حلقة 426: طرق الوقاية من السحر، وكيفية علاجه - الحديث الذي ورد في التصبح بالتمرات السبع - أفضل الأدعية الجامعة التي تقرأ على المريض - قراءة الإنسان على نفسه - كيفية العلاج بالعسل والحبة السوداء وماء زمزم

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

26 / 50 محاضرة

حلقة 426: طرق الوقاية من السحر، وكيفية علاجه - الحديث الذي ورد في التصبح بالتمرات السبع - أفضل الأدعية الجامعة التي تقرأ على المريض - قراءة الإنسان على نفسه - كيفية العلاج بالعسل والحبة السوداء وماء زمزم

1- كيف يتقي الإنسان السحر قبل وقوعه؟ وما العلاج في ذلك؟

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد.. فإن المشروع لكل مسلم أن يتقي الشر بالتعوَّذات الشرعية التي شرعها الله لعباده، السحر وغيره، فهو مأمور بالتعوذ بالله ومن ذلك "أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق" ثلاث مرات صباحاً ومساء، ومن ذلك قوله: "بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم" ثلاث مرات صباحاً ومساء، كل هذا من أسباب العافية من كل سوء كما جاءت به الأحاديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، ومن ذلك قراءة آية الكرسي بعد كل صلاة وعند النوم هي من أسباب العافية أيضاً والسلامة، ومن ذلك قراءة (قل هو الله أحد) والمعوذتين صباحاً ومساءً ثلاث مرات من أسباب العافية من كل شر، وقراءة هذه السور الثلاث عند النوم مع النفث في الكفين عند النوم والمسح على الرأس والوجه والصدر كل هذا من أسباب العافية من كل سوء من السحر وغيره، وهكذا بقية الدعاء: "اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة" كما في الحديث يقول -صلى الله عليه وسلم-: (سلوا الله العافية في الدنيا والآخرة، فما وطئ أحدٌ خيرا وأفضل من العافية) أو كما قال عليه الصلاة والسلام، "اللهم إني أعوذ بك من الشر كله" "اللهم إني أعوذ بك من كل داء" "أعوذ بك من كل ما يسخطك" أو "اللهم إني أعوذ بك من كل ما يضرني" المقصود أن يتعوذ بالله من كل شر، لكن استعمال التعوذات الشرعية والأدعية الشرعية يكون أفضل.  
 
2- ماذا ورد في أكل التمرات السبع؟ وهل هي من نوع مخصص؟
هذا أيضاً من العلاج، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من تصبح بسبع تمرات من عجوة المدينة لم يضره سحر ولا سم) وفي لفظ: (مما بين لابتيها) يعني من تمر المدينة كله مما بين لا بتيها، لم يضره سحر ولا سم، ويرجى في بقية التمر كذلك، يرجى من بقية التمر إذا تصبح بسبع تمرات أن الله ينفعه بذلك أيضاً.  
 
3- ما أفضل الأدعية الجامعة في القراءة على المريض, وأيضاً ما هي الآيات الواردة في ذلك؟
من الأدعية الجامعة الواردة قوله -صلى الله عليه وسلم-: (أذهب البأس رب الناس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاءك شفاءً لا يغادر سقماً) هذا من أجمع الدعاء وأصح الدعاء (أذهب البأس رب الناس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاءً لا يغادر سقماً) ومن ذلك: (بسم الله أرقيك، من كل شيء يؤذيك، ومن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك، بسم الله أرقيك) كما رقى جبرائيل النبي بهذا في رقيته الأخيرة، ومن ذلك: "اللهم اشفه وعافه" "نسأل الله لك الشفاء والعافية" الدعاء.  
 
4- ما رأيكم في قراءة الإنسان على نفسه؟
ينفث على نفسه كما نفث النبي على نفسه، من أسباب العلاج التام النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يرقي نفسه عند النوم عليه الصلاة والسلام، ولما مرض واشتد عليه الأمر وعجز عن ذلك صارت عائشة تأخذ بيديه وترقيه في يديه، وتمسح بيديه وجهه عليه الصلاة والسلام.  
 
5- ذكر العلاج بالحبة السوداء والعسل وماء زمزم, كيف يكون ذلك يا شيخ؟
شرب ماء زمزم والعسل الذي يستعمله في أكله في شرابه كله من أسباب الشفاء، والحبة السوداء ذكر الأطباء كيفية استعمالها كالقيم رحمه الله في (زاد المعاد) كيفية استعمالها، أما الشراب زمزم واستعماله أصلاً هو ميسر والحمد لله في أكله وشربه. 
 
6- (ماء زمزم لما شرب له) كيف يكون ذلك سماحة الشيخ؟
حديث ضعيف، لكن أصح منه قوله -صلى الله عليه وسلم-: (إنها مباركة وإنها طعام طعم وشفاء سقم) هكذا جاء الحديث الصحيح: (إنها مباركة وإنها طعام طعم وشفاء سقم) ويروى عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (ماء زمزم لما شرب له) لكن سنده ضعيفاً.  
 
7- ما حكم الشرع في نظركم في كذب أحد الزوجين على الآخر إذا كان فيه مصلحة لهذه الأسرة؟
تقول أم كلثوم بنت عقبة ابن أبي معيط -رضي الله عنها-: (لم أسمع النبي يرخص في شيء من الكذب إلا في ثلاث: الحرب، والإصلاح بين الناس، وحديث الرجل امرأته والمرأة زوجها) رواه مسلم في الصحيح، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- رخص بكذب الرجل على امرأته والمرأة على زوجها إذا كان فيه إصلاح إذا كان لا يضر أحداً بل ينفع ولا يضر، إذا كذب عليها لمصلحة تتعلق بها وبأهلها أو كذبت عليه لمصلحة تتعلق به وبأهله لا تضر أحداً هذا طيب لا بأس به، تقول: أهلك يحبونك ويثنون عليك ويحبون لك أن تكون صدوقاً في كلامك ويحبون أنك تحافظ على الصلاة في جماعة، يحبون أنك تكون طيب الكلام معهم طيب البشر ويثنون على خدماتك لهم حتى تشجعه طيب، وهو يقول لها كذلك: أني سوف لا أتزوج عليك، وسوف أجتهد فيما ينفعك، وسوف أوصي أهلك بك خيراً بكلماتٍ تنفعها وتسرها.  
 
8- هل يجوز أن ينوي الإنسان بالحج والعمرة, أن ينوي في نفس الوقت بالحج له, والعمرة ينويها لوالدته؛ نظراً لأن الوالدة ضعيفة السمع والبصر, ولا تستطيع أن تؤدي العمرة؟
نعم، لا حرج إذا أراد الإنسان أن يحج عن نفسه ويعتمر عن أمه أو أبيه، أو العكس يعتمر عن نفسه ويحج عن أمه وأبيه لا بأس إذا كانت أمه ميتة أو أبوه ميت أو عاجزين، لكبر السن أو لمرض لا يرجى برؤه وقد حج عن نفسه وقد اعتمر عن نفسه مأجور، هذا من البر والصلة، من البر أن يحج عن أبيه الميت أو العاجز، ومن البر أن يحج عن أمه العاجزة أو الميتة، أو يعتمر عنهما، كل هذا من البر، إذا كانا ميتين أو عاجزين لكبر السن أو لمرض لا يرجى برؤه، كل هذا رخص فيه النبي -صلى الله عليه وسلم-.  
 
9- هل يجوز للزوجة أن توكل زوجها لرمي جمرة العقبة, وهل عليها هدي في ذلك؛ نظراً للزحام ومعها أطفال في ذلك الوقت؟
نعم، إذا كانت عاجزة لها أن توكل زوجها أو غيره، توكل ثقة يرمي عنها إذا كانت ضعيفة لا تستطيع الزحام، أو كبيرة السن لا تستطيع، أو عندها أطفال ما تستطيع تتركهم، توكل زوجها إذا كان ثقة أو غيره من الثقات يرمي عنها ولا حرج.  
 
10- هل على المتعجل في رمي الجمرات هدي إذا سافر يوم الحادي عشر من مكة؟
لا يجوز لأحد أن يسافر قبل الرمي يوم الثاني عشر، التعجل يكون في الثاني عشر، فليس لأحد أن يتعجل قبل الثاني عشر، فإذا رمى الجمرة يوم الثاني عشر له أن يتعجل، يطوف للوداع ثم يسافر، أما أن يتعجل في يوم الحادي عشر، لا، أو في صباح الثاني عشر، لا، التعجل يكون في اليوم الثاني عشر بعد الرمي بعد الزوال، ثم إذا رمى بعد الزوال يذهب إلى مكة ويطوف طواف الوداع إذا كان طاف طواف الإفاضة يطوف طواف الوداع، ثم يسافر إذا أحب، وإذا كان ما طاف طواف الإفاضة يطوف طواف الإفاضة، طواف الحج، ويسافر يكفيه عن طواف الوداع، إذا كان بعد الرمي في اليوم الثاني عشر أو في اليوم الثالث عشر، وإذا طاف طوافين طواف الحج وطواف الوداع كان أكمل وأفضل. المقدم: سماحة الشيخ: الذي سافر يوم الحادي عشر ماذا يلزمه؟ الشيخ/ يلزمه دمان: دمٌ عن ترك الرمي، ودمٌ عن ترك الوداع؛ لأن الوداع ما هو في محله، راح في غير محل الوداع، ودمٌ ثالث إذا كان ما بات ليلتي إحدى عشرة واثنا عشرة في منى؛ لأن المبيت في منى ليلة إحدى عشرة واثنا عشرة واجب إذا قدر، إذا استطاع أن يبيت في منى وجب عليه في ليلة الحادي عشر والثاني عشر، ويجب عليه أن يرمي الجمار الحادي عشر والثاني عشر، ثم الوداع بعد ذلك، فإذا ترك واحداً من هذا ما بات ليلتين أو ما رمى الجمار يوم الثاني عشر، أو وادع قبل رمي الجمار في الثاني عشر، أو خرج ولم يوادع فعليه عن كل واحدة دم، عن طواف الوداع دم إذا تركه، وعن ترك الرمي يوم الثاني عشر دم، وعن ترك المبيت في ليلتي إحدى عشرة واثنا عشرة دم.  
 
11- امرأة أصيبت بعين لجمال شعرها, وأصبح الشعر الطويل يؤذيها؛ ففي كل شهر تضطر أن تقصه إلى بداية رقبتها تحت الأُذن, ما حكم هذا القص؟ وماذا تفعل حفظكم الله؟
إذا دعت الحاجة إلى هذا لا بأس في القص، أمهات المؤمنين زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم- لما توفي -صلى الله عليه وسلم- قصصن من رؤوسهن، خففن منها؛ لكلفة التعبة في مشطها وكدها ونحو ذلك، فإذا قصت منه لمصلحة إذا كان يؤذيها ويضرها فلا حرج، لكن لا تقصه للتشبه بالرجال أو للتشبه بالكافرات، لا، إذا قصت من رأسها للمشقة للتعب فلا بأس.  
 
12- ما حكم ضرب الأطفال الذين دون سن العاشرة على أي أمر يفعلونه؟ وما توجيهكم لذلك؟
للوالد والوالدة تأديب الأطفال إذا رأيا ذلك، ولو كان دون العاشرة، ولو كان دون السابعة، إذا رأى أن يؤدب ولده ذكراً كان أو أنثى لا بأس، لكن بالشيء الذي يناسبه لا يضره، تأديب خفيف ينفعه ولا يضره، إذا كان يتعدى على إخوانه الصغار، إذا كان يعبث في البيت عبثاً يؤذي أو ما أشبه ذلك يؤدب بضربات خفيفة، أو بالكلام الشديد الذي يردعه، أو بضربات خفيفة أو منعه من بعض حاجته التي يريدها حتى يتأدب، من الأم والأب ومن أخيه الكبير إذا ما كان عنده أب ولا أم، أو من عمه أو من خالته على حسب حاله، يعني ممن يربيه ويقوم عليه، له أن يؤدبه سواءٌ كان أم أو أب أو خال أو خالة أو أخ كبير على حسب الحال، فالذي يربيه ويقوم عليه له أن يؤدبه بالشيء الذي لا يضره، شيء خفيف لكن يحصل به النفع. 
 
13- ما حكم لبس القصير بالنسبة للمرأة أثناء وجود المحارم من أب وعم إلى غيرهم, ويكون هذا القصر بمقدار شبر من فوق الكعب؟
الأفضل أن تكون محتشمة، هذا هو الأفضل لها، وإلا ساقها ما هو بعورة بالنسبة لمحرمها أخيها وأبيها هكذا رأسها ليس بعورة، لكن كونها تحتشم وتستر ساقها ورأسها ولا تبدي إلا الوجه والكفين يكون هذا أفضل وأبعد عن الخطر؛ لأن بعض المحارم قد يكون لا خير فيه، فإذا تسترت واحتشمت في ساقيها وستر رأسها وذراعيها كان ذلك أكمل وأحوط، أبعد عن الشبهة. 
 
14- شخص أخذ من مال أبيه دون علمه لضرورة دعته إلى ذلك العمل, ثم رد هذا المبلغ بعد فترة من الزمن من غير علمه أيضاً، ما حكم ما فعله؟
الواجب أن لا يأخذ من ماله إلا بإذنه، إلا إذا كان قصر في النفقة، إذا كان أبوه الذي ينفق عليه وهو عاجز ما عنده شيء وأبوه هو الذي ينفق عليه له أن يأخذ من ماله ما يحتاجه في النفقة من غير إسراف، من طعام أو نقود أو كسوة من غير إسراف، إذا كان والده بخيلا يقصر فله أن يأخذ ما يكمِّل النفقة، أما أن يأخذ أموال زيادة على هذا لتجارته أو لأسباب أخرى، لا، ليس له أن يأخذ إلا بإذنه؛ لأن أموال الغير محرمة على المسلم، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه) ليس لإنسان أن يأخذ مال أخيه إلا بحقه، ولو زعم أنه سيرده ولو أنه على سبيل القرض إلا بإذنه، لكن إذا كان يتعلق بطعامه وشرابه وكسوته ولأن أباه كان مقصر في سد حاجته فله أن يأخذ بقدر حاجته، في ملبسه ومأكله ومشربه، والزوجة لها أن تأخذ إذا قصر عليها، لها أن تأخذ قدر حاجتها من دون زيادة، والدليل على هذا ما ثبت في الصحيحين عن هند بنت عتبة بن ربيعة زوجة أبي سفيان ابن حرب أنها قالت: ( يا رسول الله إن أبا سفيان رجلٌ شحيح لا يعطيني من النفقة ما يكفيني ويكفي بنيِّ، فهل علي من جناح إن أخذت من ماله بغير علمه؟ فقال النبي عليه الصلاة والسلام: (خذي من ماله بالمعروف ما يكفيك ويكفي بنيك) (خذي من ماله بالمعروف ما يكفيك ويكفي بنيك) يعني ولو بغير علمه. 
 
15- بأنه نزل أثناء وجودهم في المدرسة مطر غزير, فاستدعى الأمر أن يدخلوا في مسجد المدرسة, تقول: وهي حائض, فدخلت معهم, هل عليها شيء؟ وهل المسجد في المدرسة يأخذ حكم المصلى؟
إذا دخلت المرأة الحائض أو النفساء المسجد للضرورة فلا بأس، كأن تخشى على نفسها إذا كانت خارج المسجد للضرورة، أو لأسباب أخرى اضطرتها إلى ذلك فلا حرج، أما مسجد المدرسة إذا كان مصلى ليس له حكم المساجد، إذا كان مصلى في المدرسة لها أن تجلس فيه لأنه ليس له حكم المساجد، المصلى في المدارس ليس له حكم المساجد، فللحائض والنفساء أن تجلس في المصلى لسماع الخطبة أو سماع الدرس أو الفائدة.  
 
16- ما حكم لمس المرأة الحائض للمصحف إذا وجدته في الأرض وليس معها حائل ورفعته؟
الظاهر لا حرج إن شاء الله؛ لأن هذا من تعظيم المصحف، إذا وجدته في الأرض يخشى أن يطأه الناس، لكن إذا تيسر أن يكون من وراء حائل من وراء خمارها أو طرف ثوبها يكون هذا أحوط، تأخذه بشماغ أو بخرقة أخرى بين يديها وبين المصحف فهذا أفضل حتى تضعه في المحل المناسب.  
 
17- أسأل عن حكم استخدام أدوات التجميل الكثيرة التي توضع لكل جزئية من أجزاء الوجه؟
التجميل لا بأس به إذا كان شيئاً ما يغير خلقة الله مثل حناء مثل كحل للعين مثل الدائرة في الشفة أو ما أشبه ذلك، الشيء المستعمل المعتاد الذي لا حرج فيه ولا نجاسة فيه لا بأس، التجمل بين النساء وبين زوجها لا بأس بذلك، إذا كان ليس فيه محذور، أما إذا كان فيه محذور مثل الوشم، الوشم منهي عنه والرسول لعن الواشمة والمستوشمة، ومثل قص الحواجب أو نتف الحواجب هذا منكر، أو استعمال شيء نجس لا يجوز استعماله، أو ما أشبه هذا، أما إذا كان تجمل بشيء مباح مثل الكحل مثل صبغ الشفاة باليرمة، وأشباه ذلك شيء مباح لا حرج فيه.  
 
18- هل يجوز الكذب خوفاً من العين, كأن تقول الفتاة: بأن تقديرها جيد جداً في نتائج الامتحانات, وتقديرها ممتاز في الشهادة خوفاً من العين؟!
لا تكذب، هذا كذب، تبين الواقع ولا حرج والحمد لله، وتعتمد على الله ولا يضرها، تعتمد على الله وتقول: "أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق" وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ.. (3) سورة الطلاق، لا يضره، تترك الهواجس بالعين وما العين، الإنسان يسأل ربه يقول: "أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق" صباح ومساء ثلاث مرات، ولا يضره شيء، والحمد لله.  
 
19- هل الصبر على ما يحزن الإنسان ويكدر من حياته يكون له أجر وثواب, والرفعة في الدرجات؟
نعم ، الصبر على المصائب قربة إلى الله جل وعلا، الله يقول: (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) (155-157 البقرة)، ويقول سبحانه: ..وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (46) سورة الأنفال، ويقول جل وعلا: ..إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ (10) سورة الزمر، ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (عجباً لأمر المؤمن وإن أمره كله له خير، إن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له، وإن أصابته سراء شكر فكان خيراً له) فإذا أصاب المرأة أو الرجل هموم أو غموم من دين أو من عداوة أحد أو من عداوة والديه أو من جيرانه وصبر ولم يفعل إلا الخير فله أجر عظيم، وهكذا إذا صبر على الأمراض والأحزان موت قريب كل ذلك فيه الخير العظيم والفضل الكبير.  
 
20- كيف نجمع بين الحديث الذي فيما معناه: بأن "من ستر على مسلم ستره الله يوم القيامة", وبين فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟
تأمره وتستر عليه، إذا رأيته يتعاطى ما حرم الله من خمر أو نحوه تستر عليه، ما تقول: رأيت فلان يشرب الخمر! تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر تنصحه توصيه بالخير ولا تفضحه عند الناس، إلا إذا هو فضح نفسه فيشرب الخمر عند الناس فضح نفسه، من أعلن المعاصي ما له غيبة، هو الذي فضح نفسه، لكن إذا كان يتستر في بيته ورأيته صادفته لا تكشف ستره، لا تعلن أمره، يقول النبي: (من ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة) لكن تنصحه تأمره بالمعروف تنهاه عن المنكر ولا تفضحه.  
 
21- أريد السعادة ولكن أين الطريق الموصل إليها؟ مع العلم أني قد بدأت والحمد لله في الاستقامة على شرع الله, وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم, وجهوني يا سماحة الشيخ؟
السعادة طريقها واضح، من أراد السعادة فعليه بأسبابها، وأسبابها طاعة الله ورسوله وصحبة الأخيار، والبعد عن صحبة الأشرار، والصبر على المصائب، والشكر عند النعم، هذه السعادة: أن تكون صبوراً على طاعة الله صبوراً عن معاصي الله، شكوراً عند النعم، بعيداً عن صحبة الأشرار، قريباً من صحبة الأخيار، مكثراً من ذكر الله عز وجل والدعاء، هذه السعادة، من أراد السعادة فعليه بطاعة الله ورسوله، والاستقامة على دين الله وصحبة الأخيار، والصبر على مر الأقدار، والشكر عند النعم، هذه السعادة في الدنيا والآخرة، والله المستعان.  
 
22- ما حكم ركوب امرأتين أو أكثر مع سائق النقل بدون محرم؛ وذلك للضرورة, مع كونهن متحجبات ومتسترات بالحجاب الشرعي, وذلك مثل نقل مدرسات أو طالبات؟
إذا كان الركوب مع السائق في غير سفر في البلد فلا بأس، إذا كنَّ ثنتين أو أكثر لا حرج، المحرم الخلوة إذا كانت واحدة، أما إذا كانت ثنتين أو ثلاث أو أكثر وليس هناك تهمة فلا حرج في ذلك، أما السفر، لا، لا تسافر إلا مع محرم، والواحدة لا تركب مع السائق الأجنبي ولو في البلد؛ لأن هذه خلوة، والرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: (لا يخلون رجلٌ بامرأة فإن الشيطان ثالثهما).  
 
23- هل يجوز للمرأة أن تجلس مع حماها إذا اضطرت إلى ذلك, وتكون هذه المرأة متغطية وعليها الحجاب الذي يغطي الرأس وجميع جسمها؟
نعم، لها أن تجلس مع أخي زوجها، وعم زوجها إذا كان معهما ثالث بدون شبهة، أما أن تخلو بعم زوجها أو بأخي زوجها، لا، ما يجوز لها الخلوة، الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا يخلون رجلٌ بامرأة إلا ومعها ذو محرم)، لا يجوز لها الخلوة، لكن إذا جلست مع أخي زوجها أو عم زوجها بحضرة أبيها بحضرة أمها بحضرة أخواتها لا بأس، المُحرَّم الخلوة. 
 
24- ما رأي سماحتكم -حفظكم الله ورعاكم- فيمن فعل ذنوب كثيرة, وارتكب الكبائر منذ صغره, ثم تاب إلى الله توبة نصوح, هل له من توبة؟ وهل إذا تاب وأحسن العمل هل تمحى جميع ذنوبه السابقة؟ أم أنه لا بد أنه يحاسب عليها مأجورين.
متى تاب العبد توبة صادقة نصوحاً من جميع سيئاته غفرها الله له، حتى ولو كانت شرك، لو تاب توبةً صحيحة صادقة نصوحاً بالندم والإقلاع والعزم على أن لا يعود وأتبعها بالعمل الصالح فله أجر عظيم، والله يمحو سيئاته ويبدلها حسنات جل وعلا، قال تعالى : وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى. وقال جل وعلا: والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما، يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا، إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيما. مع التوبة يبدل الله سيئاتك حسنات، إذا تاب توبةً صادقة من الشرك، من الزنا، من شرب المسكر، من العقوق، من القتل، من غير هذا إذا تاب توبة صادقة ندم ندماً صادقاً وعزم أن لا يعود في المعاصي واستقام على طاعة الله، غفر الله سيئاته وأبدلها حسنات سبحانه وتعالى.

641 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply