يقلع عن ضلاله ومعصيته، وقد هجر النبي - صلى الله عليه وسلم - والصحابة ثلاثةً من الصحابة خمسين ليلة، لما تخلفوا عن غزوة تبوك بغير عذرٍ شرعي، هجرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - وأمر الناس بهجرهم حتى مضى عليهم خمسون ليلة ثم تاب الله عليهم فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بالسلام عليهم، وأعلن توبتهم عليه الصلاة والسلام، المقصود أن الهجر للمعاصي والبدع لا يتقيد بثلاثة أيام بل ذلك يتقيد بحال صاحب البدعة، صاحب المعصية التي أعلنها، فمتى تاب وأقلع عن معصيته وعن بدعته سلم عليه إخوانه، ومتى أصر على المعصية الظاهرة أو البدعة الظاهرة استحق أن يهجر، وشرع هجره حتى يتوب إلى الله من ذلك، إلا إذا كان هجره يزيد الشر، ويترتب عليه مفاسد أكثر فإنه لا يهجر حينئذٍ دفعاً للمضرة الكبرى والشر الأكبر، على حسب قاعدة الشريعة في ارتكاب أدنى المفسدتين لتفويت كبراهما، وفي تحصيل أعلى المصلحتين ولو بفوات الدنيا منهما، والحاصل أنه مقام عظيم، يتفاوت فيه الناس، فمتى كان الهجر أصلح للعاصي والمبتدع هجر المدة التي يبقى فيها مصراً على المعصية والبدعة، فإذا تاب وأعلن رجوعه سلم عليه إخوانه المسلمون، ومتى كان الهجر يزيد الشر ويزيد الفتنة ويترتب عليه شر أكثر من معصيته وبدعته على المسلمين أو سيزداد شره وبلاؤه فإنه حينئذٍ لا يهجر، ولكن ينصح ويوجه دائماً، لعله يرجع إلى الصواب، ويبين له خطؤه ويظهر له من إخوانه كراهة لعمله والاستنكار لعمله، حتى يرجع عن ذلك مع العناية بما يردع شره ويقلل شره ويسبب سلامة الناس منه.   
 
4- هل يلزمني عند التثاؤب في الصلاة أو في غيرها، هل يلزمني أن أتعوذ بالله من الشيطان الرجيم؟
التثاؤب لم يرد فيه التعوذ فيما نعلم، ولكن يشرع لمن أصابه التثاؤب أن يكتم ما استطاع، أن يكتم فمه ما استطاع، وأن يضع يده على فيه، ولا يقول هاااا، لا يتكلم بشيء، بل يجاهد نفسه حتى يكتم، ويضع يده على فيه لأنه إذا فغر فاه صار له منظر مستكره، فينبغي له في هذا كما جاءت به السنة أن يضع يده على فيه لأن الرسول أمر بهذا عليه الصلاة والسلام:(قال إذا تثاءب أحدكم فليكتم ما استطاع، وليضع يده على فيه ولا يقول هااا فإن الشيطان يضحك منه) أو كما قال عليه الصلاة والسلام، فينبغي للمؤمن إذا أصابه التثاؤب أن يكتم ما استطاع وأن يضع يده على فيه، وأما أنه يقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فلا نعلم أنه ورد في هذا شيء، ولكن بعض الناس يفعل هذا لعلمه بأنه من الشيطان، فلهذا كثير من العامة يفعلون ذلك لأنهم علموا أن هذا من الشيطان فلهذا فعلوه وإلا فلا نعلم شيئاً في السنة جاء في هذا الباب، ولا شك أن التثاؤب من الشيطان، وأنه يشرع للمؤمن عند الكسل وعندما يحصل له ما يضره من عدو الله يشرع له التعوذ بالله من الشيطان الرجيم، والإكثار من ذكر الله، والصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم، لكن لا نعلم أنه ورد شيء معين في هذه المسألة، فإذا تعوذ بالله من الشيطان عند التثاؤب لعلمه بأنه من الشيطان فلا حرج في ذلك، لكن لا نقول أنه سنة لعدم الدليل.  
 
5- إذا وجدت الإمام قد سلم، ولا يزال بعض المأمومين ممن فاتته بعض الركعات مع الإمام يقضي، فهل يجوز لي أن أصلي خلفه مؤتماً به لجماعة ثانية أم لا؟
الأمر في هذا واسع، إن صليت وحدك فهو أحوط وأولى خروجاً من خلاف العلماء، وإن كان معك جماعة فالأولى والأفضل أن تصلوا جميعاً ولا تصلوا مع المسبوق، وإن صليت مع المسبوق وجعلته إماماً لك فلا حرج في ذلك، على الصحيح، وصلاتك صحيحة إن شاء الله، لكن الأفضل والأولى لك أن تصلي وحدك لأن كثيراًَ من أهل العلم لا يرى حتى إمامة المسبوق الذي قام يقضي ما عليه، فإن صليت معه فلا حرج، كما لو دخلت مع إنسان يصلي وحده، وجعلته إماماً لك، وصليت معه فإنه لا حرج في ذلك، والجماعة مطلوبة.  
 
6-  إذا قمت لإكمال ما فاتني من الصلاة مع الإمام في صلاة جهرية كالفجر مثلاً، فهل أجهر بالقراءة أم أسر بها؟
الأفضل الجهر، لأن الصلاة الجهرية السنة فيها الجهر، لكنه جهر لا يؤذي من حوله من المصلين ومن المهللين، فيكون جهر خفيف لا يتأذى به من حوله من المصلين.  
 
7- إذا سلم بعض المأمومين تسليمة واحدة عن اليمين قبل الإمام سهواً، فهل تبطل صلاته؟
لا تبطل صلاته، لكن يسلم بعده، يسلم بعده ثانياً.  
 
8- إذا مسحت على الخف فقط، وأنا قد لبسته ولبست تحته جورباً، فلما أردت الصلاة خلعت الخف الذي مسحت عليه، وصليت في الجورب، فما الحكم في ذلك؟
إذا كان قد أحدث فلا يمسح حينئذٍ، لأنه خلع ما مسح عليه فبطل الوضوء، أما إذا كان لم يحدث بل خلعه وإنما مسح على الخف مسح وضوء نافلة، وضوء تطوع لم يحدث فيه، وإنما يجدد، إنما هو وضوء تجديد، لم يحدث فيه فإنه يمسح على الجورب الأخير الساتر إذا كان ساتراً، لأن طهارته التي لبس عليها لا تزال باقية، إذا كانت الطهارة باقية التي لبس عليها الجورب أو الخف، ثم توضأ وضوءً تجديداً على غير حدث بل لمجرد التجديد والنشاط فإنه يمسح على الجورب الذي لبسه على طهارة، أما إذا كان قد أحدث فإنه يخلع حينئذٍ ويجدد الطهارة ثم يلبس بعد إذا شاء. ثم يقول: ما الحكم إذا خلعهما جميعاً؟ إذا خلعهما جميعاً فإنه يبطل الوضوء إذا كان قد أحدث، أما إذا كان ما قد أحدث وعلى طهارته الأولى التي لبس عليها الجورب أو الخف فهو طهارته على حالها، صحيحة، ما يخل بها خلع الجورب والخف، لأنه لم يحدث. ثم يقول: هل يصح أن يمسح لفرضين أو ثلاثة، ثم يخلعهما عند النوم ويستأنف الطهارة من الغد؟ لا بأس، ما هو لازم يبقى فيها يوم وليلة، ما هو لازم، إذا لبس الخفين ومسح عليهما فرضاً أو فرضين ثم خلعهما لا بأس.  
 
9- هل يقرأ دعاء الاستفتاح في الفرض والنافلة، أم في الفرض فقط؟
السنة في الجميع، يقرأ دعاء الاستفتاح في الجميع، فرضاً أو في النافلة، هذا ظاهر الأحاديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.  
 
10- ما الحكم إذا سها المصلي عن سجدة في صلاته، سواء علم وهو في الصلاة أم لم يعلم إلا بعدها؟
إذا نسي سجدة بطلت الركعة التي ترك منها السجدة وقامت الثانية مقامها، فمتى ذكر يأتي بركعةٍ بدل الركعة التي ترك منها السجدة وسجد للسهو إذا كان إماماً، أما إذا كان مأموماً فإنه يقضي بعد تسليم إمامه يقوم يأتي بركعة بدل الركعة التي ترك منها السجود، ويكفيه ذلك، وتصح صلاته إن شاء الله في ذلك، لأنه فاتته ركعة بالمعنى، بسبب السجدة التي تركها، أما إذ كان إماماً أو منفرد فإنه يأتي بركعة بدل الركعة التي ترك السجدة منها، ويسجد السهو بعد ذلك، أما المأموم الذي نسي السجدة ولم يفطن لها إلا بعدما مضت الركعة بعد ما قام للركعة الثانية وشرع في القراءة فإنه إذا سلم إمامه يأتي بركعةٍ بدل الركعة التي ترك منها السجود، فإن ذكرها حين غيابه، رجع وسجدها وتمت صلاته من غير الحاجة إلى زيادة ركعة، إذا ذكرها في الحال حين قيامه إلى الركعة التي بعدها، أو بعد قيامه قبل الشروع في القراءة فإنه يرجع ويأتي بالسجدة وتجزئه ركعته، لكن لو نسي واستمر النسيان فإني يأتي بركعةٍ بعد ذلك، والأقرب والله أعلم أنه يسجد السهو لأنه صار كالمسبوق،يركع الركعة التي عليه، يسجد للسهو سجدتين لأن الصواب في هذا حكمه حكم المسبوق. وإذا لم يعلم إلا بعد الصلاة مثلاً، يعيد الصلاة؟ يأتي بركعة إذا كان الوقت قصير قريب، يأتي بركعة فقط ويسجد للسهو، أما إذا كان طال الفصل، عرفاً، نسي ولم يذكر إلا في اليوم الثاني أو الثالث أو بعد طول الفصل، المقصود إذا طال الفصل يعيد الصلاة كلها، يأتي بها كلها، يقضي الصلاة كلها.  
 
11- ما حكم رجل استلف قدراً من المال بنسبة مئوية، هل في هذا ربا أم لا؟
إذا اقترض شيئاً من المال بنسبةٍ مئوية، فائدة فهذا من الربا، إذا اقترض من أخيه مثلاً ألف ريال على أنه يرد عليه ألف وخمسين ريال مثلاً، فهذا ربا، أو اقترض مئة على أنه يرد مئة وريالين مئة وثلاثة فهذا ربا، لا خلاف في هذا بين أهل العلم، ولا يجوز له هذا، بل يرد رأس المال فقط، لا يلزمه إلا رأس المال.  
 
12- مشكلتي أنني طلقت زوجتي ثلاث طلقات عن النحو التالي: في بداية زواجنا سافرت إلى بلد آخر، وكتبت لي إحدى أخواتي بسوء معاملة زوجتي لوالدي، فأرسلت لها خطاباً بأنها مطلقة، وعند عودتي رأيت بأن هذا كذب، فقلت لها: أنت راجعة دون أن أعطيها نظير ذلك مالاً أو أن أحضر شخصاً يشهد على ردها، وبعد سنتين من المرة الأولى غضبت مني والدتي، وادعت أنني أقول لزوجتي أن تعاملها معاملةً سيئة، وبذلك غضبت فطلقت حتى يتحسن جو المعاملة بيني وبين والدتي، وأخيراً رأيت ظروف أولادي الصغار وقلت لها أنت راجعة، دون أن أعطيها مالاً أو أن أشهد، واتفقنا على ذلك، ثم حصل نقاش أسري أدى إلى خصومة الأسرتين وأغضبني الأمر، فطلقتها بعد إصرار والدي على أن أطلقها، فعند ذلك لم أتمكن من تركيز أعصابي وغضبت غضباً شديداً فطلقتها وانتهى الأمر، ولظروف أولادي الأربعة من هذه الزوجة، ولأنني لم أجد من يعولهم إذا أخذتهم منها، ولا أطمئن على حالهم عندها، فأنا أسأل الآن، هل يمكن أن أعيدها إلى عصمتي أم لا؟
تراجع فضيلة القاضي، مفتي البلد لديكم أو المحكمة أنت وولي المرأة حتى ينظر في الواقع على بصيرة وحتى يفتي فيه أو يحكم فيه على بصيرة، إن كان مفتي أو قاضي ينظر في الأمر تراجعه أنت والزوجة ووليها، وهو ينظر في الواقع في المرات الثلاث ويفتيكم إن شاء الله بما يتضح له. يعني لا بد من حضور الطرفين عند القاضي؟ قد يصدقونه وقد يكذبونه، لا بد أن يحضرون معه، تحضر المرأة ووليها معه عند المفتي أو عند القاضي حتى ينظر في كلامهم جميعاً.  
 
13- أنا شاب وأملك جهاز فيديو، وتعلمون أن هذا الجهاز لا يجلب إلا شر والعياذ بالله، مما يعرض فيه من أفلام ساقطة خليعة، ولعلمي بذلك فقد قررت بيعه مستعيناً بالله، فهل يجوز ثمنه، أم أن أهديه لشخص غير مسلم كمسيحي أو بوذي، أم أحرقه أم أتلفه، ماذا أفعل؟
لا شك أن الفيديو فيه خطر كبير على المسلمين بسبب الأفلام الخبيثة التي فيه فإذا كانت الأفلام كما أشار السائل رديئة، فالواجب إحراقها أو عمل ما يزيل ما فيها مما سجل فيها بأشياء طيبة لأنه بلغني أنه إذا سجل فيها شيء أزال ما قبله وسلم الشريط لصاحبه ينتفع به، فإذا أمكن أن يزال ما فيها من الشر بإملاء شيءٍ طيب وتسجيل شيء طيب فالحمد لله وإلا وجب إحراقها، وليس لك أن تبيعها، وليس لك أن تهديها لأن هذا من باب التعاون على الإثم والعدوان. هذا بالنسبة للأفلام؟ نعم، الأفلام. وأما الجهاز؟ أما الجهاز نفسه يباع، لأنه إذا فيه شر وخير، مثل الراديو وأشباهه.  
 
14- ما حكم من أطال ثوبه تحت كعبه، وجره من غير خيلاء ولا كبر، هل هذا حرام؟ خاصةً أن كثيرا من الناس لا يقصدون ذلك؟
جر الثياب، جر الملابس، منكر، مطلقاً، ولو زعم صاحبه أنه ما أراد الكبر، لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - نهى عن ذلك نهياً مطلقاً، وإذا كان عن كبر صار الإثم أعظم وأشد، والغالب أن هذا الذي يجر ينشأ عن كبر وعن تعاظم في نفسه، ولو زعم خلاف ذلك، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: (إياك والإسبال فإنه من المخيلة)، سمى الإسبال مخيلة، لأن الغالب على أهلها، الغالب على أهل الإسبال هو الخيلاء، وقال عليه الصلاة والسلام: (ما أسفل من الكعبين في الإزار فهو النار)، ولم يقل إذا كان عن تكبر بل أطلق رواه البخاري في الصحيح، وقال عليه الصلاة والسلام: (ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: المسبل إزاره، والمنان فيما أعطى، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب) رواه مسلم في الصحيح، ولم يقل إذا كان عن كبر، فدل ذلك على تحريم الإسبال مطلقاً، فجر الملابس تحت الكعب من سراويل أو إزار أو قميص أو بشت كله منكر، ولو زعم أنه ما أراد التكبر ولو كان في نفسه أنه ما أرد ذلك، الواجب عليه رفعها، لأن سحبها من وسائل الكبر، ومن وسائل تنجيسها وتقذيرها، وهو إسراف أيضاً، وتبذير وإضاعة المال بغير حق، فالواجب على المسلم أن يرفع ثيابه وملابسه كلها، حتى لا تكون أسفل من الكعب عملاً بتوجيه النبي - صلى الله عليه وسلم - وإرشاده عليه الصلاة والسلام، وأما ما يروى ما جاء في الحديث أنه قال لأبي بكر لما قال: إن إزاري يرتخي، قال: (لست ممن يفعل ذلك) يعني كبراً، فهذا ليس معناه الإذن في جر الملابس، لا، وإنما مراده - صلى الله عليه وسلم - أنه إذا استرخى منك أنت يا أبا بكر ليس من الكبر وإنما يغلبه، يسترخي منه فلا يضره ذلك، لأنه..... ثم يتلافاه فيصلحه فهكذا المؤمن إذا ارتخى ثوبه بخلل عرض له ثم تلافاه واجتهد في رفعه فلا يضره ذلك بخلاف الذي يتعمد سحبه، فإن هذا يحمله الكبر والخيلاء، أو مقاصد أخرى خبيثة، رديئة، ومهما أراد أو زعم أنه ما أراد الخيلاء فإن المظهر، مظهره خيلاء، مظهر كبر، ومظهر منكر فلا يجوز، وقد دلت الأحاديث على أن جنس هذا يسمى خيلاء وإن لم يقصد صاحبه ذلك، إياك والإسبال فإنه من المخيلة، هكذا جاء في حديث جابر بن..... وهو حديث صحيح.  
 
15- حصل خلاف بيني وبين إخوتي، فأقسمت بالله عدد ما في الأرض وعدد ما في السماء، وكررت ذلك، وأنا الآن أريد أن أصالحهم وأرجع معهم ولا أدري هل يكفي في هذا القسم كفارة واحدة، أم لكل قسم كفارة؟
تراجع المفتي في بلدك، تراجع المفتي أو المحكمة في بلدك، وينظرون في أمرك، مع ولي المرأة ووليها. هذا يا شيخ قسم خلاف فقط بينه وبين إخوانه فأقسم بالله عدد ما في الأرض وعدد ما في السماء أن لا يكلمهم، يعني ليس طلاقاً؟ يقول: اختلفت أنا وإخواني وغضبت منهم فأقسمت بالله عدد ما في الأرض وعدد ما في السماء وكررت ذلك أن لا أكلمهم ولا أدفع لهم مالاً ولكن الآن أنا ندمت وأريد أن أعود لهم فلا أدري كيف أكفر هذا القسم؟ عليك كفارة يمين فقط، ولو كررته مئة مرة، لأنه قسم على شيءٍ واحد، وهو عدم تكليمهم، فعليك أن تكفر عن ذلك كفارةً واحدة، وهي إطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم أو عتق رقبة، فإذا أطعمت عشرة، عشيتهم أو غديتهم، أو أعطيت كل واحد نصف صاع من التمر أو من الأرز كفى ذلك، وإن كسوتهم كفى ذلك، لأن مقصودك منعك معهم فإذا فعلت هذا كفى، سواء فعلته قبل الكلام أو بعد الكلام، لا أكلمهم! ماذا بعد لا أكلمهم؟! هو لا يكلمهم ولا يدفع لهم مالاً؟ كذلك إذا دفعت لهم مال كفارةً ثانية، كفارة على الكلام، وكفارة عن دفع المال، إذا دفعت لهم مالاً، تصير كفارتان، كفارة عن المال وكفارة عن الكلام. لكن قوله: عدد ما في الأرض وعدد ما في السماء؟ ولو؟ ما يضر. لو قال والله ثم والله، والله حتى لو كرر، شيء يحلف عليه واحد، على الكلام وعلى دفع المال. العبرة بالمحلوف عليه.  
 
16- قمت ببيع محصول زراعي بشكل جملة على ثلاثة بقالين، والمفروض أن يعطوني الثمن دفعة واحدة، إلا أنهم أعطوني كل واحد على حدة، وعندما ركبت السيارة وقمت بعد المال وجدت زيادة، ولما أخبرت السائق لم يأبه للتأكد، ولو رجع لأعطيتهم الزيادة، فأكلت الزيادة، فهل هي حرام أم حلال؟
نعم، عليك أن ترد الزيادة، وليس لك أن تأكلها إذا أعطوك الثمن وزاد الثمن فقد غلطوا، فعليك أن ترد الزيادة إليهم، إذا عرفتهم، فإن لم تعرفهم، وذهب عليك العلم بهم، بعد الاجتهاد تصدقت بها عنهم، للفقراء والمساكين، أما إذا عرفتهم فعليك أن تردها إليهم، أما بنفسك وإما برسول ثقة يذهب بها إليهم. يعني لا بد أن يعيد الزيادة؟ نعم. لأنها دخلت عليه بغير حق، غلطاً منهم.  
 
17- إن جدتي قد أرضعت إخوتي الأكبر مني فقط ولم ترضعني، والسؤال: ما هي حالة الحلال والحرام في هذه الحالة وما هو حظي من بنات أعمامي؟
ما دامت جدتك لم ترضعك، فلا حرج عليك أن تنكح من بنات أعمامك، لا بأس، وإنما إخوانك لا ينكحون منهم، إذا كان الرضاع خمس مراتٍ فأكثر في حال كونهم في الحولين، أما أنت فلم ترضع فلا حرج عليك أن تنكح من بنات عمك. يعني التحريم على الراضع فقط. نعم.  
 
18- قال الله تعالى في كتابه الكريم في سورة المائدة: (( يا أيها الذين آمنوا إنما الْخمْر والْميْسر والأنصاب والأزْلام رجْس منْ عمل الشيْطان فاجْتنبوه لعلكمْ تفْلحون))[المائدة:90] السؤال ما معنى الأنصاب والأزْلام؟
الأنصاب والأزلام، أنصاب شيء ينصب يذبح عليه المشركون ويتقربون لأصنامهم، للذبائح، والأزلام أشياء يقسمون بها، أشياء يقال لها السهام من أنواع الخشب يكتبون عليها افعل ولا تفعل والثالث غفل لا يكتب عليه شيء فإذا أرادوا أن يسافروا أو يفعلوا شيئاً عندهم فيه اشتباه أجالوها أعطوها أحد يخرجها واحداً واحداً أو هو نفسه يخرجها واحداً واحداً من محلها فإن خرج افعل نفذ وإن خرج لا تفعل ترك وإن خرج غفل اللي ما فيه شيء أعاد إجراءها خلطها ثم أعاد إخراجها فإن خرج افعل فعل وإن خرج لا تفعل ترك وإن خرج الغفل أعادها وهكذا، هذه سنة لهم وطريقة جاهلية فشرع الله سبحانه وتعالى لعباده بدل استعمال الأزلام صلاة الاستخارة فالمشروع للمؤمن إذا هم بأمر يشكل عليه كالزواج أو السفر أو ما أشبه ذلك صلى ركعتين يصلي ركعتين ثم يستخير الله جل وعلا ويدعو بدعاء الاستخارة المعروف الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم. والله ولي التوفيق. بهذا أيها المستمعون الكرام نأتي إلى ختام... 

649 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply