حلقة 302: كيفية الصلاة الصحيحة المشروعة عن النبي - صلاة الجمعة للمرأة - حكم الصلاة في أيام الحيض إذا زادت عن العادة - حكم ملاعبة الكلاب - حكم الصلاة مع نزيف الدم من الجرح - حكم عقد الولد لوليته مع وجود والده

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

2 / 48 محاضرة

حلقة 302: كيفية الصلاة الصحيحة المشروعة عن النبي - صلاة الجمعة للمرأة - حكم الصلاة في أيام الحيض إذا زادت عن العادة - حكم ملاعبة الكلاب - حكم الصلاة مع نزيف الدم من الجرح - حكم عقد الولد لوليته مع وجود والده

1- إننا لم نجد من يدلنا على أداء الصلاة الصحيحة، وقد تفضلتم سماحة الشيخ ووفقتم لها الطريقة الصحيحة المشروعة عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - في كيفية أداء الصلاة، ولا أشك أن لسماحة الشيخ بعض التعليقات على ما تقدم، ولاسيما وأن البعض يذكر أن للمرأة صورة معينة حين تؤدي صلواتها، وأيضاً بالنسبة للجمعة والجماعة بالنسبة للمرأة – أيضاً- لو تكرمتم سماحة الشيخ فأرجو أن تتفضلوا بتكملة ما بدأتموه؟

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهداه. أما بعد: فقد سبق بيان صفة صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - في حلقتين ووقفنا في الحلقة الثانية على ما يتعلق بالدعاء في التشهد الأخير من الصلاة، وسبق لنا أن الله جل وعلا شرع لنا على يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نقول في آخر الصلاة بعد قراءة التحيات نستعيذ بالله من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال، هذا مشهور للرجال والنساء جميعاً في الفرض والنفل ويستحب مع هذا أن يدعوا الإنسان بما تيسر لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما علم الصحابة التشهد قال: (ثم ليختر من الدعاء أعجبه فيدعوا) وفي لفظ: (ثم ليختر من المسألة ما شاء) وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعوا بهذه الدعوات: (اللهم إني أعوذ من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال). وقال لمعاذ: يا معاذ إن لأحبك فلا تدعن أن تقول دبر كل صلاة: (اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك). وثبت عن - صلى الله عليه وسلم - علي - رضي الله عنه - أنه كان يقول في آخر الصلاة قبل أن يسلم: (اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أسرف وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت). وثبت أيضاً في صحيح البخاري عن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول في آخر الصلاة: (اللهم إني أعوذ بك من البخل، وأعوذ بك من الجبن وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر وأعوذ بك من فتنة الدنيا ومن عذاب القبر). فهذه دعوات طيبة يشرع أن تقال في آخر الصلاة بعدما يقرأ التحيات والشهادة والصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - يأتي بهذه الدعوات التي ذكرنا، وفيما ذكرنا في آخر الحلقات السابقة. والخلاصة أنه يقول بعد الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - أعوذ بالله من عذاب جهنم. أو اللهم إني أعوذ من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال. وإذا زاد أدعية أخرى كما تقدم فذلك حسن مثل ما تقدم: (اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك). (اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت). وهكذا في الدعاء الآخر حديث سعد: (اللهم إني أعوذ بك من البخل وأعوذ بك من الجبن وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمل وأعوذ بك من فتنة الدنيا وعذاب القبر). وهكذا الدعاء لحديث عبد الله بن عوف في الصحيحين: (اللهم إن ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم). هذا علمه النبي - صلى الله عليه وسلم - للصديق - رضي الله عنه - وعبد الله بن عوف - رضي الله عنهما - إن الصديق - رضي الله عنه - قال: يا رسول الله علمني دعاءً أدعوا به صلاتي؟ قال: قل: اللهم إن ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم). وإذا كان الصديق يقال له هذا الدعاء فكيف بحالنا إذا كان الصديق وهو أفضل الصحابة - رضي الله عنه - ومشهود له بالجنة، ومع هذا يعلمه النبي يقول: (اللهم إن ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم). فنحن في أشد الحاجة إلى ذلك والله المستعان فينبغي الإكثار من هذا الدعاء قال أنس - رضي الله عنه - كان أكثر دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم -: (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار). ثم ينبغي أن يعلم أن المرأة كالرجل في هذه الأشياء قال بعض أهل العلم إن المرأة لها خصوصية وهذا لا دليل عليه، بل ما ورد من السنة يدل على أنه مشترك من الرجال والنساء فكما أن الرجل يقرأ الفاتحة وما تيسر معها من سور أو آيات فهي كذلك وكما أنه يرفع عند الركوع وعند الرفع منه وعند قيامه من التشهد الأول إلى الثالثة فهي كذلك ترفع يديها مثل الرجل وكما أنه يضع يديه على صدره هي كذلك تضع يديها على صدرها حال القيام في الصلاة، وكما أنه يقول: سبحان ربي العظيم في الركوع هي مثله ويقول في السجود سبحان ربي الأعلى هي مثله وتزيد مثل الرجل سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي، وتضع يديها في الركوع على ركبتيها مفردة الأصابع وتضع في السجود يديها على الأرض حيال منكبيها أو حيال أذنيها كالرجل، وتضع يديها في الجلوس بين السجدتين على فخذيها أو على ركبتيها كالرجل وتفترش رجلها اليسرى بين السجدتين وفي التشهد الأول وفي التشهد الأخير تتورك تجلس على مقعدتها وتجعل رجلها اليسرى تحت رجلها اليمنى على يمينها كالرجل سواء بسواء في هذه الأمور هذا هو الأرجح، وهذا هو المعتمد كما دلت عليه الأحاديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. كذلك هذا أمر معلوم إذا فرغ من الدعاء يسلم الرجل ونفس المرأة فيقول: السلام عليكم ورحمة الله عن يمينه والسلام عليكم ورحمة الله عن يساره هكذا كان النبي يفعل عليه الصلاة والسلام وهذا يستوي فيه الرجل والمرأة والفرض والنفل جميعاً ثم بعدما يسلم يقول: أستغفر الله ثلاثاً. اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام يقوله الرجل والمرأة أستغفر الله ثلاثاً اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام ثم ينصرف الإمام إلى الناس إذا كان إمام ينصرف بعد هذا ويعطي الناس وجهه ويقول بعد: (هذا لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير). وهكذا المأمومين يقول مثل هذا للرجال والنساء مثل ما يقول الإمام (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو على كل شيء قدير) جاء هذا تارة يقول يومياً وتارة لا يقول عليه الصلاة والسلام ثبت هذا وهذا فتارة يقول يحي ويميت بيده الخير وتارة لا يقول ذلك، والأمر واسع بحمد لله فيقول هذا: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) وتارة يزيد (يحي ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير لا حول ولا قوة إلا بالله. لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن. لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد). كل هذا مستحب بعد كل صلاة للرجال والنساء، ثم يشرع بعد ذلك أن يقول سبحان الله والحمد لله والله أكبر ثلاثاً وثلاثين مرة للرجل والمرأة سبحان الله والحمد لله والله أكبر ثلاثاً وثلاثين مرة بأصابعه يعقد بأصابعه ثلاثين مرة فيكون الجميع تسعاً وتسعين ثلاثة ثلاثين تسبيحة وثلاثاً وثلاثين تحيمدة وثلاثة وثلاث وثلاثين تكبيرة إذا قال سبحان والله والحمد لله والله أكبر ثلاثاً وثلاثين مرة كانت تسعاً وتسعين ثم يقول تمام المائة (لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير). قال النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا قالها غفرت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر. فهذا فضل عظيم خير عظيم والمعنى إذا قال هذا مع التوبة والندم والإقلاع لا مجرد الكلام فقط بل يقول هذا مع الاستغفار والتوبة والندم وعدم الإصرار على الذنوب، ويرجى له هذا الخير العظيم حتى ي الكبائر إذا قاله عن إيمان وعن صدق وعن توبة صادقة وعن ندم على الذنوب، فإن الله يغفر له كبائرها وصغائرها بتوبته وصدقه إخلاصه، ويقول بعد ذلك: اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ [(255) سورة البقرة]. هذا يقوله الرجل والمرأة بعد الفريضة جاء في الأحاديث - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (من قالها بعد كل صلاة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت). والحديث فيه كلام لأهل العلم، ولكن بعض طرقه صحيحة فالأرجح أنه ثابت وأن هذه القراءة مستحبة. وهذه الآية يقال لها آية الكرسي، وهي أعظم آية في كتاب الله هي أفضل آية وأعظم آية في كتاب: (الله لا إله إلا هو الحي القيوم). هذه يقال لها آية الكرسي، وهي أعظم آية وأفضل آية يستحب أن تقال بعد السلام بعد هذا الذكر. ويستحب أن تقال أيضاً عند النوم وهي من أسباب حفظ الله العبد من الشيطان فهي آية عظيمة ينفع الله بها العبد، وهي من أسباب دخول الجنة إذا قالها بعد كل صلاة في الفريضة بعد الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر وهكذا يقولها عند النوم وتكون من أسباب حفظه، فمن قالها يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (من قالها لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح). كذلك يستحب له بعد هذا أن يقرأ (قل هو الله أحد) والمعوذتين المصلي الإمام والمنفرد والمأموم بينه وبين نفسه (قل هو الله أحد) (قل أعوذ برب الفلق) (قل أعوذ برب الناس) مرة واحدة بعد الظهر والعصر والعشاء. أما بعد المغرب والفجر فيقول ثلاثاً يقرأ هذه السور الثلاث ثلاثاً (قل هو الله أحد) ثلاثاً (قل أعوذ برب الفلق) ثلاثاً (قل أعوذ برب الناس) ثلاثاً بعد الفجر والمغرب. ويستحب أيضاً بعد الفجر والمغرب زيادة أن يقول: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو على كل شيء قدير) عشر مرات زيادة بعد الفجر والمغرب جاء في ذلك عدة أحاديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - والله جل وعلا نسأل أن يوفقنا جميعاً للتأسي به - صلى الله عليه وسلم - والمحافظة على سنته والاستقامة على دينه حتى نلقاه سبحانه وتعالى. جزاكم الله خيراً. 
 
2- وردت بعض الأمور بودي أن نستفسر عنها لو تكرمتم حتى لا يكون هناك إشكال متوقع بالنسبة للجمعة والمرأة سماحة الشيخ إذا صلتها في بيتها.
الجمعة ليست واجبة على المرأة هي على الرجال وهكذا الجماعة ليست واجبة على المرأة بل هي على الرجال والسنة للمرأة أن تصلي في بيتها الجمعة وغير الجمعة في بيتها أفضل لها لكن إن صلت مع الناس أجزأتها الجمعة عن الظهر إذا كانت متسترة متحفظة متحجبة وتخرج من غير طيب فهذا لا بأس عليها لسماع الفائدة لسماع الخطبة سماع المواعظ لكن تكون حريصة على الحجاب والستر والبعد عن الفتنة وتكون في طريقها غير متطيبة تخرج بدون طيب متحجبة متسترة وتصلي مع الناس كما كان بعض النساء في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلين مع الرسول - صلى الله عليه وسلم - ولكنه قال: (وليخرجن تفلات). يعني بدون رائحة طيبة لئلا تفتن الناس ويكن غير متجملات بالخروج لئلا يفتن الناس أيضاً وقال - صلى الله عليه وسلم -: (وبيوتهن خير لهن) وبيوتهن أفضل في الفرض والنفل في جميع الأحوال. لكن لو صلت جماعة مع الستر والحجاب والعناية والبعد عن أسباب الشر، وعن الرائحة الطيبة الطيب فلا بأس بذلك وهكذا بقية الأوقات الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر لو صلت مع الناس بهذا الشرط شرط العناية بالستر والحجاب وعدم الطيب فلا بأس بذلك، ولكن مع هذا كله بيتها أفضل لها وأبعد لها من الفتنة. جزاكم الله خيراً.. إذاً أفهم مما تفضلتم به سماحة الشيخ أن المرأة لا جمعة عليها.. ليس عليها جمعة لكن لو صلت مع الناس جمعة أجزأتها وكفتها، كالمريض ليس عليه جمعة، ولكنه لو صلى جمعة أجزأتها. وكالعبد المملوك ليس عليه جمعة وإذا صلى مع الناس أجزأته. وهكذا المسافر لو صلى مع الناس أجزأته عن الظهر هو ما عليه جمعة المسافر لو مر بلداً وهو مسافر صلى معهم الجمعة أجزأته عنها. 
 
3- أختنا سماحة الشيخ تلفت النظر في مقدمة رسالتها حيث تقول حيث لم نجد أحداً يخبرنا ويهدينا إلى الصواب، ويبدو لي أن لسماحة الشيخ وقفة عند هذا بلد بأكمله لا يوجد فيه من يخبر أهله عن شيء من أمور دينهم لا بد لسماحة الشيخ أن يقول شيئاً؟
هذا على حسب علمها والذي نعتقده أنه يوجد في بغداد من الأخيار ومن طلبة العلم من يعلم هذا ويستطيع أن يوجه الناس إلى الصلاة الشرعية والوضوء الشرعي وغير هذا نعتقد أنه في بغداد أن شاء الله من يقوم بهذا لكن إن لم يكن عندها أو في حارتها أو حيها من يعلمها هذا، هذا المفروض بها والمعتقد أنها تسأل من حولها في حيها وحارتها ويتصل بها. سماحة الشيخ لعله من تحصيل الحاصل أن أنبه إلى السنة الحسنة التي اتبعتها الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد في المملكة، وهي إعلان التلفونات حتى يتصل الناس بمن يريدون استفتائه عن أمر من الأمور لعل استحسان هذا في الرئاسة أيضاً يجعله معمولاً به في جهات أخرى.. التلفون طيب لأن الناس يحتاجون لهذا في أوقات لا يتيسر لهم سماع برنامج نور على الدرب أو ما يتيسر لهم من إرسال السؤال أو ما أشبه هذا. فالحاصل أن يعلم الناس حاجات يحتاج فيها إلى تلفونات العلماء حتى يسألونهم.. إذاً هذا تدعونا إلى أن يكون سنة في كل بلدان المسلمين.. ونحن نعلن هذا. ينبغي أن تعلنوه للناس. ونحن نعلن الآن تلفون المنزل(453 ثم 4444). هذا بالنسبة لبيت الشيخ عبد العزيز ابن باز. والتلفون الآخر(4351421).  
 
4- تقول: إنها امرأة استعملت حبوب منع الحمل فتغيرت مدة العادة الشهرية لديها بدل خمسة أيام صارت عشرة أيام، هل يجوز لها ترك الصلاة في الخمسة الأيام الإضافية،
العادة تنتقل وتتغير من خمسة إلى ثمانية إلى عشرة وسبعة لا بأس إذا انتقلت العادة إلى هذا فلا تصلي ولا تصوم فإن العادة لا تنتقل وقد تكون العادة سبعاً فينقطع الدم لخمس وقد تكون العادة فيستمر إلى عشر فعليها أن تصلي إلى خمس عشرة إذا بلغت خمسة عشر، فمعظم الجمهور يقولون تكون استحاضة بعد ذلك ترجع إلى عادتها سبع وست المعروفة والباقي استحاضة تصلي فيه وتصوم تتوضيء كل صلاة تنستنجي بالماء تتحفظ بالقطن ونحوه وتصلي حتى تأتي العادة يعني دورة العادة المعتادة. 
 
5- وجدت أناساً من إخواننا المسلمين يستخدمون الكلاب المعادية غير المعلمة وذلك في مأكلهم ومشربهم، وأيضاً يركب الرجل في السيارة ويضع الكلب أمامه ويداعبه بيديه فوقفت أمامهم وقلت لهم إن هذا الكلب لا يجوز استخدامه لما فيه من النجاسة المغلظة، فأجابوا قائلين: إنه يوم ولد هذا الكلب أخذوه وغسلوه بالصابون والماء بعد ما كان نجساً وقد أصبح اليوم طاهراً، وقد استدلوا بأصحاب الكهف وكلبهم الباسط ذراعيه بوصيدهم كما وصفهم الله بقوله: (( وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ ))[الكهف:18] فما هو الحكم في هؤلاء؟ وهل يطهر الكلب بعد نجاسته،
ثبت عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: (من اقتنى كلباً إلا كلب صيد أو ماشية أو زرع فإنه ينقص من أجره كل يوم قيراطان). يعني من الأجر وهذا يدل على أنه ما ينبغي اقتناء الكلب ولا يجوز اقتناءه، بل ظاهر الحديث منع ذلك ما دام ينقص الأجر يحصل في أجره أن يقنص قيراطان هذا أمر خطير فهو يدل على كراهة ذلك أو تحريمه ومعلوم أن المؤمن ينبغي أن يبتعد عن كل ما ينقص أجره فلا يقتنى كلب إلا لغير ثلاث: إما لصيد وإما لماشية وإما لزرع إما أن يقتنيه لأجل الصيد وإما لحرس الماشية يكون مع الماشية يطرد عنها الذئاب إذا سمعوا صوته، فسمع البشر صوته قاموا وطردوا الذئاب أيضاً والذئاب تهاب صوتها إذا سمعت صوتاً تهاب لأنها تعلم أنه ينبه أهل الماشية. وهكذا الزرع يكون المزارع للتنبيه ما قد يرد عليها من سراق وبهائم وما أشبه ذلك، وما زاد على ذلك لا يقتنى فهذا الذي اقتناه وصار يحمله معه في السيارة فهذا قد غلط، وهو على خطر من نجاسته، وهو على خطر من نقص أجره الذي بينه النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه ينقص كل يوم من أجره قيراطان. فلا ينبغي أبداً اقتناءه لغير هذه الثلاث المصالح التي بينها النبي -عليه الصلاة والسلام- وتغسيله لا يطهره تغسيل الكلب ولو غسله كل يوم لا يطهره، نجس، نجس الذات مثل لو غسل الخنزير لا يطهر،فالخنزير لا يطهر والكلب لا يطهر بالتغسيل، فهو نجس ولو غسل بالصابون كل يوم هو نجس فلو ولغ في الإناء وجب غسل الإناء سبع مرات إحداهن بالتراب كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبع مرات أولاهن بالتراب). فالمقصود أن الكلب نجس، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام : (طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه كلب أن يغسله سبع مرات أولاهن بالتراب). فجعلها طهوراً، فدل ذلك على أنه نجس وأن هذا الماء إذا فعل سبع مرات يطهر الإناء، وكذلك ما يتعلق بكلب أهل الكهف هذا لا يدل على جواز اقتناء الكلاب فلعله اقتنوه للصيد أو لماشية عندهم، والأغلب أنهم كانوا يصيدون به ما يتقوتون به، فلا حرج في ذلك إذا حبسوا عندهم كلب وربوه وعلموه حتى يصيدوا به أو حتى يحمي المزرعة أو الماشية فلا بأس به كما تقدم، فلا يجوز حمله على أنهم اقتنوه للعلب أو لحاجات أخرى، لا، يحمل على محمل حسن لأنهم أهل خير وأهل استقامة وأهل طاعة ثم هذا شرع لمن قبلنا ليس شرع لنا هؤلاء قبلنا قبل بعثة النبي - صلى الله عليه وسلم - فلو قدر أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - نهى عن الكلاب لكان كلبهم ليس بشرع لنا لكن مادام شرعنا أجاز الكلب للماشية والصيد والزراعة فنحمل كلبهم على أنه كان عندهم لهذه من واحدة الأشياء، والله ولي التوفيق. جزاكم الله خيراً. 
 
6- كنت ذات يوم ألعب الكرة، وقد حدث أن جرحت رجلي جرحاً مؤلماً ودخل وقت الصلاة فتوضأت الوضوء الكامل غير أني لم أغسل مكان الجرح فكنت أصلي والدم ينزف مني، ودمت على ذلك خمسة أيام، فهل صلاتي صحيحة مع العذر، أم أنها غير صحيحة؟
الواجب في هذا أنك تجعل في هذا الجرح شيئاً يمسك الدم، خرقة تلفها عليه، أو مما أشبه مما يحبس الدم ويوقف الدم حتى تمسح على هذه الجبيرة، فإن لم يتيسر تيمم عن ذلك بعد الوضوء تتيمم عن ذلك، ويكفي محل الجرح، ولكن ربطه بلفافة أو جبيرة ثم تمسح عليه هذا الواجب لأنه هو الطريق المتبع فإذا لم تفعل ذلك فإن قضيت هذه فهو أحرى إن قضيت الأيام الخمسة التي فعلتها من دون مسح ولا تيمم فهذا هو الأحوط لك لأنك فرطت في هذا الأمر وهو أمر واضح إما بربط الجرح والمسح عليه وإما التيمم بعد ذلك لأنك تستطيع التيمم عن هذا الجرح الذي بقي محله ولم يغسل، والله ولي التوفيق.  
 
7- ما هو الحكم في رجلٌ استعقد عقد النكاح عن ولده بدون وكالة من ولده وبدون إذنه، علما بأن الولد يبلغ عشرين من عمره، وأيضاً كان الولد حاضراً أثناء العقد، فهل العقد صحيح أم انه باطل شرعاً،
لا يصح العقد إلا بإذن الزوج.. إما بتوكيل أو مباشرته ولو أنه والي إذا كان الزوج مكلفاً فإن الوالي لا يعقد له إلا بإذنه كما أنه لا يعقد للبنت البالغة تسعاً إلا بإذنها على الصحيح، فالرجل من باب أولى لا يزوجه إلا بإذنه إذا كان قد بلغ الحلم وهذا قد بلغ الحلم ولم يأذن فلا يكون الزواج صحيحاً إلا إذا كان قد أمضاه، بأن قال تزوج، لأنه حاضر، هذا يدل على أنه قد رضي بهذا، وقد أمضى والده في ذلك، جعله يتزوج عنه. فإذا كان قد فعل مع والديه شيئاً يدل على أنه سامح بذلك من كلمة مناسبة أو على شيء يدل على أنه موافق، وأنه يرضى أن يزوجه والده فالنكاح صحيح؛ لأن حضوره يدل على أنه راض بذلك. ولم يتكلم ولم يمنع. فالحاصل أنه إذا وجد من الولد ما يدل على إذنه لوالده وسماحه لوالده بالتزوج عنه فإنه صحيح. أما إذا كان الولد لم يتكلم ولم يقل شيئاً يدل على الوكالة والأذن، ولم يسأله أبوه عن شيء يدل على ذلك فإن هذا الزواج يجب إعادته إذا كانت الزوجة ترغب وهو يرغب. إذا كان الرجل يرغب والمرآة ترغب فإنه يجدد النكاح؛ لأنه صدر من غير زوج ولا وكيل. بارك الله فيكم سماحة الشيخ انتهى وقت هذه الحلقة.... 

569 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply